الكثيب الرملي
في ذلك الكثيب الرملي
تجسدت الفتنة
كان الضغط على حبيباته
يوازي اكتشاف أسرار
ما قبل عصور الإنسان
تلك الاستدارة
التي حام حولها عصفور النشوة
في صباح بهيج
أولى مسودات الغرام.
فوق جسر الأحاسيس الأولى
باتجاه مجاز الرغبة
أفرغت قليلاً من كأس الشرود
على آنيتها
كنت أمهد لها وليمة متنوعة
من فاكهة الحب
حتى لا تموت جذوة السحر
ولا يذبل عشب الأنوثة
أتحسس الجسد الفائض
كالأعمى الذي يمشي في الغابة
أتعثر في حقل المفردات
كمن يهذي في ليل شتوي
لم أخترع الكلمات
لأثير انتباهها
بل تركت أوراقها تعبث في جسدي
وتأوهاتها تفقس في الشرايين
المحترقة من لهيب السعادة.
ربما أفرطت قليلاً
في عباراتها عن الليلة السابقة
وأغرقت لسانها الفصيحة
بانعطافات ممطرة
خارج أسوار الغموض
ونحن نودع أجزاءنا.
عزلة الذكريات
في عزلتي
التي يتقاسمها نسيم الصباح
وأمواج أكثر حياء
قبل أن تكسر بجسارتها
أشعة الشمس
تلك التي تشبه حشوداً عسكرية
تغزوا المكان
من مجهول في الغابة
أرقد ممدداً على الشاطئ
ميمماً وجهي شطر السماء
تتفرع شجرة مخيلتي نحو
آماد بعيدة
سرب من الذكريات الطفولية
يحوم في دائرة الزمن
وفي لحظة خاطفة
تتشظى سحب الأيام الخوالي
وأنا أتبع نعش جدي
كنت أسمع الصراخ والعويل
من سعف النخيل
وتردده الجبال المحيطة
كانت الحركة
منتشية بجلبة فوضى
حيث «القناديل» تخرج من بطن الظلمة
بين ضوء وانطفاء
وهي تتخلل جذوع النخيل
كقراصنة ضيعوا مخططهم
في حضرة سيد العتمات
أشباح يتسارعون نحو القبور
كان يعجلون رحيله
نحو الغياب
تملكني الخوف ليلتها
حين الحزن ينتظرني في زاوية بعيدة
لأجدد فيها الذكريات
على ما بقي من أشباه
ماضٍ تخللتها أيامه
وأشواقٍ تطير نحو
الذاكرة البعيدة
التي عششت فيها أرواحنا
وهو يقسم بيننا خبز الحياة
أفتح عيني بعد إغماضة
طفت بها أماكن بعيدة
وأزمنة هجرها التاريخ
لأرى صياداً يجوب بقاربه
حقل الماء
بحثاً عن طعم الحياة
أقرفص جلستي
وانكمش قليلاً إلى نفسي
لأتحسس مأدبة اليوم
ماذا تقدم لي
في هذا العراء.
شاعر من عُمان