شاعر من اليمن.
الليلة
منتجع يفرد ظلمته
لأشجان تتناسل كجراد
وتكتظ كدخان الحافلات ..
[ v [
الليلة …
قبو مسكون بطنين الريبة
صمت منفوخ ..
و شرود
يتدلى من السقف
كعناكب تتربص بخواطر
تحلق حولي..!
من أي الجدران أمرر قصيدة
تتهيج
كقطيع ثيران..؟
[ v [
في هذه الليلة المنفوخة
بالطنين
و همس البيوت المطفأة …
ثمة متسع لتنهيدة
واحدة ..
أيتها الشمعة النازفة
على الرف ..
علميني كيف أنداح و أتوهج.
أيتها السيجارة..
أينا يسبق الآخر
إلى المنفضة !؟
أيتها المنفضة..
لماذا لا تنطفئ في ذاكرتي
بقايا الوجع !؟
[ v [
الليلة ..
أشعر أني قريب من القرب
بعيد عن البعد ..
أصلي على الماء..
أسجد
كما يسجد النجم و الشجر
باتجاه الله تماما..
أقرأ من راتب أمي
وردا ..
و أنصب خيمة
قرب باب الله ..
يا الله : لن أبرح
حتى تبوح القصيدة
أو تتنفس هذي البلاد التي
أرهقها الخوف..
أسمع تنهيدة الجبال المسكونة
بأرواح قتلى الحروب ..
لن أبرح
حتى يتبسم وجه صنعاء ثانية ..
ويرسل (ردفان) نفحة الكاذي
إلى عرس (مران) ..
أو تخرج الأرض
صفوتها
وبقية أرزائها
من جراح التواريخ..
من ذكريات ..
أودعها الأنبياء في منازل النجوم ..
ثمة .. ما يجعل القول زارا …
والقصيدة سجادة للصلاة..
[ v [
الليلة ..
ثم غناء
تراكم في شبّابة القلب
وثمة .. و طن عالق
في الشراك..
أيتها الأسئلة المكتظة
في الحناجر ..
كيف أتلو عليكن
ما تعسر من البوح؟
كل الجهات ذاهبة
للتمرد على الأبجدية ..
الجبال ..
مراجل معبأة بهلع
الأيام القادمة ..
المدن ..
تتهيأ لمآتم تطرق النوافذ
ورزايا
تتكثف في المحاجر
غيما و غبارا ..
وهذه اللغة
تبحث في ركام الكلام
عن ملوك الكلام …
[ v [
الليلة …
وجه يسفّني برماد المغالطات
يتساقط مكائد ..
وينفث في وجهي
مخلفات التواريخ …
أيها الفزع الذي سوف يملأ فراغ
الصفحات ..
أيتها الصفحات المهيأة لمزيد من
الخداع …
أيها الخداع المعلب في الأدمغة …
أيتها الأدمغة المخترقة …
دعيني أعبر هذه الجدران !
أرى الأشياء
تحت أشعة الشمس..
أقرأ في صمت
وأمنح قلبي
حريته في الخفق
والعشق ..
أغسله من دخان السجائر
وغبار الأزمنة..
أيتها القصيدة :
من يقرأ في تلك الغيمة
المستعجلة …
مذكرات
لم تكتب بعد .؟