نظمت جامعة السلطان قابوس أواخر شهر فبراير الماضي ندوة الأدب العماني الأولى بمشاركة باحثين من داخل السلطنة وخارجها واستمرت الندوة أربعة أيام خصصت الفترات الصباحية منها لتقديم البحوث المشاركة في الندوة بينما بقيت الجلسات المسائية مفتوحة للشعر بشقيه الفصيح والنبطي.
وبعد حفل الافتتاح الذي رعاه معالي السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي رئيس الرقابة المالية للدولة بدأ الباحثون في تقديم أوراقهم البحثية وخصص لكل باحث ربع ساعة لتقديم ورقته وبعد انتهاء كل بحوث الجلسة يفتح الباب أمام الحضور للنقاش وطرح الأسئلة.
قدم الدكتور ابراهيم السعافين ورقته الأولى حول بنية القصيدة الكلاسيكية في الشعر العماني موضحا سمات هذه البنية ومدلولاتها بملي القصيدة العمانية في جانبها التقليدي فيما أشار الدكتور ثابت الالوسي الى البني الاسلوبية في الشعر العماني المعاصر وتطرق الى بعض النماذج التي اختارها للحديث حول مدلولات ورقته.
وقدم الدكتور أحمد كشك رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة سابقا ورقة دارت حول الموروث اللغوي وحركته في شعر النبهاني متداخلا مع تقنيات اللغة ودلالاتها الصرفية متتبعا سمات ذلك على شعر سليمان النبهاني وتكرار تلك السمات في معظم قصائده.
ومن السلطنة تدم المهندس الشاعر سعيد بن محمد الصقلاوي ورقة بعنوان عمان في منظور الدلالات الأدبية أوضح فيها الأدبيات التي تطرقت الى ذكر عُمان قديما ودلالات تلك المسميات مجان ومزون، وعبر ورقته تطرق الى العديد من الاشكاليات التي ظهرت لتحديد مدلول واضح لتلك المسميات التي قيل عنها الكثير.
واختتم الدكتور حواس بري بحوث الجلسة الأولى ببحث حول مصادر أبي سرور الثقافية وأثر ذلك على خطه الشعري مستشهدا بالأمثلة من شعر أبو سرور ومن تلك المصادر القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والمعطيات الاجتماعية.
أدار الجلسة الأولى الدكتور احمد درويش مستشار رئيس جامعة السلطان قابوس للشؤون الثقافية والاعلامية. وفي مساء اليوم الأول غصت قاعة المؤتمرات بالجامعة بالحضور الكبير لأمسية الشعر الفصيح التي شارك فيها الشعراء عمر محروس ومحمد الشحي وهاشمية الموسوي وغصن العبري اضافة الى مشاركات من داخل الجامعة.
وتواصل اليوم الثاني من الندوة مع الشعر كحالة عمانية خاصة عبر جلسة أدارها الدكتور علي احمد مدكور عميد كلية التربية، وبدأها الباحث الدكتور حسام الدين الخطيب ببحث حمل عنوان حالة شعرية في اطار عربي وعالمي (سيف الرحبي نموذجا) تطرق الى مشوار سيف الرحبي مع القصيدة الحديثة لغة وكتابة فيما تحدث الدكتور حمدي بدر الدين عن أثر الاسلام في الشعر العماني وهو نفس المدخل الذي قدمه بعد ذلك الباحث محمد بن سعيد المعمري حول السمة الاسلامية في الأدب العماني وتطرق الباحثان الى تأثير المجتمع الاسلامي والنشأة الدينية محير من الكتاب والشعراء على مسارهم الشعري.
وقدم الدكتور محمد جمال صقر بحثا بعنوان الثقافة الموحدة المقيدة وكلمتها في الشعر العماني واختتم الجلسة الباحث العماني شبر بن شرف الموسوي ببحث عن الشعر العماني في كتابات النقاد العرب وآثار بحثه العديد من التساؤلات حول التعميمات التي أصدرها.
وفي الجلسة الثانية من صباح اليوم الثاني للندوة قدم الدكتور وليد اخلاص دراسة في مخطوطة عمانية (ايضاح نظم السلوك الى حضارات ملك الملوك) فيما قدم الدكتور محمد قاسم بو حجام قراءة في كتاب اللواح الخروصي سالم بن غسان جاءت كدراسة نقدية لهذا الديوان عبر أكثر من منحى، وتواصلا مع الشعر قدم الدكتور محمد صوالحة رؤية حول الاتجاهات الفنية في الشعر العماني بينما قدم الباحث سعيد العيسائي ورقة بعنوان المخطوط الأدبي العماني بين التحقيق والنشر، وأدار هذه الجلسة محمد بن سالم المعشني.
وفي المساء قدم الكاتبان العمانيان سالم الحميدي ومحمود الرحبي رؤية نقدية في قصص طلبة جامعة السلطان قابوس وكليات المعلمين والمعلمات وأدار هذه الجلسة الدكتور خليل الشيخ رئيس قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس.
واختتمت البحوث في اليوم الثالث لبدء الندوة عبر جلستين صباحيتين قدم في الأولى الأستاذ جمال الغيطاني رؤية من الأدب العماني القديم وقدم الدكتور سمير هيكل بحثا عن القصة القصيرة في عمان تصورها في عصر النهضة فيما تطرق محمد علي جواد في بحثه لأدب الشباب في سلطنة عمان (روايتا حمد الناصري نموذجا) كما قدم الدكتور سيد صادق وقفات نقدية من الدراما العمانية مركزا على المسرح وبداياته. وكانت الجلسة السادسة أسخن الجلسات بما احتوته من نقاشات وأسئلة ومداخلات بدأها يوسف الشاروني ببحث حول محاور الرواية العمانية وقدم الدكتور خليل الشيخ قراءة في سيرة في ذاتية في الأدب العماني واختار ديوان سيف الرحبي منازل الخطوة الأولى نموذجا أما صالح بن محمد الفهدي فقدم رؤية حول واقع وآفاق المسرح العماني وتطلعاته وقدم الشيخ سالم العبري قراءة في الأدب العماني خلال عام 98 على صفحات جريدتي عمان والوطن واختتم البحوث محمد بن سيف الرحبي ببحث حول النقد الصحفي وأهميته في المسيرة الأدبية العمانية والتساؤلات التي دارت حوله.
وفي المساء كان الشعر النبطي حاضرا بقوة وتجلى ذلا في الجمهور الكبير الذي ملأ قاعة المؤتمرات بالجامعة وشارك فيه الشعراء محمد البريكي وخالد المعني وعلوي باعمر وصالح السنيدي وصالحة المخيني وخالد العلوي.
واحتفت الجامعة بالمشاركين في اليوم الأخير (الثلاثاء 29 فبرا ير) وتم خلال حفل الختام قراءة توصيات الندوة والتي عكست طموحات المشاركين من أجل ندوة أكثر فاعلية في الآتي من
محمد بن سيف الرحبي (كاتب من سلطنة عمان)