شيء لا يشبه شيئا
كأنه ليس ماكان
أو بتعبير أدق :هو سواه
ذلك هو الليل
آخر الليل
خطوط تائهة في مرآة
حذفوا فضتها
طائر يرتطم بجناحيه
فيصدر ضجيجا
يصم آذان الغابة
لمحة
ولا ينتهي كل شيء
مزحة
لا تدع لك مجالا للضحك
بيت شعر
لا تستطيع أن تغادره
ولا هو يدعك
تبيت خارج قضبانه
عقار
نافد الصلاحية
ورد بأشواك
ولا رائحة
مدية سوداء
تداعبك من الخلف
موعد لا يحين
وحين يحين
لا يترك أثرا
غير رماد خفافيشه
ذلك هو الليل
آخر الليل
لكننا رغم كل تلك الدواهي
نتعلق ليليا بحباله
فتنهال على أجفاننا عصيه
نتعلق
وتنهال….
نتعلق
وتنهال….
حتى مطلع النص
هل تريد أن تتعرف على أعراضه؟
حسنا
حينما تنهض من الحلم
وتغادر سريرك طائعا
مثل خروف
في طريقه
للمقلاة
اعلم
إن ليلك
آخر الليل
حينما يصبح للسكون ضجيج
يجثم على صدرك
وأنت تخلد
الى صخرة المخدة
اعلم
أن ليلك آخر الليل
حينما يصبح ليلك
قابلا للانقسام
مثل ثمرة طازجة
أو كعدد زوجي
اعلم
أن ليلك آخر الليل
حينما
تنتهي منه
ليس كما تشتهي
وتبتدئ معه
بما لا تريد
وتغادره
كمن تصافحه أحدا
للمرة الألف
اعلم
أن ليلك آخر الليل
حينما تتيه
في زواياه
كأنك لست منه
وليس منك
في شيء
ولم يسبق لكما اللقاء
ولو على الخط السريع
في أي واجهة
من واجهات الليل
اعلم
أن ليلك آخر الليل
حينما تكون أبوابه
وشبابيكه مخلعة
كسرّ منتهك
وتحاول أن تزدرده
فتغص ّبمرارة عظامه
ويكون لك حينها
أن تتشهى اصطفاق أجنحة الديك
اعلم
أن ليلك آخر الليل
وعندما تعلم
لا محالة
أن ليلك آخر الليل
لا تتذمر
لا تلعن كنوزه
وتسبيحات عشاقه
ولا تدقّ عنقه
لا تنهره أبدا
لا تدر له ظهر ليلك
خذ المحنة ببساطة
وتعامل مع ليلك برفق
بل حاول أن
تقسمه نصفين:
يتسلى بك مرّة
وتتقلى به مرة
يجثم على صدرك تارة
وتكسر أضلاعه تارات
يعانقك
تهرب من طريق مروره
يسعى إليك كضيف ثقيل
فتباغته بطعنة ليلاء
وهكذا
واصل معه اللهو
حتى انبلاج
ضوء جديد
يغمر سرير الكون ..