أثناء انكبابنا على طعام العشاء " * قالت أقي غدا مطر وزلق فانتبهوا للطريق !!! … وأثناء نومي رأيت أني في طريق غائم والسيارة تنطلق مسرعة بي . . لا أرى الطريق ولا أرى السائق لا أرى إلآ التماع المطر على الاسفلت … وألتم إلى صدري معطفي الجديد بخوف . .. . / انتبهت وأبواق السيارات وأضواؤها تزدحم حولي . .. ومعطفي الجديد ملقي عل الاسفلت . . . يبلله المطر المتساقط بقوة !!!
**
وننزل في غبش السادسة والربع . . مطر وزلق وسائق هزيل !!أنظر الى
معطفي . .. إنه نفس المعطف … نفس المطر ونفس الغبش !! اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه !! -الطرق نصف خالية .. . نصف ممتلئة بالمطر !! الطريق الخالي وبخار النافذة المغلقة لهما لون أفلام الرعب غير المترجمة!! . . وصمت السادسة والربع له رائحة الموت و … حزام الأمان
معطل !!
حتى لا يقفز معطفي عل الأرض حين نرتطم بالـ . . .
– هل سنموت ؟!!
-قد لا نموت تماما
ترمي بالكتاب .. . والامتحان !!!!؟
أنحني اليها … قائلة . دنيا فانية … ثم اننا قد لا نموت …قد لا يحدث شيء على
الاطلا ق . . . أناولها الكتاب .
– راجعي … !!
مطر يكلله رضى الإله … وأبواق تتحرك مسرعة في كل اتجاه! دقائق وتحمر
الإشارة .. يضغط على الكابح. .. تتناثر أوراقي ويسقط كتابها !!! انظر اليها
متوجسة .. تمسك بيدي . . .. قائلة :
-لنعد الى البيت -نفس النتيجة .. لقد قطعنا نصف المسافة الآن ؟!!
**
ويبدأ ا لزحام. . . مطر . . وأبواق تتحرك خلفنا .. أمامنا .. دقائق ونكون
فوق الجسر . .. دقائق وتتحرك السيارات بحذر "الأمطار في الجسور مؤذية" ..
دقيقة واحدة وأشعر أن شيئا ما سيحدث أتذكر الحلم وأننا وحدنا مع السائق !!
– هل تشعرين بتمايل السيارة "، . . إنه لا يتحكم بالمقود قولي له أن لا يسرع .
– لو كلمته الآن لاصطدم بالسيارة المقابلة إ! عندما يتكلم لا بد أن تتعطل كل
أعضائه الأخرى !!
إما أن يسوق أو يتحدث تذكرين ذلك النهار . . كلمته فضغط على الكابح
ليجيب !!!
**
نصف دقيقة أخرى ويزداد احساسي أن شيئا ما سيحدث ا دقيقتان وأشعر أن
جسدي انتقل فجأة الى مكان آخر . ارتطام .. زجاج .. . احساس بالحياة .. . ممزوج باحساس حاذ بالألم .. . لكني لا أزال حية !! ارتطام آخر بسور الجسر ويكون رأسي أخف مما أظن !! لا اله الا الله ..آخر عهدي وقبل أن أموت !!!
لحظات ويهدأ كل شيء .. . أزيز الاطارات . .. صوت الكابح .. . .. تساقط
الزجاج . .. الأبواق . ويعود رأسي الي !!!! لا أزال على قيد الحياة . .. ولا يزال الجسر على قيد المطر …
والحادث يتنفس بعمق أنفاسه الأولى !!
تمسك بيدي متسائلة
الامتحان " الامتحان ؟!
السيارة مهشمة وعلى جسر مبلل بالمطر وعتمة هذا الصباح قد توحي للسيارات المقبلة انها خالية وقد لا يهتم ان هو ارتطم بها مجددا و … .
-يا إلهي ونسقط من فوق الجسر
-وقد نموت!!!
يهدأ كل شيءالا المطر !!!!
**
أخبرتني ان دفء يديه لها كل ليلة !!
بكيت وتمنيت لو أنه يموت !!
وحين مات في ليلة صيف جافة وعلى طريق بعيد. .. لم استقبل فيه عزاء
واحدا !!
-هل خلقنا لنموت ؟!
-خلقنا لنحب !
-ونكتب ؟
-ونتنفس قصائد !!!
شتاء بارد . . هواء بارد . .. وممر معتم تزدحم فيه أبخرة الشاي بالزنجبيل
وأحاديث الكتب … وقطع من البرد تتحرك ضدنا إن تحركنا وان انثنينا قاعدين !!
ومع بخار الشاي تأتي أحاديثنا متداخلة … باردة عالية النبرة حول زيد وعمرو
وشجار أئمة النحو من بصريين وكوفيين حولهما ! والأمثلة من خارج الكتاب …
وتوزيع العلامات يؤثر عل المعدل … والمعدل يؤثر على النجاح و…!!
ساحة مظللة .. برد وغيم وامتحان نحو يوشك أن يبدأ. ..
– بين أن يبرد هذا الشاي وأن تخمد أبخرته عليك أن تجيب !!!
-ما عمر بقائك معي أولا – عمر هذا البخار فأجب !!
لا أحد الا نحن وأبخرة الشاي وحديث دافيء .. . هامس . . . كأنه القصيدة !!
ويبرد الشاي وتتقاطر أبخرته على حافة الكأس . . . وأبخرة أحاديثنا لم تهدأ
بعد !!
صوت المراقبة يهدد تأخر الفتيات … دقيقة واحدة فقط وستغلق باب القاعة !!
أضع كوب الشاي وأجز خطاي نحو القاعة.. أبرز بطاقتي وأدخل !!
**
وأمامك ورقتان .. واحدة للأمثلة وأخرى للاجابة ! / ممنوع الكتابة على
ورقة الأسئلة / ممنوع التكلم على الاطلاق / ممنوع استعمال اللون الأسود / ممنوع الخروج قبل مضي نصف الوقت / و أجيبي !!
نعم .. أحلم بمساء رتيب معه .. . !أحلم أن أزف اليه في صحراء.. يزفني البدو على هودج كبير وأنام ليلتي الأولى تحت سماء زرقاء لاتخبيء نجومها سقوف المدينة ! أنا وهو وصحراء لا يراقبنا فيها أحد!!لا أخاف العودة للمدينة ا لا أخاف مرور الوقت . لا أخاف أضواء السيارات المقبلة ولا المدبره . لن أتأخر فأنا له .. لن أقلق فأنا معه … إنها ليلتي … صحرائي . . ولا أحد سيصور لنا هذا اللقاء … لأني لن أعود الى أي أحد سواه تلك الليلة . . ستنقشع الشمس ونحن معم وستشرق الشمس ونحن معا ! وسنعود للمدينة دائما معا .. . لن ينفرد كل منها بوجوه وأسئلة .. . سننفرد معا وأمامهم !!!
وأمامهم سنقول كنا معأ !!!
-مثلي ستكونين محطمة القلب خائفة وحزينة ولا عزاء . .. من يعزي الحبيبة
حين يموت الحبيب ؟!!
-إنه يحبني
-يحبك وسيختار غيرك . .. لتظلي الحبيبة ويظل ذلك الرجل الشرقي !
-كلا!!
على الصغر نحن يا صديقتي . . . لسنا لأحبائنا ولسنا لأنفسنا … سنقف عند دور
"الحبيبة".
والحبيبة فقط ! .. فلا تحلمي بالصحراء كثيرا !!
**
تغلق الباب خلفها بهدوء تدخل يديها في جيوب المعطف والممر خال إلا من الكتب
المفتوحة … الأوراق المبعثرة والحقائب نصف المفتوحة .. نصف المبعثرة تصطدم بالسور وعلى حافته تجلس .. ولا بقعه شمس واحدة !! ..
– أشعر بالبرد ! – أدخل يديك في جيوب معطفك وستشعر بالدفء حتما !!
-فعلت ولا تزال باردة كقطعة ثلج !
– لو ألم يديك الى يدي هكذا . . . أشعر بالد فء !
لم تنظر اليه عندما تناول يديها وأدخلها في دفء يديه !
لو أن امرأة أخرى اقتسمت معك هذا الدفء . . أكنت تغضبين ؟!
-وتضم يديها الى يديك هكذا ؟!
ربما!
وتحبك مثلي؟!
قد تفعل !
لكنك لن تفعل !
ولو فعلت ؟!
-سأقتلك
أطلق يديها ورفعت بصرها اليه متسائلة"؟!
**
مات زوجها
ما نصفها
الليل نابغي الإيقاع والفجر أبعد ما يكون ! البيت فارغ منه مليء بهم … حولك
هم ومعك وأنت قوية بهم / أحسن الله عزاءك / لا يبتلى الا المؤمن / لا كلمات .. . بل دموع وضمة كف . . . دموع واحتضان طويل إ! عزاء رتيب .. . موت رتيب. . . ونعاس رتيب لطفلتين تفيقان من نعاسهما على صوت شهقاتك ، تنظران إليك وهمسا تهدهدين نعاسهما كي يعود ! وهي لا تزال تحاوره كفراشة ليل ما جنة : هل خلفنا لنموت ؟! خلقنا لنحب !
-ونكتب ؟
وتتنفس قصائد!
سنبعث مرة أخرى عندما نموت … وتحلم / سنبعث معه وسيجيب على كل
الأسئلة . . . سيعرف ربه ودينه ورسوله ! لأنه – مثلها – يعرف الله جيدا ويحبه .. . وتحلم .. . / ستكون وحدها معه لأن الأخرى ستكون قد أخذت نصيبها في الدنيا !! والآخرة لها وحدها !
قلت لها . أن لا أحد يتذكر أحدا يومذاك !
لم تسمعني .. . وأكملت حلمها . .. ستعبر الصراط معه .. . يدا بيد !!! ولأنها
حرمت منه في الدنيا . . . ولأنه مات قبلها … ولم يقف الى جوارها أحد . . كل الذين يحبونه وقفوا الى جوار زوجته !! وهي لم تستقبل فيه عزاء واحدأ ثم بكت .. لأجلها ولأجل كل الحبيبات !!!
سحبت الى جسدي قدمى واحتضنت دفء الظهيرة …
قلت لك لا تحلمي بالصحراء كثيرا . .. فنحن في المدينة والطرق تبتلع البشر وكلنا ذات طريق سنموت . .. مثله !
لو أن من تحبين مات. . . أكنت تستقبلين فيه العزاء ؟!
-مثلي ستكونين . . قبو سري في قلبه وحجرات القلب الأربع كلها لها !!
همست وأنا أسحب جسدي إلى حيث انسحبت بقعة الشمس . . .
-من أحب غير متزوج . .. ويحبني !
– لكنه سيتزوج يوما ما … وبأخرى غيرك
احتضنت نفسي أكثر وسألتها . …
لماذا ؟ ! !
لأنه يعرفك جيدا .. . يعرف كم تحبينه
قياسا إلى من أحتت قبله !
– لكني أخبرته أنها مراهقات أولى . . .
قال إن لكل منا مراهقاته . .. المهتم أن نعثر على الباب !
– أي باب ؟! … ألم يخبرك ؟!
-الباب الذي نشعر أمامه ان ما سبق كان مراهقات أولى وان علينا أن نتعقل
وننضج ..
-حتى هو كانت له مراهقات … كل منا له مراهقات لكن لا بد ان تنتهي . .. وأن
نعثر على هذا الباب .. .
لكنه لا يعرف مراهقاتها ولا يعرف كم تحبه كانه لا يعرف من أحتت قبله لذلك
يستطيع أن يفتح لها الباب!!!
: – أي باب ؟!
: -الباب الذي حدثتك عنه !!!
تستقبلين العزاء ؟ .. لا بد أن تلعبي هذا الدور . . . يضغطون بأيديهم على حزنك … وتشدين على وقوفهم معك مطمئنة !وهو يلملم الى يديه يديها محاولا أن يعتذر . . .
-لا تعتذر .. . فلن اعاتبك ! "وأطلقت يديه من يديها"
-لا تسكب فنجانا آخر . .. فلن أطيل المكوث هنا … "علق في الجدار بصره ولم
ينظر اليها"
-لم أحب امرأة غيرك 000!
– كنت مدفوعا بالسفر .. . لذلك تزوجتها . .. لم أكن أحبها … لكني كنت
أحب السفر . . .
-تعيش معها
: – هي زوجتي !
. – و أنا "؟!
. -حبيبتي !
– تتزوجني ؟ !
. – لن يقبل الآخرون وأنا أب لطفلتين !
: -متكىء أنت عل هذه الحقيقة ومن خلالها تمارس استعبادي . .. .. حبيبة !!!
. . . .. . . … . .. . لم ينظر اليها … بل سكب فنجانا آخر . . . و صمت "
باب خلفي أنا … ! باب خلفي كل حبيبه … باب خلفي يطرف الحبيب وحده
ولا يعلنه للجماعة . .. يقدم حبيبته لنفسه . . . ولأوراقه وللياليه الكئيبة إ! أما هي
فيقدمها للجميع وباسمه تتحدث دون حرج .. وباسمه تدعى الى الولائم وتدعو
اليها . . . وباسمه تسفى أبناءها وحين يموت يقف الى جوارها الجميع . . . والحبيبة باب لا يطرقه أحد أو لا يعرفه أحد !!هي لم تحلم بصحراء مثلي !! زفت اليه مرتدية البياض وفي غرفة مسقوفة ومكيفة انتظرت مجيئه. .. استقلا السيارة معا نحو عش مسقوف في مدينة مسقوفة .. انتقى لصفتها معزوفة تليق بليلة زفاف تقليدية .. . علق لوحات الإعلان وإشارات الضوء … حدثها . . . ضحك لها . .. لتتكلم … لكنها ظلت صامتة كعروس …!!قد يتذكر وقد لا يتذكر صوتي الوظيفي البارد وهو ينازع ضجيج صوته .. …
-سأصف صوتك يوما ما. ..!!
كيف تحتمل حنجرتك صوتك ؟!!!!
وبفسحك .. ابتسم .،.. ويقول : –
يا وظيفية الصوت !!
وعند كل اشارة ضوء يبحث عن يديها ويدخلهما في دفء يديه … وتظل هي
صامته . .لم تتكلم . .لم تبتسم . ..
"لم تضع يدها على يده وهو يحتضن بها المحرك ولم تحذره – اياك ان تحتضن
غير يدي هذه الليلة !
لم تضع يدها على يده عل المحرك وتستكين منتشية !!!
لم تفعل أي شيء . .. ظلت صامته كعروس !!!
لم تعد إلى أي أحد سواه ذ لك المساء . . . وحين مددت أحلامها على السرير لم تشعر بأي وحل يبلل لحظاتها !!!
ستسند رأسها الى صدره طويلا .. . ولن تسأله .. . كم الساعة الآن ؟!
وسيضمها بين ذراعيه طويلا جدا . . دون أن ينظر الى ساعته !!
وسيتحدثان طويلا .. . طويلا جدا .. ولن تقول له ابدأ لقد تأخرت !!!
**
. .. . . .. . – . . .. . .. .. . . . . .. .. قا لوا –
يجب أن تدخلي الدنيا من بابها الرئيسي !
وقالت -سوف لن تجدي الا ظلك يوما ما . . فدعيه ولن تندمي !
وقالوا : -اطرقي سبعا على النافذه . .. وواحدة على الباب . .. تكفي !
وقالت : -قيس لم يتزوج ليل لكن ليلى تزوجت غير قيس !
قالوا : -دعيه ولن تندمي !!
قالت – لن تندمي ابدا
قلت – اخفضوا أصواتكم .. . سأفكر .. . قلت سأفكر . .. أقسم أنني سأفكر "
***
-خطواتنا لن تلتقي مهما اقتربنا !
-قلنا إننا سنحاول . . . أليس كذلك ؟!
– لكن ذاكرتك تسرطنت بكل الذين عرفتهم قبلك !
-لا أجد حلا 000! رغما عني
– نظرية … الباب والريح … مرة أخرى!
**
أقسم أنثي فخرت وفكرت . .. ووجدت أن كل الطرق لا تؤدي الى روما ولا لأفي
مكان آخر .. ، !!! نمت وأنا أفكر … هذا ما أتذكره . .. اللمبة الصفراء وهي تطرد أشباح الأصوات عن وحدتي .. . الوسادة المهملة ثم انطوائي عل نفسي عشر مرات في محاولة حقيقية للنوم أو حتى لإيجاد حل ا!. .. تارة لليمين. .. تارة للشمال . . وثلاث في الوسط .. وأفكر المروحة مغبرة والسقف نظيف واللمبة الصفراء لا زالت تبث رعبها . .. وضوء المدفأة الأحمر يخبو ثم يتقد مصدرا صوتا كصوت مياه الصنابير القديمة !! وأفكر وأفكر .. ثم انطويت على نفسي. .. للمرة الأخيرة "أقسمت أنها ستكون الأخيرة" وشعرت أن ثقبا في رأسي يزداد اتساعا مع أنفاس هذا الليل 000!
***
وكالملدوغة استفقت على صوت "المنبه " والثقب كما هو . . .. … لا زال يحفر ألما في رأسي وثقلا في عيني . .. .. …. / نفذت تقليدية الاستيقاظ (من والى ) / وخرجت… .. وحيدة . . . كأغاني المساء المتأخرة ! .. . … طليقه . . . كسرير فردي !