عبدالرحمن الهنائي:
المكان العُماني.. منحني ثلاث جوائز عالمية
كتاب (عُمان الأرض والانسان) توثيق فني بالصور سيصدر قريباً
كتاب (الاحتفالات وطقوس المناسبات في عُمان)
هو الذي قدمني إلى الناس كمصور محترف
عبدالرحمن بن علي بن زاهر الهنائي:
التعليم:
– ماجستير في التصوير الفوتوغرافي من معهد بروكس للتصوير الفوتوغرافي (سانتا باربرا- الولايات المتحدة الامريكية) عام 2000.
– بكالوريس في الدعاية والإعلان من الكلية الأمريكية للفنون التطبيقية عام 1988.
الخبرة الفنية:
– مصور أول/أ بجامعة السلطان قابوس من 1990 – 2009.
أنشطة غير روتينية:
– تصوير أهم الاحتفالات الوطنية منذ 1989 وتكوين أرشيف عن جغرافية عمان وسكانها بجانب أرشيف لبعض الدول الأخرى
الجوائز الحاصل عليها:
-جائزة السلطان قابوس للابداع الثقافي في مجال التصوير الضوئي.
– عضو في لجان تحكيم لعدد من المسابقات.
-الميدالية الفضية ببينالي الأبيض والأسود في المؤتمر السنوي الثامن والعشرين للاتحاد الدولي لفنون التصوير الفوتوغرافي في الصين عام 2006
– الجائزة الاولى والميدالية الذهبية في المحور العام على مستوى الدول العربية والشرق الاوسط في جائزة آل ثاني للتصوير الضوئي بدولة قطر 2008.
النشر:
– مؤلف كتاب (طقوس واحتفالات عُمان) الذي نشرته مؤسسة جارنت في انجلترا.
-حاليا تحت النشر- كتاب من مجلدين لجامعة السلطان قابوس «عمان الأرض والانسان» يوثق السلطنة بالتصوير الضوئي.
– أعمال تم نشرها في العديد من الصحف والمجلات والكتب المحلية والعالمية.
المكان الأول، هو مكان الطفولة، القرية التي ولدت فيها (الغافات) هي القرية التي شهدت ميلادي.
في تلك القرية التي تتبع ولاية بهلا بداخلية عُمان كانت مرابع الطفولة والصبا ومنها التقطت عيناي المدى المتسع لفضاء جبل الكور والجبال المحيطة به.. تشكلات ملامح عيني الطفولة لا تنسى حيث الجبال الشاهقة وظلالها والبيئة اجمالاً بمناخاتها اللينة والقاسية كانت العلامات الأولى المتراكمة في العقل الباطن التي ستشكل مخزن الامداد للمخيلة عبر الصور التي ستلتقطها عين الكاميرا لاحقاً.
لعبت البيئة دوراً مهماً في تشكيل الوعي المبكر بأهمية المكان.. حيث تنقلت من مكان طفولتي الاول وهي (الغافات) الى أمكنة أخرى مثل ولاية (المضيبي) وهناك اتساع الجغرافيا على المدى المفتوح/ جبال، أودية، وهاد ، وصحارى، هذا التنوع البيئي مهم حيث أتت اشتغالاتي التصويرية من تلك الأمكنة الأولى، ثم لاحقاً استقررت في مسقط (العاصمة) التي هي باختصار تجمع كل هذا الطيف من البيئات (جبال صلدة بملامح لونية مختلفة، جبال رملية، شواطئ وخلجان، وسوق مفتوح لبشر بلهجات متعددة ولغات)..
إذ أن مسقط عندما أتيتها كنت في سني المرحلة الثانوية حيث اكملت فيها دراستي تلك. وفي مسقط كانت علاقتي بآلة التصوير.. حيث اقتنيت «الكاميرا» وهيأت مسقط الظروف لتعلم البدايات الأولى للتصوير الضوئي.
وهي البدايات العادية لأي شخص «كاميرا» لالتقاط لحظات الاستذكار للاسرة والاصدقاء وأماكن الدراسة والمعيش، صور تبدو عادية لأي واحد منا، لا جديد فيها، انها فقط، صور لشاب عنده آلة تصوير.
i i i
أنهيت دراستي الثانوية (البكالوريا) بمسقط وها أنا أتهيأ لأعبر المحيط الاطلسي نحو القارة الجديدة (أمريكا) لدراسة (الدعاية والاعلان) في كلية ، مدينة «شارلوت» بكارولينا الجنوبية، وهناك بدأت علاقتي بالتصوير تأخذ منحى ملازماً للدرس فالدعاية والاعلان، والصورة هنا، تشكل الرأس من الجسد بالنسبة لهما، حيث ترسخ هذا الحب للتصوير من هواية الى أكبر من هواية وتجسد هذا بداية عن طريق التصوير بالكاميرا السينمائية الصغيرة (8مم) كاميرا الهواة المبتدئين للتسلية ولتطبيقات عملية لبعض الدروس.
وبحكم ترابط الحلقتين الدراسة والتصوير أخذ التزامي بالتصوير الضوئي يأخذ حيزاً أكبر من وقتي وبدأ يتحول من هواية الى رغبة ملْزمة، رفيقتي فيه «الكاميرا» وتكرس هذا أيضا عبر القراءات والمتابعة والتركيز مما ساعدني بأن آخذ معظم الدروس المطروحة في مساقات التصوير الضوئي وبهذا أخذ اتجاه اهتمامي العام يتحول الى اهتمام شخصي ودراسي في نفس الوقت.
إذ أن التركيز الدراسي في مجال التصوير الضوئي متبوعاً بدروس الدعاية والاعلان شكلا عملاً بصرياً مكملين بعضهما البعض، حيث ان الاعلان له ارتباط متين بالشكل المرئي مجسداً خير تجسيد في الصورة المرئية.
i i i
اذ أن بوجود تلك العلاقة المتداخلة بينهما (الاعلان والصورة) أخذ اشتغالي منحاً أكثر جدية وأكثر صرامة وتم الاهتمام بالعمل من وجهة نظر عملانية من منطق وفكر الدراسة التي تلقيتها.. وحين رجعت الى عُمان بعد دراستي في أمريكا قل اهتمامي بتلك الجوانب التصوير – الاعلانية- خاصة والمرتبطة بالجانب التجاري نحو علاقة أكثر حميمية مع الكاميرا.
وبذلك بدأت مرحلة جديدة بالنسبة لي تمثلت في اشتغالي في جامعة السلطان قابوس (قسم التصوير الضوئي) مما كرس هذه الرغبة من هواية ودراسة الى حرفة أتعامل معها بطريقة أكثر فنية وأكثر احترافية.
وهنا أشير الى ان اهتمامي بالتصوير أخذ منحيين: الأول.. في نطاق العمل وما وفره من امكانيات ساعدتني في انجاز ما أريد وأيضاً اشتغالي مع أصدقاء وزملاء لهم علاقة وتجربة في مجال التصوير الضوئي.
ثانيا: صادف بعد تخرجي الجامعي ان أقمنا في نهاية العام 1988 ملتقاً للمصورين العمانيين، بمسمى (جماعة التصوير الضوئي) بالنادي الثقافي ضم عدداً من المشتغلين في هذا المجال كأول جماعة للتصوير الضوئي في السلطنة واقامت معرضها الأول في العام التالي 1989 تحت رعاية معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وضمت المصورين (سيف الهنائي ، محمد الوضاحي، سالم الهاشلي، خميس المحاربي، ابراهيم القاسمي، طالب المعمري، وآخرين) والتي انضوت تحت مسمى الجمعية العمانية للفنون التشيكلية والتصوير عند انشائها عام 1993.
i i i
عقب اشتغالي في الجامعة كمتمرس محترف وتكوين جماعة التصوير الضوئي عاودت الدراسة مرة ثانية للحصول على الماجستير في تخصص «التصوير الضوئي» بشكل خاص من معهد (بروكس للتصوير) بمدينة سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا.
وهنا تطلبت دراستي المختصة في مجال التصوير ان تكون رسالة التخرج اصدار كتاب خاص عن «الاحتفالات وطقوس المناسبات في عُمان» وهو كتاب توثيقي بالصور لتلك الاحتفالات والطقوس تطلب مني جهداً كبيراً وعملاً مضنياً لرصد (ضمن الممكن والمقدّر) جميع تلك المناسبات في معظم أرجاء سلطنة عُمان ويعتبر هذا الكتاب أول اصدار لمصور عُماني سجل فيه ملامح المكان العُماني.
وصدر الكتاب لاحقاً في طبعة أنيقة عن دار جارنت (Garnet) للنشر في بريطانيا.
i i i
تلك الدراسة اللاحقة وما صاحبها من تكريس لهذه الرغبة ولهواية ساعدتني بأن جلت معظم مناطق السلطنة كتوثيق لظواهر وحالات ومناسبات وطقوس تتغير وتختفي مع التمدد والاتساع الحضاري والعمراني.
وقد افادني الاشتغال التصويري مع ذلك الكتاب بتواثيق المكان وبمعرفة حياة الانسان العُماني سواء بما تم رصده في هذا الكتاب والكتب التي صدرت بعده.
كما ان الكتاب المذكور ضم جزءاًً من صور كثيرة التقطتها ولديّ ارشيف صور كبير للمكان العُماني تملكت بعض الجهات الحكومية والخاصة بعضاً منها.
i i i
المكان العُماني ما زال بالنسبة لي ولغيري من المصورين محفزاً مليئاً دوما بالمفاجأة، وتهيئ البيئة والمكان فرص سانحة لالتقاط صور استثنائية ذات طبيعة فنية متميزة ساعدني وساعد زملائي في ان نلتقط أجمل الصور وشاركنا بها في المعارض والمحافل المحلية والاقليمية، والدولية. وقد حصل المصور العُماني بحكم اشتغاله على البيئة بتنوع تضاريسها ان يلتقط صور ضوئية جعلته يحصل على مراكز متقدمة في المسابقة الدولية للتصوير الضوئي «الفياب» لأكثر من مرة وكذلك مسابقات عالمية أخرى.
بالنسبة لي شكلت حرفة التصوير دافع بحث وتجديد في شكل واسلوب وطريقة التصوير.. تجسدت هذه الحرفة ايضاً في اشتغال مستمر ودؤوب بحثاً عن كل جديد وهنا جاءتني الفرصة من جامعة السلطان قابوس بتوثيق سلطنة عُمان عبر كتاب مُصور قيد العمل الآن وهو مكوّن من مجلدين الأول بعنوان (عُمان الأرض) والآخر (عُمان الانسان) ضمن المسمى الواحد (عُمان الأرض والانسان).
وضمن هذا الاشتغال الذي سيكون الكتاب – حسب وجهة نظري- شاملاً حيث سيغطي كافة أرجاء عُمان بنظرة فنية وجمالية مختلفة وسيكون (ربما) مرجعاً للآخرين للمعرفة عن المكان العُماني.
ومن خلال اشتغالي في هذا المشروع (عُمان الأرض والانسان) قدمت عدداً من المساهمات الفنية المنبثقة من الكتاب لمسابقات محلية وعربية وعالمية نلت عبرها جوائز عالمية:
– جائزة السلطان قابوس في مجال التصوير الضوئي 2006 بمناسبة مسقط عاصمة للثقافة العربية.
– الميدالية الفضية في (بينالي الغياب FIAP بالأبيض والأسود الـ17) في الصين.
– وأخيرا ، حصلت على الجائزة الأولى والميدالية الذهبية في المحور العام على مستوى الدول العربية والشرق الأوسط في (جائزة آل ثاني) للتصوير الضوئي بدولة قطر 2008 والتي تسلمتها هذا العام 2009.
i i i