شمس تأتي من بعيد
كنت كلما حل الربيع أمضي
تاركا بيتي فارغا
تحط على سعفه الطير
وفيه يجن مع الليل الكلام .
كنت أصغي من بعيد
وامضي ، خلفي كانت تنام النوايا
والشمس التي تأتي من بعيد
أراها تأتي من بعيد
عودة الأعمى
كان يتكلم كالأعمى في جزيرة
روحه الراقدة بعدت
وليله مر منذ الصباح
لقد نسي من يومه
راحت ذاكرته تتيه
وصوته ارتفع في الأضاحي
تهدم بيته في الخيال
وأقماره انطفأت
كالأعمى عاد يسلك الطريق
ومن هناك ، ألقى سرا
بتلويحة الوداع واختفى!
العابر
تريد أن ترى النهر
حينما ضيعت الطريق
والأيام راحت بعيدا بك
بقيت ممسكا بخيط من
الأوهام ، انها الخيط
وغابت الرؤيا كثيرا
ربما دلك العابرون على درب
وربما أتاهوك فنمت
عينك مفتوحة وأنت تمشي
عابرا جميع الضفاف
ناسيا أنك خلفت نهرا
جف ماؤه وصار واديا.
الرحيل
بعدما ضيعت في الدروب الفصول
كنت أنأى عن الدنيا
والهجس بالرؤيا من بعيد يلوح
كانت الأوصاف تغيب
والذكرى التي عدنا اليها
تنام عميقا ونحن نهز الغصون
لعل الحياة تعود
فنمضي ، تاركين الموت ملقى
قرب القبور.
خالد المعالي (شاعر من العراق ويقيم في ألمانيا)