لايعنيني، من امر هذه البلاد
غير هواشها الذي يشح
وفضاء عصاتها الذي ينغلق
لايعنينى من امر هذه البلاد
غير انين البهائم … تعرج مفلوجة من العناء والضجر
ورائحة اباط النساء…
يعبرن الظلام بين خريف وخريف
لايقنيني من امرها
غير هذا النفق النبيل
اصعد فيه شهيقي
وأرتب ظلامه
كما يليق بقبور العوانس واضرحة الاشقياء
لاتعنينى
صيحات محاربيها
ترتفع جارحة ومهيجة
كشعاع شمس سميك
يرتد عن صفيحة من الكروم المصقول
لايعنينى
انين شهدائها الذين غدروا فى الصباح
ليغدروا، ثانية ، عند منتصف الليل
لاتعنيني الطفولة
تهدر هتافها على الاضاليل
وتبدد ورود خيباتها
على قبور المشعوذين
واعراس جبابرة الظلام
لاتعنيني المأتم
لاتقنيني النعوش
لاتعنينى اسرار الجبانات المزرقة كحدائق ملوك الصحاري
لاتعنيني الرايات
امزقها فى احلامي
لأخيط منها السراويل والشراشف والمناديل
لا القلاع الساقطة … ولا القبور المحررة
لا الانصاب
لا الاناشيد…
تفوح رائحتها من حلوق الحمقى
كرائحة بيض فاسد قديم
لاتعنيني
غصات قلوب الميتين
التي يفتك بها الضجر والنعاس والبرد
ورنين اجساد البنيات
يرتعش توقا الى خطيئة
او ظمأ الى حب
البنيات الرهيفات
البنيات الشاحبات
بنيات الشباب الخائب والفتوة المنهكة
بنيات المدارس المسوقات الى اسرة آكليهن
سوق امهات مفجوعات الى عرس امير حرب
لايعنينى زمن
لاتعنينى ارض
………
………
ما يعنيني فى هز المهب الضاري
ان أمضى ما تبقى من ايام خريفي
فى ظل هذا الضريح العظيم
احص ما يسقط من اوراق .. وثمر.. وآمال
تحت واحدة من الا شجار التي
-قبل ان يقطعها البدو –
يتغوطون تحتها
ويغتصبون فى ظلها النساء والماعز والجواري
ما يعنيني
ان اجلس -عشية هذا الخريف الجائر-
كقاطع طرق مخذول
اعد ضجري على اسناني
واقتل الوقت
متنصتا الى دبيب نبوءات غامضة
تؤملني بنهايات جبابرة
لا يموتون . . . . .