* كيف تفسر نجاحك ، وهذا الاهتمام بأعمالك .
* لم أحقق أبدا ما يمكن تسميته بالنجاح الجماهيري مع فيلم بعينه . لقد نمت شهرتي ببطء. أعتقد أنه يمكنك القول أنني مخرج ناجح ، وذلك اذا ما عينت عدد من يتحدثون عني بشكل طيب . لكن أيا من أفلامي لم يحقق استجابة ايجابية بشكر باهر، بل إنها أيضا لم تحقق خبطات تجارية .
* لماذا جاءت نهاية اليكس في البرتقالة الآلية على النحو الذي شاهدناه : استحالة الاصلاح ؟
* في مغامرات اليكس. نوع ما من الأساطير النفسية سيجد لاوعينا انطلاقته مع اليكس ، تماما كما ينطلق هذا اللاوعي ويجد متنفسه في الاحلام . من المثير للحنق أن يتم كبت وقهر اليكس من قبل السلطة بفض النظر عن ضرورة ذلك كما يراها عقلنا الواعي.
* تحاول دائما تقديم وجهات نظر مغايرة ؟!
* لا أعتقد أن الكتاب أو الرسامين أو صانعي الأفلام يقدمون ابداعهم لأن لديهم ما يقولونه على وجه الخصوص . إن لديهم ما يشعرون به ، وهم يعشقون شكلا ما من أشكال الفن ،
ربما الكلمات . أو رائحة الألوان ، أو أشرطة الفيلم الخام (السيلويد) والصور والعمل مع المسكين ، لا أعتقد أن هناك فنانا أصيلا أمليت عليه وجهة نظر ما، حتى لو أعتقد هو بذلك .
* الاثارة عبر نقنيات الصورة تاتي فى المرتبة الأولى بكل أعمالك ..
* أعتقد أن أكبر خطأ في مدارسنا هو محاولة تعليم الأطفال أي شيء باستخدام الخوف كحافز رئيسي . الخوف من الحصول على علامات الرسوب ، الخوف من البقاء في نفس الصف .. الخ ، أنا أرى أن الاثارة ، أو التشويق ، يمكن أن
يقدما أكثر من هذا الخوف ، ولو قارنت بينهما لوجدت الاثارة تعادل الانشطار النووي إذا ما قورنت بالوسيلة التقليدية التي تعد مجرد فرقعة نارية .
* أنت هنا تهضم حق المناهج التعليمية !
* لم تعلمني المدرسة مطلقا أي شيء ، بل لم أقرأ كتابا لاستمتع به حتى سنة 19.
* معروف اهتمامك باستخدام تقنيات الصورة ، ربما أكثر من اللغة الناطقة في الفيلم؟
* الشاشة السينمائية وسيط سحري، بل إن لديها القوة التي تستأثرك باثارتها في نفس الوقت التي تحمل عواطف وأمزجة لا يحلم أي شكر فني آخر بمجاراتها.
* كيف تبدأ بالتحضير لشكل الفيلم لديك ؟
* لم تواجهني مؤخرا أية أفكار جديدة خاصة بالفيلم ، تضطرني للعمل معها على وجه الخصوص ويكون لها علاقة بالشكل . فهذا التحضير السلفي _ في اعتقادي _ للشكل لا يثمر من قريب أو بعيد .فشخص أصيلة حقا مع عقلية أصيلة حقيقية لن يتمكنا من العمل في شكل قديم ، وسيكون عملهما شيئا مختلفا بمنتهى البساطة ،
فيما يفكر الآخرون أكثر بكون الشكل نوعا من التقليد الكلاسيكي، محاولين العمل في إطاره .
* تخطيت الحدود للغة البصرية السائدة فى شريطك أوديسة الفضاء 2001 .
* كيف لنا أن نقدر موناليزا ليوناردو دافنشي لو كان كتب لوحته : هذه السيدة تبتسم لأنها تخفي عن عاشقها سرا ما. ربما أعادت هذه الجملة المتلقي/ المشاهد الى الواقع ، كذلك لم أرد أن يحدث ذلك الى فيلم 2001.
* لم تقفا ول قضية المخدرات بشكل ما ؟
· أعتقد أن المخدرات بشكل أساسي _ تهم المشاهد أكثر من الفنان . فوهم التوحد مع العالم ، وتقمص أهمية كل ما حولك من موضوعات ، وانتشار السلام وراحة البال .. الخ ، ليست هي الحالة المثالية لأي فنان . فهدي تهديه من روع الشخصية المبدعة ، التي يقوم نجاحها على الصراع والصدام وتجابه الأفكار، إن تجاوز الفنان يجب أن يكون في إطار 0 عمله الخاص ، عليه الا يقحم أية حدود اصطناعية بينه وبين تيار لاوعيه ، أحد الأمور التي جعلتني أقف ضد مادة ال اس دي هو أن من عرفتهم يستخدمونها لديهم جميعا عدد المقدرة للتمييز بين الأشياء المثيرة حقا، والتي تبدو في كونها الحقيقي أكثر متعة مما هي في الكون الذي يقدمه المخدر خلال رحلته "الحلوة " ، بل يبدو أنهم يفقدون كلية حاستهم النقدية ولا ينخرطون في أكثر مناطق الحياة تحفيزا. وربما يكون كل شيء جميلا ، لكن لا يبدو لهم أن أي شيء جميل .
· ما هي فصيحتك لشباب مخرجي السينما؟
* قد يبدو ما أقوله لك عبثيا، لكن أفضل ما يجب على . شباب صناع الفيلم عمله هو أن يمسكوا بآلة التصوير لصنعوا فيلما من أي شيء يشاهدونه ، أيا كان ،
* بحرية مطلقة ؟
* يكاد صانع الفيلم يمتلك من الحرية قدر ما لدى الروائي حينما يشتري لنفسه بعض ورق الكتابة .
· لكن عالم الروائي وعالم الخرج مختلفان ؟
· اذا كان هناك ثمة موضوع يمكن كتابته ، أو حتى مجرد التفكير فيه ، فهو موضوع قابل للتحول الى عالم السينما.
· لهذا أخذت أعمالك كلها عن اعمال أدبية . ولكنها قد تغتمي – بشكل أو بآخر – الى عالم الصراع ، والحروب … سواء كانت صراعا بين مجرمين أو جنود!
* هناك نقطة ضعف لدى المجرمين والفنانين ، فكلاهما لا يتقبل الحياة كما هي، من هنا فإن أي قصة تراجيدية يجب أن تكون صراعا مع الأشياء كما هي.
* والجنود ؟
* المجرم والجندي يشتركان على الأقل في . فضيلة كونهما يسعيان ضد أو مع قضية ما في عالم تعلم فيه الناس قبول نورى من اللاشيء ، فهما يضربان سلسلة غير واقعية من المواقف الثابتة ليتم النظر لهما – بعين اعتيادية .. من الصعب القول من ينخرط في المؤامرة الكبرى.. المجرد أو الجندي .. أم نحن (2).