١- توحد
انكشفت الأسرار
وزالت الحجب
واختلط الضوء بالضوء
ولم يبق لنا
سوى سر الطير
المخبوء تحت جناحه الأزرق
العالق في أستار الترقب
٭ ٭ ٭
وكالأنهار المخبولة
بعد هطول غيوم ثقيلة السواد
انكشفت الأسرار
وزالت الحجب
فإذا بالأستار
تفقد خيوط الوعي
لتغزل بساط الجنون
فيخرج البياض ليتنزه
في أحراش الرغبة
هاهو مانح الوجود ألقه
يخرج من مكمنه
ويتدلى في فراغ المكان
المكان الذي اكتظ بفحيح شمسك
ثم سقط مغشيا
على الأرض
فامتلأ الهواء
برائحة الحب
٭ ٭ ٭
انكشفت الأسرار
وزالت الحجب
الأرواح المحبوسة
تطفو فوق الماء المحبوس
الذي طالما غيض
واستوى في اشتعالات الجسد
ووقفنا
وحدنا
في عراء التفاحة الأولى
فارشين أشواقنا
لسر الطير الأزرق
الفارد جناحيه في ملكوت الغيب
٢- ثياب
قطعة
قطعة
كنت أخلع أثقالي
أمام عريك الأنيق
نفسا
نفسا
كنت أحصي براكينك الفائرة
خلية
خلية
كنت أخيط روحك
إلى روحي
المترعة بروح العالم العلوي
وحين
وقفت أمامك
متحررا من كل الأخطاء
والشهوات
والحسرات
وجدت أنني
لم أكن اخلع وجهي أمامك
بل كنت أرتديك
٣- تحت القمر تماما أحبك
على السطح
تحت القمر تماما
أحبك
وعلى خيط الماء
اذ أمشي
على ضوء شمعة
متعثرا عند هبوبك
في الليل
أحبك
يسألني الشعراء
في ملفات الربع الخاوي : كيف ؟
ولهم أقول بعد صمت بليغ:
أحبكِ
بهدوء من يستسلم
لغرق لذيذ
مثلما يحب كاهن
صمتا مطلقا
ذلك
لأنني أحبك
تحت سطح البحر
مثلما أحبك
فوق قمة بركان
اللوعة ذاتها
والاحتراق ذاته
والدمعة المستطيلة
هي الفرحة المستطيلة
التي سقطت من عين الشمس
يوم ولادة الإعصار
في الوديان الآمنة
المطمئنة
ومع كل هذه الكوارث الناعمة
أحبك
لك الا تصدقي
مثلما لي أن أحبك
في خضرة الجبال الداكنة
وفي الغيبوبة
في الكوكب الدري
في الرسائل القصيرة
في الشفاه المزججة
وقاعة المؤتمرات
في الشوارع الممطرة
الغارقة للآن بغيمة عطرك
و بروق روحي
روحي التي أحبتك
في مقاهي الأرصفة
والمكتبة العامة
في المحلات نصف المغمضة
والزوايا القاتمة
في مركز الدائرة
وفي فوهة الشمس
فأسميتك في قائمة
الأسماء عباد الشمس
لأنك شمس
وزهر
وطفولة خصبة
لذلك أحبك
في الصمت المطلق
وفي بحور الخليل
ووكالات الإغاثة
أحبك
في بياض الفجر
وزرقة الموج
ومفكرة الحائط
أحبك
في الصباح الباكر
وفي عتمة
كهف المقل
أحبك
في كأس الزهرة
وفي كوب الضوء الطازج
في الجمل الاسمية
وفي جداول الضرب
وتنظيرات الحداثة
واسطوانات زرياب
أحبك
تحت المطر
الذي بلل اسمك
في قميصي
وفوق خطوط
الطول والعرض
وتاء التأنيث الساكنة
أحبك
في مفكرة الحائط
وفي محيط الوردة
عند تعانق المضاف والمضاف اليّ
أحبك
فوق سطح المكتب
تنشرين الحكايات
على شاشة السماء الزرقاء
مثل شهرزاد صغيرة
بشعر طويل
تلقي الحكاية
في سلة المهملات
ثم
تتوارى
تحت سطوح الأشياء.
عبدالرزاق الربيعي شاعر وكاتب عراقي يعيش في عُمان