l «يمامة»
حتى اليمامة،
تأتي كل ليلة
مع عشيقها،
إلى حُفرةِ في الجدار،
حيث يعبرُ سِلك «التكييف»
الخاص بغُرفةِ نومي.
l شَبح
أريدُ أن أشتري مقبرةً عالية القبة،
أضعُ عليها اسمي
وأنقشُ فوق رخامها الأبيض
بعضَ كلماتي،
أُريدُ مقبرةً في الرِّيف،
حيث يصنع الموتى بعظامهم
مُعجزاتٍ كُل يوم،
يكفي أنهم،
يرسمون الحدودَ مع القُرى المُعاديةِ
بهذه القبورِ المُتربة.
l شجرة «توت»
شجرة توت الطفولة،
تتجول بمفردها
في شرايينك،
وأنت تجوب البلاد،
جائعاً إليها،
شجرة توت الطفولة،
التي لم تكن تتذمر أبداً،
حين تهزّها بكل كيانك،
الوحيدة التي رأتني،
وأنا أتآمر عليها،
آلاف المرات،
من دون أن تغضب منِّي،
على العكس تماماً،
حين تسلَقتها
ذات مرَة،
كانت في قمة النشوة،
ومنحتني ثماراً،
لا يزال طعمُها
عالقاً في فمي،
مهما تذوّقتُ،
في هذا العالم،
لن أعرف طعماً أجمل،
تلك التي تقف رابضة
على بعدِ خطواتٍ
من بيتنا القديم.
l اللص
حاولتُ مراراً أن أكونَ لصاً،
وفشلتْ،
مرة واحدة نجحتْ،
خطفتُ برتقالةً من السوق،
وأخذتُ أجري،
كان خصمي فلاحاً عجوزاً،
لو كنتُ أخذتُ قلبهَ
من بين ضلوعه،
ما كان جرى ورائي،
كل هذه السنوات،
وهو لا يزال يجري،
إلى اليومْ.
l الأربعون
المجدُ للطريقة التي
نتسلل بها
حين نبلغ الأربعين،
خارجين من
البيوت الدافئة،
دون أن يلحظنا أحد،
المجدُ للأشباح التي نرتديها
ونحن ذاهبون
إلى الخديعة،
وحين نعود
نخلعها على الأبوابِ بسرعة
لنشمّ بعُمقٍ
هواءَ البيت.
——————
محمود خيرالله