l الفئران
تعيش الفئران في حائطنا دون أن تزعج مطبخنا, يسعدنا ذلك منها وإن كنا لا نفهم لماذا لا تأتيه وتذهب لمطبخ الجيران ومطبخنا يحتوي على فخاخ عديدة,برغم سرورنا لتصرفها لكننا متضايقون لأنها تتصرف كما لو أن هناك خطأ في مطبخنا, الذي يجعل من هذا مربكا لنا أن بيتنا أقل ترتيبا من بيوت جيراننا, وفي بيتنا بقايا طعام وفتات منثور حول المنضدة, وشرائح بصل قذرة تتناثر حول قواعد الخزائن.
في الحقيقة,هناك الكثير من شرائح الطعام في مطبخنا يمكن للفئران أن تأكلها، في مطبخ جيراننا النظيف هناك تحد للفئران أن تجد ما يكفيها لتبقى على قيد الحياة حتى فصل الربيع.
الفئران تصطاد بصعوبة وتقضم ساعة بعد ساعة لتسد رمقها.
في مطبخنا على أي حال, تجد مالا يتناسب مع خبرتها ولا يمكنها التعامل معه, عليها الخروج بضع خطوات, لكن الحجم الكبير والرائحة تعيدها لجحورها,غير مرتاحة وغير قادرة على اكتساح الطعام كما ينبغي.
l النزهة
انفجر الغضب قريبا من الطريق, رفض الكلام في الممر, صمت يجتاح غابات الصنوبر, الهدوء يعبر جسر سكة الحديد القديم, محاولة لتكون ودية في الماء, امتناع لإنهاء الجدال فوق الصخور المنبسطة , صرخة غضب على كومة البذاءة , بكاء بين الأشجار.
l سلوك شاذ
هل ترى كيف يمكن إلقاء اللوم على الظروف ! لن أكون إنسانا غريبا إذا وضعت المزيد من مزق الكلينكس في أذنيّ, وربطت وشاحا حول رأسي.
عندما عشت وحيدا, كان لديّ كل الصمت الذي أحتاج.
l خوف
تخرج كل صباح, امرأة بعينها في مجموعتنا ركضا من منزلها, بوجهها الأبيض, ومعطفها يرفرف بعنف, صارخة
– الطوارئ, الطوارئ..
يركض واحد منا, يمسك بها حتى يسكت عنها الخوف .
نعرف أنها تفتعل ذلك, والا شيء في الحقيقة قد حدث, ولكننا نفهم أن لا يوجد واحد من بيننا قد اضطر في وقت ما ليفعل ما فعلت, وأنها في كل وقت تستهلك طاقتنا وقوة أصدقائنا وعائلاتنا وهي تقوم بتهدئتنا.
l الأشياء الضائعة
إنها مفقودة وغير مفقودة,لكنها في مكان ما من العالم, غالبيتها صغيرة واثنان أكبر حجما, معطف وكلب.
من الأشياء الصغيرة,خاتم وزر,ضاعا مني,أين أنا ؟
إنها لم تذهب, إنها في مكان آخر هناك.
ربما لشخص آخر, فإذا لم تكن هناك لشخص آخر, فإن الخاتم ليس مفقودا من ذاته, لكنه هناك , فقط, ليس حيث أنا, كذلك الزر, هناك ما زال, لكن ليس حيث أنا.
* Lydia Davis : كاتبة أمريكية, ولدت عام 1947 كاتبة مقالة ومترجمة, متخصصة في كتابة القصة القصيرة، ولها رواية واحدة عنوانها «نهاية القصة»، اصدرت ستة مجاميع قصصية, ونالت عدة جوائز أدبية مرموقة.
المصدر:
http://www.conjunctions.com/archives/c24-ld.htm
ليديا ديفيز **
ترجمة : سمير أحمد الشريف *