عبثا
أحاول ترميم نفسي
بافتراش الأرق
ومراقصة السمكات الجنيات
في حوض الخرافة ،،،
لا أرى للخيل عينا
ولا لمحيي الدين سكنا
سوى
ما تناقلته الأسفار البالية
من درر طائشة
في مهب الزمن ،،،
لي
في كل درب
ملحمة مخبوءة
وأكثر من ضياع
ولي في الغد
سر مكتوب
بدموع الساحرات
على ناصية النسيان
وأبالسة صغار
يمرحون فوق ظهري
وسؤال هرم
يتربص بي في كل حين :
لماذا عدت ؟
تركت العواصم
في حداد أبيض
وجئت أسعى إلى غبني
بغير ميعاد
أخال اليأس متنزها قريبا
وأركض كالمجنون
خلف عقلي ،،،
في أية هاوية طوحت به
حين استبد بي الحنين ؟
كنت أقود الريح
بعكس ما
تشتهي الطائرات
وأهندس الفراغ
بألف رميم
وأنحت اسمي بأظافر اللعنة
على صخر المحال،،،
أنا من دبر للمنايا
فخاخ الصباح
وعجل بالرقص
فوق المرايا
في ملكوت العدم
جلست أحصي الزهور
فوق قبر نرسيس
عساني أتوب إلى وجه «إيكو»
وأنجو من لعنة «نيميسيس» ،،،
منحت نفسي نصف مهلة
لاقتطاف الملذات
وعمرا كاملا
لزرع الحكمة
في بساتين النبلاء
وسلمت
مفاتيح الجحيم
جحيمي أنا
لسيدة بتراء
تحسن خصي الفحول
وأقفلت كل سبيل
لا يفضي إلى تيهي ،،،
سعيد من أخطأته سماحتي
فراح يبكي نفسه
من دون عزاء
ويريق النبيذ الأبيض
في أضرحة الأولياء
باحثا لحارسة الجحيم
عن يد ثالثة
وزوج عنين
وفي نهاية النهار
يطوف بالأسواق
عارضا ما تبقى
من «إشارات»
على قراء عميان
لا وطن لهم
سوى كأس باردة
وصحائف بيضاء
وحلمات مقضومة
بأسنان الغدر،،،
من لي الآن
بغير هذا القدر
أهبه كل عواصمي
وأسكنه فسيح خلواتي
وأعده بعودة ميمونة
إلى عصر الظلمات
كي يرتاح من هرم الأسئلة
ومن حداد العواصم
وعيون السافرات ،،،
غريب أمر هذا الليل
لا يبدأ كما ينبغي لي
أن أكون
ينحني باكرا
للجبابرة المغشوشين
ويشرب من دمي
ضاحكا بالتشفي
يرتب ما فاض عن أشيائي
من تلعثمات
بها يستعين
على قهر الندم
ندمي أنا
بالقليل من الذكريات
ويكبل أحلامي
في سطح المشيئة
يستدرجني
إلى مرتع السلوان
يرضعني حليب الخلود
من أثداء الشريفات
ويعيدني إلى نفس السؤال :
لماذا عدت ؟
تركت «فراوكه»
تنظف قميصي
من نبيذ الأمس
والنوافذ مفتوحة
على مروج « فيلينغن» (\)
والحدائق ذاهلة
من هربي
وسرت تحت رذاذ الصيف
عاريا كالشمس
في ليل الغرباء
من دون حلي ولا قبل للوداع
كالذاهب إلى
منازل الندم
بأكثر من مفتاح .
\ قرية ألمانية وديعة .Willingen
عزيز الحاكم
شاعر من المغرب