ككُلّ المساءاتِ العابرةِ
دونَ ذكرى أو أثر يُذكر..
تجلسُ الطبيعةُ على كرسيّها
الذي
من خشب الكمنجاتِ
وتنتظرُ.
أنا لستُ أنا
الطائرُ كذلكَ،
ومن حولنا الزهرةُ
والنسيمُ الطفلُ.
في الطريقِ المؤدّيةِ إلى الغصن الأخضر
يفقدُ الناظر حواسه،
وما أنْ يلوح الفجر، كرايةٍ بيضاء
يشتمُّ رائحةً/ ليستْ غريبةً..
أنفاسُكِ.
8 قصائد حُب مُتأخّرة
-1-
كطائرٍ لا عشّ له
أو كأنشودةٍ خرساء،
بعينٍ واحدةٍ
أو دونَ قلبٍ، ورغمَ اللهفةِ..
ها أنا ذا أنادي عليكِ.
-2-
صباحاً
والوردُ، نائماً، لا يزالُ..
مثلما أُغنية بعيدة
أسمعُ صوتكِ.
-3-
لا أستطيعُ السماءَ
ولا العشبَ،
ولم يعدْ بإمكاني
المزيد من البحرِ..
كبيتٍ مهجورٍ
أُردّد اسمكِ:
أنْ عودي.
-4-
ليستِ القذيفةُ
التي
بقرب سريري، كمزهريّةٍ،
ولا الرصاصُ الطائشُ
كمُفَرقعاتِ رأس السنةِ
(تذكرينها دونَ شكٍّ)
– من أردتْني-..
بل مدية الحنينِ إليكِ.
-5-
لا تنظُري كما يرنو المُسَرْنَمُ،
ولا تذهبي بعيداً في الغيابِ..
الحياةُ- مُجرّد- حقل ألغامٍ،
الحياةُ
التي
من حبٍّ وتراب.
-6-
كيفَ إذن، تقرأينَ الحبَّ ؟
كمن، في الحصّةِ الأولى، يتهجّى الألفباء:
حاء
باء.
أو كمن يصرخ ملء حياتهِ:
ري
مي
فا.
-7-
صَمتُكِ..
أيّة أُغنيةٍ قفقاسيّةٍ بريئةٍ ؟
أيّة حنجرةٍ تصدحُ ؟
أيّة آلات وتريّةٍ تُعْزَفُ دونَ ريشٍ ؟
أيّ ناي تعبثُ به الريحُ ؟.
-8-
ماذا بعدُ ؟
ماذا بعدُ ؟
والكونُ خاتمٌ في إصبعكِ،
الكونُ
الذي
لك وحدكِ.
—————————————
عماد الدين موسى