شاعر من تونس
يوما ما،
ستجلسين على صخرة فوق حافة النّهر
وستذرفين الدّمع مثل فلاّح ضيّع صابة القمح.
يوما ما،
ستجلسين على صخرة قبالة البحر
وستحدّثين الموجة ـ بكلمات لا تفهمها ـ
عن شِباك مزّقتها الرّيح.
يوما ما،
ستتحلّقين مع الأطفال حول موقد في الشّتاء
وأنت تحدّثينهم عن فائدة اللّيل
لجنود الحرب وحطّابي الغابات ومنكودي الحظّ.
يوما ما،
ستحدّثين الصّبايا عن لغة البرق
وفائدة المشمش الحامض ليلا،
وعن المسافة الفاصلة بين الفأس ورأس الأفعى!
يوما ما،
ستحتفلين بقليل من المكسّرات
وشيء من الحظّ والنّبيذ
مقسمةً على انتصار الشّمس!
«وردة العالم الذي لا ينتهيب (_)
ستتْبَعين أثر الجرذان التي أسقطت أسنانَها في الفجر
ستلتقطين الأزهار الحمراء التي سقطت من روحي
وقطعًا نقديّة مدهوسةً بعجلاتِ قطارٍ
ستنْقُرين بأصابعك ليلا على طاولةِ خشب لفّهَا النّسيانُ
ستمشين طويلاً خائفةً من البرْق ومن ظلّك تحت القمر
وبيدين مرتعشتيْن ستجْمعين لغةَ البرق
وخشخشةَ أوراق الأشجار صيفًا
ستبْنين بيتًا من بيوت العناكب في النّدى
وستُمسكين الأرض والسّماء بأوتارِ ذيلِ حصانٍ
وفي حفلات الخروج إلى الصّيد
ستقضمين الشِّباك بأسنانك مثل القوارض الشّامتة،
ستشربين المطرَ غاضبةً مادّةً قبضةً عاليةً في الهواء
وستُطفئين الفرقَ بين طعم السّجائر والصّنوبر
ستقْلعين الأخشابَ الأخيرةَ تحت سماء تنذر بالمطر
وستُغلقين طريقا أمام المارّة فاتلةً شاربيْك
ستفعلين أيّ شيء أيّتها العابرة في الرّيح
ما دمت تدركين أنّ كومةَ فضلاتٍ ستُزهر بعد قليل
وأنّ يديْك ستتحوّلان حتمًا إلى مروحَة!
ــــــــــــــــــــــــــ
(_) تشارلز سيميتش.