«ثيلما ولويز» فيلم فاز بجائزة أحسن سيناريو عام 1992 . أهمية هذا السيناريو تكمن في تحليله العميق للشخصيتين اللتين يدور حولهما الفيلم. فهما متجذرتان في الواقع ولذلك فكل ما تقومان به رغم بشاعته، واقعي. إنه يناقش تعرض النساء لأعمال عنف، مما يدفع بهما لأعمال عنف مضادة. رسم الشخصيتين حي إلى أبعد الحدود وتطور كلتيهما تبعا للأحداث كان مدروسا بشكل دقيق. لقد قالت كاتبة السيناريو كالي خوري، «كنت أعيش مع هاتين الشخصيتين وأتركهما تقولان ما تريدان. لقد أصبحتا جزءاً من حياتي».
(تتمة العدد السابق)
هال: هذا ما يقوله الجميع. المشكلة أنه لم يكن هناك.
أي من الأزواج غائباً تلك الليلة… هل باستطاعتك إطلاق النار على أيدي وجهاً لوجه؟ على نقطة مرمى البندقية؟
سارة (وهي تفكر) في ساقه.
هال: (ينهض) علي أن أذهب إلى ليتل روك.
داخلي. مقهى. صباحاً
تجلس لويز لوحدها على مائدة طويلة تأتي ثيلما مسرعةً. تبدو مضطربة وعليها مظهر البله. ترى لويز فتنطلق نحو المقهى.
حيويتها وحجمها أكبر ممن حولها من رواد المقهى. فهنالك الآن زوج من الزبائن. تنزل ثيلما في المقعد الطويل وتجلس مباشرة في مواجهة لويز.
ثيلما: مرحباً.
أذهلها مظهر ثيلما.
لويز: ما الذي جرى لشعرك؟
ثيلما: لا شيء. لقد فقد شكله.
تقوم لويز بدراسة تفصيلية لثيلما بينما تدخل في مقعدها وهي بالكاد تستطيع أن تتمالك نفسها.
لويز: ما بالك؟
ثيلما: لا شيء. لماذا؟ هل أبدو مختلفة؟
لويز: نعم. ما دمت قد ذكرت ذلك الآن. عليك مظهر الجنون. وكأنك تحت تأثير المخدرات.
ثيلما: حسناً، انا لست مخدّرة. ولكنني قد أكون مجنونة.
لويز: (تهز رأسها) لا أظن انني أريد سماع ما تريدين قوله لي.
ثيلما على وشك الصراخ عندما تأتي النادلة وتضع فنجان قهوة على المائدة وتسكب فيه القهوة. تمسك ثيلما نفسها برهة من الزمن ثم تفقد زمام أمرها.
ثيلما: يا إلهي، يا لويز !!! لا أستطيع أن أصدّق الأمر! حقاً لا أستطيع أن أصدّق الأمر! أعني… هو!!!
تضحك ثيلما ضحكة هيستيرية. تفهم لويز فجأة.
لويز: أوه، ثيلما. أوه، كلا.
ثيلما: أخيراً فهمت على ماذا هذه البلبلة، هذه مجرد لعبة كرة أخرى!
لويز: ثيلما، رجاء تمالكي نفسك. أنت تفضحيننا.
ثيلما: هل تعرفين يا لويز، من المفروض انك أعز صديقاتي. من المفروض أن تكوني سعيدة قليلاً من أجلي. يمكنك على الأقل ان تتظاهري انك سعيدة قليلاً لأنني ولمرة وحيدة في حياتي حظيت بتجربة جنسية ليست مقرفة بشكل كامل.
لويز: انا آسفة، انا سعيدة. انا سعيدة جداً من أجلك انا سعيده أنك أمضيت وقتاً حلواً. لقد آن الأوان. أين هو الآن؟
ثيلما: يستحم.
لويز: لقد تركت ذلك الشاب لوحده في الغرفة؟
ينتاب لويز إحساس سيء. لقد وقفت ووضعت المال على المائدة.
لويز: أين المال، يا ثيلما؟
لقد نسيت ثيلما موضوع المال.
ثيلما: اممم… انه على المائدة. إنه بأمان.
غادرتا سوياً المطعم الآن.
وبينما تضربان الباب تركضان كلتاهما.
ثيلما: لا أذكر.
خارجي. كاراج الموتيل- نهاراً
تجتازا أرض الكاراج من الخلف نحو الغرفة. الباب مفتوح ولا أحد في الغرفة.. تدخل لويز وتبقى ثيلما خارج الباب.
ثيلما: اللعنة! لم أكن محظوظة مرة في حياتي! ولا مرة واحدة!
تخرج لويز عائدة. لا تنبس بكلمة. تبدو متجمدة تحارب الدموع.
ثيلما: خراء. ذلك الحقير سرقني. أنا لا أصدق ذلك.
تجلس لويز على الممر الجانبي أمام الغرفة. تأتي ثيلما وتجلس بقربها.
لا تتكلمان لفترة من الزمن.
ثيلما: لويز؟ هل أنت بخير؟
تهز لويز رأسها بكلاّ.
ثيلما: لويز… لا بأس في ذلك لويز؟ أنا آسفة. أنا أعني ذلك.
لقد رأت لويز نهاية النفق وليس هنالك أي نور.
لويز: الموضوع ليس لا بأس، ثيلما. حتماً انه ليس لا بأس. لا شيء من هذا لا بأس به. ماذا سنفعل لنحصل على المال؟ بماذا سنشتري الوقود؟ بنظراتنا الحلوة؟ أعني… اللعنة، يا ثيلما!
تبدأ لويز بالتلاشي بهدوء. وهذا يجعل ثيلما تقفز متحركة؟
ثيلما: تعالي. انهضى ! لا تضطربي بسبب هذا الموضوع. سوف أتعهده انا. فقط لا تضطربي بسببه. احضري حاجياتك.
ما زالت لويز تجلس على الممر الجانبي.
ثيلما: تعالي! اللعنة، أحضري حاجياتك ودعينا نخرج من هنا!
تقف لويز ببطء على أقدامها.
ثيلما: تحركي!
(مخاطبة نفسها) يا الهي، خذي وقتك اللعين.
تخرج ثيلما أشياءً من السيارة.
خارجي. كاراج الفنق. صباحاً.
لقطة مقربة جداً للعجل الخلفي لسيارة التي بيرد الخضراء وهي تتحرك خارج أرض الكاراج. ثيلما ولويز تبدوان أقسى قليلاً مما شاهدناهما حتى الآن وهما تنطلقان بعيداً.
خارجي. منزل ثيلما. نهاراً.
يقف هال رجل المخابرات المركزية ومعه مجموعة من رجال البوليس والتحري أمام الباب. يفتح الباب الأمامي ويقف داريل وكأنه قذيفة أطلقها مدفع.
خارجي. شارع. نهاراً
تقف لويز وثيلما أمام مخزن حاجيات.
داخلي. منزل ثيلما. نهاراً
يضع البوليس مسجّلاً على الهواتف ويغطي الأماكن بالغبار للحصول على بصمات…الخ بينما يجلس داريل بلا حراك على كرسيه وعلى وجهه تعبير بليد.
هال (مخاطباً داريل) لقد وضعنا مسجّلا على هاتفك. حيث انها قد تتصل بك.
يأتي ماكس وينضّم إليهم وهم يسيرون عبر الممر.
ماكس: سوف نترك واحداً هنا في المنزل فيما اذا اتصلت بك.
سوف يبقى واحد هنا حتى نجدهم.
هال: اهم ما في الأمر ان لا تظهر أنك تعرف شيئاً.
نحاول أن نعرف مكانهما. والآن لا أريد أن اتدخل بما هو شخصي ولكن هل علاقتك بزوجتك جيدة؟ هل أنت قريب منها؟
داريل: نعم، على ما أظن. أعني، أنا قريب بالقدر الذي أستطيعه من حالة جنون كهذه.
ماكس: حسناً، اذا ما اتصلت، فقط كن لطيفاً وكأنك سعيد لسماعها.
كما تعلم، وكأنك فعلاً تفتقدها. النساء يحببن مثل هذه الأمور التافهة.
خارجي. مخزن حاجيات. نهاراً
ثيلما ولويز تجلسان في السيارة. وضعا كل ما يملكان من مال معاً.
لويز: ثمانية وثمانون دولاراً لن يفعلا شيئاً يا طفلتي الصغيرة.
ثيلما (تخرج من السيارة) لا تأبهي بذلك. هل تريدين شيئاً؟
لويز: كلا.
تسير ثيلما نحو المخزن بسرعة. تضع لويز شريطاً في المسجل وتستمع إلى موسيقى عالية. تنظر إلى نفسها في المرآة التي تظهر الخلف، تأخذ أحمر الشفاه وهي على وشك أن تضعه. ترى نفسها مباشرة في المرآة وبدلاً عن ذلك، ترميه إلى خارج النافذة. تغمض عيناها وتطوي رأسها إلى الخلف على المقعد. إنها تسبح في عالم من الخراء.
تأتي ثيلما راكضة خارج المخزن وتقفز إلى داخل السيارة.
ثيلما (مقطعة الأنفاس) انطلقي !
تنظر لويز إليها.
ثيلما: انطلقي! انطلقي بعيداً!
لويز (تتحرك بعيداً) ماذا حدث؟
تفتح ثيلما محفظتها وفي وسطها شنطة مليئة بالأوراق النقدية.
لويز: ماذا؟ هل سرقت المخزن؟ هل سرقت المخزن الملعون؟
تصرخ ثيلما متحمسة. تجمد لويز كليّاً.
ثيلما: حسناً! نحن بحاجة إلى النقود! إنها ليست كأنني قتلت أحداً، بحق الله.
ترمقها لويز بنظرة قاسية. تضع السيارة في وضع الانطلاق وتخرج من الكاراج. ما زالت تنظر إلى ثيلما وكأنها قد فقدت عقلها كليّاً.
ثيلما: أنا آسفة. حسناً، نحن بحاجة إلى النقود.
والآن حصلنا عليها.
لويز: هذا خراء، يا ثيلما !! خراء! خراء! خراء!
ثيلما (بشدّة) والآن جاءتك قبضة، يا لويز! وعليك أن تقودينا إلى مكسيكو اللعينة، فهل تفعلين ذلك!
لويز: حسناً. خراء يا ثيلما! ماذا ستفعلين؟ أعني، ماذا قلت؟
ثيلما: حسناً، انا فقط…
داخلي. محطة وبوليس-غرفة التحقيق-نهاراً
هال وماكس ومجموعة أخرى من رجال البوليس، وداريل يشاهدون التلفزيون الذي يعرض ثيلما في مخزن الحاجيات تسحب مسدساً. وما تقوله بفمها:
ثيلما (صوت خارجي) حسناً، أيها السيدات والسادة، لنرى من سيكسب الجائزة لبقائه هادئاً. لينبطح الجميع على الأرض وإذا لم يفقد أحدكم صوابه فلن يفقد رأسه…
لقطة مقرّبة جداً لوجه داريل وهو يغوص تدريجياً في حالة صدمة. لقطات مقرّبة جداً لهال، ماكس، الخ..
الجميع ينظرون بتركيز على الشاشة.
صورة فيديو لثيلما وهي تأمر بجسارة أمين الصندوق بأن يملأ حقيبتها بالنقود. وبينما هو يملأ حقيبتها بالأوراق النقدية فهي تأخذ اللحم المقدّد من مكان العرض وتضعه في حقيبتها. ايضاً، وهي توجه المسدس نحو أمين الصندوق.
ثيلما (صوت خارجي) (شريط الفيديو يعيد البث)
أنت يا سيدتي… أنت تقوم بعمل مشرّف. فقط افرغ هذه النقود في هذه الشنطة وستكون لديك قصة مذهلة لتقولها لمن حولك من أصدقاء.. وإذا لم تفعل ذلك، فتصاب بتمزّق في أصبع قدمك. انت تقرّر.
قطع إلى:
داخلي.سيارة.نهاراً
ثيلما ولويز داخل السيارة يسوقان.
لويز: (شيء لا يصدق) خراء.
قطع إلى:
داخلي.قسم البوليس غرفة التحقيق-نهاراً
لقطة مقرّبة جداً:
داريل: يا يسوع.
لقطة مقربة جداً: ماكس: يا رب.
لقطة مقرّبة جداً: هال: (مرهقاً) يا الهي.
خارجي. لقطة من السيارة المتحركة .نهارً
لويز: خراء عالي المستوى.
ثيلما: دعيني ارى الخريطة.
ترمي لويز الخريطة عبر المقعد الأمامي نحو ثيلما وتفتحها.
إظلام تدريجي نحو السواد.
إظلام تدريجي
داخلي. شقة جيمي.نهاراً.
يدخل جيمي باب العمارة. يحمل شنطة صغيرة. يجلس رجلان عند السلم. يقفان عندما يدخل. انهما رجلا بوليس بالملابس المدنية.
يظهران له شاراتهم. يذهب معهما.
خارجي. طريق-لقطة مقربة جداً- جـ.د. من الخلف-نهاراً
يبدو أكثر وضوحاً والمحفظة المحشوة في جيبه اليمين الخلفي.
يسير جـ.د. على الطريق ويتابع سيره بينما تتوقف سيارة بوليس تابع لولاية اوكلاهوما بمحاذاته. يبتسم ويرفع يده ملوحاً لهم كأصدقاء بينما يقفان ببطء عنده. نستطيع أن نرى الشرطي القريب منه يتكلم ثم نرى جـ.د. يتوقف عن السير ويضع شنطته جانباً. يبحث عن محفظته. من الواضح أنهم يطلبون منه إثبات هوية.
خارجي.طريق ريفي.نهاراً
لويز تسوق السيارة. يطيران بسرعة ويمران امام ولد يركب العجلة على ممر طويل بجانب الطريق. يتابعهما. غيمة كبيرة من الغبار تزعق أمامهما وهما يتجاوزنه. يستدير ويركب عجلته باتجاه المنزل.
داخلي. سيارة. نهاراً
ثيلما: لويز من الافضل أن تبطّئي سيرك. فلو أمسك بنا البوليس بسبب سرعتك سأموت.
تنظر لويز إلى عداد السرعة فتجده وصل إلى 80متر/الساعة فترفع رجلها عن دواسة البنزين. تبدو لويز عصبية قليلاً.
لويز: لأول مرة في حياتي تمنيت أن لا تكون هذه السيارة خضراء.
ثيلما: هل أنت متأكدة من انه علينا السياقة هكذا؟
في وضح النهار وكل شيء؟
لويز: كلا ليس علينا ذلك، ولكنني أريد وضع مسافة بيننا وبين مشهد جريمتنا الأخيرة!
ثيلما: اوووووي ي ي ! كان عليك أن تشاهدينني!
وكأنني كنت أقوم بذلك العمل طوال أيام حياتي! لا يمكن أن يصدق ذلك أحداً.
لويز: تعتقدين أنك وجدت هاتفك؟
ثيلما: ربما. ربما. نداء الانطلاق الوحشي!
تنبح ثيلما كالكلب وتشرب زجاجة صغيرة من الوايلد توركي.
لويز: أنت مضطربة.
ثيلما: نعم! أعتقد أنني كذلك!
داخلي.قسم بوليس-غرفة تحقيق-نهاراً
يقف جيمي في غرفة صغيرة مع هال وماكس ورجال شرطه آخرون وقد بدا عليهم الذهول.
جيمي: أقسم بالله انها رفضت البوح لي بأي شيء! يا يسوع! يجب أن تحاولوا العثور على ذلك الصبي الذي كان معهم.
هال: أخبرنا عنه.
جيمي: مجرد شاب صغير. حوالي العشرين من العمر.
شعره غامق.
جيمي حقاً مضطرب وعليه فعلاً النضال من أجل السيطرة على نفسه
جيمي (محاولاً تذكّره) قالتا انهما التقطاه على الطريق. وانه تلميذ. ولكنه لم يبدو سوّياً. ولكنه غادر عندما دخلتا إلى الفندق.
ماكس: هل انت واعٍ بأنك تواجه تهمة إضافية؟
هل: هذا شيء خطير، يا بني. فإن رجل قد مات.
جيمي: أعرف! لو كنت أعرف لأخبرتك! اللعنة. أعلم أن شيئاً ما قد حدث وإلا فإنها ما كانت لتغادر. أحاول أن اتذكر كل شيء! حاول أن تجد ذلك الولد اللعين. فلربما هو يعرف شيئاً.
خارجي. لقطة أثناء السياقة – نهاراً
ثيلما ولويز داخل السيارة. تخرج ثيلما زجاجات الوايلد توركي الفارغة من شنطة يدها وتلقي بها خارج النافذة.
لويز: إذاً ما هي الخطة يا ثيلما؟ هل ستبقين في حالة سكر؟
ثيلما: أحاول ذلك.
لويز: حشرة حقيرة.
يقتربان وهما يزأران من نصف نقل محّملة بأنابيب الغاز. نرى انعكاس عين السمكة في العربة المشعّة.
رذاذ الوحل، الصور الظلّية المشعة للنساء العاريات التى رأتاها ثيلما ولويز من قبل. الشاحنة تسير ابطأ منهما.
لويز: شيء عظيم. هذا يحدث دائماً عندما يكون الإنسان مستعجلاً. تنظر إلى الخارج لتكتشف إن كان بإمكانها المرور، ولكن هنالك سيارة قادمة. السيارة تمر والشاحنة تبطئ. سائق الشاحنة يمد ذراعه من النافذة ويلوح لهما لتتجاوزانه.
ثيلما: أليس هذا لطيفاً؟ سائقي الشاحنات دائما لطاف. احسن السائقين على الطريق.
وما أن تصلا بمحاذاة الشاحنة يبتسم لهما السائق ويلوّح لهما بذراعه. تبتسمان وتلوحان له أيضاً. يمد لسانه لهم.
تصرخ لويز.
ثيلما/لويز: مقرف ! عديم الإحساس! يا الهي! آه يا الهي!
تحسم لويز الأمر وتسرع متجاوزة إياه.
ثيلما: يا للقرف! لماذا عليهم أن يفعلوا ذلك؟
لويز: يعتقدون انها تعجبنا. ربما يعتقدون أن هذا يثيرنا.
ترتجف لويز من القرف.
داخلي-قسم بوليس-غرفة التحقيق-نهاراً
ينظر جيمي إلى صور المشبوهين الصغار يعرضها البوليس.
يعرض هال على جيمي صورة مشبوه لـ جـ.د.
هال: هل هذا هو الشاب الذي رأيته معهم؟
جيمي (ينظر عن قرب) إنه هو.
ماكس (يصفق بيديه) آه، يا لليوم السعيد.
جيمي: يبدو أنك تمزح معي. هل رافقتا مجرماً؟
هال: سارق مسلّح.
جيمي: شيء عظيم.
ماكس (مخاطباً هال) سوف يحضرونه إلى هنا الآن.
لقد ألقي القبض عليه هذا الصباح لمخالفته العهد. وكذلك لوجود مبلغ من المال سرقه عندما كان هناك.
ولسوف ينزل هنا للمسائلة. أنا سعيد جداً.
جيمي (بعد أن سمع الكلام) كم كان مبلغ المال الذي وجد معه.
خارجي.محطة البوليس.نهاراً
وصل. جـ.د. ويداه مقيدتان إلى مبنى بوليس الولاية.
خارجي.طريق غير معبّده نهاراً
تدخل سيارة تي بيرد ارضاً تبدو وكأنها صحراء. رفع سقف التي بيرد.
داخلي.سيارة.نهاراً
لويز: ثيلما.
ثيلما: نعم.
لويز: أريدك أن تهاتفي داريل.
ثيلما: لماذا؟
لويز: لنعلم إذا كان يعرف أي شيء. وإذا ظننت أنه يعرف، فعليك أن تقفلي الخط لأن هذا يعني أن البوليس قد أخبره وربما يكون الهاتف مراقباً.
ثيلما: يا للهول يا لويز، يراقبوا الهاتف؟ هل تعتقدين ذلك؟
لويز: (مضطربة) اوه، ماذا تعتقدين. واحد مقتول وسرقة تحت قوة السلاح، يا ثيلما!
ثيلما: قتل واحد ! يا الهي، يا لويز، ألا نستطيع القول ان ذلك كان دفاعاً عن النفس؟
لويز: ولكن ذلك لم يكن كذلك! لقد هربنا ! كنا نسير مبتعدين!
ثيلما: إنهم لا يعرفون ذلك! كنا أنا وأنت هناك. اقول أنه حاول اغتصابي وكان عليك أن تقتلينه! أعني، ان هذه هي الحقيقة تقريباً!
لويز: لن ينفع ذلك.
ثيلما: ولما لا؟!
لويز: ليس هنالك أي إثبات مادي. لا نستطيع إثبات فعلته.
وربما لا نستطيع حتى اثبات انه لمسك حتى الآن.
يتوقف الاثنتان برهة من الزمن.
ثيلما: يا إلهي. القانون خراء مخادع، أليس كذلك؟
ثم:
ثيلما: كيف تعرفين عن كل هذه الأمور على أي حال؟
لا تجيب لويز السؤال.
لويز: بالإضافة إلى ذلك، ماذا نقول حول السرقة؟
ليس لنا أي عذر. ليس هنالك أي شيء يدعي سرقة مبررة.
ثيلما: حسناً ، يا لويز!
خارجي. طريق غير معبّد – لقطة هيليكوبتر – الغسق
بينما تغرب الشمس. تتجه سيارة التي بيرد إلى عمق الصحراء.
داخلي. قسم البوليس. ليلاً
يجلس داريل في الممر. يقود رجال البوليس جـ.د. نحو القاعة.
يتبعهم هال، ماكس ورجال بوليس آخرون بثياب عادية. ينظر داريل نحو هال متسائلاً. لا يتجاوب هال. وبسرعة تدخل الحاشية إلى أحد الغرف.
يقف داريل ويقطع القاعة نحو الغرفة بينما يغلق الباب في وجهه.
داريل (يصرخ عند الباب) هيي ! هيي!
جـ.د. من هذا المجنون؟
هال: هذا زوج ثيلما ديكنسون.
جـ.د. يا الهي.
داخلي. قسم البوليس-الممر- ليلاً
يحاول داريل فتح مقبض الباب، ولكن الباب مغلقاً.
داخلي. قسم البوليس-غرفة التحقيقات.ليلاً
هال، ماكس، جـ.د. ورجال شرطه آخرون. شاشة عرض منصوبه في الغرفة وهم يشاهدون شريط ثيلما في مخزن التموين.
جـ.د. (سعيداً) : حسناً ! قامت بالعمل على أكمل وجه! أليس كذلك؟
هال: حسناً يا بني إنها تقوم بمشهد لعين أفضل منك الآن.
ماكس: من أين حصلت على 6600 دولار نقداً؟
جـ.د. : صديق.
هال: تكلمنا مع احد الرجال اليوم والذي قال انه أرسل ما يقارب تلك الكميه لصالح السيده لويز سويار. هل تعرفها ايضاً؟
جـ.د: امم، نعم، كانت تسوق السيارة.
هال: قال انه أخذها إلى اوتيل صغير في مدينة اوكلاهوما. وهو ايضاً يقول في ذلك الوقت قابل رجلا ما. وقد تعرف عليك عبر مجموعة من صور المشبوهين. وقد اخبرنا أيضاً أنك انت والسيدة ديكنسون بدوتما «متلاصقان». هل هذا صحيح؟
جـ.د. يمكن أن تقول ان عقلينا تلاقيا، نعم.
ماكس: هل كنت تعلم أن السيدة ديكنسون والآنسة سويار مطلوبتان لعلاقتهما بجريمة قتل؟
جـ.د.: ماذا؟!
هال: هل اشارت اي منهما انها قد تكون هاربة من القانون؟
جـ.د. (متفاجئ لدى سماعه هذا) والآن بما انك ذكرت ذلك فأنهما كانتا متوثبتين قليلاً.
هال: هل تعلم ماذا؟ لقد بدأت تقلقني.
ماكس: حسناً. وأنا أيضاً.
يفكر هال قليلاً ثم ينظر نحو ماكس.
هال: هل لديك مانع في أن أكلمه دقيقة على انفراد.
يوافق ماكس ويفتح الباب للآخرين كي يغادروا. ينظر ماكس وهال إلى بعضهما عيناً بعين قبل أن يغلق ماكس الباب.
جـ.د. ماذا؟ ماذا فعلت؟
يجلس هال على الجهة الأخرى من المائدة وينظر إلى جـ.د.
هال: يا بني لدي إحساس حول شيء ما وأريد أن أعرف رأيك.
هل تعتقد أن ثيلما ديكنسون كانت لترتكب فعل سرقة مسلحة لو لم تأخذ أنت كل أموالهم؟
لا يقول جـ.د. شيئاً. يجلس الإثنان هناك لبرهة من الزمن.
هال: هل أكلت القطة لسانك؟
يغيّر جـ.د. موقعه على الكرسي.
ج.د.: كيف تدري أنني أنا الذي أخذتها؟ كيف تعرف أنهما هما اللتان أعطياني إياها؟
هال: هنالك فتاتان في الخارج لديهما فرصة. كان لديهما فرصة….! وأنت أضعتها عليهما. والآن هما واقعتان في مشكلة خطيرة. مشكلة خطيرة جداً. أعتبرك أنا مسؤولاً على الأقل عن جانب منها. وسأعتبرك مسؤولاً شخصياً عن أي شيء يحصل لهما. لا أشعر بأي تعاطف معك. ولكنني قد أكون الشخص الوحيد في العالم الذي سيدير ظهره لما سيحدث لهما وأنت إما أن تخبرني أي شيء تعرفه حتى يكون لدي فرصة ضئيلة لأفعل شيئاً جيداً في حقهما. وإلا فسأنقلب عليك كما تفعل الذبابة على الخراء طوال فترة حياتك الطبيعية. وستكون مهمتي في الحياة أن أجعلك بائساً. وهذا وعد صادق مني.
يسير هال بعيداً ويفتح الباب فيدخل ماكس والآخرون.
هال: والآن، أولا، لقد انتهكت حرمة إطلاق سراحك المشروط لمدة يومين في الخارج.وأنت تعرف طبيعة القاضي هايني. فهو يكره مثل هذه الأشياء. مجرد أن يصله خبر هذا، فسوف يطيّر السماء إلى أعلى. وعندما يجد أنك كنت ممن ساعد على ارتكاب جريمة وسرقة مسلحة، فأعتقد أننا سنعيد بأمان حجز مؤخرتك في الزنزانة للسنوات الثماني المتبقية من سجنك.
أليس كذلك؟
ماكس: آه، حتماً.
جـ.د. (مقتنعاً) حسناً. هل هنالك من يستطيع تسجيل هذا الأمر؟
داخلي. قسم البوليس. ليلاً.
يجلس داريل في الممر. يأتي هال خارج الغرفة أولاً.
هال: السيد ديكنسون، إذا استطعت أن تبقى قليلاً فأنا أريد كلمة معك وبعد ذلك نأخذك إلى المنزل.
يعود رجال البوليس جـ.د. خارج غرفة التحقيق، نحو القاعة. داريل يراقب جـ.د. عن كثب. جـ.د. يقابله بابتسامة متكلفة.
جـ.د. (بخبث مخاطباً داريل) انا معجب بزوجتك.
داريل (يسير وراءه) ارجع هنا أيها الخراء الحقير!
هال ورجل بوليس آخر يمنعان داريل من ملاحقته. يبعد جـ.د. عبر القاعة.
خارجي.محطة وقود.ليلاً
يتقدم عامل في محطة الوقود نحو ثيلما ولويز وهما يخرجان من السيارة.
لويز (مخاطبة العامل) املأها كاملة.
(مخاطبة ثيلما) هنالك هاتف.
ثيلما: لننتهي من هذا الأمر.
تسير ثيلما ولويز نحو الهاتف.
لويز: أنا لا أمزح، ثيلما، إذا اعتقدت أنه يعرف، وحتى لو لم تكوني متأكدة، اقطعي الاتصال.
داخلي.منزل ثيلما-ليلاً
التلفاز مشغول والمكان في حالة يرثى لها.
ينطلق داريل وهال وماكس وباقي رجال البوليس نحو العمل، عندما يسمعون جرس الهاتف وقد وضعوا أجهزة تنصّت على آذانهم وأداروا المسجلات. يتناول داريل الهاتف.
داريل: مرحباً.
خارجي. هاتف عمومي. ليلاً
ثيلما: داريل. هذه أنا.
داخلي.منزل ثيلما-ليلاً
هال، ماكس. الخ جميعهم يشيرون إشارات وحشية.
داريل (بمشاعر صداقة حقيقية) ثيلما! مرحباً!
خارجي-هاتف عمومي
تقفل ثيلما الهاتف.
ثيلما (في الواقع) إنه يعلم.
داخلي-منزل ثيلما-ليلاً
الجميع في حالة خيبة أمل قصوى، وقد خلعوا أجهزة التنصّت.
واقفلوا أجهزة التسجيل وينظرون نحو داريل وكأنه أبله.
هال: خراء.
مازال داريل يمسك الهاتف بيده.
داريل: ماذا؟! كل الذي قلته مرحباً.
خارجي.هاتف عمومي-ليلاً
ثيلما ولويز ينظران إلى بعضهما البعض نظرة لها مغزى. تخطو لويز نحو الهاتف.
لويز: هل لديك نقود صغيرة؟
تمد ثيلما يدها إلى حقيبتها وتعطي لويز مجموعة ارباع. تخرج لويز من السيارة وتذهب نحو الهاتف العمومي. تتبعها لويز. تضع الدراهم في الهاتف وتدير القرص. يقرع الجرس.
لويز: داريل، هذه لويز.هل البوليس هناك.
داخلي. منزل ثيلما-ليلاً
مرة ثانية ينطلق الجميع نحو العمل. داريل مرتبكا من الهاتف.
داريل: آه، كلا ! كلا، لماذا سيكون أي بوليس موجود هنا؟ اسمعي، أين أنتما على أي حال؟
ينظر داريل نحو هال وماكس نظرة وكأنه يريد أن يقول كل شيء تحت السيطرة. رجل ذكي.
خارجي-هاتف- ليلاً
لويز: دعيني أتكلم مع من هو المسؤول هناك؟
داخلي. منزل ثيلما-ليلاً
داريل: عن ماذا تتكلمين، يا لويز؟
يأتي هال ويأخذ الهاتف بعيداً من داريل. ينظر هال إلى ماكس الذي يهز رأسه، «خذه».
هال: مرحباً، آنسة سويار. أنا هال سلوكومب، رئيس المحققين في جرائم القتل لبوليس ولاية اركانسس. كيف حالك؟
خارجي-هاتف-ليلاً
لويز (تضحك لنفسها) كنت أفضل من الأن.
هال(صوت خارجي) أنتما أيتها الفتاتان في ماء ساخن.
لويز: نعم، سيدي. اعرف ذلك.
داخلي.منزل ثيلما-ليلاً
هال: انتما الاثنتين لا بأس بكما؟ لم تصب أي منكما بأذى؟ هل أنتما تتعاملان بعناية مع ذلك المسدس؟
خارجي-هاتف-ليلاً
لويز: نحن الاثنتان بخير.
هال (صوت خارجي) جيّد. هل تريدين أن تخبريني بما حدث؟
لويز: حتماً. ربما أثناء تناول القهوة يوماً ما. سوف ادفع ثمنها.
داخلي-منزل ثيلما-ليلاً
هال: أريدك أن تعرفي أنكما انتما الاثنتان غير متهمتين بالقتل بعد. أنتما مطلوبتان فقط للاستجواب. بالرغم من أن السيدة ديكنسون مطلوبة الآن في أوكلاهوما بتهمة سرقة مسلحة.
خارجي-هاتف- ليلاً
لويز: لا تمزح – إسمع، علنيا أن نذهب. سوف أتصل بكم لاحقاً واضح؟
تنظر لويز إلى ساعتها.
هال (صوت خارجي) آنسه سويار لا اعتقد انكما ستستطيعان الوصول إلى المكسيك. يجب أن نتكلم من فضلك. أريد أن اساعدكما.
وعند سماع ذلك تحرك لويز فمها بكملة خراء معبّرة عن كبتها.
تقفل لويز السماعة.
داخلي-منزل ثيلما – ليلاً.
الجميع منهمك في محاولة مراقبة ما إذا كانت المكالمة قد سجّلت.
عاد داريل على متكأه وهو في حالة ذهول.
خارجي-هاتف عمومي-ليلاً
عادت لويز إلى السيارة تتبعها ثيلما. شاحنة متحركة تتوقف وتدخل إلى الموقف الكبير.
لويز: هذا الولد جـ.د. خراء حقير.
ثيلما: ماذا.
تقف لويز وكأنها على وشك الدخول وتواجه ثيلما التي تقف عند الجانب الآخر من السيارة.
لويز: كيف عرفوا أننا ذاهبتان إلى المكسيك يا ثيلما، كيف عرفوا هذا؟
ثيلما: انا……. انا…….
لويز: أنت التي اخبرت ذلك اللص الحقير أننا ذاهبتان؟!
تفتح لويز باب السيارة وتصفق الباب وتدير الموتور. تقفز ثيلما إلى الداخل بسرعة.
ثيلما : لم أقل له سوى إذا أتيت إلى المكسيك فحاول أن تجدنا.
وطلبت منه أن لا يخبر أحداً. لم أكن اعتقد أنه سيخبر أحداً.
لويز: ولما لا؟ ما الذي سيخسره؟ ما عدا كل ما أدخرته من دراهم طوال حياتي. خراء!
تعود لويز إلى الطريق.
ثيلما: أنا آسفة. أعني أنا…
توقف لويز العربة فجأة.
لويز: اللعنة يا ثيلما! دعيني اشرح شيئاً لك. الآن هنالك شيء فقط لصالحنا. الأول، لا أحد يعرف أين نحن، والثاني، لا أحد يعرف إلى أين نحن ذاهبتان. والآن واحد من الأشياء التي كانت في صفنا انتهى أمرها!
تتوقف لويز عن الصراخ لبرهة من الزمن محاولة السيطرة على النفس.
ثيلما تبدو مثيرة للشفقة.
لويز: فقط لو تتوقفي عن الكلام مع الناس، يا ثيلما ! توقفي عن الانفتاح للآخرين! نحن هاربتان من وجه العدالة الآن. فعلنيا أن نتصرف تبعاً لذلك!
ثيلما: انت على صواب.
خارجي. طريق معزول- ليلاً (ضوء طبيعي)
تتحرك سيارة الثندر بيرد على طريق تبدو كشارع 66.
ثيلما (صوت خارجي) لويز؟ أين نحن؟
لويز (صوت خارجي) مباشرة بعد مدينة «بواز».
ثيلما (صوت خارجي) ايداهو؟
لويز (صوت خارجي) اوكلاهوما، يا ثيلما. نحن نقطع نحو مكسيكو الجديدة.
ثيلما (صوت خارجي) لطالما أردت أن أرى مكسيكو الجديدة.
خارجي.من منظور ثيلما– خارج الشبّاك- بقعة سَوْدَاء
خارجي. طريق خلفي. ليلاً.
تسير السيارة على هذا الطريق.
داخلي.منزل ثيلما. ليلاً (ضوء طبيعي)
كل شيء هادئ. التلفزيون ذو الشاشة الكبيرة مضاء والغرفه مليئة بالدخان الكثيف. يجلس هال وماكس على مائدة يراجعان الأوراق. وباقي الأشخاص ذوي الثياب العادية والمرافقون يلعبون الورق. داريل يجلس كالمشلول على أريكته يحدّق في التلفزيون زائغ العينين.
داخلي. شقة جيمي. ليلاً
يجلس جيمي على مقعده الطويل وبيده الجيتار بينما يجلس اثنان من رجال البوليس بالملابس العادية يقرآن الصحف ويحلاّن الكلمات المتقاطعة.
داخلي. سيارة – ليلاً
على صوت موسيقى من الشريط.
تشرب ثيلما قليلاً من الوايلد توركي.
ثيلما: والآن ماذا؟
لويز: والآن ماذا ماذا؟
ثيلما: ماذا نفعل؟
لويز: آه، لا أدري يا ثيلما. أعتقد علينا أن نسلّم انفسنا ونقضي حياتنا نبادل السجاير بدهان الرموش (مسكرا) حتى نظهر بمظهر لطيف عندما تزورنا عائلاتنا يوم السبت. وربما يصبح لنا أولاد نتيجة علاقاتنا بحرس السجن.
ثيلما: أنا لا اقترح هذا! أنا لن أعود. مهما حدث. إذا لا تعبأي بأمري.
تسرع لويز.
تعطي ثيلما لويز زجاجة صغيرة من الوايلد توركي فتشربها كلها. ولدى ثيلما واحدة أيضاً.
ثيلما: هل بإمكاني أن اسألك سؤالا غريبا؟
لويز: نعم.
ثيلما: من بين كل الأشياء التي تخيفك في العالم، ما هو الشيء الذي يخيفك أكثر الأشياء.
لويز: هل تعنين الآن أم من قبل؟
ثيلما: من قبل.
لويز: أعتقد أنني طالما فكّرت ان اسوأ ما يمكن أن يحدث لي هو أن أنتهي عجوزة، وحيدة في شقة مقرفة ومعي واحد من تلك الكلاب.
ثيلما: اية كلاب صغيرة؟
لويز: كما ترين تلك الكلاب الصغيرة التي ترين الناس تصحبها؟
ثيلما: مثل تشيهوا هوا؟
لويز: تلك، ايضاً، ولكن هل تعرفين تلك الكلاب الصغيرة الغزيرة الشعر؟
تلك الكلاب الصغيرة المسطّحة الوجه ذات الأسنان القبيحة؟
ثيلما: آه، طبعاً. تعنين بيك آبوس.
لويز: نعم. تلك. تلك كانت دائماً مصدر ذعر إلهي لي. وماذا عنك؟
ثيلما: حسناً، لأكون صادقة معك، فإن فكرة الشيخوخة مع داريل بدأت تراودني.
لويز: أستطيع أن أرى ذلك.
ثيلما: أعني أنظري كم هو مختلف الآن عما كان يبدو أثناء المرحلة الثانوية. الشيخوخة بحد ذاتها شيء مؤلم لي ولكن عندما تكون بصحبة داريل سوف تصبح أسوأ. (اهدأ من ذي قبل) اعني، أنه لن يكون لطيفاً جداً عندئذٍ.
لويز: حسناً، الآن، قد لا تضطري إلى ذلك.
ثيلما: دائماً تنظرين إلى الجانب المشرق، أليس كذلك؟
خارجي. طريق صحراوي سريع في ضوء القمر- ليلاً (ضوء طبيعي)
انهما تسيران عبر وادي مليء بالمعالم الأثرية. تسرع سيارة التي بيرد عبر الصحراء الجميلة المضاءة. إنها تقريباً توازي ضوء النهار.
تقطيع على صور ظليّة للنباتات الصحراوية والتكوينات الصخرية صور تظهر جمال الصحراء…الخ.
داخلي – سيارة – من منظور الزجاج الأمامي – ليلاً
السماء متلألئة وشاسعة والطريق تمتدّ إلى ما لا نهاية.
ثيلما: هذا شيء رائع الجمال.
لويز: يا إلهي. حتما هو كذلك.
ثيلما: لطالما رغبت في السفر ولكنني لم أحصل على الفرصة.
لويز: ها أنت قد حصلت عليها الآن.
الاثنتان تنتظران لحظة أخرى رائعة. وفي نفس الوقت تتبادلان النظرات، كل واحدة تأخذ الأخرى كليّاً في نفس اللحظة.
انهما تقولان كل شيء لبعضهما البعض في هذه اللحظة، ولكن تعبيراتهما لا تتغيّر ولا تقولان كلمة واحده. تنطلق الموسيقى من الراديو.
خارجي.طريق سريع صحراوي-ليلاً
سيارة نصف نقل محملة بالغاز تظهر على الطريق. تبدو وكأنها لنفس الشخص الذي رأتاه من قبل. عليها نفس لطخات الوحل…
داخلي. سيارة. ليلاً
لويز: انظري! انظري من هذا يا ثيلما. سأكون ملعونة.
ماذا يفعل في هذا المكان.
ثيلما: تجاهليه.
تتجاوزه لويز وعندما تفعل ذلك يصيح بصوت نشاز.
تنظران نحوه وإذا به يشير إلى حضنه بوحشية.
لويز: آه، يا الهي. انا أكره هذا الرجل.
ثيلما: كان علينا أن نتجاهله.
خارجي- الطريق السريع الصحراوي- فجراً (على صوت الموسيقى)
السيارة تطير على الطريق.
داخلي. سيارة – طريق سريع صحراوي – فجراً
يسكتان برهة من الزمن، ثم تبدأ ثيلما بالضحك بهدوء لنفسها تحاول أن تتوقف ولكنها لا تستطيع.
لويز: ماذا؟
ثيلما: (تهتز ضحكاً) لا شيء. انه ليس شيئاً مضحكاً.
لويز: ماذا؟ ما الذي ليس مضحكاً، يا ثيلما!
تحاول ثيلما أن تتماسك ولكنها لا تستطيع.
ثيلما: حسناً، ولكن… (بالكاد تستطيع الكلام) لا أستطيع أن أقول.
لا تستطيع ثيلما احداث أي صوت. انها في حالة ضحك عصبية.
لويز: ماذا ؟!
ثيلما: (تستنشق هواء) هارلان.
لويز: ماذا ؟! ماذا عنه؟!
ثيلما: مجرد النظرة على وجهه عندما أنت…
(تتهاوى ثانية)…. هذا ليس شيئاًَ مضحكاً.
لويز (مصدومة) والآن، يا ثيلما، هذا ليس…
ما زالت ثيلما تحاول إمساك نفسها.
ثيلما: الصبي، لم يكن يتوقع ذلك!
لويز (معنّفة) ثيلما!
ثيلما (تحاول تجسيد هارلان) مصّي احليلي… يندفع!!
تضحك ثيلما بوحشية.
لويز (بهدوء): ثيلما. هذا ليس مضحكاً.
تجاوزت ثيلما خط التماس بين الضحك والبكاء.
ثيلما (تحاول التقاط أنفاسها): اعرف ذلك!
تصمت الاثنتان.
ترجع ثيلما برأسها إلى الوراء تراقب لويز. تدرسها وكأنها لم ترها حقاً من قبل. فجأة يكتسي وجه ثيلما بنظرة إدراك مصدوم.تهتّز بجسدها إلى أعلى فتذهل لويز.
ثيلما (بحذر): لقد حدث لك ذلك… اليس كذلك!
تعلم لويز عن ماذا تتكلم. فتصبح مباشرة متوترة.
لويز: لا أريد الكلام في الموضوع! ثيلما، أنا لا أمزح ! لا تحاولي حتى…
ثيلما:… في تكساس… ألم يكن كذلك؟ هذا ما حصل…
آه ، يا الهي.
تبدو لويز وكأنها تبحث عن طريق للهرب.
لويز (تحارب الجنون) انا أحذرك، يا ثيلما. من الأفضل أن توقفي هذا الموضوع الآن! لا أريد الكلام فيه!
ثيلما (بلطف) حسناً، يا لويز… هذا مقبول.
عينا لويز متوحشتان، لا تريان، بينما تهدأ ثيلما هدوءاً كاملاً.
خارجي. طريق سريع صحراوي- فجراً
تزعق السيارة وهي تعبر الطريق. إنهما تسيران بين مجموعة من البنايات.
خارجي. طريق سريع صحراوي.. لقطة بعدسة طويلة – فجراً
تسرع سيارة محاولة اللحاق بهم.. أضواء زرقاء وحمراء تومض. إنها سيارة تابعة لبوليس السير المكسيكي.
داخلي. سيارة – نهاراً
ترى لويز الأضواء في المرآة التي تعكس الخلفية. نرى مقياس السرعة من منظور لويز فهو يشير إلى 100كيلومتر/الساعة. ثيلما نائمة.
لويز: خراء! ثيلما، إستيقظي! خراء! سوف نتوقّف
تقفز ثيلما مستيقظة.
ثيلما: ماذا! ماذا ! آه خراء ! آه كلا!
انهما تحاولان أن لا ترتعبان. انهما تبطّئان ولكنهما ما زالتا تسيران بسرعة 70 كيلومتر/الساعة. سيارة البوليس خلفهم مباشرة.
ثيلما: ماذا نفعل؟ ماذا تريدين أن تفعلي؟!
لويز: لا أدري! خراء! دعينا نلعبها كما نسمعها. قد لا يكون عارفاً بشيء. قد يحرّر لي مخالفة فحسب.
ثيلما: أرجوك، يا الهي، أرجوك أن لا يقبض علينا. ارجوك، ارجوك، ارجوك..
توقف لويز السيارة بعيداً عن الطريق. سيارة الشرطة تقف خلفهم تماماً. الأضواء تشّع مبهرة خلال النوافذ.
خارجي. جانب الطريق الصحراوي السريع – نهاراً
رجل من دورية البوليس (يتكلم من داخل عربته) اوقفي محرّك سيارتك.
تفعل لويز ذلك– ينزل رجل البوليس من سيارته ويقترب من سيارتهما. يقف عند شباك السائق. الزجاج مرفوع إلى أعلى.
من منظور رجل البوليس لويز تبتسم له. يشير لها بأن تفتح زجاج شبّاكها. تفعل ذلك.
لويز: مرحباً، حضرة الضابط. هل هنالك من مشكلة؟
رجل البوليس: دعيني أرى رخصتك، من فضلك؟
تبحث لويز في شنطتها عن محفظتها، تفتحها وتريه رخصتها.
رجل البوليس: أخرجيها من محفظتك، من فضلك؟
لويز: آه، طبعاً.
تفعل ذلك وتناوله إياها.
ثيلما: قلت لك أن تخففي سرعتك. يا للجحيم أيها الضابط، لقد قلت لها أن تخفف سرعتها.
لويز: كم كانت سرعتي تقريباً.
رجل البوليس: حوالي المائة وعشرة. أرجو أن تخطي خارج السيارة.
يسيران نحو خلف السيارة. يسجل رقم تسجيل السيارة.
رجل البوليس: هل هذه سيارتك؟
لويز: نعم
رجل البوليس: تعالي معي من فضلك؟ استديري وادخلي في السيارة.
لويز: في الخلف؟
رجل البوليس: الأمام.
لويز: هل أنا في مشكلة؟
رجل البوليس: بقدر اختصاصي أقول نعم، يا سيدتي أنت في مشكلة.
يدخل رجل البوليس ناحية السائق. يتناول لوح تعليق ويعلّق عليه رخصة سياقة لويز. يمسك بمكبر الصوت اليدوي للراديو وبينما هو يفعل ذلك يد تحمل مسدسا تظهر على شبّاك سيارته. إنها ثيلما وقد وضعت المسدس عند رأسه.
ثيلما: أيها الضابط، انا آسفة لهذا. هل يمكنك أن تتخلى عن هذا؟
يسقطها فوراً.
ثيلما: أنا حقاً، حقاً اعتذر، ولكن أرجوك أن تضع يديك على المقود. اسمع، لو أنت سمعت ذلك الراديو، فسوف تجد اننا مطلوبتان في ولايتين وربما اعتبرنا مسلحتين وخطرتين، على الأقل أنا وعندئذ سوف تتحكم خطتنا برمتها وتذهب إلى الجحيم. لويز،
لويز، خذي مسدسه.
تمد لويز ذراعها وتأخذ مسدسه.
لويز (بلهجة اعتذارية) أنا فعلاً آسفة بسبب هذا الموضوع.
ثيلما: أقسم اننا قبل البارحة لم تكن واحدة منا لتشدّ زناداً كهذا. ولكنك لو كنت قابلت زوجي فسوف تعلم لماذا باستطاعتي أن أفعل ذلك… هل تريد أن تخطو خارج السيارة، من فضلك؟ (تفتح الباب له).
هل ترفع يديك إلى رأسك، من فضلك؟ لويز، اطلقي النار على الراديو.
لويز: ماذا؟
ثيلما: اطلقي النار على الراديو.
تصيب لويز راديو السيارة يجفل رجل البوليس كلما سمع طلقة.
ثيلما: راديو البوليس، يا لويز! يا يسوع!
تطلق لويز طلقتين نحو راديو البوليس. فتنفجر كلياً إلى الجحيم.
ثيلما: هل لك أن تخطو إلى خلف السيارة. من فضلك. لويز، هاتي مفاتيح السيارة.
تمد لويز يدها وتتناول المفاتيح. تأخذ رخصتها من على اللوحة. تخرج وتقفز مستديرة نحو خلف السيارة.
ثيلما مصوِّبه المسدس نحو رجل البوليس. فجأة تطلق ثيلما المسدس، فتحدث حفرتين في غطاء الصندوق.
ثيلما (مخاطبة لويز) افتحي الصندوق.
تفتح لويز الصندوق.
ثيلما (مخاطبة رجل البوليس) أرجوك أن تخطو نحو الصندوق؟
رجل البوليس: سيدتي، من فضلك… لدي أولاد… وزوجة..
ثيلما: هل فعلاً لديك؟ حسناً، أنت محظوظ. سوف تكون لطيفاً معهم. خاصة زوجتك. زوجي لم يكن لطيفاً معي. وانظر إليّ كيف أصبحت. والآن تابع، ادخل إلى هناك.
وبينما هو يتسلق نحو الصندوق، تشرح ثيلما ما تريد إلى لويز:
ثيلما: فتحات هواء.
دخل كليّاً إلى الصندوق وأقفلته لويز.
داخلي. سيارة البوليس – نهاراً
ثيلما (تخاطب الصندوق) آسفة!
لويز (من سيارتها) آسفة!
تقفز ثيلما إلى السيارة مع لويز، ينظران إلى بعضهما البعض.
لويز: جاهزة؟
ثيلما: اقلعي.
تعود لويز نحو الطريق وتتجه بعيداً.
داخلي. سيارة-نهاراً
ثيلما (تهز رأسها) أعرف ان هذا جنون، يا لويز، ولكن أنا أشعر فقط أننى أملك الموهبة لمثل هذا العمل القذر.
لويز: أصدِّقك.
خارجي. سيارة- لقطات متعدده أثناء القيادة – نهاراً.
انهما الآن في ريف جميل فعلاً.
ثيلما (صوت خارجي) انطلقي بسرعة.
داخلي.مطبخ ثيلما- صباحاً
هال وماكس لوحدهما في المطبخ. يدير هال جهاز القهوة.
ماكس: الموضوع لن يفيد بهذه الطريقة. علينا أن نفعل شيئاً.
سيكون الأمر مختلفاً لو كان هؤلاء الفتيات مجرمات متمرسات، ولكن يا إلهي يا هال هذا يجعل منظرنا بشعاً.
لا أدري… ربما هما لا تتحركان.. ربما كان هذا الحقير يكذّب.
هال: لن يستفيد شيئاً من الكذب. لا شيء بتاتاً. لقد أخذ ما تملكان من المال. لا أدري ما الذي نتعامل معه هنا. على أي حال، الليلة الفائتة ظهر الموضوع مجدداً في الرسائل البرقية على طول البلاد وعرضها. دعنا ننتظره قليلاً. قالت انها سوف تعاود الإتصال. دعنا نجلس ملتصقين بجهاز الإتصال.
ماكس: ليس لدينا خيارات متعدّده، هل لدينا كذلك؟
لا يمكنني التخمين إذا ما كانتا فتاتين ذكيتين أو أنهما فعلاً فعلاً محظوظتين؟
هال: هذا لا يهم. فالعقل سوف يأخذك إلى بعد ما وأما الحظ فدائماً يصل إلى نهاية.
يدخل رجل بوليس إلى المطبخ ويناول هال ملفاً مكتوب عليه لويز اليزابيث سويار. يفتحه ويبدأ يتصفح التاريخ الشخصي. احد الأوراق تحتوي على ملف قضية من تكساس تتضمن مذكرة حول حادثة اغتصاب. مختوم عليها الكلمات التالية «أسقطت الاتهامات».
داخلي. سيارة – نهاراً
ثيلما: لويز… هل ما زلنا ذاهبتان إلى المكسيك؟
لويز: نعم.
تتوقف ثيلما وهي تبحث عن المنطق في الأمر.
ثيلما: إذا ألسنا ذاهبتين في الاتجاه الخاطئ.
لويز: حسناً، لكنني أظن أنك إذا ما استهدفت رجل بوليس من الولاية وأطلقت النار على سيارته وأخذت بندقيته. وأقفلت عليه باب الصندوق، فمن الأفضل في هذا الحال أن تسرعي وتغادري تلك الولاية إذا ما استطعت ذلك.
ثيلما: أنا اسألك فقط.
تصمتان لبرهة من الزمن. تسرع لويز قليلاً.
تبحث ثيلما في حقيبتها. تناول لويز قطعة من اللحم المجفف.
لويز: لا اريد أن أرى أي قطعة من اللحم المجفف. أعني لو ناولتني أية قطعة ثانية فسأرميها من الشباك. انها تثير جنوني. السيارة برمتها لها تلك الرائحة.
ثيلما: هذا شيء جيد. جميع الروّاد كانوا يأكلونها.
لويز: لا يهمني أن أعرف ما كان يأكله الروّاد الملعونون. ابعدي عني ذلك الخراء، وأنا أعني ذلك.
تضع ثيلما شنطتها جانباً.
لويز: ولا أريد أن أشرب وايلد توركي أيضاً. لقد أشعل بقعة في معدتي.
ثيلما: حسناً، حسناً.. لدي بعض التكيلا. هل تريدين بعض التكيلا؟
لويز: هل لديك فعلاً؟
ثيلما: نعم. هل تريدينه؟
لويز: نعم
تبدأ ثيلما في البحث داخل شنطتها ثانية.
ثيلما: إنه في مكان ما في الداخل.
تفرك لويز وجهها. تبدو في حال سيئة. يداها ترتجفان.
لويز: خراء. بدأت أتعب.
ثيلما: هل أنت بخير؟
لا تبدو لويز بحالة جيدة.
لويز: أعتقد أنني تصرفت بحماقة. أعتقد أنني وضعتا نفسينا في مكان قد نقتل به. لماذا لم نذهب مباشرة إلى البوليس.
ثيلما: أنت تعلمين لماذا. وقد قلته.
لويز: ماذا قلت اعيديه ثانية؟
ثيلما: لن يصدقنا أحد. وسوف نقع في مشاكل وسوف نجد حياتنا مخرّبة. وأنت تعلمين ماذا أيضاَ؟
لويز: ماذا؟
ثيلما: ذلك الرجل كان يؤذيني. ولو لم تظهري في الوقت المناسب، كان سيؤذيني أكثر. ولربما لا يحدث له شيء نتيجة لذلك. لأن الجميع رآني وأنا أرقص معه كل الليل. وسيقول الجميع أنني أنا التي سعيت لذلك. وكانت حياتي عندئذ ستتعرض لدمار أكبر بكثير مما هي فيه الآن. على الأقل أنا الآن أمرح. وأنا لست آسفة لموت إبن الكلب هذا. أنا آسفة فقط لأنك أنت التي قمت بذلك وليس أنا. وبما انني لم أفعل ذلك فعلّي أن أنتهز هذه الفرصة لأشكرك، يا لويز. شكرا لك لإنقاذك أياي.
لويز: قلت كل هذا؟
ثيلما: كلا، يا لويز قلت الجزء الأول. وأنا قلت الباقي.
لويز (متعبه) مهما كان.
خارجي. استراحه طريق – صباحاً
تقف لويز عند هاتف عمومي عندما يبدأ النور يبزغ من السماء. ثيلما في الحمام القريب. أدارت لويز الهاتف الآلي وقد بدأ في الرنين.
داخلي. منزل ثيلما- صباحاً
صوت التلفزيون يسمع في الصالحة بينما يرن الهاتف هناك.
يقفز الجميع متوثبين للحركة مرة ثانية. يتناول ماكس الهاتف.
ماكس: هالو.
لويز (صوت خارجي) دعني أتكلم مع…. سلوكومب.
ماكس (مخاطباً هال) تريد أن تتكلم معك.
هال: مرحباً ، يا لويز.
خارجي. هاتف عمومي –صباحاً
لويز: هيي.
هال (صوت خارجي) كيف تسير الأمور هناك.
لويز: غريبة الشأن. إنها كمثل كرة الثلج أو شيء من هذا القبيل.
هال (صوت خارجي) ما زلت معنا مع ذلك. أنت في مكان ما على وجه الأرض؟
لويز: حسناً، نحن لسنا في منتصف اللامكان، ولكننا نستطيع أن نرى ذلك من هنا.
داخلي. منزل ثيلما – صباحاً
يبتسم هال.
هال: أقسم. لويز، أنا أشعر وكأنني أعرفك.
لويز (صوت خارجي) حسناً، ولكنك لا تعرفني.
هال: أنت تغوصين أكثر في الأعماق كل دقيقة تذهبين فيها.
لويز (صوت خارجي) هل تصدقني إن قلت لك أن كل هذا الموضوع هو حادثة؟
هال: أن أصدقك. هذا ما أريد أن يقتنع به الجميع.
المشكله أنه لا يبدو حادثاً عرضياً وانت لست هنا لتخبريني عنه… أريدك أن تساعديني هنا.
خارجي – هاتف عمومي. صباحاً
لا تجيب لويز.
هال (صوت خارجي) هل هارلان بوكيت….
بقرف وأسنان مطبقة:
لويز (مقاطعة) كلا!
هال (صوت خارجي) هل تريدين المجيء إلى هنا؟
تفكر لويز لحظة.
لويز: أنا لا أعتقد ذلك.
داخلي. منزل ثيلما – نهاراً
هال: اذا أنا آسف. سنضطر لتوجيه تهمة القتل إليك.
الآن، هل تريدين أن تخرجي من هذه المحنة حيّة؟
يشير رجل المراقبة إلى هال ليتابع الكلام. يدخل داريل ويلاحظ مباشرة أن هال يخاطب لويز. ينظر داريل باهتمام إلى هال.
خارجي. هاتف عمومي – نهاراً
لويز: هل تعلمين أن هنالك كلمات وجملا تطفو عابرة عقلي، أشياء مثل الحجز والتفتيش الداخلي، والسجن المؤبد، والموت على الكرسي الكهربائي، مثل هذه الأشياء. إذا سنخرج أحياء؟ لا أدري دعينا نفكر في هذا.
هال (صوت خارجي) لويز، سوف افعل أي شيء. أعرف ما الذي – يجعلك تركضين. أعرف ما الذي حدث لك في تكساس.
تتسع عينا لويز وهي تسمع هذا.
أصبع يمتد ويضغط على زر الهاتف فيوقف المكالمة.
زاوية ثيلما: تضع اصبعها على الزرار.
ثيلما: تعالي يا لويز.لا تكبري الموضوع. دعينا نذهب.
تسير مبتعدة باتجاه السيارة. ما زالت لويز واقفة هناك تمسك بالهاتف. تقف ثيلما تنظر نحوها.
ثيلما: تعالي.
لا تتحرك لويز.
داخلي. منزل ثيلما – نهاراً
يضرب هال سماعة الهاتف وقد أصابه الإحباط.
ينظر نحو رجل المراقبة الذي يهز رأسه قائلاً «لقد حصلنا عليها».
تتجاوب الغرفة برمتها متحمسة. ينطلق جميع من في الغرفة نحو العمل.
يأخذ ماكس الهاتف مباشرة وهال ينظر إليه مدقِّقاً يقول لماكس بشفاهه… «أريد أن اذهب» مركزاً على الموضوع. يهز ماكس رأسه قليلاً، بعيداً عن الهاتف.
يجري هال متحمساً نحو ماكس.
هال: ماكس: يجب أن تأخذني إلى هناك!
أنا… أنا… أنا الوحيد الذي تكلمت معه. لا أريد أن يفقد أحد رأسه. تعرف ماذا يحدث. سوف يزيد الموضوع إلى أعلى والشيء الثاني الذي تعرفه ان هاتين الفتاتين سيطلق عليهما النار.
ماكس الذي ما زال يحمل الهاتف يفاجئه هذا الانفجار.
ماكس (بهدوء) حسناً، هال، حسناً.
خارجي. هاتف عمومي- نهاراً
ما زالت لويز تقف هناك
ثيلما: لويز؟
لويز: نعم، يا ثيلما؟
ثيلما: لن تستسلمي بالخفية عني، هل ستفعلين ذلك؟
لويز: ماذا تعنين؟
ثيلما: لن تقومين بأي اتفاق مع ذلك الرجل، هل ستفعلين ذلك؟ أعني، فقط اريد أن أعرف.
لويز: كلا، يا ثيلما. لا أريد أن أقوم بأي اتفاق.
ثيلما: استطيع أن افهم إن كنت تفكرين به. أعني، بشكل ما، فهنالك ما تريدين العودة من أجله. أعني جيمي وكل شيء.
تتفاجأ لويز اذ تسمع هذا من ثيلما.
لويز: ثيلما، هذا ليس خياراً.
ثيلما: ولكنني لا أعرف… شيء ما مر بداخلي ولا أستطيع العوده. أعني، لن أستطيع الحياة…
لويز: أعرف. اعرف ما تعنين. لا أريد أن أنتهي على عرض جيرالدو المسرحي.
تصمتان لفترة من الزمن.
لويز: قال انهم يتهموننا بجريمة قتل.
ثيلما (تحرك وجها مستغربة) يووو
لويز: وعلينا أن نقرّر ما إذا كنا نريد أن نخرج من هذا أحياء أم أموات.
ثيلما: يا الهي ألم يقل شيئاً ايجابياً أبداً؟
تدير لويز السيارة. ترجعان إلى الخلف ثم تنطلقان إلى الأمام تنخبان الأرض نخباً.
لقطة واسعة للسيارة
وهما يطيران على الطريق.
ثيلما: لويز، هل تعتقدين أن علينا تبديل السيارة ونأتي بسيارة أخرى؟
لويز: حتماً… هل تعرفين كيف تشدّين سيارة؟
ثيلما: كلا.
لويز: حسناً، اخبريني عندما تتصورين كيف ستفعلين ذلك.
خارجي. مهبط طائرات. نهاراً.
تقف سيارة عند مهبط طائرات مجاورة لطائرة صغيرة. يخرج هال وماكس من السيارة ويصعدان إلى الطائرة.
خارجي – صحراء – نهاراً
مونتاج للقطات متنوعة أثناء انطلاق سيارة ثيلما ولويز عبر الجمال الرائع لصحراء أريزونا.
داخلي – سيارة – نهاراً
ثيلما: هل أنت مستيقظة؟
لويز: باستطاعتك تسميتها كذلك فعيناي مفتوحتان.
ثيلما: انا أيضاً. اشعر أنني صاحية.
لويز: حسناً.
ثيلما: مستيقظة جداً. لم أشعر في حياتي بمثل هذا التيقظ.
كل شيء يبدو مختلفاً. تعرفين ما أعني. اعرف أنك تدركين ما أعني. كل شيء يبدو جديداً. هل تشعرين بذلك؟ مثلما لو كان لي ما أطمح أن أصل إليه؟
ثيلما ولويز تصمتان لفترة من الزمن.
لويز: سوف نشرب المرغريتا بجانب البحر في مماسيتا.
ثيلما: نستطيع تبديل أسمائنا.
لويز: نستطيع أن نعيش في مزرعة.
ثيلما: أريد أن أحصل على وظيفة. أريد أن اعمل في ناد (كلوب ميد).
لويز: نعم! نعم! والآن أي نوع من الاتفاقات يمكن أن يأتي بها رجل البوليس هذا ليغلبنا؟
ثيلما: عليّ أن أكون جيدة جداً.
لويز: من المفروض أن تكوني جيّدة بشكل معقول.
تضحك الاثنتان. ما زالت السيارة تطير على الطريق.
ارتفعت الشمس الآن أكثر نحو منتصف السماء. وصلتا إلى تقاطع في منتصف المكان. تقف لويز وتنظر نحو الخريطة.
لويز: يجب أن نتجه قليلاً إلى الداخل. ليس هنالك طرق كثيرة في هذ الولاية. أريد أن أدخل إلى المكسيك في مكان ليس قريباً لمدينة نيومكسيكو.
ثيلما: أنت التي تقودين السيارة.
تتجه لويز منعطفة نحو اليمين وتسرع الطريق.
خارجي. طريق صحراوي. نهاراً
تأخذ ثيلما ولويز بالغناء مستمترين حتى تصلان إلى أغاني KB المنطلقة. وتقومان بتحريك أيديهما وكأنهما قائدتا الغناء.
وتصلان وهما تزأران نحو سيارة النقل النصفية. نفس السيارة التي رأتاها ثلاث مرات قبل ذلك.
ثيلما: (تصرخ فوق الموسيقى) يا الهي! لويز! انظري! انظري! انظري إن كان هو نفس الشخص!
لويز: إنه هو. يحمل لوحات ولاية كالفورنيا. إنه نفس الشخص
ثيلما: دعيه يمر!
خارجي. طريق صحراوي-نهاراً
تتحامل لويز على نفسها وتدعه يمر. مرة ثانية وبينما تصلان بمحاذاته، يرسل لهما قبلات في الهواء. إنه ينظر إليهما شزراً وهو يضحك. تتابع لويز وثيلما قيادة السيارة في الطريق.
توقف لويز السيارة إلى جانب الطريق. وعندما تقترب الشاحنة منهما تبدآن بالتلويح له بالوقوف. يأخذ جانب الطريق ويوقف الشاحنة هناك. زاوية على لويز وثيلما يبتسمان له. يقهقه لنفسه. ينحني خارج الشباك.
ثيلما: مرحباً !
سائق الشاحنة: مرحباً أنتما هناك! هل أنتما بخير؟
ثيلما: نحن بخير ! كيف حالك؟
سائق الشاحنة : عظيييييييم!
لويز: اتبعنا.
تتجهان نحو طريق قذر وتقفان.
داخلي. كابينة الشاحنة-نهاراً
يدخل السائق إلى الكابينة ويفتح دولاباً داخلها مليء بالحاجيات.
يلتقط بعضها ويضعه في جيبه، يوقف شاحنته ويخرج من الشاحنة.
خارجي.جانب الطريق.نهاراً
يسير نحو السيارة. تخرج لويز وثيلما من السيارة.
ثيلما: إلى أين أنت ذاهب؟
سائق الشاحنة: فريزنو.
لويز: كنا نراك طوال الطريق.
سائق الشاحنة: نعم. أنا كنت أراكم، أيضاً.
ثيلما: باعتقادنا أنك عديم الأخلاق.
تهز لويز رأسها.
لويز: كنا نتساءل متى ستكف عن التصرف هكذا مع نساء حتى لا تعرفهن.
هذا ما لا يجوز أن يَحْصُلُ
سائق الشاحنة: ماذا؟ عن ماذا تتكلمين؟
لويز: أنت تعرف جيداً عن ماذا اتكلم.
ثيلما: أعني حقاً! وهذا الموضوع الذي يتعلق بتحريك لسانك ما هذا؟ هذا شيء مقرف!
لويز: و، يا الهي، ذلك الشيء الآخر، ان تشير إلى فخذيك؟ ماذا يعني هذا بالضبط؟ هل هذا يعني توقفا، أريد أن تريا كم أنا ضخم ثخين وقذر او……
ثيلما: هل يعني هذا مصو احليلي؟
سائق الشاحنة: أيتها النساء أنتن مجانين!
لويز: هل فهمت ذلك جيداً.
ثيلما: برأينا انك تدين لنا باعتذار.
بدأ يشعر بشيء من القلق.
سائق الشاحنة: أنا لن أعتذر عن بعض الخراء!
لويز: قل أنك آسف.
سائق الشاحنة: اللعنة على ذلك.
تسحب لويز البندقية التي سرقتها من رجل بوليس شرطة الولاية.
لويز: قل انك آسف أو سنجعلك آسفاً بشكل مريع.
ينظر إلى البندقية.
سائق الشاحنة: أوه، يا إلهي!
ثيلما: ومن المحتمل انك دعوتنا بحيوانات القندس على الراديو الخاص بك، ألم تفعل ذلك؟
سائق الشاحنة: نعم… من المؤكد فعلت.
ثيلما: اللعنة. أنا أكره ذلك! أنا أكره أن ادعى بالقندس
ألا تكره انت ذلك؟
لويز: هل ستعتذر ام لا؟
سائق الشاحنة: ملعونتان.
تنظر لويز إلى شاحنته بعيداً في المسافة. توجه البندقية نحوها، تأخذ ثانية لتحشوها ثم تصيب إطارين فتنزلا أرضاً. تغوص الشاحنة ببطء بعد أن يخرج الهواء من الإطارين.
سائق الشاحنة: أوه اللعنة ! أيتها العاهرة!
تنظر لويز وثيلما لبعضهما البعض. ويستديران نحو الشاحنة ويطلقان النار على خزاناتها حتى تنفجر فتتحول إلى كرة من النار. يصرخ سائق الشاحنة من داخل رئتيه. تدير لويز السيارة وتبدأ في السير بدوران حول سائق الشاحنة.
ثيلما ولويز تبدآن بالصراخ بأعلى ما في قدرة رأيتهما.
تجلس ثيلما على ظهر المقعد الأمامي وساقيها على الزجاج الأمامي.
سائق الشاحنة: أيتها العاهرة: آههه ه ه ه ه
سوف تدفعين ثمن ذلك !!! سوف اجعلك تدفعين ثمن ذلك.
هل تسمعينني؟؟!
توقف لويز سيارتها تماماً بمحاذاته.
ثيلما: اقفل فمك.
تنطلق لويز مرة ثانية وتسقط ثيلما نحو المقعد الخلفي. تنطلقان بالسيارة تاركين وراءهما غيمة ضخمة من الغبار.
خارجي.صحراء.نهاراً
تقود لويز السيارة عبر الصحراء راجعة إلىالطريق، مارة ببقايا الشاحنة المحترقة. وعندما تصل إلى الطريق تتوقف. تتسلق ثيلما نحو المقعد الأمامي.
داخلي.سيارة-نهاراً
ثيلما: هيي أين تعلمت أن تطلقي النار هكذا؟
لويز: تكساس.. كنت على حق حول ما حدث لي هناك.
تنطلقان بعيداً عن بقايا الحريق.
داخلي.سيارة-نهاراً
بينما تتكلم ثيلماولويز نسمع صوتيهما فوق المشهد التالي:
لويز (صوت خارجي) تعلمين ما حدث، اليس كذلك؟
ثيلما (صوت خارجي) ماذا؟
لويز (صوت خارجي) (مبتسمة) لقد أصابنا الجنون.
ثيلما (صوت خارجي) نعم.
خارجي. جانب نيومكسيكو من الطريق-نهاراً
تقف شاحنة قديمة منحنية من الخلف أمام دورية بوليس ولاية نيومكسيكو. يستخدم رجل عجوز عتلة ليفتح الشاحنة.
يقفز رجل بوليس دورية ولاية نيومكسيكو إلى خارج الشاحنة.
خارجي.طريق صحراوي. لقطة بالهليوكبتر-نهاراً
يسمع صوت نشرة البوليس خارج المشهد التالي:
تطير طائرة هليوكبتر تابعة للبوليس فوق الحطام المحترق لشاحنة الوقود. يلوح سائق الشاحنة بذراعيه بينما تنزل الطائرة تنفخ القاذورات فوقه.
داخلي.منزل ثيلما-نهاراً
يجلس داريل وهو فاقد الوعي تقريباً في كرسي كبير. عيناه يحملان نظرة بلهاء وهو يحملق في أحد الحيطان، ثم في الآخر.
داخلي. سيارة. نهاراً
لقطة مقربة جداً لشريط يوضع في المسجّل.
داخلي. طائرة FBI – نهاراً
يجلس ماكس وإلى جواره هال في الطائرة. يحاول هال أن يظهر نفسه كمن تعوّد على مثل هذه الأمور. يحمل ماكس هاتفاً محمولاً إلى أذنه.
لقطة مقربة جداً لماكس ونحن نسمع عبر الهاتف:
صوت البوليس الخارجي يصبح جزءا ًمن المشهد.
بوليس (صوت خارجي) (على الهاتف)… خاطفين… اطلقوا الرصاص على السيارة… سرقوا سلاح الضابط… الشاحنة … نسفت.. مرعوباً…
وجه ماكس يصبح مضطرباً واكثر جدية من اي وقت حتى الآن.
ينظر إلى هال وهو يقفل الهاتف.
ماكس: انت حتى لن تصدِّق هذا.
خارجي.طائرة الـ FBI – نهاراً
تميل الطائرة إلى الجانب يساراً
خارجي. طريق صحراوي – نهاراً
لقطة واسعه لسيارة مسرعة عبر الصحراء على طريق سريع نحو الغرب.
لقطة أثناء سير السيارة.. وجه ثيلما معرّض للشمس وعيناها مقفلتان. تقود لويز السيارة بتركيز وحشي. بالكاد تشبهان المرأتين اللتين بدأتا رحلة في نهاية الأسبوع نحو الجبال قبل يومين. وبالرغم من أن وجهيهما قد لفحته أشعة الشمس بلونها البرونزي وحددت ملامحه بخطوطها وان شعرهما يتطاير بوحشية إلا أن هنالك إحساسا بالسكينة يسود.
خارجي. مهبط الطائرة.نهاراً
تجلس ثيلما فجأة. تتجاوزهما سيارة بوليس من ولاية اريزونا متجهة نحو الشرق.
ثيلما: خراء لويز.. هل تعتقدي انه رآنا؟
لويز: لا أدري،ولكن دعينا نترك المكان.
من منظور –لويز – مرآة الانعكاس إلى الخلف
تقطع سيارة البوليس عبر الوسط لتبدأ ملاحقة الفتيات
الأضواء تبرق وتتلألأ.
داخلي.سيارة.نهاراً
لويز: هل وضعت حزام الأمان؟
تضع ثيلما حزام الأمان. تنطلق لويز بالسيارة تاركة مسافة بينهما وبين سيارة البوليس. تنظر ثيلما إلى الخلف نحو سيارة البوليس. تبدو خائفة.
ثيلما: أعتقد أنه كان علينا أن نضع نوعاً من الخطة لما علينا أن نفعله إذا ما ألقي القبض علينا.
لويز: نعم، هذا صحيح…. لن يلقى القبض علينا.
داخلي. سيارة بوليس ولاية اريزونا – نهاراً
رجل البوليس يجلس أمام الراديو.
رجل البوليس 1… نطلب مساعدة. لملاحقة سيارة خضراء تي بيرد، 1966، رخصة، سبعة، واحد، تسعة، وليم ، زيبرا، آدام…
راديوا (صوت خارجي): روجر. انصحك…. (ينقطع الخط)…. مسلحون وخطرون جداً…
خارجي. المركز الرئيسي لبوليس ولاية أريزونا-نهاراً
تنطلق سيارات بوليس الولاية متدفقة بلا توقف خارج موقف السيارات الخاص بها واضواؤها تبرق متلألئة بينما يتراكض رجال البوليس الآخرون نحو سياراتهم التي ما زالت تقف في الموقف.
داخلي. سيارة – نهاراً
ثيلما: كم نبعد عن مكسيكو؟
لويز: حوالي مائتين وخمسين ميلاً.
ثيلما: كم تعتقدين تأخذ هذه المسافة من الزمن لنقطعها؟
خارجي. طريق صحراوي –نهاراً
الآن هنالك سيارتا بوليس خلفهما حوالي نصف ميل إلى الخلف. انهما تسيران بسرعة كبيرة. طائرة هليوكبتر تابعة للبوليس تلحق بهما وتأمرهما بالتوقّف.
تقف ثيلما وتبعدها.
ثيلما: نحن ذاهبتان إلى المكسيك!
داخلي. سيارة – نهاراً
ثيلما (تنظر إلى الخلف) اوه أوه. هنالك واحدة أخرى.
لويز وثيلما كلتاهما تنظران إلى سيارتي البوليس التي تتبعهما. تستديران لتريا مباشرة سيارة ثالثة لبوليس ولاية اريزونا وقد وقفت في منتصف تقاطع للطريق الوحيد التى يقطعها منذ أميال. تصرخ الاثنتان. تستدير لويز بسرعة لتتفادى ضربها في العرض. تخرج خارج الطريق وعليها أن تناضل لتعيد سيارتها إلى الطريق، تاركة خلفها غيمة ضخمة من الغبار.
لويز: خراء.
ثيلما: هل رأيت ذلك الرجل؟ لقد كان مباشرة في منتصف الطريق!
خارجي. طريق صحراوي –نهاراً
تقترب سيارتا البوليس الأولى من نفس التقاطع.
أنهما يسوقان السيارات جنباً إلى جنب. ما زال هنالك غيمة ضخمة من الغبار تغطي الآن السيارة الثالثة في منتصف التقاطع.
داخلي. سيارة البوليس 1 من منظورها – نهاراً
غيمه ضخمة من الغبار تهبُّ عبر الطريق عندما يصل إلى التقاطع. تنقشع لتظهر السيارة الثالثة في منتصف الطريق، مباشرة عندما يصل هو وسيارة البوليس 2 إلى التقاطع. زاوية على البوليس 1 وهو يصرخ وينحرف نحو اليمين.
داخلي-سيارة البوليس 3 – نهاراً
زاوية على رجل البوليس 3 وهو يرى سيارتي البوليس يتجهان مباشرة نحوه بسرعة 120كيلومتر/الساعة. يصرخ ويربض في المقعد.
زاوية اخرى – سيارة البوليس 1
تنحرف نحو اليمين. سيارة البوليس 2 تنحرف نحو اليسار، والاثنان بالكاد يخطئان سيارة البوليس 3
زاوية أُخْرَى
بينما تنطلق سيارة البوليس 1 وسيارة البوليس 2 متجهتان نحو الطريق مباشرة بجانب بعضهما.
داخلي. سيارة البوليس 3 نهاراً
يجلس البوليس 3 في المقعد. لا يصدق انه لم يمت.
يحرّك سيارته وينطلق إلى الطريق خلفهما.
داخلي. سيارة –نهاراً
لويز: تنظر إلى المرآة الخلفية، خراء!
ثيلما: ماذا؟
لويز: ماذا ؟! ماذا تعتقدين؟!
ثيلما: أوه.
خارجي.شبح بلدة صحراوية-نهاراً
تنطلق ثيلما ولويز بين بنايات ما زالت قائمة منذ أن كان القطار يمرّ هناك. هنالك شارعان متوازيان على جانبي الشارع الذي تسيران عليه وبينما تمران بالبنايات، تستطيعان أن تريا سيارة البوليس تزأر على هذه الشوارع المتوازية محاولة توجيههم بعيداً عند مرورها. لويز تهزمهم وسيارتها تزعق منطلقة.
لويز: كان علينا أن نملأ سيارتنا قبل أن ننسف الشاحنة.
ثيلما: لماذا؟
لويز: ربما سيقبضون عليناعندما نقف من أجل الوقود!
ثيلما: أعرف أن هذا كله كان خطأي، أعرف أنه كذلك.
لويز: هنالك شيء عليك أن تدركينه الآن، يا ثيلما ان هذا ليس خطأك.
ثيلما: لويز… مهما حدث فأنا سعيدة لقدومي معك.
لويز: أنت مجنونة.
خارجي. طريق صحراوي-نهاراً
تنحرف لويز بعيداً عن الطريق وتبدأ في السير عبر الصحراء.
تتوجه سيارات البوليس جميعها نحو الصحراء لملاحقتهما.
انهما الآن ملاحقتان بحوالي خمس عشرة سيارة.
داخلي. سيارة-نهاراً
ثيلما: أنت صديقة حقيقية.
لويز: أنت أيضاً، ياعزيزتي، أفضلهن.
ثيلما: أعتقد انني جننت قليلاً، هوه؟
لويز: كلا… أنت دائماً كنت مجنونة، هذه كانت فرصتك الأولى للتعبير عن نفسك.
ثيلما: أعتقد أن كل شيء من الآن فصاعداً سيكون خراءً.
لويز: غير محتمل، أتخيل ذلك.
ثيلما: أعتقد أن كل ما سنخسره قد خسرناه على أي حال.
تبتسمان.
خارجي. الصحراء-نهاراً
المظهر يبدو وكأن هنالك جيشاً. لقد انضم المزيد من رجال البوليس. ومن كل الاتجاهات تتجمع سيارات البوليس عبر الصحراء، بالرغم من أنه ليس اي منهم أمامهن ومن بعيد هنالك طائرة هليوكبتر تنضم إلى الملاحقة.
داخلي. سيارة. نهاراً
تنظر ثيلما إلى أعلى بعيداً.
ثيلما: لويز!
لويز: ماذا؟
ثيلما: بحق جهنم ما هذا الذي فوق؟
لويز: أين؟
ثيلما: فوق بعيداً أمامنا!
تبذل لويز جهداً لترى. مهما يكن فلويز تتدحرج نحوه، والسيارة تترك الأرض وهما تطيران في الصحراء.
لويز: أوه، يا إلهي!
تبدأ لويز في الضحك والبكاء في نفس الوقت.
ثيلما: ماذا بحق الجحيم هذا؟!
لويز: انه جراند كانيون الملعون!
خارجي.الصحراء. نهاراً
خلفهما حائط ضخم من الغبار خلفته سيارات البوليس التي تتبعهما.. وأمامهما، تظهر أكبر فأكبر كل لحظة، روعة ورهبة الجراند كانيون.
داخلي. سيارة – نهاراً
ثيلما: أليس جميلاً ؟!!
لويز: إنه هائل!
الدموع تنهمر من عينا لويز فتتدفّق على وجهها وهي تدرك أنه لا مفر أمامها. تتابع الاندفاع باتجاهه دون أن تبطئ.
خارجي. صحراء – نهاراً
جميع سيارات البوليس تتبعهما. بينها وبينهما حوالي نصف ميل.
السيارة تهتز وتطير عبر الصحراء. أخيراً، تصلان على بعد عشرين ياردة من الحافة فتوقف لويز الفرامل.
تنتظر ثيلما ولويز باقي السيارات لتلحق بهما. تصطف سيارات البوليس صفاً واحداً حوالي مائة ياردة خلفهما. غبار السيارات يندفع فيخترقهما. إنهما تجلسان ولا تفعلان سوى النظر إلى الجراند كانيون.
من الكانيون، ترتفع طائرة الـ FBI من أمام السيارة.
داخلي-سيارة-نهاراً
ثيلما: يا الهي! انها تبدو كالجيش!
لويز: كل هذا من أجلنا؟
تبدأ ثيلما في الضحك. اهتمام لويز ينصبّ على كيف تتلافي نبات الصبار والعقبات الأخرى التي تقع أمامها.
داخلي. طائرة الـ FBI – نهاراً
تهبط الطائرة أرضاً خلف صف سيارات البوليس.
من منظور هال
يرى ثيلما ولويز متقابلتين وجهاً لوجه. شكلهما لطيف جداً. لا يملك إلا أن يتابع النظر إليهما. يستعير المنظار من ماكس. يرى ثيلما ولويز في السيارة.
بعض هدافي البوليس يتدربون على بنادق نصف اتوماتيكية.
ينظر هال إلى ماكس.
هال: هاي! لا تدعهم يطلقوا النار على هاتين الفتاتين.
هذا شيءكثير. لديهم بنادق موجهة إليهما.
ماكس: السيدات مسلحات، يا هال هذا شيء عادي.
ابقى هادئاً في مكانك. هؤلاء الأولاد يعرفون ماذا يفعلون.
يتسلق ماكس ليخرج من الطائرة يجلس هال لحظة ثم يقفز إلى الخارج ويتبع ماكس.
البوليس (مخاطباً وراء مكبر الصوت)
هنا دورية شرطة أريزونا. أنتما مقبوض عليكما. انتما تعتبران مسلحتين وخطرتين. اي فشل في إطاعة الأوامر يعتبر فعل إعتداء علينا.
داخلي. سيارة-نهاراً
ثيلما: والآن ماذا؟
لويز: لن نستسلم يا ثيلما.
ثيلما: إذا لن نسمح باعتقالنا.
لويز: عن ماذا تتكلمين؟
ثيلما: (تشير إلى الجراند كانيون) اذهبي
لويز: اذهب؟
تبتسم ثيلما لها.
ثيلما: اذهبي
الايدي مرتفعة في الهواء
خارجي. صحراء – نهاراً
هال على وشك الخروج من جلده. لا يصدق أن هذا الموضوع بدأ يخرج عن سيطرته، يقفز أمام ماكس.
هال: ماكس ! دعني أخاطبهما ! لا أستطيع أن أصدق هذا!
عليك أن تفعل شيئاً هنا!
يدور ماكس حول هال ويتابع سيره. يقفز هال أمام ماكس مرة ثانية ويسد طريقه.
هال: آسف لإزعاجك، اعرف أنك مشغول حقاً الآن، ولكن كم من المرات، يا ماكس؟ كم من المرات على هذه المرأة أن تتحمل الإذلال؟ يمكنك أن ترفع اصبعك فتخلص عجيزتها ومع ذلك فأنت لا تفعل ذلك.
ماكس (يمسك هال): أمسك نفسك! انت بعيد جداً عن الفصل العادل في هذه القضية، والآن تفضّل! إهدأ! لا تجعلني أندم على اصطحابك إلى هنا!
يترك ماكس صدر سترة هال.
هال (تحت أنفاسه) خراء ! لا أستطيع أن أصدق هذا!
يسير هال وعلى وجهه مظهر غير المقتنع. إنه يهزّ رأسه.
تدريجيّاً يسرع قافزاً ويبدأ في الاتجاه نحو الخط الأمامي.
ماكس (يصرخ) هاي. هاي!
يركض هال الآن ويبعد الصف الأمامي من السيارات. هنالك فوضى عارمة بين الضباط عند الصف الأمامي. البعض يصرخ، والبعض الآخر يخفض بنادقه ليرى.
ضابط أريزونا 1: ماذا بحق الجحيم؟!
ضابط أريزونا 2 (يخفض بندقيته) ابن الكلب يقف في طريقي!
داخلي. سيارة – نهاراً
ما زالتا تنظران إلى بعضهما البعض نظرة قاسية.
ثيلما: أنت صديقة طيبة.
لويز: أنت، أيضاً، يا حلوتي، أحسن واحدة.
تبدأ موسيقى ب ب كينج بعنوان «من الأفضل الا تنظر إلى أسفل». بانها متفائلة وسعيدة جداً.
لويز: هل أنت متأكدة.
تهز ثيلما رأسها بالموافقة.
ثيلما: اضربيها..
تجهز لويز السيارة للإنطلاق وتطلقها.
خارجي. صحراء – نهاراً
تتسع عينا هال لحظة لما يراه، ثم يلبسه إحساس بالهدوء ونرى على فمه كلمة «حسناً».
اغنية ب.ب كينج (صوت خارجي)
كنت أتجول رأيت بعض الأشياء،
ناس يتحركون أسرع من سرعة الصوت،
اسرع من رصاصة مسرعة.
ناس يعيشون كسوبرمان، كل النهار وكل الليل.
لن أقول إن كان هذا خاطئاً ولن أقول انه صحيح.
أنا نفسي سريع جداً.
ولكن لدي نصيحة أود أن أنشرها، هنا تماماً
في كلمات هذه الأغنية…
خارجي.صحراء-نهاراً
يخفض رجال الشرطة أسلحتهم وقد غطّت وجوههم نظرات الصدمة وعدم التصديق. تهب غيمة من الغبار تخترق الإطار بينما تبحر السيارة المسرعة فوق حافة الهوية.
اغنية ب.ب كينج (صوت خارجي)
من الأفضل ألا تنظر إلى الأسفل، إذا ما كنت تريد متابعة الطيران.
ضع المطرقة إلى أسفل، واتركها منطلقتاً بأقصى سرعة.
من الأفضل ألا تنظر إلى الوراء وإلا فستجهش بالبكاء.
باستطاعتك إبقاءها متحركة إذا لم تنظر إلى أسفل.
إظلام تدريجي
النهاية