نظمت جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع جامعته الزيتونة التونسية ندوة حول العولمة والخصوصية الثقافية خلال شهر أكتوبر الماضي وقد أثارت ندوة العولمة والخصوصية الثقافية التي رعى افتتاح جلساتها معال عبدالعزيز بن محمد الرواس وزير الاعلام واختتم فعالياتها معال محمد الزبير مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي رئيس جامعته السلطان قابوس. الكثير من الأسئلة والمفاهيم حول دور العولمة وتأثيرها على الخصوصية والثقافة الوطنية أو القومية.
وأشار معالي وزير الاعلام عقب افتتاحه الندوة الى أن الهوية العمانية ليست محلا للتساؤل بل هي راسخة وقابعة في نفوس العمانيين ولا يمكن النيل منها وهي بهذا تختلف عن مفهوم العولمة التي ظهرت مؤخرا.
وانها لن تستمر طويلا لأنه ليس لها فائدة راسخة وما علينا إلا الاستفادة منها فيما يفيدنا ونحجب عن أنفسنا ما لا يفيدنا.
وعلينا أن نتعامل ونتعاون مع دول العالم بشيء من الخصوصية ولكن هويتنا وذاتيتنا هي الأرضية التي نقف عليها بصلابة لننطلق منها بكل قوة الى مستقبل أكثر رحابة.
وناقشت الندوة على مدى ثلاثة أيام عددا من أوراق العمل في ست جلسات لمحاضرين من عمان وتونس ومصر والأردن وموريتانيا حول تحديات الهوية بين ثقافة العولمة وعولمة الثقافة والعولمة الثقافية والعولمة الاقتصادية وتأكيد الذات والعولمة الاقتصادية: ظهورها ومبادئها وآلياتها وتبعاتها والعولمة بين سرعة التحولات والحفاظ على الذات ودور المناهج التربوية في تحقيق الانخراط في العولمة والتمسك بالخصوصية "المناهج التونسية نموذجا".
وقد قدمت خلال جلسات الندوة 18 ورقة عمل ناقشت تحديات العولمة والهوية الثقافية العربية والاسلامية وقد أبان جميع المشاركين في الندوة عن وجهات نظر متقاربة حول خطورة التحديات التي تواجه الثقافة الوطنية في الدول العربية والاسلامية من جراء ارتباطها بالعولمة وفتح المجالات التي من خلالها قد تؤثر على الهوية والخصوصية المحلية خصوصا في مواجهة إلغاء الخصوصيات الوطنية وانضوائها ضمن مفهوم القرية الكونية وقال سعادة سالم بن اسماعيل سويد نائب رئيس جامعة السلطان قابوس في بداية الندوة إن ظاهرة العولمة قد شكلت واحدة من أبرز الظواهر السياسية والاقتصادية والثقافية في العقد الأخير من القرن العشرين بل كادت تصبح السمة المميزة لعصر ما بعد الحروب الباردة وانتهاء التكتلات الرئيسية الى قطب محوري واحد.
وهذه الظاهرة شغلت العالم بأسره وطرحت آلاف الأسئلة حول الآمال الكبرى التي تعلقها الانسانية على ما صاحب العولمة من تقدم تقني هائل في مجال الاتصالات حول العالم الى قرية كونية واحدة، وما واكب ذلك من سهولة انتقال المعرفة بين أرجاء الأرض المترامية الأطراف.
إن هذه الآمال واكبتها أيضا مخاوف واسعة تركز كثيرا منها حول مصير الهويات والخصائص الثقافية والحضارية للشعوب النامية على وجه خاص ومدى مقدرتها على الصمود في وجه المنافسة الرهيبة لقوى العالم المتقدم.
إننا نأمل جميعا في أن نساعد معا في تنمية روح الحوار الخلاق الذي يثير الكثير من التساؤلات ويقترح من الاجابات ما يساعدنا معا على التقدم خطوة على طريق حاضر أكثر ومستقبل أكثر تقدما.
وتطرقت البحوث التي قدمت في الندوة الى عدة مواضيع منها ما يهم الثقافة والفكر والهوية ومنها ما يهم النواحي الاقتصادية حيث شملت جوانب مهمة مما تستدعيه الحاجة لمعرفة جوانب ظاهرة العولمة وما تخبئه تحت البساط بالنسبة للدول النامية التي قد تسقط صيدا سهلا في سنارة الدول التي تتبنى العولمة وتريد أن تبسط هيمنتها على الدول السائرة في النمو أو التي تخطو خطوات ذات خصوصية ثقافية وسياسية.
وبالفعل مازال مفهوم العولمة لم يتضح بعد هل هو استعمار مباشر أو غير مباشر (عن بعد) هو نشاط وقدرة ذات طبيعة مهيمنة وهذا بلا شرك فيه وبأي وجه سنراه كاشفا عن وجهه أم كيف ؟ وهل سيفيد وينقل أفراد ومجتمعات الدول النامية نحو الديمقراطية والحرية أم أنه سيكرس أوضاعا شبيهة بمرحلة ما قبل الاستقلالات وبعده.
عدد كبيرمن دول العالم استعدت ومنها بالطبع بعض دول العالم الثالث مثل الصين، والهند، وكوريا الجنوبية، والبرازيل، والأرجنتين، وبعض دول أوروبا الشرقية.
لكن السؤال يطرح تفسه. هل دولة واحدة من الدول العربية استعدت لمثل هذا الاستعمار الجديد المسمى بالعولمة. أظن الاجابة تكون بالنفي لهذا السؤال الاستفساري.
فالبحوث التي شملتها الندوة هي:
تحديات الهوية بين الثقافة والعولمة وعولمة الثقافة والعولمة الثقافية والعولمة الاقتصادية وتأكيد الذات والعولمة الاقتصادية ظهورها، ومبادئها، وآلياتها وتبعاتها.
وللعولمة بين سرعة التحولات والحفاظ على الذات ودور المناهج التربوية في تحقيق الانخراط في العولمة والتمسك بالخصوصية.
والعولمة الثقافة العربية. والعولمة والهوية الثقافية الدينية الاسلامية: تصادم أم تفاعل. والفكر الاسلامي والعولمة: تنافر أم ملاءمة. وعالمية الاسلام بين العولمة والخصوصية الثقافية. والعولمة بين فكرين: العربي والاسلامي. ومقومات خطاب العولمة. والأسس النظرية لخطاب العولمة: من ديناميكية الحداثة. والعولمة والهوية الثقافية. والعرب بين العولمة وثقافتهم. وأهم متطلبات التحصين الثقافي للانسان العربي لمواجهة تحديات العولمة. وأي مستقبل للخصوصيات الثقافية في ظل العولمة وتكونت اللجنة المنظمة للإدارة والاشراف على الندوة من د. طاهر باعمر ود. سالم الحتروشي ود. أحمد المشيخي ود. علي الموسوي. وعضوية عبدالحميد الكيومي وسعيد المحرمي.
وانهت الندوة أعمالها بتوجيه الأنظار والمفاهيم التي تحمل ظاهرة العولمة وهل هي فعلا شر لابد منه أم هناك بعض الايجابيات لم تتضح بعد لهذه الظاهرة التي تسري كالنار في الهشيم.