يمكنني أن أصعد السلم الخلفي
يمكنني أن أترك السقف عاربا إلا منه
وأن أتذكر بعض الأغطية التي غطتني بها أمي
بما فيها غشاء البطن
يمكنني أن أسمع عن الجدران
وشايات كثيرة
ولا أصدقها
يمكنني أن أقود كل عازفي الكمان
كل الرسل والأبطال
الى الضواحي
أن أوزع عليهم نوبات حراسة حزني
يمكنني أن أعض لساني سهوا
وأندم
لأنني أن أتلفت من الأطفال المهرة
أحقادهم
فيحسبونني طفلا بالغا
يمكنني أن أدعوهم
الى صباح مشمس
بعد أن أنوي إخراج النساء من قصائدي
كي لا يكون النور زائدا عن الحاجة
لكنني عند أول إغفاءة
عند خروج الأفخاذ العارية من مأواها
عند مشيها طواعية
بين الأحلام العابرة وغرفة النوم
ولانني غير قادر على تثبيت الكادر
غير قادر على هدمه
أستقبل وحيدا
بعض الأعضاء المعلقة من ذيولها
والتي تحاول أن تعتدل
وأفرزها
– كأنني في حياد تام –
حتى إذا استغرقت في النوم
زحفت النساء اللواتي سأعرفهن بعد قليل
ونظرن في شحوب الى جذعي المائل
ومن أجل شفاه هاربة
من أجل النسيان الذي يشبه أثداءهن
من أجل استعمال الرأفة
أو من أجلي دائما
قلبنني
وأخفين وجوههن
ولولا أن ظلام الغرفة
كان يبتعد ببطء عن الباب
ما عرفت أبدا أن المرأة التي في المقدمة
والتي تشبه ناريمان
هي التي اصطحبت معها
كليوباترا،
اصطحت معها السيدة العذراء
ليقعنني
أن في الجهة الأخرى من الباب
رجالا كثيرين
يفكرون في امتصاص عرقي
الذي وبعد أن أكتفي من مسرتي
سوف يخرج وحده
ويجلس في البهو
ويضع ساقا على ساق
ويشرب كوبا من الحليب الساخن
ويلوح لأحزانه
كأنه أنا.
عبدالمنعم رمضان (شاعر من مصر)