في مساءٍ بليدٍ يُهيئني
لخروجٍ عن النصِ مع الآخرين،
ربّما للتسوّقِ،
أو للنميمةِ،
أو قتلِ بعضٍ من الوقتِ؛
شاخَ،
وما عدتُ أحتاجُهُ
في مساء ٍبليدٍ كهذا الذي يُهيّئني للخروجِ
بصحبةِ من لا يجيدونَ فنَ الخروجِ عن النصِ،
أو من يدّعونَ بأن المؤلِّفَ قد ماتَ،
و أنّ الذي لم يمت بعدُ؛
يتهيّأُ مثلي لغيابٍ غبيٍّ عن النصِ:
ربما للتسلّقِ،
أو للهبوطِ المنمّقِ فوقَ صدورِ الموائدِ،
أو قتلِ بعضٍ من الوقتِ؛
شاخَ،
وما عاد يحتاجُهُ
في مساءٍ كهذا الذي أتحدّثُ عنهُ:
أهيئُ شَعريَ للانزلاقِ السريعِ،
أعقدهُ عنوةً بلا شيءَ؛
كي ينزلق،
فأزعمُ أني أُأدّبُ سوءَ نواياهُ؛
أجمعهُ بين كفي التي
أُشيرُ بها فجأةً،
أتظاهرُ أني نسيتُ بأني بكفي أحاصرهُ،
ثم أضحكُ إذ ينطلق
ربما:
لأني أحبُ الخروجَ عن النصِ،
أو ربما:
لأحرقَ ذاك الذي،
قد اختار أن يحترق،
فقرّب منّيَ كرسيَّهُ إذ تجاهلتُهُ،
و زعمتُ بأني مشغولةٌ بالمغني الذي جاءَ؛
ربما للتحذلقِ،
أو لمجاملةِ الذهبِ المتهيئ للرقصِ بين المشالحِ،
أو لمغازلة الزمنِ المتبرّجِ في ساعةٍ من شويارد
أو ربما:
جاء يقتلُ بعضًا من الوقتِ؛
شاخَ،
و ما عاد يحتاجُهُ
في مساءٍ كهذا الذي أتحدثُ عنهُ
أُعنى -كمثلي من الخارجين عن النصِ-
برائحةِ العطرِ؛
أختارُ: كارتير،
أو ما يُنادمُ روحَ الزجاجةِ من روحِ قوتشي،
أو أرشُّ غيومًا على جسدي من جفنشي؛
أختارُ أن أتكسّرَ في مِشيتي
بكعبٍ يغنّي على وقعِ زوربا، و سيناترا،و القصبجي،
أختارُ أن أُطربَ المنصتينَ للحنِ القدمْ،
مدمنو رنّةِ الآهِ بين الخلاخيلِ
هم فئةٌ لستُ أختارهُا؛
-حين أنوي الخروجَ عن النصِ-
لكنّها فئةٌ غالبة،
و لا غالبٌ في زمانِ الخروجِ عن النصِ
غيرُ الذي يُطربُ الفئةَ الغالبة
ربما:
للتملّقِ،
أو لرجمِ الغناءِ الأصيلِ،
أو قتلِ بعضٍ من الوقتِ؛
شاخَ،
و ما عاد يحتاجُهُ
في مساءٍ بليدٍ كهذا الذي أتحدثُ عنهُ:
لا أكونُ تمامًا أنا
بل أكونُ ككلِ النصوصِ التي،
قررتْ أن تكونَ –بلا أسفٍ-
مثلَ كلّ النصوصْ
ربّما !!!
و لكنني في المساءِ الذي،
أختارُ فيه الخروجَ إليكَ؛
لا أكونُ مع الخارجينَ عن النصِ،
لا أكونُ سواي،
لمساءٍ أُهيّئُهُ لخروجٍ معكْ:
أتعطّرُ بيِ،
ثمّ ألبسُني بأناقةِ من يدخلونَ إلى النصِ
في مساءٍ كهذا الذي،
ليتني أستطيعُ التحدّثَ عنه؛
لا أكونُ سواي
في مساءٍ كهذا الذي،
أختارُ فيه الدخولَ إلى النصِ
أستديرُ كرمّانةٍ في يمينكَ،
كالينابيعِ: هادئةً، عذبةً،
كصمتِ القصيدةِ إذ تكتمل؛
أكونُُ
إن خرجتُ إليكَ لأدخلَ في النصِ
لا أكونُ سواي
في اكتمالِ حضوركَ
أتشبّثُ بالوقتِ،
أحتاجُهُ
كلما أستيقظ الوقتُ أغمضتُ عينيهِ؛
ربما:
للتشبثِ بالحُلْمِ،
أو نشوةً باكتمالِ النصوصِ،
أو ربّما:
لإحياء بعضٍ من الوقتِ غيرِ المجهّز للقتلِ؛
لكنه شاخَ،
وأنا؛
كلما شاخَ،
أصبحتُ أحتاجُهُ .
أشجان الهندي
شاعرة وأكاديمية من السعودية