ولم يُمهلُونِِي لأفرحَ
في وِحدتى ثَانيةْ.
كنتُ أَحلُمُ ألاَّ أَرَى غيرَ نَفسِي
لتؤنسَ نَفسي،
بنافذةٍ مِثلِ عَينيِّ طِفلٍ ضَريرٍ،
و(جردلِ) ماءٍ كَسيرٍ
وحزنٍ كبيرٍ،
ووقتٍ يَضيقُ بهِ الوقتُ،
صمتي هو الموتُ،
أو هدنةٌ الليلِ والظلمةُ الكَابيةْ.
وأُفتحُ…
كي يُغلقَ الصمتُ أنفاسَ سكانيَ المُتْعبينَ،
ويندلعُ الخوفُ،
لا سَوطَ يُشبهُ صوتَ المفاتيحِ،
إذ يُفتحُ البابُ عن محنةٍ
ثم يُغلقُ في محنةٍ تاليةْ
ويا كمْ حلمتُ بِألا أصيخَ لابنٍ
يُسبُّ بأمٍ ……………
تموءُ انتظارًا ودمعًا وصمتًا
وخوفًا عليه
ضَناها ………. الذي لن يجيءَ
فتبكيِهِ من قبلِ أن تبكيَهْ
وكم تُقتُ ألا يُهانَ أبٌ
دائما كان يُحسنُ في كلِّ أعمالهِ:
الزرعِ والقلعِ والحصدِ
والقفزِ والركضِ والرفعِ
والحملِ والشدِّ والمدِّ
والعدّ والفكِّ والحَلِّ
والحزنِ والموتِ……..
يُحسنُ في كلِ شيءٍ
سوى أَنه – مِثلما قِيلَ –
لمْ يَحسنْ التَّربيةْ
كنت أحلمُ ألا تَرقرقَ
بالدمع عَينا صَغيرٍ
وألا يخافَ إذا جَنَّ ليلٌ
من اسمي …….. زنزانةٌ
فَطُوبى لمثلي
متى سوفَ أصبحُ زنزانةً خاوية؟
محمود فرغلي