سوسن جميل حسن
كاتبة وروائية سورية
بينما كنت أجلس في أحد مقاهي الأرصفة في برلين، دخلت سيدة تقترب من عامها الستين، بدينة، طويلة، ما يجعلها ضخمة الجسد قياسًا بالأحجام المألوفة للنساء، يبدو عليها أنها تعاني نقصًا وظيفيًا في جهازها الهيكلي بسبب ضخامتها، فهي تستند إلى عكازين.
في الواقع ما لفتني فيها وأبعد انشغالي بضخامتها هو ثيابها، كانت تبدو بتنورتها الطويلة والسترة القصيرة فوقها، مع عكازيها القرمزيين، وحقيبة ظهرها جميلة الألوان، كما لو أنها ترتدي ربيعًا بألوان تتناغم مع بعضها بعضًا بانسجام مبهج، حتى العكازان كانا جزءًا من هذا التناغم.
هذا المشهد استدعى كثيرًا من صور الماضي في بالي، فأخذت أبحث فيها عمّا كانت تلبس النساء في بلادي. جدتي التي كانت أصغر من هذه السيدة ببضع سنوات، وأنا صغيرة، كانت تخيط فساتينها بنفسها، جميعها على النمط عينه، وبألوان حيادية صارمة، بل كامدة، كان الرمادي بدرجاته التي يطغى عليها لون البحر في نهار شتوي سماؤه مكتظة بالغيوم السوداء، أو اللون الرصاصي، أو البني الذي يقترب من لون التراب، وفي أبهج درجاته يشبه لون الرمال، أو الكحلي أو غيره من الألوان الباهتة، مع منديل أبيض على رأسها، هو ما كانت ترتديه بشكل دائم، تتشابه مع قريناتها فيه. أما ما تحت هذا الفستان، فدائمًا هناك سروال طويل مزموم بمطاط تحت السرة، ينتهي فوق الكاحل بمطاط يحيط بأسفل الساق، هذا ما كانت عليه وهي ابنة المدينة التي تنحدر عائلتها من الريف، أما جدتي في القرية فكان لباسها مشابهًا، ما عدا أن أثوابها كانت في معظمها ملونة بالورود والأوراق، برسومات بسيطة، وتلبس تحتها السروال نفسه.
في الوقت نفسه كانت نساء المدينة، في غالبيتهن، يرتدين أزياء نمطية، معظمها باللون الأسود، ويغطين رؤوسهن ووجوههن بمناديل سوداء أيضًا. كانت هذه الشريحة الغالبة من النساء تبدو كما لو أن الفرح ممنوع عليهنّ، مثلهنّ مثل جدّتي.
لكن كانت هناك شريحة من النساء والصبايا أيضًا قد بدأت تشهر نفسها بهوية جديدة، حتى لو لم يكن كسر الصورة النمطية قد وصل إلى منتهاه بعد، إنما بدأت النساء بارتداء أثواب تتماشى مع “الموضة” الشائعة حينها، والتي كان أكثرها يستمد من الأفلام السينمائية، ولقد كانت على سبيل المثال مديحة يسري من أكثر الملهمات للنساء بالنسبة للأزياء، فقد اشتهرت بأناقتها وأزيائها المميزة، ومما احتفظت به ذاكرتي أن ارتداء “الإيشارب” على الرأس بطريقة تظهر معها الغرّة، أو نهايات الشعر، صار موضة اجتماعية، وكانت مرحلة ما بين “خلع الحجاب” والظهور في المجال العام من دونه.
تشكيل الهوية من خلال الأزياء:
اللباس هو أكثر بكثير من مجرد وسيلة لتغطية الجسم، إنه عامل مركزي في تكوين الهويات الاجتماعية، تؤكد نظرية الهوية الاجتماعية على أن الانتماءات الجماعية لها تأثير كبير على كيفية رؤيتنا لأنفسنا وإدراكنا من قبل الآخرين. تلعب الأزياء دورًا رئيسًا في هذا، لأنها غالبا ما تُشهر كرمز مرئي للانتماء إلى مجموعة اجتماعية معينة. ونمط الأزياء الدارج في كل مجتمع، ولدى كل شعب، هو شكل من أشكال “الموضة” في مرحلة معينة، هذا المفهوم الذي اشتغل عليه علماء اجتماع وباحثون ومشتغلون في الثقافة ومصممو الأزياء مرارًا وتكرارًا، أقلّه منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، لإعطاء إجابة على سؤال: “ما هي الموضة؟” ولقد قامت الناشطة الثقافية الألمانية “سونيا إيسمان” بإعداد كتاب “الموضة المطلقة” جمعت فيه مقتطفات من النصوص الأساسية من عام 1853 حتى يومنا هذا، حيث يتم صياغة نظريات الموضة، تسبق كل فصل من فصوله الأربعة مقالات حول السياقات التاريخية لخطابات الموضة.
لا يمكن الفصل، أقلّه في المجتمعات التي تشدّد على التمسك بهويتها الخاصة وتتوجّس من التغيير، بين اللباس والقيم الاجتماعية والتعليمات الدينية، وهنا أعود إلى نمط اللباس لدى جدتي والنساء الأخريات في تلك الحقبة، ستينيات القرن الماضي، حيث كانت المرأة ما زالت كائنًا دون المرتبة الاجتماعية أو الإنسانية اللائقة، وتُحمّل بمبادئ العفة والشرف والفتنة والغواية التي تفسد الأخلاق، فلا بدّ من “قهر” جسدها وتغطيته باللباس الفضفاض الطويل داكن الألوان. وإذا كانت هناك حركات تحرّر اجتماعي في منطقتنا العربية واكبت النهضة التي أجهضت فيما بعد، فإن إحدى ملامحها كانت في التغيرات التي طرأت على نمط اللباس، أو الأزياء، فمع إرهاصات انهيار السلطنة العثمانية التي كانت تفرض نموذجًا خاصًا من اللباس على “رعايا الإمبراطورية” من مسلمين وغير مسلمين، وانتشار الإرساليات الأجنبية وتغلغل الثقافة الأوروبية خاصة بعد انهيار الإمبراطورية وتقسيم تركتها إلى دول أو كيانات سياسية تحت سيطرة الاستعمار المباشر أو الانتداب، فإن اللباس راح ينحو باتجاه أنماط أكثر تحرّرًا وتنوّعًا، إن كان على مستوى لباس النساء أم الرجال، وربما كان سببًا من الأسباب أو الدوافع وراء هذا التغير هو الرغبة في التحرر من الهيمنة العثمانية، وهذا أمر مفهوم، لكون النزعة نحو التحرّر تتمادى بشكل موسع، حتى تزدهر النزعة الفردية في التحرر مما هو سائد، وتعدّ الموضة أو طريقة اللباس أداة قوية لتحقيق الذات وانعكاسًا للهوية الفردية، وهو دائمًا مرتبط بمرحلة ما، إذ غالبًا ما تتطور أنماط الملابس استجابة للاضطرابات السياسية أو الأزمات الاقتصادية أو الحركات الاجتماعية، لكنها في مجتمعاتنا تبقى منقوصة، أو تقسم المجتمعات إلى محافظين بشدة ورافضين للتغيير، وفئات جامحة وطموحة تتلقف الأساليب التي تنتجها الثقافة الغربية وتتبناها كاملة، من دون أن يكون هناك حركات تنويرية أو ثقافية خاصة بنا، كما، على سبيل المثال، كتبت في نصها “إصلاح الملابس” عام 1853، النسوية الأمريكية أميليا بلومر من أجل منح المرأة مزيدًا من حرية الحركة ومشاركة أكبر في الحياة الاجتماعية، ودعت إلى خزانة ملابس نسائية تستغني عن كل من المشد والملابس الداخلية التي يصل وزنها إلى “سبعة كيلوغرامات”.
تظل الأزياء وسيلة قوية للتعبير عن الفردية والانتماء في الوقت ذاته. الملابس هي أكثر من مجرد حماية عملية أو اتجاه، إنها لغة في حد ذاتها، وهي تعكس القيم المجتمعية وكيف تعمل كأداة للتعبير الثقافي، وشيوع بعض الألوان أو تفضيلها، وبعض التسريحات لدى النساء ممن لا يضعن الحجاب، أو قصات الشعر أو شكل اللحية لدى بعض الرجال، والمواد المستخدمة وغيرها من الإكسسوارات أو المكملات، يشير إلى احتياجات ورغبات نفسية أعمق، لا يمكن معها تجاهل تأثير الثقافة السائدة ومنظومة القيم والتقاليد والأعراف والدين في هذه الأشكال التعبيرية. في نصه “لغة الموضة”، يفسر السيميائي رولان بارت (1915ـ1980) أحد مؤسسي السيميولوجيا، الملابس على أنها “نظام علامات” متناقض تشير فيه الموضة إلى الحاجة إلى الفردية، والانتماء إلى مجموعة أيضًا.
وفي ثقافة الشباب، حيث يلعب البحث عن الهوية الفردية والاجتماعية دورًا بارزًا، تعمل الموضة كوسيلة للتعبير ينقل الشباب من خلالها شخصيتهم وقيمهم. فاختيار الملابس لدى الأفراد يتيح لهم إثبات الانتماء إلى مجموعات معينة -سواء أكانت ثقافة فرعية، موسيقية، أو حركة اجتماعية، أو مجرد التمرد على المألوف- فيصبح اللباس والتفرد بموضة ما، وسيلة بيد الشاب لإبعاد نفسه، بوعي، عن مجتمع الأغلبية أو المجموعات الأخرى وإعلان هوية فردية مغايرة.
الموضة والطبقات الاجتماعية:
بحسب أطروحة عالم الاجتماع الألماني جورج سيميل (1858-1918) عن “فلسفة الموضة” عام 1905، فإن “الطبقات الدنيا” دائما ما تقلّد أسلوب الموضة في “الطبقات العليا”. وبمجرد اعتماد النمط، تبحث الطبقة العليا عن ملابس جديدة لتحديد الفرق الطبقي مرة أخرى. وهو، باعتماده على علم النفس الاجتماعي يسعى لإظهار أن الموضة، مثل أي ظاهرة جماهيرية، تسمح وتضفي الشرعية على السلوكيات التي، بشكل فردي، ستكون مخزية أو تستحق الشجب. فالموضة هي أيضًا تسهم في التغلب على زوج من الأضداد التي هي الحرية والالتزام، بقدر ما “الموضة ليست سوى واحد من العديد من الأشكال التي ينوي الأشخاص من خلالها الحفاظ على حريتهم الداخلية بشكل أفضل عندما يتخلون عن مظهرهم الخارجي الخاضع للجماعة”. وهكذا تحقق الموضة “علاقة التناسب الدائمة” الموجودة في كل فرد، من كل طبقة، في كل عصر، بين التقليد والتمايز، والالتزام والحرية.
لكن، إلى أي مدى يمكن القول إن هذه التحليلات تنطبق على مجتمعاتنا، أو المجتمعات المحافظة التي من أحد أهم أدواتها السيطرة الجماعية على الجسد، وطمس الهوية الفردية؟
في المجتمعات العربية يرتبط اللباس بالثقافة الشعبية والأعراف والتقاليد، والدين. ولقد زاد التأكيد والتمسك الهوياتي في عصرنا الحالي، عصر العولمة والانفتاح، خوفًا على الهوية “التاريخية”، لكن انفتاح الشعوب على بعضها بواسطة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، جعل شريحة من الشباب يبتكر نوعًا من العلاقة بين التغيرات المجتمعية وما هو من “الثوابت الدينية والشرعية”، فبتنا نرى أن هناك ابتكارات في عالم “الأزياء” دخلت على اللباس المطلوب خاصة بالنسبة إلى المرأة، جعلت الأزياء تُجاري “الموضة” مع الاحتفاظ بمعايير الشرعية أو محدّدات اللباس الشرعي التي تؤكد على تغطية الرأس وكامل الجسد مع إظهار الوجه والكفين، وهناك اجتهادات أخرى تطلب تغطية كامل الجسم، حتى الوجه. فصرنا دائمًا ما نرى إعلانات أو مواقع تسويق إلكتروني عن شركات ومحلات بيع للباس “المرأة المحجبة” ونرى عروض أزياء أيضًا في هذا المجال، تواكب بعض خطوط الموضة، وتبتكر ما يمكن عدّه شرعيًا في هذا المجال.
علاقة الموضة بمفهوم الجسد:
في المرحلة الراهنة التي تدخل فيها الإنسانية مرحلة الذكاء الاصطناعي، وتمهّد لمرحلة “ما بعد الإنسانية”، نرى أن مؤشرات كثيرة بدأت منذ عدة عقود، مع بداية الثورة الرقمية والانفتاح، وأن معايير الجمال تغيرت، ومعها أنماط اللباس، وصار هناك متخصصون في هذا المجال، يصنعون النموذج الذي يحمل شفرات جمالية جديدة، تجتاح العالم ويتلقفه الشباب، تجلت بشكل كبير في التعامل مع الجسد والتدخل فيه، إن كان عن طريق الوشم الذي بات شائعًا بكثرة، أو نحت الملامح وفق نماذج رائجة، كعمليات التجميل، أو حقن البوتوكس، أو الفيلر، أو شد الوجه، أو حتى صناعة الأرداف وفق معايير خاصة، وترويج أنماط من اللباس في دورات الموضة العالمية المختلفة.
وإذا كان التفاعل بين التقاليد الثقافية واتجاهات الموضة الحديثة ظاهرة تساهم باستمرار في تطور صورة الموضة العالمية، فإن الأزياء التاريخية والأزياء التقليدية شكلت مصدر إلهام عميق للمصممين المعاصرين، الذين يأخذون عناصر من عصور وثقافات مختلفة لإنشاء مجموعات مبتكرة بادعاء الاحترام والاعتراف بالأصول الثقافية. في سياق العولمة العصرية، هناك تبادل حيوي للأساليب، والذي يفضل ظهور الموضة الهجينة -مزيج من العناصر من ثقافات مختلفة يؤدي إلى تصميمات فريدة متعددة الثقافات- لكن هذا الفعل يستبطن أحيانًا رموزًا قد تساهم في تعزيز ثقافات عنفية، كما وقع في العام 2015، في ذروة هيمنة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عندما قام مصمم الأزياء البريطاني “هاردي بلشمان مهاريشي” بتقديم مجموعته التي تحاكي لباس “داعش”، ما عرّضه لانتقادات عنيفة واستهجان لكونه يسهم في الترويج لفكر هذه المجموعة الإرهابية، إذ لا يمكن إغفال تأثير الصورة ومظهر عارض الأزياء الذي يتمتع بقيم جسدية تحقق معايير الجمال، في وعي الشباب.
أما اليوم، وبعد أن دخلنا في أعتاب مرحلة جديدة، وأصبح الذكاء الاصطناعي يتمادى على كل مجالات النشاط البشري، فإن عالم الموضة، وشركات الموضة ومعامل صنع الأزياء في العالم، قد دخلت أيضًا في مرحلة جديدة تنحو باتجاه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وصارت تنتج الموضة الرقمية، ففي عالم يتغلغل فيه الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في حياتنا اليومية، فإن صناعة الأزياء على وشك الثورة. الطريقة التي نبتكر بها الأزياء ونختبرها تمر بتغيير ديناميكي. عروض الأزياء الافتراضية والملابس الرقمية الموجودة في البيئات الافتراضية فحسب، تتحدى المفاهيم التقليدية للأزياء والهوية والثقافة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسمح لنا هذه الابتكارات بإعادة تشكيل أدوات وأنماط تعبيرنا الثقافي وهوياتنا في العالم الافتراضي.
يسعى المصممون إلى جعل الذكاء الاصطناعي يصمم نماذج بشرية تحمل قيمًا جمالية تفوق قدرة البشر على تصور وجودها في الواقع، كما ملكة جمال تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر هذا العام، أول “ملكة جمال الذكاء الاصطناعي” في العالم هي المؤثرة الافتراضية كنزة ليلي، التي صمدت أمام 1500 منافس افتراضي آخر. فهل ستصبح العارضات الحقيقيات قريبًا من التاريخ؟ حتى لو لم يكن بالإمكان الإجابة على هذا السؤال بشكل قاطع، فهناك شيء واحد مؤكد: الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في صناعة الأزياء، هذا ما سيضع الأجيال الشابة تحت ضغط كبير من جديد، فإذا كانت العارضات الحقيقيات فيما سبق نموذجًا سعت إلى تقليده وتمثله كثير من الفئات الشبابية، لناحية الجسد النحيل بشكل خاص، فإن النماذج التي يقدمها الذكاء الاصطناعي صعبة، بل مستحيلة التقليد، لأن الجسد الحي يمتلك جلدًا من المستحيل تغطية التغيرات التي تطرأ عليه، خاصة لناحية التجاعيد والمسامات إلّا في بعض الأمراض المناعية، كصلابة الجلد على سبيل المثال، وإذا كانت الفتيات بشكل خاص يستعملن المرشحات أو الفلاتر في إشهار صورهن في الفضاء الافتراضي، فإن تقليد جمال الذكاء الاصطناعي في الواقع مستحيل، هذا ما أشارت إليه واحدة من الشركات المختصة بالموضة، ففي بيان صدر في مايو تَعِد شركة Dove، وهي جزء من مجموعة Unilever البريطانية، “بعدم عرض صور الذكاء الاصطناعي بدلًا من النساء الحقيقيات”. كما تَعِد الشركة “بعدم استخدام الفساد الرقمي أبدًا وإظهار تمثيلات غير واقعية ومشوهة وخالية من العيوب للجمال “المثالي” الذي أصبح ممكنا بفضل استخدام برامج “تحرير الصور”. أظهرت دراسة أعدتها الشركة بعنوان “الحالة الحقيقية للجمال” في تقرير عالمي “أن عارضات الأزياء ومؤثرات الذكاء الاصطناعي يضعن الشابات والفتيات تحت الضغط بشكل خاص بمظهرهن المثالي”. هذا ما أعرب عنه هيلموت ليدر، أستاذ علم الجمال التجريبي في علم النفس في جامعة فيينا، لموقع قناة DW وعن القلق بشأن الضغط الذي ينشأ عن الفجوة بين مثال الجمال الرقمي والمظهر الحقيقي. “هذه مشكلة دراماتيكية للغاية”، كما يقول. ويوضح: “الوجوه المنتجة صناعيًا ليس لها عيوب جلدية، ولها نسب مثالية وكلها تقريبًا تتوافق مع المثال الأعلى العام للجمال”. و”في عالم لا نواجه فيه أشخاصًا حقيقيين، وإنما عديدًا من الوجوه المنمقة بشكل مصطنع، فإن الرغبة الفردية في أن نكون جذابين وجميلين هائلة”.
لا يمكن قراءة المستقبل بشكل دقيق، إنما يمكن القول إن القلق حالة طبيعية ولها مبرراتها في عالم ينزلق بسرعة إلى فضاء تداخلت فيه الأدوار بين خيال الإنسان وخيال ما أنتج من أجهزة باتت تُبارِيه، فهل يمكن أن تغلبه؟