إلى احميدة عياشي
مونيكا
حافة مغيب فياض
انسل من قداس
أتربة وادي أغريس
ومن سلالة دوالي حكماء
استفردوا برشف
سر دكنة الكناية
تقاسموا جريد اللغات
وسحر أنخاب تدركُ
أبجدية المكان
وتُحاكي دُكنة الفراغ
انشطروا جزراً هكذا-
وسيوفاً من برق النحاس
لتستفيق الذاكرة
من غبار النأي
وكتباً لتعرف الشجرة معنى الدم
وحكايات ليستريح التاريخ
ويسترخي فوق سرير الأبدية
من سهر الرواة
على فطنة السرد
وهدنة التدوين معاً
واستعادوا مجد حياة
كانت لهم ملاذاً
لفك بلاغة
وتورية سديم والتشبيه
وآفات استعارات شعوب
أدركوا محبة الكائن،
والكيان،
والكيونة
في رشفة
وتاريخ
دهشة كأسٍ انحاز
لثقب الذَّاكرة
وتدلَّى
كانت دوالي مونيكا-ولا تزال-
في سحنة رصيف ماضٍ بسيطٍ
وأدراج حاضر خضَّب لمعان العنب
وأينع جهة استدارة عباد الشَّمس
جداولاً
وحقولاً
ترقص حافية
لتحاكي شطحات الروح
وتحفر انتساب الجسد
لشاسعة الوجود
وهيام الأرض بطللٍ لم تمسحه دمعة
شعراء شرك الحداثة
ولم تبكه زوبعة ريح
ساعة انفتاح
أقفال أبواب الحديد
وسعة رحابة
مغارة «سيرفانتس»
من يجرؤ الآن
على الوقوف عارياً
كحروف قصيدةٍ
ليحتسي نخبه بمعية نديم
الغربة الآسرة
عداك مونيكا
يا سيدة أكثر من مقام
يا رحابة بلور شفيف
يا امرأة
من وشم،
ورخام، وأسطورة،
وفخار، وسقيفة،وصلصال،
وصولجان،وصحيفة، وأيقونة، ودنٍّ،
ولسان، وقرط،وأبجدية، ورشح،
ودراق،ونصل،وبراق،
وسواكٍ،ونافورةٍ، وشراشف،
وسماق،ومجرة،ونيزك، وصليب، وهلال،
ونجمة فاتحةٍ لمدار الكَّوْن
وسُفنِ سماءٍ
أرض أخرى في حراك
كأرخبيلات
تقلِّب سرَّ الدوران
وأسطوانة خلاء موسيقى
تطوِّق حقل فلين مالحٍ
وشلال ماء
تحطُّ فوق فناء مائدة وشمعدان
تجمع إخوة يوسف والذئب
قرامطة،وزنوج، وسعاة بريد، وشعراء، وحفار قبور، وساردون، ومرابون جدد، وعارفون بانفراط عقد الرًّكْحِ،وساهرون على أوتار الموسيقى، وتشكيليون تكعبيون إلى حد التخمة، ومهجرون من تعدد أجناس الأدب إلى سراديب القصة القصيرة جدا، وعازفون على قصب ناي الهند،و صانعون للذهب وفسيفساء الزليج،ورعاة حقول آبار النفط، وسينمائيون أنهكتهم عشرية سوداء وقاتمة وآخرون تألقوا في دليل الصورة والملصقات، ومنفيون في قلادة جغرافيات مفترضة، وواقعيون وانطباعيون على حد سواء، وأركيولوجيون عازفون عن الحفر، وشلَّة احيمدة عياشي في «كرا كويا» ذات ظهيرة،وسعدي يوسف الحالم بالأثر الرجعي لسجلات سيدي بلعباس، وألبير كامو الذي أحب الجزائر بالقدر غير الكافي، ورشيد بوجدرة الذي مهد السبيل لأكثر من حلزون في عمق الصحراء،وكاتب ياسين الذي وضع شارة لشرك اللغة،
ودائرة لعمران المعنى
بختي بن عودة الذي شاهد أن ومضة الفكر
حارقة،
ودامية،
وجارحة،
ومضى دون ملصق
يتنفس سراديب وهران
وسبحة «جاك ديريدا»
هي بمعنىً آخر
دوالي مونيكا
أكثر من كاس تدور
فوق قشرة اليابسة
تنفض عنها سير الألم
وحيوات كائنات مرت
في حاشية كتاب
ومفترق جبهة
وحاشية طريق.