محمد عرش
شاعر مغربي
في دَمي،
لغةُالفصول،
كلُّ فصلٍ حياةٌ:
خريفٌ، وماءٌ، وزهرٌ،
ووقتُ يباس،
فكيف لهذا الدم احتضانُ الشمس،
إثرَ كلِّ دورة؟
لغةُ الدم-موجةٌ،
موجةٌ،
أمواجٌ،
سواءٌ بَعُدَ الشَّطُّ،
أم دنا،
دائما لغةُ الصَّيف دفءٌ
وهناءْ،
ذابتِ الهمزةُ الآنَ،
سلاما لأوراقٍ، تراقصُ كُنْهَ الأنا،
سلامي لدمي،
صار وردةً للحقول،
وردةً بشكلٍ غريب،
ومعنى كحلمٍ، في بدايتهِ،
في دمي،
لغةُ الشتاء،
ورعدُ السماء،
وماءُ الشعر،
يا بحرُ، يا جاحظ،
حوِّضِ المجرى، لينذلقَ الماء،
كلُّ الفصولِ أنا،
وأنتِ أثَلٌ، لظلِّ الكتابةْ
تغسلُ الثوبَ في الصباحِ بماءِ البحر،
صارتِ الملحُ برقا،
يقودُ إلى عبورِ ضحكةِ امرأةٍ،
تعشقُ البحرَ،
نصفُها عشقٌ،
وما تبقَّى سؤالٌ، مرَّ
في لقاءٍ عابرٍ،
هلِ اللغةُ حقلٌ؟ عليكِ سقيُها،
دونَ لمسِ الفراغ.
نباتٌ يغَطِّي ذاتي ،
ويعمِّقُ ظلَّ السؤال،
إذا مرَّ فصلٌ، أمرُّ،
إذا هطلتْ، أهطلُ،
بعدَها، أوْ قبلَها،
إذا فاحتْ زهورُ الربيعِ، أفوحُ،
ولكنِّي، أُعانقُ حُلْمَ القصيدةِ
كلَّ فصلٍ،
تنبسُ الأوراقُ، تُطفئ
مصباحَ ديوجين،
ما بينَ الفروعِ والأصول،
ما بين حطَّابٍ، وفأْسٍ،
تنبعُ الكلماتُ،
مستأْذنةً قلقَ الغابات،
ما لهذا الماءِ، ينبعُ من التَّنُّور؟
هلْ فاضَ الدمعُ؟
أم فاضتِ الدُّنيا من أجلِ بحورٍ أخرى،
بلا عللٍ، ولا زِحافاتٍ؟
في الكأسِ بحرٌ، وفي عينيكِ بحران
لي ، وللقصيدةِ أنَ يشتدُّ الحَرُّ.
في هذا الوقت،
قولي الآهَ لفقيرٍ،
قولي لهُ ما قال جبرانٌ في الحُرِّية،
قولي لهُ:
مِنْ هنا، هذي الطريقُ إلى الخُبزِ،
حينَ يُصبحُ الإنسانُ
باقاتِ زهرٍ،
وشعْر!.