1
لم يقتلْني أحدٌ
قتلتُ نفسي
ومشيتُ في جنازتي
ثمَّ عدتُ إلى البيتِ
بكيتُ عليَّ قليلاً
ونمتْ .
2
بَلى ؛
كنتُ حيَّاً في جِنازتي
ولمْ أشأ
أنْ أوقظَ الأموات .
3
أستطيعُ الآنَ
أنْ أخلدَ للنَّومِ
فلقدْ أنجزتُ ترتيبَ الحماقةِ
وضعتُها على قماشٍ أبيضَ
وتركتُها تجفُّ قليلاً
يا لكَ منْ أحمق أيُّها الموتُ
كيفَ نسيتني
وأنا أعدُّ لكَ طبقاً شهيَّاً
من الحياةِ
وكيفَ نسيتُكَ
وأنتَ تُعدُّ لي
مزيداً من الرّمالِ الضَّالةِ .
4
وصلتُ إلى المعركةِ متأخّراً
وضعني الجندُ على حافةِ المدينةِ
انتظرتُ قافلةَ الموتِ فلمْ تصلِ القذائفُ
ثم عدتُ إلى البيتِ
ووجدتني مقتولاً هناك .
5
ذهبوا إلى المعركةِ
وتركوا قمصانَهم الملوَّنةَ
لمْ يعدْ أحدٌ
قَتَلَتْهُمُ الألوانُ
واستبدَّ بنا البياضُ .
6
يا للفجيعةِ
نسيتُ أنْ أضعَ طابعاً
على مؤخَّرةِ القذيفةِ
وليسَ ما يدلُّ على الشُّهداءِ
وإنْ عدْتُ ، مرَّةً أخرى ،
فلربَّما يكونُ لي رأيٌ آخرُ
كأنْ ألقي بنفسي إلى التَّهلكةِ
فيختلف الأحياءُ على موتي .
7
ذهبْتُ إلى النَّومِ مبكّراً
فلقدْ غادَرَتْني القذائفُ
هلِ انتهتِ المعركةُ ؟
انتظرْتُ نصيبي من الغنائمِ :
القذيفةَ التي أخطأتْني
ولمْ تعتذرْ .
8
لماذا تقصفونَ المقابرَ
ليسَ لدينا سلاحٌ نردُّ بهِ
وأعداؤكم الموتى
ليسوا بيننا
كُفُّوا عنْ حماقاتكمْ
واتركونا نُعدُّ لكمْ
واجبَ العزاء .
9
أريدُ عمراً
قصيرَ القامةِ
قـابـلاً للطيِّ
قبـراً صغيراً
قليلَ الرُّطوبةِ
لكيْ أستقبلَ ضيفاً جديداً
كلَّما دعتِ الحاجةُ
فلربَّما يتوهُ المارَّةُ
فيذهبونَ إلى الحياةِ
أريدُ نافذةً صغيرةً
تشيرُ إلى
كوكبِ المعنى .
10
للهِ دَرُّكِ أيَّتها الحياةُ
لقدْ أضْحَكْتِني
حتَّـى كِـــدْتُ أنْ أدْعُوكِ
إلى قبريَ مرَّةً أخرى .
حاكم عقرباوي