1
الإيمان ، الغضب، الخيبات المتتالية ،
كل شيء يرقد في جوف الحزن طويلا … طويلا.
يشيب الشِعر ولا تتعب أقدام الراقصات حول ناره،
لا تأخذ خصورهن مواقف حازمة،
مكتوب على أطراف فساتينهن المرفرفة فوق رؤوس العشاق:
” الدوران حالة مؤقتة ”
كل شيء يرقد على سرير بلا وسادة
ليستوي الجسد مع العنق الفاتن للوحدة.
ليتني لا أعرف ما أعرف
ليتني ما آمنت،
كان الشك رجالا،
ماذا أفعل بطفل الإيمان الذي لا يتوقف عن الصراخ ليلا ؟
أنا المرأة الكاملة الحيرة،
كيف أمضي إلى يقيني،
يقيني بأن كل شيء
كل شيء راقد في سوق الشعر هذا،
في أزقة ضيقة لبيع الكلام
نحن فيها البائع ونحن المشتري.
2
عاطلة عن العمل، عاطلة عن الموت، عن الحب،
أمارسُ ضجري في غُـرَف تضيقُ بالمغادرين ، بتلويحاتهم،
بآثار أصابعهم على الحيطان،
بالريش الذي علق منهم على الشبابيك حين طاروا.
أستمع الى أغاني المتصوّفين،
أزهدُ بقامة تتناوحُ فيها شهوات من جحيم لا يُلجَم.
وأكتب … أكتبُ … أكتب،
ليذوب شمعي خلف الأبواب الموصدة،
أبوابي العاطلة عن مجيئك يا الله.
3
أريد رأس الفتى على طبق من فضة،
رقصتُ ، وهذا آخر ما دوّختُ خصري لأجله،
هذا آخر ما وشمتُ على قدميّ
خطوة بعد خطوة لنيله.
أريد رأس من أحب
على طبق من نار ومن دخان،
أريده على عتبة الموت قبل النسيان وقبلي.
4
الذين يصعدون الدرجَ بخفّة ورشاقة،
عشاق يظنون أن الحب يسكن في الطابق الأعلى.
في الطابق الأعلى ثمة حقائب جاهزة دائما
لحب على وشك المغادرة.
5
تضحكُ النساء في سرهنّ عليّ،
النساء اللواتي تعرفن أن لا أحد يموت من الحب!
وأبكي في سرّي عليهن،
أنا القتيلة الحية،
أعرف أن لا أحياء على هذا الكوكب
سواي.
6
يسقط من فوق
من نافذة المطلق الى الشارع العام
الحب حديث الجالسين في المقهى المقابل،
عن دَويّ غريب،
عن قتيلَين وجرحى.
7
مهابة أن أكتب
حدثتُ الباعة عن الفاكهة المجرّحة،
عن الكعك المدوّر كحلقة مفرغة،
عن الحب كقربان في محترف الشعر،
عن مزج المسكرات في دماء الشعراء.
8
جديرة بإضرام الحرائق،
دخلتُ الجحيم من أوسع أبوابه،
كان مرعبا أن أعتذر وأنا على فوهة بركان،
أحمل بكفيّ قوافل الضوء كي أستدلّ على ضحكتي،
قبل أن تندلع الشرارة الأولى،
قبل أن يفوت الأوان الذي فات
حين صار لكل شيء مذاق غريب،
حين صار المذاق أليفا وشهيا.
تسيل اللعنات من أقدامنا
لأنك لا تأتي ولأني لا أذهب،
لأن مصابيح الشارع مطفأة أصلا،
لأنني في الركن الخفيّ أختبئ بثياب ضجرة،
وبكسل مزمن أتمسّك بالأحلام المتفلتة،
بالنوايا سيئة السمعة
وبالعصافير المحلقة في لوحة معلقة.
لأنك في البلاد البعيدة
كتبت سيرتكَ الأولى على ألواح الشعر.
.” على زاوية غير محددة ورقعة باردة ”
فيوليت أبو الجلد