بعد إعادة التحقيق معنا في فرع التحقيق الكائن في إدارة المخابرات العامة في كفر سوسة، عادوا بعد أسبوعين وجمعونا مرة أخرى بنفس الطريقة السابقة، لكنهم هذه المرة حشرونا جميعا في سيارة الصفيح المغلقة، دون أن ندري إلى أين ستمضي بنا. كان مساء دمشق ساجيا وعميقا تبلله رطوبة خفيفة، بينما راحت السيارة تصعد بنا جبلا مرتفعا، تقطعه الحواجز العسكرية المكثفة، مما جعلنا نوقن أنه الجبل الذي كان يتربع على قمته سجن المزة العسكري، الذي طالما لاح لنا من بعيد كقلعة بالغة الجهامة والرهبة، بلونه الرمادي الذي يوحي بالأسى والكآبة، ناهيك عن سمعته السيئة تاريخيا، والتي اكتسبها على مدى عقود طويلة من تاريخ سوريا الوطني والسياسي، بوصفه رمزا للقمع والإرهاب والتعذيب، الذي طالما مارسته سلطة العسكر طوال تاريخ سوريا الحديث، ومن قبلها المستعمر الفرنسي. عندما أنزلونا من الصندوق الحديدي المغلق للسيارة، كان كل شيء أمامنا يوحي بالرهبة والوحشة… الدرجات الحجرية التي كان علينا أن نعبر فوقها، والممر الطويل الذي كان يلي الباب الواسع والقديم بأضوائه الباهتة، وصراخ الجنود وكرابيجهم التي راحت تنهال على أجسادنا، ونحن نصطف في رتل طويل في الباحة الخارجية للسجن. أدخلونا إلى غرفة واسعة وقديمة، وبدأوا بتوزيعنا على ثلاثة صفوف، كان على العسكريين منا- وأنا كنت واحدا منهم، إذ لم أكن عند اعتقالي قد انهيت خدمة العلم- أن يكونوا في المقدمة. استرقت نظرة خاطفة إلى المكان، الذي كان يعج بالجنود المتأهبين بكابلات الكهرباء الثخينة، التي كانوا يلوحون بها في الهواء، فأدركت فظاعة المشهد الذي ينتظرنا. قبل أن ينتهوا من ملء الاستمارات الخاصة بكل سجين، وتسليم الأمانات بدأوا باقتياد السجين الأول منا نحو الباحة الخارجية، فقد كانوا متحمسين لبدء حفلة الاستقبال، وسرعان ما راحت الكرابيج تنهال عليه بعد أن وضعوه في الدولاب، الذي كان مركونا في زاوية الساحة. أخذ الصراخ الدامي يمزق سكون الليل من حولنا، ويتردد صداه في جنبات المكان وفي أعماقنا الحزينة مدة طويلة من الزمن، ثم تكرر المشهد مع السجين الثاني. كان صراخهم العنيف يضفي حالة من الرعب والعذاب النفسي الرهيب، ولذلك ما أن حاولوا سحب السجين المجاور لي نحو الساحة المجاورة، حتى وجدتني اندفع مسرعا بدلا منه نحو الساحة الخارجية، لكي أضع حدا لهذا العذاب النفسي الفادح، وانتهي من هذا الكابوس، بعد أن أيقنت أن حفلة الاستقبال الوحشية لابد منها، وهكذا وجدتني أتلقى عشرات الصفعات والكرابيج، حتى وصولي إلى مكان الدولاب، الذي كان علي أن أنزل فيه بسرعة، لأجدني وقد انقلبت معه على ظهري، وصارت ساقاي وقدماي في الأعلى، وسرعان ما راحت كرابيجهم تنهال على قدميَّ وساقيِّ بغزارة عجيبة. كانوا ثلاثة جنود يحيطون بي من الجانبين والخلف، لكي أبقى في مرمى كرابيجهم حيثما تحركت. حاولت عبثا أن أفلت من غزارة الكرابيج التي كانت تتساقط على القسم السفي الظاهر من جسدي، خارج الدولاب، لكنهم كانوا يحيطون بي من كل مكان، ويتبارون فيما بينهم في شدِّة الضرب، والطريقة التي يجعلون بها الكابل يلتف على قدم السجين لزيادة نسبة الإيذاء والألم. استمرت حفلة التعذيب(وتسمى في السجن حفلة الاستقبال) مدة طويلة، لكنني ما أن خرجت من الدولاب مدمى القدمين والساقين حتى راحوا يكيلون الصفعات لي، ويلاحقونني بالكرابيج حيثما تقع على جسدي، بينما كنت أحاول أن التقط حذائي عن الأرض. أدخلوني إلى مهجع طويل كان السجناء فيه بسحنهم الداكنة وصمتهم الثقيل، يتوزعون على جانبي الممر، بينما راحت عيونهم تتفحصني وتحاصرني بنظراتها. كان اثنان من زملائي قد سبقاني في الوصول إلى المهجع، لكن الصمت المخيم منعنا حتى من الاقتراب من بعضنا البعض. واصلت الهرولة داخل المهجع في محاولة لمنع انحباس الدم في القدمين والساقين، كيلا تتورم القدمان، وهو ما تعلمته بعد مرحلة التحقيق الأولى، دون أعير تلك العيون التي كانت تلاحقني أي اهتمام، في حين كان زميلاي الآخران يتكومان على نفسيهما من الألم في أرضية الممر، الذي كان يتوسط مصطبتين مرتفعتين، كان سجناء المهجع يتكومون فوقهما. طالت مدة الاستقبال، لكنهم بعد السجين العاشر أغلقوا باب المهجع، وراحوا يوزعون البقية على المهاجع الأخرى . ما أثار استغرابنا أن أحدا من السجناء لم يتجرأ بعد إغلاق الباب، وانصراف عناصر السجن على الاقتراب منا، أو السؤال عمن نكون، فبقينا معزولين عن البقية، كأننا مصابون بمرض معد، يجعلهم يتجنبون الاقتراب منا، خشية انتقال المرض إليهم. بعد الانتهاء من آخر معتقل، عاد عناصر السجن بعد وقت قصير، ليوزعوا على كل سجين منا ثلاث حرامات قديمة ووسخة، ثم طلبوا من رئيس المهجع أن يوزعنا على الأماكن الشاغرة في المهجع، فكان أن اختار لي أسوأ مكان، ربما لأنه وجدني أكثر قدرة على التحمل من بقية زملائي، بعد أن شاهدني أواصل الهرولة منذ دخولي إلى المهجع. كان المكان المخصص لنومي يقع في نهاية الممشى، الذي يتوسط مصطبتين عاليتين، بجانب مغسلة المهجع الوحيدة، التي تتصدر واجهة الحمام الوحيد، في مهجع كان يعج بعشرات السجناء، الذين سنعرف فيما بعد أنهم يتوزعون على معتقلي المحكمة الاقتصاية، بسبب اتهامات لهم بقضايا الفساد والاختلاس، وعناصر من سرايا الدفاع متهمون بالسطو والاغتصاب المسلح، بينما لم يكن هناك أي سجين سياسي بينهم. أمرونا بالنوم وإطفاء النور، فتمددنا في أماكننا ونحن لا نعرف كيف نتدبر نومنا بثلاث حرامات شبه بالية، وذات رائحة واخزة في هذا البرد الشتائي الداهم. بعد أن طويت الحرام الأول طويتين اثنتين، ليكون بمثابة فرشة. نصحني سجين قريب مني أن أغطي رأسي بالحرام أثناء التون لكي أمنع الجرذان، التي تخرج ليلا من مجاري الحمام عند إطفاء الأنوار من أن تقفز على وجهي بعد أن تخرج. وهكذا كان عليّ على الرغم من الرائحة الكريهة للحرامات، بسبب طول استخدامها المتواصل وعدم غسلها، أن أغطي رأسي بها، لكي أتجنب مرور تلك الجرذان على وجهي ورأسي. خيم السكون الكامل على المكان حتى بدأت أسمع وسط هذه السكينة المريبة صوت المطر، وهو يتساقط على سطح المهجع، ووقع أقدام الحراس وهم تتحرك جيئة وذهابا دون توقف، والصراخ، الذي كانوا يطلقونه بين فينة وأخرى، ربما من أجل تأكيد وجودهم يقظين في حراساتهم بالنسبة لإدارة الحراسة في السجن، أو بالنسبة للمحارس الأخرى الكثيرة، التي تنتشر على أطراف السجن بكثافة كبيرة. كانت تلك الأصوات تختلط مع صوت المطر ونباح كلاب قريب، كان يتعالى بين وقت وآخر في سكون هذا الليل الكانوني البارد، ما زاد من شعوري بالوحشة والرهبة، وجعلني أحس أنني أدخل تجربة جديدة مع السجن، الذي سوف يطول كثيرا وكثيرا جدا، ويحفر ذكرياته المريرة في ذاكرتي وذاكرة الآلاف الذين مروا بهذه التجربة المريعة، على مدى تلك السنوات القاسية من إرهاب النظام لجميع أشكال المعارضة، على اختلاف تياراتها وايديولوجياتها. أثناء استغراقي في خواطري، كان جرذ كبير قد بدأ يقفز فوق رأسي، فنهضت مسرعا، وكذلك فعل من هم بعدي، لأنه كان يواصل قفزه السريع نحو الباب دون أن يتمكن أحد من الإيقاع به، وسوف يتكرر هذا المشهد في كل ليل من الليالي التالية تقريبا. صباح اليوم التالي بدأ البعض يقترب منا بحذر، محاولا التعرف إلينا، نحن السجناء العشرة، الذين كنا في الغالب لا نعرف بعضنا البعض. من مفارقات السجن الغريبة أن محاميا كان من ضمن مجموعتنا راح أثناء ليلة الاستقبال القاسية يطالب بحصانته، لكي يعفوه من حفلة الاستقبال، فما كان منهم إلا السخرية منه، وزيادة نسبة الضرب المبرح له، ولذلك كان هذا الموقف موضع تندرنا طوال اليوم، كلما كان يئن أو يتوجع من الألم الذي تسببه له الجراح، بعد أن أخذت تجف على قدميه وساقيه. كان علينا أن نتكيف مع واقع السجن الجديد، وأن نحفظ قوانينه الشديدة، إذ كان من الممنوع علينا عندما يفتح السجان شراقة الباب(فتحة مربعة صغيرة تتوسط الباب تغطى بقطعة حديدية على شكل جرار) أن ننظر ولو مواربة باتجاه الباب، أما إذا فتح الباب كاملا فقد كان علينا جميعا أن نجلس بسرعة أينما كنا، وأن ننحني برؤوسنا إلى درجة، تكاد فيها رؤوسنا أن تلامس أفخاذنا، بحيث لا نستطيع معها رؤية أي شيء مما يحدث حولنا، أو من هم العناصر الذين دخلوا، وإذا ما حاول أحد أن يختلس نظرة سريعة وضبطه السجان، فقد كان عليه أن يتحمل تبعات ذلك، لأن الدولاب في الساحة الخارجية سيكون في انتظاره، مع حفلة عقاب شديدة يخرج منها مدمّى. كان التفقد اليومي للسجناء في كل مهجع، من قبل إدارة السجن تتم في الساعة الثانية ظهرا، لكي يتم تسليم المهمة إلى النوبة الأخرى، وأثناء ذلك يكون علينا أن نجلس على الجانبين وبسرعة قصوى، في صفوف ثلاثية منتظمة، وقد انحنت رؤوسنا أيضا حتى تكاد تلامس ركبنا، لكن رائحة المهاجع المزعجة لهم، نتيجة عدم التهوية، واكتظاظها بالأعداد الكبيرة من السجناء، كانت تضطرهم في كثير من الأحيان لتعددانا على عجل، وبالتالي تتقلص المدة الزمنية لهذه الوضعية، التي كانت تشعرنا بالمهانة، وتكشف عن مدى رغبتهم الشديدة في إشعارنا بالإذلال.
يتألف القسم السفلي لسجن المزة من ستة مهاجع وغرفة جانبية للسجناء القضائيين من ضباط الجيش. كانت المهاجع الأربعة منها مخصصة لسجناء المحاكم الميدانية، وقد حشر بها السجناء بأعداد تفوق طاقة استيعابها بكثير. بنيت هذه المهاجع كما هو باقي السجن في عهد الاستعمار الفرنسي، لتكون اسطبلات للخيول، ولذلك تمَّ بناء مصطبتين اثنين عاليتين بارتفاع متر واحد على جانبي المهجع، وبشكل مائل بحيث تكون معالفا لها، وتسمح بتحرك العلف من أعلى المصطبة نحو الأدنى بصورة آلية، عندما تلتهم الخيول الكمية القريبة منها، بينما كانت الخيول تقف في الممر الفاصل بين المصطبتين. عانينا كثيرا من تلك الوضعية المائلة للمكان، والتي كانت تجعل فراش السجين المؤلف من حرامين، لا يستقر في مكانه، إضافة إلى أوجاع الظهر، ورغم ذلك لم تكن مشكلة السجين تقف عند هذا الحد، إذ كان عدد السجناء يزداد ويتقلص حسب حركة الاعتقالات، والمحاكم الميدانية التي كانت بمثابة مهزلة، يؤخذ السجين إليها مخفورا، وتحت لسع السياط من عناصر السجن، الذين كانوا يحتشدون أمام المكان، في حين لم تكن مدة المحاكمة تتجاوز أكثر من دقيقة أو اثنتين، وغالبا ما كان السجين يتعرض للضرب المبرح حتى داخل المحكمة، من قبل مرافقة القاضي، الذي رقي كما عرفت بعد خروجي من السجن بسبب خدماته الجليلة للنظام، إلى رتبة لواء، وعين رئيسا للقضاء العسكري. لقد كان على هذا العدد، الذي يصل في بعض الأحيان إلى ما يقاب المائة سجين، أن يتكيف مع وجود حمام واحد، ومع مساحة محدودة لا تتجاوز 12 مترا طولا و6 أمتار عرضا، ما كان يضطر السجين منا أن ينتظر أكثر من ساعة ونصف الساعة وأحيانا الساعتين، حتى يتمكن من دخول الحمام. كذلك لم يكن الأمر يختلف بالنسبة إلى المساحة المخصصة لنوم كل سجين. كان عدد السجناء بتقلص ويزداد بحركة سريعة أشبه بحركة بندول الساعة، سواء من داخل السجن إلى السجون الأخرى، أو العكس، الأمر الذي كان يتطلب منا في كل مرة، أن نعيد توزيع مساحة المهجع على عدد السجناء الموجودين من جديد. لقد تطلب منا هذا الوضع أن نصرف معظم أوقاتنا في انتظار دورنا، للدخول إلى الحمام، أو في توزيع مساحات المهجع على عدد السجناء الموجودين، أو حل الخلافات الناجمة عن تداخل علامات خطوط الفصل التي كان البعض يحاول تعدبلها لتوسيع مساحة نومه الخاصة، على حساب جاره، نظرا لمحدودية مساحتها، التي كانت غالبا لا تتجاوز 34 أو 36 سم، الأمر الذي كان يضطرنا بأن ننام في وضعية المخالفة أو رأس ورجل، بحيث يكون رأس السجين الأول من الأعلى وقدما السجين الثاني من الأعلى ورأسه من الأدنى، وهكذا حتى النهاية، وذلك لكي يستطيع السجناء أن يتكيفوا مع المساحة المحدودة المخصصة لكل واحد منهم. لقد كان ضيق المكان وما ينجم عنه من خلافات سببا كافيا للدخول في صراعات، ومشادات وجدال طويل شبه يومي، بين السجناء المهيئين أصلا لكل هذا، بسبب حالة التوتر والقلق والضيق التي كانوا يعيشون فيها، في ظل هذه الأوضاع المهينة، وغير الإنسانية داخل المعتقل. كان السجن بمثابة محشر معزول عن العالم، فلا زيارات الأهل مسموح بها، ولا الخروج إلى الشمس والهواء الطلق مسموح به، ولا حتى رؤية أي شيء خارج مساحة المهجع، بعد أن تم تغطية النوافذ المطلة على الممر الفاصل بين المهاجه الستة مغطاة ببطانيات سميكة، إضافة إلى أنه كان على السجين عند الخروج من المهجع لأي سبب كان، أن يغطي رأسه والقسم العلوي من جسده ببطانية، بحيث لا يظهر منه سوى عينيه لرؤية طريقه. الفتحة الوحيدة التي كان يمكن أن يأتي منها النور والهواء، كانت تقع في أعلى الجدار الخلفي للمهجع، وهي عبارة عن نافذة صغيرة بطول لا يتجاوز 30 سم وعرض 20 سم، ما يجعل إمكانية تجدد الهواء داخل المهجع شبه مستحيلة، خاصة مع وجود تلك الأعداد الكبيرة من السجناء. كانت تلك النافذة الصعيرة هي صلتنا الوحيدة مع العالم الخارجي، إضافة إلى صحيفة محلية واحدة، كان علينا أن ندفع ثمنها من قبل السجناء الذين يملكون بعض المال، على أن نعيدها في اليوم التالي، دون أن يصيبها أي خدش، أو يكون عليها عليها أية كتابة، وعندما لا يتم الالتزام بذلك، يكون على حارس المهجع، الذي غالبا ما تقوم إدارة السجن باختياره من السجناء المرضي عنهم من قبلها، أن يحدِّد من قام بهذا الفعل، لكي ينال عقابه بعد تسليم الصحيفة صباحا. كان نظام السجن يفرض علينا بعد إطفاء الأضواء من قبل عناصر السجن في الساعة التاسعة مساء، أن نمتنع عن القيام بأي حركة لأي سبب كان، حتى من أجل الذهاب إلى الحمام لقضاء حاجة، ومن يتم ضبطه أثناء الغارات المتتالية، التي كان يقوم بها حراس السجن، من خلال شراقة الباب( فتحة صغيرة في منتصف الباب تفتح وتغلق من الخارج بصفيحة من الحديد)، التي كانت تُفتَح بسرعة مع إشعال الإنارة، يكون عليه أن ينال عقابه الشديد في الصباح الباكر من اليوم التالي. لقد كانوا يبحثون عن أي وسيلة لممارسة العنف على السجناء، لأنه في كثير من الأحيان، كان يكفي أن يلاحظ السجان أنك تتحرك في نومك أثناء تلك الغارات، حتى يتم تعليمك( تحديد موقعك) من قبل السجان، وإعلام حارس المهجع بذلك، لكي يتم عقابك في صباح اليوم التالي، من قبل عناصر النوبة، بل كان يكفي أن يفتح أي عنصر من السجن الباب، ويراك تتمشى في مكانك حتى لو كان في ساعات النهار، حتى يخرجك إلى ساحة السجن، حيث يتم العقاب، لتعود عاجزا عن السير على قدميك المتورمتين من الضرب.