أنتِ هنا ..
لا زلت هنا
بمحاولاتك الكثيرة لكسب الشك
بمحاولاتك الكثيرة لمحو الحقيقة
أنت هنا
لا زلت هنا
داخل هذه الغرفة الصغيرة
المزدحمة جدرانها بالصور القديمة
وبالوجوه الضاحكة والباكية في آن
داخل هذه الغرفة الخرساء
التي تحتفظ بأسرارك
دون نية مسبقة لتهديدك
أو ليّ ذراعك.
هل سيكون؟
هل سيكون لها لسان يومًا ما ..
لتفصح عن حياة مشوهة
تسير بقدمين اصطناعيتين
داخل علبة
عن حياة تسير
نحو اللاشيء
مدفوعة بيد الوهم العملاقة .
أنتِ هنا ..
لا زلت هنا
تتدربين على؛
إخماد الحرائق / تهدئة البراكين/
حقن اليقين كلما استفاق بإبرة مخدر/
مفاوضة الوهم/للاستمرار في عمله
كقاطع طريق.
نظرتك المترددة بين الساعة
والورقة التي تسقط من دفتر
العمر كل يوم
تكرر السؤال ذاته
هل سيُرجعون للقتيلة شمسها
قبل أن تباغتها نهاية صادمة؟
عمر عزلتك الآن عشرون عاماً
تخللتها غيابات صغيرة
صغيرة جداً
لا تُخِلُّ بالمعنى الحقيقي للعزلة
أنت فقط ترين العالم من خلال
نافذة افتراضية
اخترعها عباقرة
كانوا يعلمون أن ثمة قتلى
عاجزين عن السفر
عن رؤية العالم دون
حاجز زجاجي
يهوي بهذيانه البليد
في مستنقعات الحرب.
أنَّ ثمة قتلى عاجزين تمامًا
عن إيقاظه من هستيريا النباح
بصفعة قوية.
تنامين
ولا تستيقظين
تستيقظين
ولا تنامين
تغيبـيــــــــن
وعودتك مرهونة بطعنة؛
طعنة
لكأنها وقعت على
ظهرك للتّو.
لتشهدي
تساقط الكلمات
قطرة
تلو
أخرى
لتشهدي
تشكل الأنهار الصغيرة
وهي تجري
بين البيوت
في الأحياء الفقيرة
لتشهدي
تحطم الزوارق
والبيوت والأحلام
تحت عصف الريح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
j مقاطع من نص طويل.