يوجد في عمان قبيلتان تحملان اسم النباهنة؛ تنحدر الأولى من طيi، أما الثانية – وهي الأهم والتي هي موضوع هذه الدراسة – فتنتسب إلى العتيك؛ حيث حكمت عمان لأكثر من خمسة قرون، والذي يعد حكمهم الأطول في تاريخ عمان بالمقارنة بفترات حكم الأسر الأخرى، حيث امتد حكم هذه الأسرة من القرن الثاني عشر الميلادي وحتى القرن السابع عشر الميلادي. بيد أن هذه الفترة ظلت مجهولة لدى جمهور المؤرخين، حتى إن بعضهم يطلق عليها «عصور الظلام في عمان»، وهذا الجهل حاول الباحثون المحدثون نسبته إلى المؤرخين العمانيين في تجاوزهم وعدم التدوين التاريخي عنها، أو وجهات التعصب ضدهم، إلا أننا سنركز في بحثنا هذا عن نشأة الدولة النبهانية على صورة مغايرة متتبعين ثلاثة أفكار أساسية لدراسة نشأة الدول عند المؤرخين، وهي: المؤسس، والعاصمة ، والحدود.
وإذا ما طبقنا تساؤلاتنا على هذه الدولة نجده كالآتي:
1. لا يزال المؤرخون متحيرين حول مؤسس هذه الدولة، في حين يفترض عدد من الباحثين أن فلاح بن محسن هو أول ملوك النباهنة(ii)، والحقيقة هي أن فلاح بن محسن كان الحاكم النبهاني الثالث في ترتيب فترة النباهنة المتأخرين، حيث إن هناك فترتين مختلفتين من حكم النباهنة، وهما النباهنة الأوائل، وهم الذين حكموا من النصف الثاني من القرن الخامس الهجري/ القرن الحادي عشر الميلادي وحتى 905هـ/1500م حينما توفي الملك سليمان بن سليمان النبهاني. أما النباهنة المتأخرون فقد حكموا في الفترة من 906هـ/1500م إلى 1034هـ/1624م (عمان في التاريخ، 1995، ص: 178).
2. تغير عاصمتهم بشكل دوري، فحينما يعمد الباحث إلى تحديد عاصمة النباهنة فإن المصادر تذكر عددا من المدن مثل نزوى وبهلاء والمقنيات، وهذا ما شكل صعوبة على الباحثين في تحديد العاصمة بشكل دقيق، بل تجاوزها البعض في أبحاثهم.
3. تتسم حدود دولة النبهانيين بعدم الوضوح، فمحاولة تعيين حدود الدولة ونطاق سلطتها كثيراً ما يتشابك مع الأحداث المعاصرة لها مع الدول والحكومات الأخرى مما يصعب تمييز حدود الدولة، وقوة سيطرتها.
ومن الأساسيات الآنفة الذكر سنهدف في هذه الدراسة إلى الإجابة عن الأسئلة التالية:
j كيف نشأت الدولة النبهانية؟
j كيف توسعت هذه الدولة؟
j أين حكَم النبهانيون؟
وطرح هذه الأسئلة بهذا اليسر يحبب لنا فهم كيف تكون الدولة الكلاسيكية في عمان من جهة، ويوصلنا إلى فهم أرحب في بحثنا عن الجذور في تأسس النباهنة.
دبا والمستوطنات العربية المبكرة في عمان:
تعود أصول النباهنة إلى الموجة الثانية من هجرة قبائل الأزد إلى عمان، والأزد هو اسم لقبيلتين تاريخيتين من العرب عرفتا بعد انهيار سد مأرب، نزحت الأولى من مرتفعات عسير وتعرف بأزد السراة والثانية التي أقامت في عمان وتعرف بأزد عمان. فالموجة الأولى من الهجرة الأزدية إلى عمان قادها مالك بن فهم بعد أحداث مأرب، غير أن المصادر التاريخية لا تذكر أسباب الهجرة الثانية حينما قام أفراد من أزد شنوءة بعبور الصحراء العربية تاركين أرضهم في السراة والحجاز في أواخر القرن الأول قبل الميلاد متجهين نحو عمان ليستوطنوا شمالها بدبا. (سرحان:كشف الغمة ، 3-4 ).
فبحسب الكتابات الموروثة والمتعلقة بحفظ أنساب القبائل في عمان، فإن النباهنة هم من نسل عتيك الأزد (العوتبي، الأنساب: 2: 117). فبعد مالك بن فهم هاجرت قبائل الأزد بصورة متتالية واستقرت في شمال عمان ( سرحان: 7)؛ ولذا يقسم النسابون أنساب الأزد في عمان إلى ثلاثة أقسام بحسب هجراتهم:
فالقسم الأول وهم القبائل التي تفرعت من مالك بن فهم. أما القسم الثاني فهم الذين انحدروا من نصر بن زهران والذين عرفوا بأزد شنوءة (اليحمد، الحدّان، المعاول). وأما القسم الأخير فهم أولئك الذين ينتسبون إلى عمران بن عمر بن مزيقيا والذي تسلسل منه الأسود والمعروف بالعتيك والحجر. (E12:Azd).
ومع ذكر المصادر لهذه المعلومات السابقة فهنالك ندرة في المعلومات المتعلقة بالمواقع المبكرة التي استوطنتها كل قبيلة على حدة في موطنها الجديد إذا ما حاولنا تحديدها بشكل دقيق، وإذا ما تتبعنا المصادر العمانية نجد – كما ورد في كتاب «كشف الغمة – « أن أول من هاجر من الأزد إلى عمان بعد مالك بن فهم هو عمران بن عمر بن عامر ماء السماء وولداه: الحجر والأسود (سرحان: 7)(iii) ، وكان هذا الأخير هو جد أزد العتيك (العوتبي، الأنساب: 2 ص. 117). وقد خيم هؤلاء على امتداد الشمال الغربي من عمان واستقروا في منطقة دبا المتاخمة لسواحل البحر والمقابلة للمواني الفارسية؛ وعلى مقربة كذلك من تجمعات قبلية عربية أخرى هم الحدّان. (سرحان:7).
فالاستيطان الأولي في دبا يلقي الضوء مبدئيا على كيفية اندماج قبيلة العتيك مع قبائل عربية أخرى، وهذا بدوره يشير إلى اندماج العمانيين في إطار النظام القبلي العربي والذي كانت تشكل بذرات تنظيمهم السياسي العام من خلاله في إطار الإقليم المحدد، والذي اتسمت مراحله الأولى في الهجرة العربية المبكرة إلى عمان بميلها لاستيطان حدود الصحراء على الجانب الغربي للمرتفعات ولم ينفذوا إلى المناطق الجبلية فيما عدا نهايات السلاسل الجبلية حيث التجمعات القبلية التي تدخل على طول طرق الهجرات الجنوبية والشمالية، تدفع ببعض الجماعات من حين إلى آخر نحو أودية المرتفعات المجاورة لاختراق تلك السلاسل. وعليه فلم يكن هناك في الأساس أي نزاع حول الأراضي بين الأقدمين أي الأزديين الأوائل والجدد (أزد شنوءة) الذين استوطنوا المراعي الجبلية، وهذا بدوره كان مؤشرا إلى أنه لم يكن ثمة مانع من اندماج نظامهم السياسي القبلي، ولكن التدافع نحو الغلبة هو المؤشر في حسم تلك القيادة. (Wilkinson, 1975, i: 97-99).
لكن ذلك لم يتم في حسم هذا الصراع دون تدخل القوى المحيطة، ففي القرن الثالث الميلادي تسنى للملك الساساني أردشير السيطرة على عمان، حينها دخل مع السكان العرب المحليين في حرب عنيفة، وعندها اقتسم الفرس الحكم مع السكان العرب وكان من نتيجة هذا التقسيم أن حكمت أسرة الجلندانيين القبائل العربية في المناطق الداخلية والجبلية من البلاد بينما تولى الفرس حكم المدن الساحلية والموانئ وغالبية المناطق الزراعية على السهول(Wilkinson, 1973, 44).
بيد أن زعماء القبائل العربية قد سلموا مقاليد السياسية للجلنديين متّحدين تحت قيادتهم على منطلق تنظيم هيكلة الدولة في إطار التحالفات القبلية، وبهذا قد استقرت قيادات القبائل العربية في مستوطنات شبه مقسمة بينهم وبين المناطق الجبلية والساحلية والصحراوية بلورتها السيطرة على مصادر المياه في تلك المستوطنات. إلا أن هذا البروز للزعامة القبلية مكن المعاول «بطن من الجلنديين» من السيطرة على هذه التحالفات متخذين من صحار عاصمة لهم، أما العتيك فقد استقروا في دبا. وهو ما أدى فيما بعد إلى نشوء التنافس بين المنفذين البحريين التجاريين في الجنوب الشرقي للجزيرة العربية، وهما صحار ودبا، ففي صحار بدأ زعيم الجلندانيين عبد عز بشن هجوم على سكان السواحل (أهل العباب) وهؤلاء هم الذين استوطنوا الخليج تحت حكم الفرس (Wilkinson, 1975:99). وقد نجحت القبيلتان العربيتان من خلال تحالفهما: العتيك وأولاد شمس (الجلنديين) في الاستيلاء على هذه الموانئ وتمكنتا بذلك من السيطرة على التجارة البحرية في الخليج. ولاشك في أن أي بروز لأية قوة سياسية في عمان يغريها بالتوجه نحو السيطرة على تجارة الخليج. وهذا ما حدده بدقه ويلكنسون بأن القبيلة والتجارة البحرية والإمامة، العوامل التي شكلت الثقافة والتاريخ في عمان.
ولإيضاح هذا الأمر، أسهم عاملان اثنان في تطور التجارة في الخليج آنذاك: الأول هو العلاقة التي ربطت بين الجزيرة العربية وفارس في السيطرة على التجارة البحرية في الخليج. أما العامل الثاني فهو ضم التجمعات القبلية التي كان تقطن الداخل والجبال مما ساعد على تطور التجارة بين الداخل وصحار ودبا. وربما لم تبادر قبيلة المعاول إلى هذا من ذاتها وإنما دفعتها القبيلة المقربة إليها وهي الحدّان؛ لأنه يبدو أنهم هم الذين بادروا بالاستيطان في المناطق الجبلية في منطقة السر وينقل (جبال الحدان) وفي توام (البريمي). وأما ميناء دبا المزدهر في مرحلة ما قبل الإسلام قد وصف بأنه العاصمة القديمة لعمان (ياقوت، المعجم، 2:435)، أو أنها كانت أحد الأسواق العربية وأحد الموانئ التي يسيطر عليها العرب بدلا من الساسانيين (ابن حبيب، المحبر: 265). فصحار فيما يبدو جرت المصالحة بين الفرس والجلندانيين على اقتسام مدخل ضرائبه والمشاركة في التحكم به.
ويضيف ابن حبيب بأن الضرائب في كل من أسواق صحار ودبا كانت تذهب إلى الجلندانيين حكام عمان. وهنا ينبغي أن نبرز أهمية ما أورده ابن حبيب فيما يتعلق بنقطتين: الأولى أن ثمة ما يؤكد وجود صلة بالصين في القرون التي سبقت الإسلام، مع أن الأدلة التي تؤكد هذه النقطة شحيحة للغاية، وقد وردت الإشارة إلى أن دبا كانت سوقا يلتقي فيها كافة التجار العرب مع نظرائهم من الصين والهند والسند. أما الثانية فإن دبا كانت ميناء عربيا وليس فارسيا ولذلك فإن خراجها وضرائبها كانت تذهب إلى الجلندانيين. (ابن حبيب، المحبر:265).
دبا في صدر الإسلام
لقد أعطت عظمة الإسلام القبائل المحلية فرصة للتخلص من السيطرة الفارسية التي كانت تتركز أساسا في المناطق الساحلية، ومكن لميناء دبا من جني ثمار التجارة البحرية في الخليج وجعلها ميناء مهما للعمانيين وبذلك أُجبر الفرس على المغادرة. وكان لهذا أثر كبير على العرب الذين كان عليهم أن يتخذوا قرارا بشأن علاقتهم مع الفرس الذين انتهى حكمهم، وعلى إثره استولى رجال القبائل على الأرض التي كانت قد استوطنها الفرس من قبل. ونتيجة لذلك فقد وجد الجلندانيون في ذلك الفرصة في توسيع سيطرتهم على القبائل العربية. وبما أن هناك روايات مختلفة حول كيفية اعتناق العمانيين الإسلام فإنه من الصعوبة بمكان القول بأن الملكين العمانيين جيفر وعبد ابنا الجلندى بن المستكبر قبلا الإسلام نتيجة لبعثة عمرو بن العاص والتي كانت في السنة الثامنة للهجرة/ 630م أو في السنة العاشرة/632م.
وبالرغم من ذلك الاختلاف فما يعنينا في هذه الموضوع أنه كان في السنوات التي سبقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن ثمة أمرا مهما أيضا حدث بعد وفاة النبي وهو حروب الردة في بعض جهات الجزيرة العربية؛ وفي الأساس كان سبب هذه الحرب هو الخلاف حول دفع الزكاة إلى المدينة، وقد لعبت دبا دورا مهما في هذه الحرب في عمان عندما قاد هذه الحرب لقيط بن مالك العتكي إمام الجيش المبعوث من المدينة المنورة، إلا أن الجلنديين كانوا حذرين إزاء هذه التطورات فلم يوافقوا دبا على ما قامت به كما لم يجبروها على عكسه، ولذلك كان على أزد العتيك مواجهة الجيش الإسلامي القادم لجمع الزكاة. وتاريخيا هناك ثلاث روايات تعد كل واحدة منها مصدرا لمن أخذ بها لاحقا لِمَا حدث في معركة دبا، غير أن كل هذه الروايات استغرقت ما يقرب من قرن من الزمان لوصفها. أما الرواية الأولى فيمكن أن نجدها في بعض الأدبيات التاريخية العمانية والتي يدافع عنها العمانيون بأن الحرب لم تكن إلا سوء فهم بين الطرفين ولم تكن ردة من أهل دباء وهي بدأ من سيرة خلف بن زياد البحراني (توفي 130/740)، وسيرة أبي قحطان خالد بن قحطان (توفي أوائل القرن الرابع/القرن العاشر الميلادي)، وكتاب الأنساب للعوتبي (المتوفى في القرن السادس/ القرن الثاني عشر) وتحفة السالمي (المتوفى 1332/1914). أما الرواية الثانية والثالثة فقد وردتا في الأدبيات التاريخية القديمة وغالبيتها اتبعت إما الواقدي (المولود 130/748) أو الطبري (المولود 221/839) في رواياتهم. وعموما فإن ما يهمنا في هذه الروايات هو أنها تشير إلى انتفاضة العتيك في دباء، ولقد أدى الهجوم الإسلامي على العتيك إلى جعلهم يتركون ممتلكاتهم في دبا ويهاجرون تدريجيا إلى المناطق الداخلية في عمان، إلا أن هذا الحدث وهو الظهور السياسي الأكبر للعتيك وانطلاقة ظهورهم في التاريخ السياسي العماني منذ تلك الانتفاضة، غير أنه من المؤكد أن بعض أحفاد العتيك قد هاجروا إلى البصرة في العراق ومنهم المهلبيون؛ لتتشكل حلقة ترابط واسعة في الامتداد لقبائل العتيك وتفرعاتها.
هجرة العتيك إلى المناطق الداخلية في عمان
إن هذا سيلزمنا إلى تتبع كيف تمت هذه الهجرة إلى الداخل العماني، فعلى مدى قرن ونصف كان المشهد الفاعل في الحراك السياسي بين الجلندانيين واليحمد، إلا أن بروز العتيك كان في بداياته ومشاركتهم الفاعلة في الحياة السياسية في عمان بيد أن أغلب الأئمة إبان الإمامة الأولى في عمان كانوا ينتمون إلى قبائل اليحمد ماعدا الإمام عبد الملك بن حميد (207/823 – 226/841) والذي ينحدر من قبيلة العتيك (Wilkinson, 1987:205). وحتى نهاية القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي وخلال الحرب الأهلية في عمان، قاد زعيم العتيك الصلت بن النضر بن المنهال عشيرته وانضموا إلى اليحمديين في مساندة الإمام عزان بن تميم وقُتل على إثر ذلك الصلت وابناه المنهال وغسان في معركة الروضة في سنة 280/885؛ وقد وصف السلط بالهجاري، والهجار هي مدينة في الشمال الشرقي لمنطقة الباطنة. وبعد ذلك دعم العتيك العباسيين مع البدو من بلاد السر لخلع الإمام محمد بن يزيد في نهاية القرن الثالث/التاسع (السالمي، تحفة، 1: 173). ومما ذكر يمكن أن يتبين لنا أن العتيك انتقلوا من دبا إلى بلاد السر عن طريق أودية الباطنة وأقاموا مستوطنات صغيرة خلال القرنين الثالث/التاسع والرابع/ العاشر اخترقوا بين الساحل والمناطق في الداخل ولكنهم جعلوا من بهلا مركزا لهذا التواصل خلال تلك الهجرات السكانية، ولهذا فإن ملاحظة ولكينسون كانت دقيقة في أن الكتب العمانية القديمة كانت تطلق مسمى العتيك على بهلاء، ولذا تترادف التسميتان أحيانا. (Wilkinson, 1987: 206).
أما في منتصف القرن الخامس /الحادي عشر فقد دخلت عمان الحكم الإقطاعي حيث لم يكن هناك سلطة مركزية تحكم عمان بأكملها، وكما يصف المؤرخون العمانيون «فإن الأئمة حكموا في بعض المناطق وزعماء القبائل حكموا في مناطق أخرى مختلفة» (السالمي، تحفة، 1: 245).
وقد أتاحت هذه الظروف الفرصة للنبهانيين من أصول العتيك بأن يتزعموا القبائل في المناطق الداخلية من عمان وفي بلاد السر وبهذا كان لهم شيوخ في كل أنحاء عمان من ضنك مرورا بنزوى وسمائل وحتى شمل توسعهم بعد ذلك إلى الساحل الشرقي حيث اتخذوا من قلهات ميناء لهم، أما صحار فلا يوجد لدينا ما يشير إلى نشاطهم في هذه المدينة، غير أن ملك هرمز استمر في فرض سيطرته على القضاء في صحار في القرن 10/16. (Badger, History of the Imams and Seyyids of Oman: xx). ومن المحتمل أن النبهانيين لم يكترثوا بشأن الاستيلاء على السلطة في صحار نظرا لتغير طرق التجارة البحرية في المحيط الهندي خلال العصور الوسطى وعلى وجه التحديد خلال القرنين الرابع والخامس/ العاشر والحادي عشر. والسبب الثاني الذي أدى إلى تدهور صحار هو الكوارث الطبيعية الموسمية والزلازل التي دمرت الميناء العربي الكبير. (Williamson, 1973: 11).
فإذا ما أردنا تقييم نشوء دولة النباهنة فلاش أن المصدر الأساسي و يكاد يكون أول المصادر في دراسة تاريخ النباهنة المبكر هو ديوان الستالي، فقصائد الديوان والأشخاص الذين امتدحهم تعد مصدرا رئيسا لكل باحث يشرع للكتابة عن تاريخهم النباهنة الأوائل؛ حيث إن النقص في المعلومات حول تراجمهم قد شكل صعوبة وأسهم في الغموض في تتبع تاريخهم. كما أننا في تقييمنا لديوانه الذي نعتمد عليه الآن فإن الباحث لا يستطيع أن يحكم على مدى مصداقية قصائد الستالي؛ نظرا للفترة التي شملتها قصائده والممتدة على قرن من الزمان. فمحتوى هذه القصائد يبين أنها بدأت في العام 447هـ/1060م واستمرت حتى 559/1172 (سيتالي، ديوان، 261 – 273). ومن خلال قراءة قصائد الستالي نكتشف من حديثه مع النبهانيين أنه كان يعدهم ملوكا، إلا أنه لم يحدد أي أسرة مالكة كانت تحكم في تلك الفترة كما أنه ذكر أنه كان هناك عدد من الملوك يحكمون في نفس الوقت.
وفي دراسة نشأة الدولة النبهانية ما ينبغي علينا كباحثين استقصاء شخصية نبهان بن عثمان الذي يعد مؤسس الدولة بحسب ما أوضحت الجداول السابقة، وأن الأسر النبهانية قد تفرعت منه. ومنذ فترة وجه الشيخ سيف بن حمود البطاشي إلى ملمح مهم في نشأة الدولة النبهانية نحو شخصية أبى عبد الله نبهان بن عثمان والذي عرف كعالم وفقيه ومن أهل الحل والعقد في نهاية القرن الثالث/التاسع والذي يوصف في الفقه العماني بالأعرج. وهو كذلك يعرف بأنه جد بني المعمر الذين ينسبون إلى النباهنة وهم لا يزالون يعيشون حتى اليوم في الشمال من نزوى. بيد أن البطاشي من جانب آخر يؤكد جهله بأصول نبهان بن عثمان ومن أي قبيلة هو بالرغم من تأكيده أن نبهان بن عثمان هو جد بني المعمر (البطاشي، إتحاف، 1: 138). وقد وجدت أيضا مخطوطا لكتاب بيان الشرع والذي يحوي روايات لأحداث في نزوى خلال أوائل القرن 6/12، وهذه الروايات تبين حكم أسرة بني المعمر وبعض الرجال المشهورين منهم مثل أبي الحسن بن أبي المعمر وأبي عبد الله بن أبي المعمر ونبهان بن عمر بن أبي المعمر.(iv)
و إذا ما دققنا النظر في الجداول السابقة وجدنا انها توضح أن هنالك أسرتين نبهانيتين مختلفتين من جهة النسب، ويتبين كذلك أن ثمة شخصيتين تشتركان في الاسم نفسه :أبي الحسن ذهل وكان الستالي يصف كلا منهما بالسلطان.
إن هذه الجداول السابقة تحيلنا إلى استنتاجات إذا ما تتبعنا تاريخ الملوك والأمراء (السادة) النبهانيين بدقة من خلالها وجدنا أن هناك ثلاث أسر لها أنساب مختلفة بالرغم من أنها كلها تتسمى بـ«النبهاني»، بيد أن لكل واحدة من هذه الأسر نسبها المختلف، وفي الأساس فإن هذه الأسر عادة ما تنسب إلى جدها الأعلى نبهان بن عثمان بن أحمد، وفي اعتقادي أن هذه الأسر تطورت في ثلاث مناطق رئيسية: الأولى انحدرت من عمر بن ذهل بن نبهان بن عثمان وقد سيطرت هذه على نزوى وبهلاء ومناطق الظاهرة، وهؤلاء عادة ما يعرفون بالملوك النبهانيين.v أما الثانية فهم الذين حكموا منطقة سمائل، والثالثة والتي تنتمي إلى يعرب بن عمر وهم الذين حكموا الجزء الشمالي من جبل الحجر واستوطنوا الرستاق ونخل، وهذه الأخيرة تفرع منهم من يعرفون فيما بعد باليعاربة والذين حكموا عمان في الفترة بين 1624 إلى 1741. وللتأكد من هذا فإن الروايات تبين أن الإمام ناصر بن مرشد استطاع أن يوحد البلاد في مطلع القرن الحادي عشر/ السابع عشر بينما أبناء عمه كانوا يحكمون الرستاق ونخل والمناطق المحيطة بها والجز الشمالي الممتد لجبال الحجر. (سرحان: 46 – 47؛ السالمي، تحفة، 2: 7). كما أن العميريين الذين عاشوا في سمائل يدعون كذلك أنهم من نسل بني نبهان ولكن أسرة النبهاني في سمائل لم يسبق لهم ان ادعوا أنهم كانوا من السلاطين ولكنهم ربما كانوا من السادة.
هذا التجزؤ في القيادة وضع تنافسا شبه إقليمي وحكومة لا مركزية ذات تنازع دائم بين القوى الرئيسية للقبائل ذات الزعامة ومؤيديها محدثة ولاءات قبلية لجذب أطراف النزاع بين قوى القبائل. فالقبائل الكبرى في عمان أبقت على مكانتها في الصراع لكنها مسلمة في قيادتها نحو حكم عام هو حكم النباهنة، ولكن حكمهم كان شبه لامركزي، وهذا الذي صعّب على المؤرخين تحديد من هو السلطان المركزي الذي يسلم له الولاء الكامل، والولاء الكامل سيتبعه تلقائيا تسلسل لأسرة حاكمة. وهذه الحقيقة هي التي جعلت تاريخ حكم الأئمة خلال الإمامة الأولى في عمان معروفا بدقة، والإحداث في عصرهم تكاد معروفة، والعلماء المعاصرون لهم ذو شخصيات بارزة مما يسهل على المؤرخ تتبعهم؛ لأنهم استطاعوا إنشاء حكومة مركزية وعاصمة مركزية، وكانت حدود دولتهم وسلطاتها واضحة، في المقابل نجد عشرات الأئمة الذين تناثرت أسماؤهم في كتب التاريخ شبه مجهولين ولا يعرف عنهم شيء اللهم إلا أسماءهم. وفي اعتقادي أن الادعاء بأن التأريخ العماني إنما هو كتابة فقهية لا يعدو من تسميات الـ«+»، فمؤرخو التاريخ الإسلامي أغلبهم من الفقهاء، وإذا أردنا تقريب هذا الأمر يمكن القول في مؤرخي اليمن والحجاز إنهم حقا فقهاء، بل يمكننا الحكم بأن الجزء الغربي للخليج لا يعدو من إقليم هو خارج التاريخ نتيجة عدم تدوين تاريخهم حتى بداية القرن العشرين. وفي اعتقادي أن الكتابة التاريخية هي في الواقع تدوين لإثبات الرؤية المختلفة وتدوينها، وهذا لم يكن عند العمانيين؛ إذ لم يصادفوا هذا الإحساس بالاختلاف، كما أنهم تمكنوا مسبقا في تكوين هويتهم الخاصة، وهو ما أخر هذه الكتابة بشكل ملحوظ.
كما يتضح هنا معلم مهم في كتابة التاريخ هو أن الحكم المركزي ينتج عنه حالة من السلم تتضح معالم الحياة السياسية والاقتصادية والفكرية فيه بشكل ملحوظ. هذا إذا ما قارنا بين النباهنة خلال فترة الحكم الأولى؛ حيث إنهم لم يستطيعوا إنشاء حكم مركزي بينما فترة النباهنة المتأخرين معروفة وواضح بجلاء السلالة الحاكمة بها.
نزاع النبهانيين مع اليحمديين
دون المؤرخون بعض الأحداث التي تشير إلى كيفية انتقال السلطة من قبائل اليحمد إلى العتيك «النباهنة»، وهذا التغير في السلطة القبلية يفسر كيف يمكن لأسرة من الأسر أن تكون زعيمة للقبيلة، والقبيلة تتزعم قبائل من خلال التحالفات وتتضخم الزعامة بقدر تلك التحالفات. ولفهم نشأة الأسرة النبهانية وسلطتهم في عمان ينبغي أن نفهم أولا النظام القبلي وتغير موازين القوى منذ أن استوطن العرب الجزء الجنوبي الشرقي من الجزيرة العربية. يبدأ تصنيف القبائل العمانية المتزعمة بصورة تدريجية في القبيلة بدءا من رشيد ثم شيخ وأخيرا تميمة، ثم هذه التمائم تتجمع في التحالفات مع قبائل أخرى يتزعمها الأقوى، يتمكن من ذلك بقيادة إما كرزمائية أو دينية لأحد مكوني التحالف القبلي، ثم تنضوي جميعها تحت زعامة كبرى شاملة يطلق عليه «زعيم القبائل الأكبر»، ومن يمتلك هذه المكانة يكون بمقدوره امتلاك الزعامة والسيطرة على القبائل الأخرى وإجبارها على الخضوع لحكمه من خلال التحالف، ومن خلال التحالف تتم السيطرة الكاملة، فهو أشبه بشيخ على الشيوخ. (Carter, 1982:12).
و لتتبع هذا التغيير في الانتقال للقيادة القبلية نذكر هذه الأحداث بحسب تسلسلها التاريخي، تأسست الإمامة الثانية في عمان على يد الإمامين: راشد بن سعيد والخليل بن شاذان في مطلع القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، غير أن اليحمديين كانوا قد أصبحوا أكثر قوة في منصب الإمامة وخصوصا أقرباء ذرية الإمام الصلت بن مالك الذي خلع من الإمامة في عام 275/880، على أن سلطة اليحمديين لم تكن سلطة ملكية مطلقا، ولكنهم حكموا بشكل يشبه إلى حد كبير سلطة الأمراء في النظام الإقطاعي.
وفيما يلي نوضح عملية انتقال السلطة بين القبائل المتزعمة في عمان:
أولا، كان انتخاب الإمام محمد بن أبي غسان بعد موت خردلة بن سماعة وأخيه جبر، وكان ذلك في عام 549هـ/1154م عندما حاول توسيع حكمه ليشمل الباطنة. وقد تشارك الإمام محمد بن أبي غسان في الإمامة مع الإمام محمد بن خنبش الذي توفي في 557/1162. ودخل الإمام محمد بن أبي غسان في نزاع مع السلطان النبهاني المرشد بن المرشد بن فلاح حاكم صحار، وأتاح هذا النزاع الفرصة للقبائل لتدعم الإمام في صراعه ضد النبهانيين وخصوصا في منطقة الباطنة. (ابن النظر، الدعائم: 7).
وقد حصل الإمام محمد بن أبي غسان على التعهد بالنصرة من علماء مدرسة الرستاق، كما ورد في كتاب «سيرة البررة» لأبي بكر الكندي، وقد كتب هذا الكتاب عندما هزم الإمام أهل سعال من نزوى، وفيه رفض الكندي رأي شيخه أحمد بن صالح بسبب معارضته للإمام.
ونظرا لهذه الأحداث فإن السلطان المرشد بن المرشد قد تلقى الدعم من قبائل الجبور ونهد من منطقة الحسا، وهذا الأمر مثير للدهشة؛ نظرا للصراعات التي كانت تقوم أحيانا منذ القرن الخامس/ الحادي عشر بين الحكام العمانيين والقبائل المستوطنة فيما كان يعرف قديما بمنطقة البحرين الذين كانوا يدينون بالولاء لسلاطين النباهنة. وهذا الصراع كان واضحا خلال إمامة راشد بن سعيد، (السالمي، تحفة، 1: 212) وكذلك خلال إمامة عمر بن الخطاب الخروصي، ( أبو عزة، 1995: 1-13).
ثانيا، انتخاب الإمام الخليل بن عبد الله بن عمر بن محمد بن الخليل بن شاذان الخروصي/اليحمدي للإمامة في نهاية القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي، واستيلاؤه على نزوى والرستاق من النباهنة. (السالمي، تحفة، 1: 246). وهذا الصراع كان انقساما بين الولاءات القبلية في التنافس المستمر بين اليحمد والعتيك
ثالثا، كان بنو رواحة في سمائل موالين للنباهنة، وأيدوا السلطان سليمان بن سليمان النبهاني ضد إمامة عمر بن الخطاب الخروصي في عام 885/1480 وبذلك أنهوا فترة إمامته الأولى، وبعد عام واحد أعيد انتخابه كإمام وهزم السلطان سليمان وبنو رواحة. (السالمي، تحفة، 1: 259:263). وبعد ذلك بفترة وجيزة استعاد السلطان سليمان بن سليمان الحكم بعد وفاة الإمام عمر بن الخطاب الخروصي واستولى على ممتلكات بني خروص في بهلاء وبعدها هزمهم في الجبل الأخضر وهرب شيوخ بني خروص إلى مدينة بوشر ووادي بني خروص في العلياء. (النبهاني، ديوان، 15). وكان نتيجة هذا نهاية الزعامة لقبائل اليحمد في الداخل بشكل كلي استمر لما يقارب ثلاثة قرون، إلى أن استطاعوا البروز مرة أخرى بشكل متغير من خلال ولاءات قبلية أخرى.
أما النباهنة فقد استطاعوا بعد نهاية دولتهم ونشوء اليعاربة مجددا استعادة قوتهم تحت إمرة محمد بن الصلت إبان المرحلة الأولى من الدولة اليعربية واستخدموا الجبل الأخضر كإمارة لهم. وقد غير النبهانيون حينها ولاءاتهم من بني رواحة إلى بني ريام في مطلع القرن 11/17، وبهذا أصبحوا تميمة بني ريام وأمراء الجبل الأخضر حتى نهايتهم 1956. (السالمي، نهضة الأعيان:86).
والمشكلة التي تواجه الباحثين المهتمين بالنبهانيين تبدأ دائما بسوء الفهم أن النبهانيين هم أسرة ملكية واحدة حكمت عمان، ولهذا السبب يلقون باللوم على المؤرخين العمانيين أنهم تأثروا بخلافاتهم الدينية والأيدلوجية الإباضية، غير أنه من الواضح أنه كان هناك تغير في زعامة القبائل بدءا من أزد مالك بن فهم إلى الجلندانيين ثم الأزد اليحمد إلى الأزد العتيك، وهذا بدوره أدى إلى انقسام الجماعات بين عدد من الأسر النبهانية. ولهذا فإن قضية الزعامة القبلية كان هو التغير الرئيسي عما سبق من العصور والتي بدأت بتحدي السلطة من قبل لقبائل اليحمد ضد الجلنديين ثم جاء دور العتيك، وهذا أدى إلى ظهور النبهانيين، والذي أبقى القيادة للعتيك في استمرار حتى الآن.
الهوامش
i يقول ابن الأثير: إنه في سنة 363هجرية/973م تولى عمر بن نبهان الطائي الحكم عمان ونيابة عن عضو الدولة البويهي (ابن الأثير، الكامل، ج 7 ص. 57) غير أن هذه القبيلة عاشت مؤخرا في مدينة بوشر وأصولهم مختلفة عن النبهانيين المنتسبين إلى العتيك.
ii نتج هذا الافتراض الخاطئ عن ترجمة بادجر لكتاب ابن رزيق (تاريخ أئمة وسادة عمان، ص.125) كما يتضح هذا من زامباور، 1927 ص. 127).
iii وكذلك يسمى الأزد (ابن حزم، جمهرة أنساب العرب: 347).
iv فيا يلي نص ورد في كتاب بيان الشرع الجزء 38 عن بني المعمر: «منهما سهيلي هذه الطريق لورثة الشيخ أبي الحسن بن أبي المعمر والدار التي تغشى هذه الطريق للشيخ أبي عبد الله بن أبي المعمر وبعضهما مما يلي الوادي دار لموسى بن سليمان وأحسب أن ذلك كان في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة سنة». «وقد اختلف أهل فلج ضوت وأهل فلج الخوبي في مد فلج ضوت بالتراب وقطع أخبلة في عرض الوادي فنقص فلج الخوبي وتحاكموا وكان القاضي يومئذ نجاد بن موسى المنحي ….. وكان ممن حضر أبو محمد نبهان بن أبي المعمر وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم».
v في النص التالي أبيات من ديوان الستالي حول بني عمر النبهانيين:
فواف بيوت الأزد من سمد وزر
بني عمر أهل السماحة والصفح
وأنت يعرب في عليا بني عمر
إذا نسبناك خيرا لخير أب
افدي بني عمرو بن نبهان الألى
أوتوا العلى وتسربلوا أثوابها
المراجع العربية
ابن الأثير، على بن محمد (1935) الكامل في التاريخ. القاهرة.
ابن حبيب، محمد (تحقيق لاتنشتايتر، 1942) كتاب المحبر. حيدرأباد، الدكن: مكتبة جمعية دائرة المعارف العثمانية.
ابن حزم، علي سعيد الأندلسي (تحقيق ليفي بروفنسال، 1948) جمهرة أنساب العرب. القاهرة.
ابن النظير، أحمد (تحقيق محمد بن سالم الرواحي، 1981) ديوان الدعائم. مسقط: وزارة التراث الوطني والثقافة.
أبو قحطان خالد بن قحطان (مخطوط) سيرة أبي قحطان خالد بن قحطان. بدية: مكتبة السالمي.
البطاشي، سيف بن حمود (1994) إتحاف الأعيان في سيرة بعض علماء عمان. مسقط.
السالمي، عبد الله بن حميد (بدون تاريخ) تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان. القاهرة.
السالمي، محمد بن عبد الله (1961) نهضة الأعيان بحرية أهل عمان. القاهرة.
السيتالي، أحمد بن سعيد الخروصي (تحقيق عز الدين التنوخي، 1962) ديوان السلطي. دمشق: س. أ. السالمي.
العوتبي، سلمى بن مسلم (1984) الأنساب. مسقط: وزارة التراث الوطني والثقافة.
الكندي، أبو بكر (مخطوط) سيرة البررة. بدية: مكتبة السالمي.
الكندي، محمد بن إبراهيم (مخطوط ) كتاب بيان الشرع ، الجزء 38، بدية: مكتبة السالمي.
النبهاني، سليمان بن سليمان (تحقيق عز الدين التنوخي، 1965) ديوان النبهاني. دمشق: س. وأ. السالمي.
خلف بن زياد البحراني (مخطوط) سيرة خلف بن زياد. بدية: مكتبة السالمي.
سرحان، تحقيق وترجمة كشف الغمة لروس، إ.سي.، 1874) حوليات عمان، مجلة الجمعية البنغالية للدراسات الأسيوية، 63: 111 – 196.
ياقوت، معجم البلدان. دار صدر: بيروت.
المراجع الأجنبية:
Abu <Ezzah, Abdullah. (1995) Imam <Umar B. Al-Khattab of Oman and Banu Jabr of Al-Hasa. Proceeding of the Seminar for Arabian Studies, 25: 1 -13.
Badger, G. R. (1871) History of Imams and Seyyieds of Oman by Salil ibn Ruzaq. London.
Carter, J. R. L. (1982). Tribes in Oman. London: Peninsular Publishing.
Paula, C-V. (1995) Oman in History. London: Immel.
Strenziok, G. (1960) Azd. Encyclopedia of Islam (New Edition). Leiden: Brill.
Wilkinson, J. C. (1987) The Imamate Tradition of Oman. Cambridge: Cambridge University Press.
Wilkinson, J. C. (1975) The Julanda of Oman. Journal of Oman Studies, I: 97-108.
Wilkinson, J. C. (1973) Arab-Persian land relationship in late Sasanid Oman. Proceedings of the Seminar for Arabian Studies 3: 40-51.
Williamson, A. (1973) Sohar and Omani Seafaring in the Indian Ocean. Muscat.
Zambaur, E. de. (19270 Manuel de Genealogie et de Chronologie Pour L>histoire de L> Islam. Hanover.
عبدالرحمن السالمي كاتب وباحث من عمان