لبيد العامري*
l السائرُ وحيداً
وَأَنْتَ تَسيرُ في
ما يُشْبِهُ الصَّحراء
لا شَيْءَ تَسْتَظِلُّ بِهِ
وَتَسْندُ ظَهْرَكَ إلَيْه
لا ماءٌ وَلا طَعامٌ
يُقيمان صُلْبَك
لا جَمالٌ يُنْعِشُ الرُّوحَ
لا يَمامٌ يَسْبَحُ في السَّماءِ
لا تَرانيمُ مَنْ تُحِب
لا طَقْسٌ مُعْتَدِلٌ
بَيْنَ قَيْضٍ وَصَقيع
ولا أُذنٌ تَسْمَعُ
صَرخاتِكَ العالِية
غيرَ أناكَ المَنْسِيَّة ..
وَحَتّى تَصِل
وَتَلْقى ما تَبْحَثُ عَنْهُ
مُهَيَّأً في انْتِظارِك
كَمائِدَةٍ مَلَكَيَّةٍ
وارِفَةِ الأحلام
سَتَظَلُّ أَيُّها الإنْسان
تَسيرُ وَتَسيرُ وَحدَكَ
ضارِباً في الأرضِ
اليَباب ..
l زُرقة
عَلى الشاطِئِ
يَحْتَضِنُ البَحْرُ
وُجوهَهَم
مُوَلِّينَ ظُهورَهَم للحَياة ..
يَهيمُ المُغْتَرِبُ
بَحْثاً عَنْ وَطَنٍ
في هذا الأُفُقِ البَعيد ..
وَتقولُ المَرْأَةُ الحَسْناءُ
لَيْتَني حُرَّةٌ، طَليقَةٌ
كَهذا النَّسيمِ العَليل ..
وَرَجُلُ دينٍ
بِمِسْبَحَتِهِ
ولِحيَتِهِ الكَثَّةِ
يُرَفْرِفُ عالِياً
مَعَ الأَوْلِياءِ الصَّالِحين ..
وَالمَهْمومُ
يَقْطِفُ مِنْ روحِ
البَحْرِ الصافِيَةِ
نَوارِسَ بَيْضاء ..
وَعَلى مَقْرُبَةٍ مِنْهُمْ
ثَمَّةَ شَخْصٌ
يَنْسِجُ مِنْ هذِهِ الأَحْداثِ
قَصيدَةً زَرْقاءَ ..