يَرحلونَ أَفراداً وجماعات ٍ
يَتتبعون الوهجَ
الصادرَ
مِنْ وَجه ِ الحَجرِ
يَحملون ذاكرةَ
أَحلامِهم البعيدة ِ
يَقطعونَ
بُطونَ الأَودية ِ
يُشاركونَ
الأَحجارَ ذاكرتَها .
تَنسابُ المياه ُ عَلى
وجهِ الأَحجارِ
وسُطوعُ الشَمسِ
يَشِفُّها لامعةً
كأَنَّ لمعانـَها صفاءٌ
في قـُلوبِـِهم .
يُهرولونَ عَلى حافةِ أَرواحِهم
المحملة ِ بالغيومِ القُزحيةِ
يُعلِّقونَ ذاكرتُهم
على الأَشجار ِ
المسكونةِ
بِالصمتِ الأَبدي .
عِندَ مُنحدرِ
جَبلٍ يُطل ُ
عَلى وادٍ سحيقٍ
صَخرةٌ مكلومةٌ
تُـنـاجِي
شَجرة َ سمرٍ
كَانَ شَاعرٌ
يتكئُ عَليها
رُعاة ٌ يَعبرونَ
بِقطعان ِ
ماشيتـِهم
ضِفافَ الأَوديةِ
الجَافة ِ
يَمسحون َ ذُنوبَ
الأَرضِ
من بَقايا
خِياناتِ الليل ِ
يَحلمونَ
بِضحكةِ طِفلٍ
في المساءِ
يَفـتـرشونَ الصَحراءَ
يَغسلونَ غِيابَهم
كأَنـَّهم السديمُ
في ليلة ٍ قَمرية ٍ .