الطفل الصاخب
عندما التمع نصل السكين أمام عينيه
هدأ وناغى له وهلل
ومدّ نحوه كلتا يديه
ظانّا أنها لعبة جديدة برّاقة
أو أنّ الملوّح بها
يودّ أن يحتضنه
احتضنه بالنصل الذي شقّ حنجرته الرخوة
فشرق بدمه
الذي تدفّق إلى رئته وفاض على الأرض
راسما دائرة صغيرة حمراء
بحجم بدر البيادر
في ليلة صيفيّة حالكة السواد
أي حليب هذا؟
تساءل في ومضة
وأراد أن يبكي
أو أن يزحف نحو أمّه
ويشدّها من ثوبها
لتنقذه من لسعة السكّين
أمّه التي نحرت قبل دقائق
على عتبة البيت
وفي ومضة ثانية
تسمّر جسده المرهف
وانطفأ نورعينيه على
صورة السفّاح
وطار به ملاك الموت الرحيم
إلى سماء قصيّة
حيث لا بشر ولا شرور.