لسبب ما
تركت باريس في مرمى التأجيل
وذهبت أبحث عني
في شارع «الرامبلا»
قبل أن تمسك بي يد التمثال
الواقف في الهواء
فأسقط بين قدمي امرأة
لا اسم لها ولا تاج
خلت أني بها
أستعيد صورة الأميرة النائمة
فوق حلمي
مثل غانية يابانية
تستعطي العابرين أرواحهم
فلا يضنون
بغير ما أوتوا من شهوات
وفي الجسر المطل
على «وادي الحيرة»
يسترخون مثنى وفرادى
عسى أن يجود المساء عليهم
بأجساد أخرى
لم تهرأ بعد
في ربائع العمر،،،
هل كنت الآن أمازح بارميد
« La Bolsa »
بصمتي العريان
أم إني فقط
هاوي أوهام
يستطيب الخمر والتيه
في الصحارى الخضراء
تاركا لنديمي الجليل
فسحة الاتكاء
على مبسط العدم
وأمامنا رغيفان أهيفان
لن يغمسا أبدا
في دم المسيح
ولن يقتات منهما
شحاذ روماني
حتى تغلق آخر حانة
في عاصمة الكاطالان،،،
هكذا أنا :
كلما داهمتني فتنة غريبة
أو خلخل وقوفي بأعتاب اللذة
بهاء متغطرس
وجدت للزيغ ذريعة
وأقمت بعين الملاذ
أكثر من أزل
عذري في ذلك
شمس أليفة
ونهد مضياف
بهما تحلو أسفاري
ويغدو لجوازي
لون الإقامة الجبرية،،،
ولسبب ما
تلافيت الدخول
إلى متحف «غويا»
هربا من شراهة الكانيبال
وانسللت إلى
حانة أفروديث
فما نجوت
كان الجلاد المتقاعد
يحتسي جعته
وكأنه يشرب
بول ضحاياه
لم أرتعب ولم
أخلع بصري عن عناء الجلاد
ولم أعبأ
بفضول الحرس المدني
ظللت في نفس الكأس أقيم
محروسا بتنانير الراقصات
وعابدات باخوس
ورنين الأقداح يسافر بي
إلى سواحل الأرواح الأليفة
لي فيها أطوار شبيهة
بأحلام المجانين
ونصيب واف من كبرياء الفقراء
وارتكان مشوب بالدهشات الزرقاء
وسهاد لذيذ،،،
لا برق يضيء تيهي
يا روني شار
ولا امرأة تطبخ رغباتي
في هذا الصباح النيئ
لي كما يخفى عنك
حال من حالين :
أن أغمس روحي في الراح
أو أعتزل البكاء على صدور الحمقاوات
ولي أيضا
في مرمى الشرود
ممالك مهجورة
وقصور تحتفي فيها الغربان
بجثامين الأباطرة العاقرين
لي أكثر من ربيع
وترسانة من الكلمات الشفيفة
وأحلام بوذية
على جانب «الطريق»،،،
ها هنا سأظل
في نفس المحطة
خلف كل النوايا الفاسدة
أبعثر أهوائي حيثما
طاب لي هواء
لا بيرق لي
سوى هذا القميص المستعار
من دولاب «لوركا»
وخيول سوريالية
أستعين بها
على قهر المسافات
وحنين قريب إلى أبعد القارات
وقليل من طعام «هلغا»
ومرقد سامق
في مدخل «الغابة السوداء»
وكثير من عشب « أولي»
ولا شيء من مرارة الأيام الخوالي
لا شيء،،،
ولسبب ما
نسيت ورود «مارغوت»
في جحيم دانتي
لغيري أن يمسح دموعها
قبل أن يحظى بها
ضفدع هانوفه
أما أنا
فقد هيأت مقبرة الأصدقاء
للوافدين الجدد
وكنست سبيلي
من خطوات المشائين
ودفنت الأسباب كلها
في شرفة الخطايا
قبل أن أصطحب سماحتي
إلى عاصمة النبلاء،،،