لينا مرواني-كاتبة تشيلية**
ترجمة: غدير أبو سنينة – كاتبة ومترجمة فلسطينية
هل أُعتبرُ كثيرة التذمّر؟ هل أرتكب ذنبا فظيعا؟ هل عليّ أن أتظاهر بالسعادة؟ أن أُرخي حاجبيّ حين أتحدّث عن معضلات الأمومة في عمل النساء اليوم؟
كلا، لن أرخي عضلة واحدة ولن أبتسم ولن أغير كلامي. وليتهموني بأنني نموذج نسوي سيئ، مملّة ومتشائمة، وأنني “دقّة قديمة”. (أسمع رفرفات الأجنحة فأزيل الريش المتساقط على رأسي، أردّد: “اذهب بعيدا أيها الشيطان” يا ملاك الرضى المتشائم!)
سأطلب ممّن يتهيّأ لرميي بأول حجر أو انتقاد، وقبل أن يشرع بذلك، أن يضع راحة يده على صدره وأن يفكر جيدا فيما إن كان إنجاب الأطفال أمرا هيّنا بالفعل. لربما تكهّنتم الآن بهويتي:
أنا المتعة الأمومية المتعبة المؤلمة المخيبة للآمال.
منذ فترة وأنا أولي اهتماما، وأصخي السمع -واسمحوا لي بصياغتها باللهجة التشيلية- فلا أسمع فقط مناغاة الأطفال المرحة، بل أسمع أيضا أن النساء ممّن لديهنّ خبرة بالتعامل مع الأطفال، يُطلقن، هنّ أيضا، همهمات يأسٍ بسبب ما يصيبهنّ من إرهاق، وخصوصا في هذه الأماكن التي لا يتوفر لدى أغلبيتهنّ، من يعاون في إنجاز المهمّات (فهنّ وحيدات بسبب تخلّي شخصٍ آخر عن مهامّه، أو لأنها صارت حقيقة مسلّمًا بها، أن لدى الأمهات “مزايا تنافسيّة” في رعاية الأطفال، سيّما أنني أستمع لشكاوى عن عدم توفر ما يلزم من نقود للاستعانة بمُعاوِنة، وتتظاهر الجدات والحموات بالصمم(1) حينما تُطلب منهنّ المساعدة.
وفيما يخص الملاحظة القاتمة لفيرجينيا وولف، فأقول إن الأمر لو كان صعبا للغاية بالنسبة للأمهات العاملات، فهو أسوأ بالنسبة للأمهات الفنانات. إذ يبدو لي أنهنّ يتمتّعن بحرية أقل من الأخريات، ولديهن الكثير من العمل وخصوصا إذا لم يكن لديهن “ميراث” كما في حالة الكاتبة الإنجليزية.
لستُ معنية بأن أتفرّد بذكر البعض وأنسى أخريات. فأنا أعلم أن لكلّ امرأة رغباتها المختلفة وتتخذ قراراتها حسب ظروفها الخاصة. ولكن لنفكر بالأمر الذي رفضتهُ وولف. المبدعات اللاتي لا أولاد لهن يؤدين عمليْن بالتناوب أو في الوقت نفسه: وظيفة براتب ووظيفة إبداعية قد تكون مدفوعة الأجر أحيانا أو يكون أجرها غير كاف أصلا. أما المبدعات اللاتي لديهم أبناء فيُضفن عملا آخر تشريفيا. وهذا الأخير، وبالإضافة لكونه دون راتب، فهو أيضا دون عطلات أو إجازات وهناك أمر أكثر تعقيدا: إمكانية أن يكون لديها غرفة خاصة بالإبداع، إذ عادة ما تكون داخل المنزل وتتقاسمه مع الأبناء وهم عادة كائنات لا تحترم مفهوم الأبواب، ولا تدرك الحدود. وإن كان العمل في وظيفتين بالنسبة للمبدعات بدون الأبناء متعبا ويتعارض مع العمل الإبداعي، فساعات اليوم لا تكون كافية بالنسبة للأخريات (ممن لديهن الأبناء)، ولا بد من إضافة روتين الأم القاسي لساعات الوظيفة، فمن أين تأتي بالمساحتين الزمنية والعقلية للوظيفة الإبداعية؟
عن هذه المعضلة “الكتابة- الأمومة” (التي حملتْها على تأجيل كتابة روايتها التالية لأكثر من عقد) تتحدث الكاتبة الأمريكية جيني أوفيل، عن حالة اليأس التي كانت تمر بها وكيف كانت تبحث عن نصيحة حين انضمت لمجموعة مع الأمهات الجدد، وقد زاد فزعها حين وجدت الجميع يروين حكايات عن الأشهر الأولى للولادة “بنبرة مبالغة زائفة”.. “لا يبدو أن إحداهن شعرت أن قنبلة قد انفجرت في حياتها، وهو ما منحني شعورا بالوحدة بل أحسست بينهن كأنني شخص جاهل.. فلماذا لم نكن نتحدث عن تعقيدات هذه التجربة الجديدة؟ هل أصابتني لوثة في عقلي لأنني ما زلت مهتمة بعالم الفكر وليس الجسد فقط؟ إلا أن إحدى الأمهات كشفت عن كونها طالبة دراسات عليا وأنها تعمل على إنهاء أطروحتها عن موضوع مهم ولا معلومات كافية متوفرة عنه. أوقفتُها لاحقا وسألتها: ما الذي تفعلينه لتتمكني من الكتابة؟ أخبريني السر. نظرتْ إليّ باستغراب، لشعري الأشعث ولطخة الموز على ملابسي، وقالت: “لم أعد أحاول الكتابة، فقد وقع لي أمرٌ أكثر أهمية”.
أزيد من سرعة أصابعي الطارقة على لوحة المفاتيح. وليس لسرعتي هذه علاقة بأن علي تناول الطعام والاستحمام والنوم، ناهيك عن محاولة تسلية أي شخص، بل لأن هذا الذي أكتبه بكل شغف يستهلك وقتا من وظائفي ذات الأجر الزهيد. وخلال استعجالي لإجراء تجربة أُثبِتُ من خلالها حجّتي، ألتفت لمئات النساء الأديبات لمعرفة ما إذا كنّ مثلي يعتقدن أنه من المبالغ به أداء وظيفة مدفوعة الأجر ووظيفتين تشريفيّتين. أدرك تماما أن هذا الاستطلاع قد يكون سطحيا أو افتراضيا إلى حدّ كبير، لكنني بحاجة للتيقن بأنني لست تائهة في طُرق النسوية المتأخرة.
أسأل: ما رأيكنّ بذلك؟ الجواب عفوي ومكتسح. كما لو أن علامة الاستفهام التي وجهتها لهنّ قد فتحت الباب على مصراعيه للشكوى ولم يعد هناك من طريقة لإغلاقه. بدأت الكاتبات الأمهات تعليقاتهنّ بالدفاع عن إنجاب الأبناء، والرد مقدما على الاتهام الضمني بأن التذمر من وجود أبناء لا تقوم به إلا أمهات غير طبيعيات. بهذه الطريقة يبدأن، بالمحاضرة حول الرغبة المنتظرة للإنجاب والحب من النظرة الأولى وقبل ظهور بقية الذرية مرفقة بابتسامة مغرية، والسعادة التي تجعل المرأة تنسى جميع المشاكل والتعب الشديد. يتحدّثن عن كل ما سلف، دون جعلها نقاطا منفصلة، تمهيدا للاعتراف بالمشاعر الأخرى ولحظات الحزن والتشكك والندم. فهذه أمور لا تُذكر، وإذا ذُكرت فتكون ضمن إطار من الخصوصية والسرية الشديدتين.. الشعور بالذنب والقلق والإرهاق، وفي بعض الحالات، الاكتئاب الصامت المستمر لسنوات بعد الولادة والذي لا أصل له في الاضطرابات الهرمونية. “لم يكن الإنجاب سهلا أبدا ولن يكون كذلك، كان شاقا جدا ومتعبا”، تكتب إحداهن، وتقول أخرى وهي ليست كاتبة رغم قربها الشديد من المطالعة والكتب: “الإنجاب أمر صعب جدا، مرهق جدا، ومحبط. التغيير جذري ولا أحد يعترف”.
أما الأخرى وهي كاتبة نُشر لها كتب عدة، فقد أرسلت لي هذا السطر “بالتأكيد أحب أبنائي، لكنني يوميا أطرح سؤال: لماذا أنجبت؟ وأفكر بكتابة رواية حول هذا الموضوع لكن علي استخدام اسم مستعار في هذه الحالة..” وأخرى وهي موظفة ومنفصلة عن شريكها وأم لثلاثة أبناء بالغين، فتقول وفي كلامها الكثير من حسّ السخرية: “هذا يعني زج إصبعي في فمي.. فأنا أرتمي على سريري من شدة التعب، أعمل بكلّ حب دون عونٍ ولا سند اجتماعي ولا دعمٍ من أي نوع.. وتقول أخرى: “من البديهي أن نحب أبناءنا، لكن هناك الكثير من الصراعات. صراعات معقدة مسكوت عنها. لقد تمكّنت الأمومة من اختراق حياتي ومقاطعة كتابتي. الآن فهمت: لقد كنت أشعر بالذنب لمجرّد التفكير..، الأمهات لا يفكّرن، وإذا فكّرن فكأنّهنّ يخنّ الأمومة بطريقة ما، يخنّ الغريزة. “الأمهات لا يكتبن، بل يُكتب عنهنّ”.. لا أذكر فعلا من قال ذلك، هذه قصة طويلة!
هناك قصص حديثة وإن كانت نادرة، عن أمهات محبطات يتمالكن أنفسهنّ بانتظار أن تتحسّن الأمور. أمهات كاتبات يضفن شيئا من روح الفكاهة على مشهد يُروى عن أمٍّ تحاول ألّا تستخدم أسلوب الضرب لإسكات ابنها الذي يصرخ، أو عن أخرى تتخيل أن ملعقة تنتقل في الهواء وتطعم طفلها، في ذروة يأسها الناجم عن قلة النوم والتعب والبكاء المتواصل للطفل الممغوص. كان ذلك أحد المشاهد الأمومية الساخرة المضاف في “قسم التكهنات” لـ”جيتي أوفيل”..
وهنا مشهد آخر: تراقب الأم طفلها، فتقترح امرأة شقراء أن “ينام كالطفل”، وهي، الروائية، ربما أوفيل نفسها، تفكر برغبتها القوية بالوقوف بجانب تلك الشقراء والصراخ في أذنها لخمس ساعات متواصلة كي تدرك معنى هذا “النوم المتواصل”.
لكن الأمر يختلف حين يتعلق باللحظة أو الساعات والأيام ولياليها وأسابيع اليأس التي تسببها الأمومة، وأمر آخر هو الاعتراف بالندم.
تركتُ باب بريدي الإلكتروني مفتوحا وبدأت التعليقات تتوافد من الكاتبات الأمهات المؤيدات ورسائل من كاتبات لسن أمهات وكاتبات مناهضات للأمومة. “كانت هذه قضيتي لوقت طويل”، تقول إحدى عضوات النادي “الممتنع عن التصويت”، أتخيل وأفكر أنها منعزلة نوعا ما في نقاشها حول عدم إنجاب الأطفال: “قضيت سنوات وأنا أكتب عن رجال ونساء ضد فكرة الإنجاب”، تضيف روائية أخرى إلى جانب روائيات أخريات وتلك اللاتي ظهرن لاحقا في بريدي، عن صعوبة القول بشكل علني وبحرية كيف تجاهلن النموذج المثالي للأمومة، لأن النموذج الآخر، المنظور له كنموذج أقل قيمة، لا يتطابق مع الصورة الخاصة(2) أو بسبب استنكار الناس لقرار عدم الإنجاب باعتباره قرارا أنانيا.
لربما لم تكن تلك الكاتبات مهيّآت لهذه الأحكام التي نادرا ما تسقط على كتف الكاتب الرجل، فبالنسبة له، الأمر لا يتعلق بالأنانية، بل بهموم ثقافية مشروعة وعمل قاس والسعي للنجاح ومفاهيم أخرى مرتبطة بأسلوبه.
فلماذا لا تستطيع المرأة أن تشعر بنفس الشعور دون أن توصف بالفردانية؟ ألا تعتبر الرغبات أو غيابها أمورا متعلقة بالفرد؟ ألا يُفترض أن تحترم رغبة الفرد في مجتمعاتنا، وتُطرح بشكل أفضل؟ ألا يُعدّ الشخص الذي لا يعير رغباته اهتماما شخصا ضعيف النفس؟ لقد قالتها الخبيرة في هذا الشأن، إليزابيث بادينتر: “في مجتمع يوضع فيه الفرد دوما في المقدمة، تُشكل الأمومة تحديا وتناقضا حقيقيين. والرغبة التي تُعتبر مشروعة في إنجاب طفل أو اثنين او أربعة تفقد مشروعيّتها كاملة إن أرادت المرأة التي أصبحت أمّا، القيام بأمور ليست من مقام الأمومة. وكتبتْ في كتابها “الصراع” أن الرغبة تنتقل من المصلحة الذاتية (أو المصلحة الخاصة) إلى إنكار الذات (أو الإيثار)، وأنا أضيف، ليتوافق كلامي مع سجع كلامها أنه إذا لم يتحقق الأمر الثاني فالأم تتهم بحب الذات (أو الأنانية).
المؤرخة ليلى غيرّيرو، التي لا يوجد في حياتها “أطفال من دمها ولا أطفال مستعارون ولا أطفال غرباء ولا أطفال في حضانتها”، ترسل لي نصا ليس قديما جدا تؤكد فيه هي -الأكثر جرأة من بين النساء اللاتي أعرفهن ولا أبناء لديهن- أنها لم ترغب أبدا بإنجابهم.. “لم أتأثر أبدا بفكرة الإنجاب. ما زلت أستمتع بالدهشة التي تمنحها عبارة لا أريد. هناك من يحاول تقديم كلمة مواساة بالقول “حسنا سترغبين بذلك” أو يشكك في رغبتي “هي لا تستطيع الإنجاب وتقول إنها لا ترغب” وهناك من يغضب “لا يمكنكِ معارضة غريزة الأمومة”. حالتي أبسط بكثير من كل ذلك، لا أريد ولم أرد وليست لدي رغبة بالإنجاب، ولا أفكر في الأمر كل يوم ولم أفكر به خلال سنوات.
وكلما كانت الإجابة أبسط على سؤال سبب عدم الرغبة بالإنجاب، زادت الشكوك لدى المحاورين، بحسب ما أخبرتني هي وكتبت لي كاتبات أخريات لم يرغبن بالإنجاب.
شخصيا أعتقد أن عدم الرغبة في الإنجاب أو تخيل الكاتبة في دور الأم لا بد أن يكون مفهوما، كما نتفهم الأشخاص الذين لم يحلموا يوما في أن يكونوا لاعبي أولمبياد (أو يرفضون فكرة قضاء حياتهم في ملاعب التدريب، بغض النظر عن مواهبهم الرياضية”.
فمنذ متى كان هناك إجبار على تطوير أية موهبة يمتلكها الفرد؟ سنظل، نحن المبدعات اللاتي لم ننجب، دون استثناء، معرضات للمضايقة بسبب هذا المتطلب وسنظل ندافع عن حقنا في “اللا أريد” وبقول “لا نريد” لمن يسأل: لم لا تنجبين؟
هكذا بكل بساطة
ليس بكل بساطة
فلا شيء بسيط
ربما لأنني لست مقتنعة بشكل كامل بما تقوله بعض الكاتبات، قد يكون صحيحا أن الاتهام بالأنانية أو الفردانية أصبح أقل، لكن أن تعلن المرأة الآن عن عدم اهتمامها المطلق بالإنجاب، فهذا يثير الشكوك بنفس قدر الاتهامات، بأنها تعاني من مشاكل ما.
علاوة على ذلك، هناك نظرية في علم الأمراض تتوافق مع لغة عصرنا في أن رفض الأمومة يعدّ أثرا لخلل وراثي. وهناك دراسات علمية مشكوك في دقتها، تؤكد أن عدم الرغبة في الإنجاب عند بعض النساء تعود إلى نقص جينات الرغبة بالأمومة. وهذه الحجة المجنونة تفسر وجود نساء لا رغبة لديهن بالأمومة، وفي الوقت نفسه، تعيد المفهوم القديم لـ”المرأة غير المكتملة” أو المرأة غير الطبيعية” أو “المرأة المريضة”، بلا أطفال أو رغبة بالإنجاب أو غريزة أمومة ومحرومة للأبد من تجربة الولادة التي لا مثيل لها.
إحدى الكاتبات التي تفضّل عدم ذكر اسمها أطلقت على هذا الجين اسم، “سوسانيتا بي جي إتش يو 78”(3)
تؤكد فكرة نقص جسيّم في الكروموسومات على وجود نقص أو خلل، ولم يُصنّف ذلك حتى الآن بأنه مرض حقيقي، بل تُطرح الفكرة للتأكيد على أن الوضع الطبيعي الوحيد هو الرغبة في إنجاب أبناء.
إن كانت هذه النظرية خاطئة كما أتوقع. فما الذي يمكن أن يُقال عنا، نحن النساء الغريبات اللاتي لا أبناء لنا؟ هل سنبقى نبرر للآخرين دوما؟ هل سنستمر في الإجابة على هذا الشكل المبطن من الضغط الذي ينطوي على مطالبات بالتوضيح؟ بالنسبة لي، أتحسس نبض هذه المفارقة العجيبة: حتى لو لم ينجب المرء أبناء في حياته، يبقى الأبناء موجودين دوما في رأسه ورؤوس الآخرين. مثل أثرٍ ما زال موجودا من غياب ما أو اختلاف ما أو من خطأ أو من مرض أو من كروموسوم أعرج أو من جريمة متخيلة (إجهاض عقلي) ولهذا، فإن النساء اللاتي لا أبناء لهن مطالبات دوما بالتفسير.
سيتعيّن عليّ إغلاق الباب أمام اعترافات النساء اللاتي طال انتظارها. بعضهن بدأن بالفعل بالإدلاء بتصريحات. لكني أقسمت أن هذا النص سيكون الأخير عن هذه المسألة(4).
الهوامش
*جزء من نص طويل.
** لينا مرواني: كاتبة وأستاذة الكتابة الإبداعية والأدب وثقافة أمريكا اللاتينية في جامعة نيويورك. بدأت مسيرتها في عالم الأدب كقاصة وصحفية في القسم الثقافي. عام 1997، حصلت على منحة الكتابة من الصندوق الوطني التشيلي لتنمية الثقافة والفنون. نشرت عام 1998 رواية “الأميرات”، ولاقت استحسانا كبيرا من قبل الناقدين. حصلت لاحقا على درجة الدكتوراه في أدب أمريكا اللاتينية من جامعة نيويورك وفي عام 2004، حصلت على زمالة غوغنهايم عن رواية “فاكهة فاسدة” الممولة من صندوق الثقافة الاقتصادي في تشيلي عام 2007 وعام 2010 حصلت على منحة الحكومة الأمريكية الوطنية للفنون لإصدار روايتها “دم في العين” وصدرت عن “راندوم هاوس” عام 2012.
حازت مرواني العديد من الجوائز وشهادات التقدير مثل جائزة “آنا سيغرز” عام 2011 والنسخة العشرين من جائزة “سور خوانا إينيس دي لا كروس” عام 2012.
الصمم هنا بمعنى أن الجدات والحموات يتقدمن بالعمر و(تضعف لديهن حاسة السمع) وإضافة لذلك، فقد أدّين أدوارهن في تربية الأبناء مع أزواجهن بعد العمل. وبالنسبة للرجال، فقد كان هناك -”بعد العمل”- حين يعودون إلى بيوتهم للتموضع مقابل التلفاز مع زجاجة بيرة، فيما تحضّر المرأة طعام العشاء مجبِرةً الأطفال على التزام الصمت كي لا يزعجوا الأب المسكين. (المؤلفة)
تؤكد هذه الفكرة مؤلفة رواية العار، وهي أحدث رواية لباتريسيا دي سوسا التي قالت: “ليس لدي أبناء. ولم أتحدث عن هذا الأمر مطلقا بشكل جدي مع أي من الرجال الذين عرفتهم، ولا عن الإجهاض ولا عن الشعور بالذنب ولا عن خشية من أن أكون امرأة سيئة. لو كان لدي شعور بالحاجة أن أكون أما، كنت لأتبنى طفلا لأشعر أنني أؤدي دورا اجتماعيًا ذا هدف. لطالما كانت الأمومة مرتبطة بصورة امرأة خاضعة لها وجه متعب بسبب العمل وسوء المعاملة. هذه هي صورة “ذات تقدير منخفض” لنساء وحيدات وسط صمت يتزايد باطّراد، وهذا ما حدث أيضا معي” (المؤلفة)
سوسانيتا هي إحدى الشخصيات الكرتونية التي ظهرت في مسلسل كرتوني شهير بعنوان “مافالدا”، الطفلة التي ابتكر شخصيتها رسام الكاريكاتير الأرجنتيني خواكين سالفادور لافادو، المعروف بـ”كينو”، ومافالدا شخصية تسعى للسلام وتطرح الأسئلة العميقة أما سوسانيتا، المذكورة في النص، فهي صديقتها المقربة، شخصية تقليدية تحلم بزوج ثري وإنجاب أطفال. (المترجمة)
الامتياز الغريب المتمثل في عدم سؤالي إن كان لدي أطفال (أو متى سأنجب) يتوافق مع حقيقة أن لدي حالة وراثية، وهكذا وقعتُ دون قصد مني في فئة “غير كفؤة” أو “في خطر” لكني أوضّح هنا أنه ليس لهذا السبب قررت الامتناع، بل لأنني ببساطة لا أجد نفسي أمّاً، ولا شيء آخر أضيفه بالخصوص. (المؤلفة)