وأقولُ لها: مـــــا لها نجمةُ الصّمتِ رانية ٌ فوق هدبكِ والطّــير كانت تُضيءُ بمــلْـحِ دمائيَ مــــــــوالَــــــها وعلى هدبِـها حنينــي يطــولُ لــــها …فأقـــول لــــــــها ما تأخّـرتُ، لـــكـنْ…. بعينيــــــــــكِ قـــلبــي لَــــــهِا وأقـولُ لــها: اكســري صـــمتَ عــطرك فـي لغتـــــي كم تصاعدَ دُخّان قلبي أشـــدَّ اكتمالاً منْ بيــاضِ القمــرْ كـــم أُلـَـــمْلـِــمُ مِـــــنْ ياسمـينِ الحَـــمِيديـّـةِ الغَــــــــضِّ ظِــــلِّ عيونـِـكِ رانيـــةً فيُصـلي لــها في يـديَّ الحَجـَـــرْ وكأنـــي بحــــمْصَ تَفُـــــكُّ بشَعْــــــرِكِ خُـرْنُوبِـــــــها كــي تُـخَيّــــــــــــــــــــــــــــم فـي شـُــرفـاتِ الشَّجَـــــرْ ولِتَشْـــــــرَبَ قـــــــهـوةَ عــــــينيــــــكِ قـــدْ نَوَّمَــــتْ فــي قَــــــــميصِـــكِ خَــــــــيْـطَ أَنـِـــــــيـني كَنــَهَــرْ وأقــول لــها: يا حــبيبـة لا تُـــــــطْرِقي في يديـــــــكِ تـَــتْـلـو ضفـــــــــــافاً (لـِــــــــــعاصٍ) أنـاجيلـَــــــــها ويــــداها مــرايا لـروحي فلا تســـألي مــــــا لــــــــها إن عَــــــلَتْـكِ يــــــداكِ خُـــــــــــــــزامى فـــــــليس لأحَّـــــــــــدِنا مُــــــعجزاتُ نَـــبِــيٍّ لـــنا مـــالـــــــها غيـرَ أنَّ لِـقلبي كــرامةَ حُــبِّكِ يَـصْعَبُ بالكلمــــــــات تفسيرُ تَوَرُّدِهـــا وعلى العطرِ يَعْجِـــــزُ تأويلَـــــــــها وأقول لها كم غزالُ الحِوِاشِ رعـى في أصابعـــــــها العَبَـقَ الحـــلْوَ في ســرِّها فَـنَـما شَــعْرُهُ حَبَـــــــــــقا كم حــــنينـــي زَقَـــــــا في شــــــقـوقِ حِجـَــــــارِ الحـــــميديّـةِ الزّرْقِ حتّـى نَـبَتَـــتْ عَرَقـــــــــــــا مـا أُحَيْــلاكِ يَطْلــعُ وجْـــهُكِ ورداً يعـــــانـقُ ورداً فأخشى على كبريائي… تقولين صارتْ له عَبَقــــا ما أُحيــــــــــلى شفاهكِ تَعْقُدُ للجمْرِ زهْراً وتنْحتُ للعطْرِ غِمْـــداً فما أنتِ.. أنتِ مرايا جَمَالِ الجَمال.. فكيف بعينيك لن أغْرَقـــــــا ما أحيلى يديكِ جناحيْ ملائكةٍ سَبَّحَتْ ألقاً لجمالكِ قدْ حَسِبَتْهُ لـها وحَسِبْتُ لروحكِ أنْ تَحْسَبَ الورْدَ فيَّ غَــــــــــــــدا ظلَّـــــــــها وحَسِبْتُ لروحكِ أنْ تَحْسَبَ الكبريـــــــاءَ التي لــــيْ لـــــــــها وأقولُ لها آنَ أنْ تَخْتمي قصّةً أضْحكتْ جرْحَ أبطالِـــــــــــــها أن كتبنــــــــــا خــواتيـــــــــمَ أوّلَــــــــــــــــــــها و بِحِبْر أشدَّ بياضاَ على اِبيضاضِ الـــــــــــورقْ فتعالــــــــــــي لنضْحكَ صمتـــــــــــــــــــاً على بَطَليـــــــنِ صنعناهمـــــــــــا من ورقْ ونَشُقُّهُمَا حين نبكيهما لنُنَشّفَ أدمعنا بـــالورقْ وسنضْحكُ أنّا بكينا الذي خَلَقْنـــــاه من ورقْ نحن لم ننسَ أنّا خُلِقْنا سُـدىً من عَلَـــــقْ أأقول لها حمصُ تبقى إذا ما بقيتِ بروحـي ألقْ فلعلكِ إذْما عرفتِ بأنكِ إن تَحْرُقينـــــا فقدْ تحرقين بحمصَ الذي ما احتـــــرقْ.