تؤشر اللحظات باقتراب موعد اللقاء، أحمد وأحمد في لحظة قلق بانتظار ضيوفهما. هذا القلق، يبدأ فقدان قوته كلما تأخر الضيوف عن موعد العزومة. الشراب الرديء المهرب، يخمد تلك اللحظات بعد أن أنهى الاثنان اكمال عدة الوليمة.
وجهان متقابلان معظم أوقات اليوم. الزمن لديهما لحظة منفلتة من عقالها.. ذكريات وحنين جمعت الأحمدين في واد دقال الذي تتناثر على جنباته أشجار السمر والسدر تبدو لحظة الوليمة تتحول تدريجيا الى لقاء عشائي، حيث لا يحد من تناثر أصواتها عدى صداها في ذلك الوادي المنكشف للنظر والمنغلق على عوالمه.
الظلام يسدل خيوطه على الوادي وأحمد خالد بجسمه النحيل يتحسس وخزات تلك البرودة الهادئة التي تسبق الشتاء رغم لسعات ذلك الشراب الردىء المهرب على لسانه.
الأفكار تتقاذف بهما لتأويل التأخير غير المبرر من أصدقاء عرف عنهم حرصهم الشديد بالالتزام بالمواعيد خصوصا للكؤوس هربا من غبار العمل وترهل العمر. من يشاهد أحمد خالد وأحمد عمر في تلك اللحظة يعتقد أنهما جسدان خلقا للحياة والفرح وليس للوظيفة، لهذا فالتفكير بمجريات الحياة وتعقيداتها لا يعني لهما كثيرا قدر أحلامهما الكبيرة بقضاء ما تبقى من العمر سعداء كما هم.
لقد حافظ أحمد وأحمد على صداقتهما باستمرار لأكثر من عشرين عاما، تطابقت لديهما سمات مشتركة في العمل والأسماء والظروف الأخرى. المكان يشكل لديهما حميمية خاصة لهذا فقد رفض الاثنان مغريات للانتقال للعمل في أماكن كثيرة من البلاد. ارتباطهما بالأرض التي ولدا عليها أفرد لديهما كرامة النفس وحدة في المواقف، تغييرها سيكلفهما الكثير مما لا يرغبانه. بعد طول الانتظار تجاوز المعقول نسي أحمد وأحمد ضيوفهما واسقطا اللعنات على أولئك الأشخاص غير الجديرين بلحظاتهما الحميمية.
أحمد عمر بحنكته الشعرية يلتقط أسوأ كلمات السباب يسقطها عليهم بخصوصية،كأنه يصفي حسابا قديما بينه وبينهم.
لحظات غروب متسارعة، لم يرتبا أوضاعهما للبقاء لمثل هذه الساعة وبدأ الليل ظلمته كمفاجأة غير سارة. الأجساد تفقد توازنها بفعل ذلك الشراب الرديء الذي يباع بأضعاف أسعاره لحظات سكون تقعطها أصوات بنات آوى التي أثارتها ومضات النار. لا أحد عداهم في تلك البقعة من الوادي. حيث النفس تخلد لذاتها الخاصة والعميقة.
لحظات الصمت تلك طالت بين الأحمدين إنهما لم يعتادا السكون المحزن طوال فترة صداقتهما الطويلة.
النار الكابئة نحو نهايتها وصوت البومة نبهتهما الى وحدتهما في هذه البقعة من العالم. الظلمة بلحافها الساتر مع بداية دخول الشتاء حيث لا سحب تؤشر الى أن الجو سيكون ممطرا.
وتذكرا أنهما بواد وأنهما عرضة لمخاطر جريان الأودية أخطارها لا تظهر الا لحظة مفاجأتها للمكان. استرجل أحمد خالد على قدميه كأنه ينفض العمر الهامشي من حياته.. وقاده بصره بصعوبة لمعرفة الزمن والمكان الذي هو فيه..
كفاية.. الساعة قاربت منتصف الليل وعلينا العودة الى منازلنا..
تقبل أحمد عمر الفكرة بهدوء بال، وتجربة مع المسافات والظلمة. حيث الوحدة تظلل أيامه، دون أن يمل استمراريتها أو تغيير مساراتها.
هكذا حافظ أحمد عمر على تتبع تلك المسارات منذ ولادته حتى هذه اللحظة. خوفه من المجهول يقوده الى الارتهان الى الساكن والهاديء من الحياة رغم خروجه كثيرا عن المألوف والمعتاد في حياة قريته وجماعته. شيطان الشعر والشراب الرديء المهرب كفيلان بفقدان الحجر تماسكه. فما بال أحمد وهو الشاعر الذي تفلت الكلمات من بين شفتيه كالرصاص الهارب في فضاء المكان.
تلاقت رغبتا الأحمدين بالرحيل من قعر الوادي ليس هربا من القدر، الذي يأتي أولا يأتي. الانتظار يقتل علاقة المنتظرين بأية لحظة جمالية. العلاقة بالمجهول مغامرة بعينها خصوصا وأنهما بواد ذي زرع قليل وتأويلات وحكايا لا تحصى تذكر الأحمدين أن الوليمة التي كلفتهما أكثر من ثمانين ريالا عمانيا لم يذوقا منها شيئا. وتذكرا بحسرة أيامهما التي تنضي دون أكل.
لهذا خطرت ببالهما فكرة الانتقال الى الشاطيء الذي يلفظ فيه الوادي أنفاسه الأخيرة على اليابسة.
خور الملح قالها أحمد خالد. قبل أن يكمل عبارته عن المكان أبدى أحمد عمر موافقته… مكان رائع رأس خور الملح لا أحد في هذه اللحظة من الليل هناك.
وضعت أواني ومعدات الطبخ على عجل في السيارة لتنطلق الى ذلك الرأس الذي يشبه اللسان. كانت دقال نائمة بهدوء استثنائي حيث لا كهرباء ولا هاتف ولا أية آلة حديثة تزعج صمتها القابع بين الجبال. السيارة تسير ببطء وهي تنتقل من يمين الى يسار الشارع دون أية اهتمام ربما هذا جزء من التسلية في الطريق. أو ان الحديث بين الأحمدين يشغلهما عن التركيز لهذا المعبر. الساعة الواحدة ليلا وصلا الى اللسان الرملي وبحركة سريعة وقف الأحمدان في مواجهة البحر لقضاء الحاجة.
الكلاب استقبلتهما بنباح متواصل كأنها على موعد لزوار متأخرين، أو كفرقة حراسة أعطيت لها الأوامر في التو. البرودة بدأت تأخذ شكلا محسوسا، رغم كهربا ء تلك الكؤوس التي تجرعها الأحمدان واطمئنانهما الى قرب منزلهما من مكان الرأس. أكثر من ساعة تحدث أحمد عمر وأحمد خالد عن مشاريعهما المستقبلية وسفراتهما المعدودة الى بعض الدول العربية والأجنبية. وأحلامهما التي توقفت عند السياج الواقع. حيث الزمن كالثلج يذوب بين يديهما وهما يتأملان الحياة التي انقلبت رأسا على عقب، روحهما المرحة وبعدهما عن العاصمة واشكالاتها خففت من حدة الطباع القاسية التي قد يسقطانها على أولئك الانتهازيين.
الملامح بدأت أكثر وضوحا مع علو القمر بحلته الذهبية في المكان.
على الصحن الذهبي فرش الأحمدان أحلامهما في مخيلته الهاربة من سواد البحر وظلمة الليلة المليئة بالنجوم المستحكمة على السماء.
الثريات المتلألئة أوحت لأحمد خالد بامتلاكه لذهبها الوامض وقادته أفكاره الى البوح لزميله بأن الأمور فرجت وأن لحظات الفقر تلك لا محالة زائلة. قالها وهو يجول بنظره نحو نهايات كل موجة وهي تستقبل اليابسة. لم يكن أحمد عمر مباليا بما قاله أحمد خالد. الأفكار أخذت تلعب بمخيلته على حين غرة عندما سمع تلك الكلمة النارية التي أطلقها زميله.
ماذا تعني بأن الأمور قد فرجت أنظر أشار أحمد خالد الى تلك اللآليء التي يقذفها البحر نحونا.
لآليء نطقها أحمد عمر.. لآليء، ماذا يكفينا هموم وأحلام. هذا البحر مصفاتنا اليومية بكل قواه انطلق أحمد خالد يلتقط الحصى من بين شفاه الأمواج. أشار بواحدة نحو زميله. لآليء حقيقية إنها تلمع. قبلها كحورية البحر التي سمع عنها كثيرا. حاول أن يجمع أكبر قدر منها، قبل مجيء صديقه. ففي مثل هذه الحالات لا تنفع معها صداقات أحد، كل ينقذ نفسه.
قهقهات مدوية، يمتصها ذلك الفضاء المسكون بالصمت. شعر أحمد عمر بأن الفروقات ستتسع بينه وبين زميله وعليه الا يتركه يغتني بنفسه بين ليلة وضحاها. رفع عمامته في الهواء كخباز ماهر لتكون استدارة فرش العمامة بمحاذاة الشاطيء وأخذ يجمع كل ما يمكن جمعه بشكل جنوني.
تلاقت أصواتهما مع نباح الكلاب التي استحوذت على طقس المكان.
لا تسرق اللآليء ؟ قالها أحمد خالد لصديقه.. الغيرة والحسد تسري في عقولهما مع تشرب أجسادهما بذاك الشراب الرديء المهرب.
فكر الاثنان لحظتها بجلب أواني الطبخ. أحمد عمر نحن أغنياء الآن.. لا نريد أكل هذه الوجبة الباردة سنسكت بها الكلاب اللعينة قبل أن يسمع بنا أحد وينتبه لوجودنا ويشاركني كنزي.
أحمد خالد يصرخ في وجهه.. كنزي، أنا الذي اكتشفت اللآليء قبلك فهي لي وحدي.
ماذا تعني، علينا الا نكون مجانين، ونفقد الكنز يطير من بين أيدينا، لك النصف ولي النصف الأخر. قهقهات أحمد خالد العجيبة تتخللها كلمات مبهمة ومناطق وبلدان عديدة لا يتضح إلا اسمها:
بانكوك. القاهرة، المغرب الشام، لندن. دبي حسم أحمد عمر موقفه، أول مكان تنتصب فيها قامتي وبعدها بومبي، بومبي قذرة رد عليه أحمد خالد. لا يذهب اليها الا كبار السن والفقراء عليك بلندن فسيفساء من طيف الألوان بدءا من لون ليلنا الكحلي حتى اللون الثلجي.
ضحك أحمد عمر من اللون الثلجي فهو لم يضع في كآسه أية قطعة ثلجية منذ أمد بعيد. الأن سيذوب الثلج بين قدميه.
انتهاز الفرص لسرقة الزميل الآخر مبررة.الصداقة شيء. والسرقة شيء آخر. الشدة في مواقفهما نبهت الكلاب الى عزف لحنها الليلي. الشراب الرديء المهرب ضاعف من أحلامهما. أحمد يتمنى بولادة جديدة في بلد بعيد. شبح بومبي مازال مسيطرا على أفكاره. حين يتذكر لحظات هروبه من قبضة ممرضات مستشفى "جاسلوك " بتلك المدينة الموسمية الى أحضان "فارس رود" حيث النيباليات المغسولات بندى جبال التبت.
حنينية المشاهد المرهفة طفت على أفكار أحمد خالد المشتتة الى شارع أيرو سكورت بلندن وحي مصر الجديدة بالقاهرة.
أمنياته العديدة فاقت التصور. كان ينظر الى نهايات تمازج السماء بالبحر المعتم في تلك الخطة نظرة أمل.
سأشتري بهذه اللآليء يخت الملكة اليزابيث الثانية لن أكون أنانيا. سأجعل اليخت يرسو في الواجهة المقابلة لي في المياه الدولية. لا يستطيع أحدا أن يطالبني بحقوق وضرائب ومخالفات لا تحصى. سأجعل شريعتي مباديء الثورة الفرنسية وسأجعل نابليون الثالث شخصيا يخرج من عنق زجاجاته الخضراء الانيقة الى أفواه العطشى. سأجعل اليخت مكانا لغسل الروح من ملح الأرض. مدينتي. بحري يختي سأتصرف كيفما يحلو لي سأجعل الشراب الرديء المهرب يرسل كمساعدات الى الدول المحتاجة.. آه الدول المحتاجة.
كلما بعدت بهما الأحلام جرهما مشهد اللآليء وهي تبرق بين أيديهما حينها يدخلان في صراع النفس بالتملك. البقاء والرحيل.
امتلأت ملابسهما وعماماتهما باللآليء كما الأواني فاضت عن قدرها.
حث أحمد عمر زميله بالاسراع للرحيل فالنهار يوشك على مداهمتهما خصوصا وأن أهال قريتهما لم يعتادوا مثل هذه اللآليء مطلقا. ربما سيصابون بمرض الدهشة والغرابة بحيث لا يستطيع أحد تصديقهم على ما شاهدته عيونهم الصغيرة التي تكابد حرقة الشمس. جمعت اللآليء الى السيارة لتنطلق الى قريتهما القريبة. الظلام ما زال ممسكا بخيوطه على الرغم من بهجة القمر الخجولة في مثل تلك الليلة من شهر أكتوبر. وعلى عجالته التي تناسب مثل هذا الموقف. أسرع أحمد خالد الى بيته. حيث أخرج أكبر كمية من تلك اللآليء يحاول أن يخفيها عن زوجته وأهله. فالبيت مشترك لأكثر من أسرة. ضربات قلبه تتسارع من أن يصطاده أحد على تصرفه. المكان الآمن صعب وجوده. الأطفال على كثرتهم في منزل العائلة لا يتركون حتى حبة أرز، تلتقطها مناقير تلك الدجاجات، التي تتحرك كفرقة جوالة بحثا عن بقايا فضلات صغيرة. حيرته في هذا الموقف كلحظة اكتشافه لتلك اللآلىء.
ماذا أعمل….
ملجؤه الوحيد غرفته القابعة في حوش بيت الاسرة آلات التكييف بفحيحها الخفيف تجعله اكثر حرصا في مشيته وتحركاته. بهدوء تام فتح باب غرفته. زوجته وابناؤه الأربعة نيام خصوصا وأنهم غير متوقعين لحركة مشبوهة في تلك اللحظات التي بدأت فيها أولى تحركات الديكة لعزف كونشيرتاتها الفجرية.
تململ النائمون وأحسوا بشيء بدا لهم على غير عادته رفعت زوجته رأسها بتثاقل. واطمأنت إنه هو. لا غيره يعملها في مثل هذه الساعة.
وحتى لا يبلبل الموقف ويزيد الأمر تعقيدا انصهر في ملابسه من وقفته.
خبأ ما في يده وملابسه أسفل السرير. واحتفظ بأجود اللآليء في جيوبه.
حاول أن ينام ابتسامة الفرح تنزعه من غفوته. ذكريات وحنين تطوح برأسه في كل الاتجاهات. بصعوبة رفع رأسه، ليطمئن على أبنائه المتناثرة أجسادهم في تلك الغرفة الصغيرة سأقتلعكم من المدارس الحكومية المليئة بالتلاميذ حتى فتحات النوافذ. سأختار لكم أرقي المدارس الخاصة. سأبني مدرسة اسميها باسم الأكبر منكم. سأجعلها أول مدرسة خاصة خارج العاصمة. المسافات تتماهى أمام ناظريه. الأرق يسرق منه تعب اللحظات الثمينة من عمره.
اللعنة.. أحاول أن أقترب منه وهو يبعد عني.. ماذا، أستطيع فعله.. أريد حتى نومة خاطفة. حتى لا أبدو صباحا على غير عادتي، ويحسون بريبة أفعالي.
أحمد عمر محسوم الأمر لديه لا يشاركه في المنزل غير أسرته، والده الكبير في السن والمنعزل بغرفة يفصلها ممر ضيق عن غرفته.
المكان مكتظ فالأبناء الستة والزوجة، لم يتركوا حتى فضاء صغيرا في تلك الغرفة الوحيدة التي ضمتهم جميعا خزانتها هو المكان الآمن، وضع اللآليء ثم أحكمه اغلاقه ووضع المفتاح في جيبه ونام بملابسه. لم يطل به النوم فلعنات والده تزأر في أذنه.
اليوم تعثرت بالحصى وغدا سيحفر بئرا أسقط فيه وأموت. اللعين يريد أن يتخلص مني. يريد أن يمنعني من صلاة الفجر.
يرفع والده بعض الحصى التي تعثر بها يشم فيها رائحة البحر ورطوبته. وجبة السمك تغفر له هفواته الكثيرة.
أحمد خالد داهمه النعاس بشكل عابر وخزات لآلئه تحرسه من مغبة الوقوع في قبضة موته المؤقت. لم يتحمل صبرا فهو يغلي فرحا بكنزه الثمين وبالمتغيرات التي ستقلب حياته رأسا على عقب. توارد الخواطر لدى الأحمدين بالحياة الجديدة جعلت نومهما في تلك الليلة عملا مستحيلا.
حاولا طرد الأفكار المضببة بانكسار الحلم، الصباح لديهما يبدأ عادة بعد الثامنة. لكن هذا اليوم الاستثنائي له خصوصيته، فهو يأتي مرة واحدة في العمر.
عليهما أن يفاجئا الصباح، لا أن يسبقهما هو. احساس مخيف بلحظة المواجهة كتلك التي رسمت معالمها في رأس خور الملح.
رأس الحقيقة يكررها أحمد عمر يكفينا ملحا.. لا نكذب حتى نضع الملح على بهارات الكلام.
السادسة صباحا وقف أحمد خالد كالمذعور، ويداه في جيوبه يتحسس لآلئه. خطا وئيدا نحو الباب على غير عادته في مثل هذه الأمور المستعجلة.
جريان الدماء في رأسه أعاد اليه جزءا من عقلانية التصرف. أخرج يده اليمنى من جيبه فتح الباب. أغلقه تقدم خطوتين أدخل يده مرة أخرى تأمل مشهد الغرف المتناثرة في منزل الأسرة.
بقبضتي يديه فرك عينيه. أخرج أولى تلك اللآليء. المفاجأة الجمته عن الصراخ.. تمتم.. لا يمكن أن يكون هذا.. أخرج كل الذي في جيوبه وتلك التي أسفل السرير.. جمعها كلها أمام غرفته.. أفاقت الأسرة على صوته المجروح المتقطع. أحاطه أهله بدائرة. وهو وسطها. أخذ يقرب الحصى من عينيا الصغيرتين. الدهشة متملكة الجميع على فعلته العجيبة التي لم يعملها حتى أكثر مجانين القرية شهرة. دمعت عيناه. اقترب منه أخوه الأصغر. حضنه. همس في أذنه أحمد.. أحمد.. أفق من حالتك.. لا تجعل من نفسك فرجة للآخرين.
مازال أحمد خالد هناك بعيدا أمام البحر واللآليء تبرق أمام وحشته في المكان.
هز سعيد أخاه أحمد بقوة كأنه ينخل الأحلام من مخيلته. أحمد هذه ليست إلا حصى. قذفتها الأمواج.. انظر إنها حصى وما تراه من بريق يتلألأ أمام ناظريك ليس لؤلؤا.
اللعين خدعني كما خدع نفسه صحيح أن لي أحلام المراهقين والشعراء. أنا أحمد عمر رجل الجبال والبحر انطلت حيلته علي.
رفع سعيد بعض الحصى حتى فربها من عيني اخيه. انظر.. انه لمعان شمس يومك الذابل.
طالب المعمري (كاتب من سلطنة عمان)