تهدف هذه القراءة إلى مناقشة عدد من المحاور التي تمثل بعض أهم الملامح والخصائص الأسلوبية للمنجز السردي للقاص بشرى الفاضل*
يعد القاص بشرى الفاضل من الأصوات الإبداعية التي أثرت في المشهد السردي السوداني عامة، والقصة القصيرة على وجه الخصوص. إذ توفر حكائيته مادة سردية عامرة بالجدة والتنوع والأصالة. وتتميز بالتجريب والمغامرات الفنية الجريئة. بالاضافة إلى الأساليب الجديدة على مستوى الاشتغال اللغوي والأدوات الفنية، حيث يظل يبرز في مجموعاته القصصية المتتالية الطابع اللغوي التجريبي التوليدي الثوري، العامر بالاجتراحات والخلخلة والانزياحات اللغوية، إضافة إلى تسخير الأقنعة والفنتازيا، والمفارقات والتهكم والسخرية الواخزة، التي تنفذ بموضوعاته إلى أفق الاستبطان والتفلسف
وتشكل البيئة الثقافية المحلية والواقع الحياتي اليومي المصدر الرئيس الذي يستلهم ويغترف منه القاص موضوعات وبؤر حكائيته. ومن ثم يشرعه ليلامس به أفق الإنساني الكوني العريض. وقد أسهم ذلك مجتمعاً في ضخ طاقة جديدة في المشهد الإبداعي للقصة القصيرة السودانية. وتميزت تلك المساهمة إبداعية بطاقة جبارة على الحكي المؤنس، متعدد المواضيع والأصوات ومكتنز الدلالة.
الاشتغالات اللغوية
يتميز المنجز الإبداعي للقاص بشرى الفاضل بخاصيتي التجريب والتثوير. الذي يهدف في جميع أشكاله إلى طلاقة الخروج عن مألوف اللغة ومحابسها القاموسية. حيث تعمل تراكيبه اللغوية المتنوعة على تجاوز حدود الإقامة في حيز الثابت والساكن والمستقر. لنجد أن الاشتغالات اللغوية في نصوصه القصصية تعمل وفقاً لذلك على ازاحة كل ما يعيق التداعي الحر. ومن ثم تطويع اللغة لأقصى حدودها لخدمة المتن السردي وإعمار أفقه الدلالي. ويتم ذلك بتقليب اللغة على كافة أوجهها عن طريق اللعب اللغوي بالتراكيب والأصوات وأطياف المعاني ، لتؤدي دوراً مركزياً في إغناء النص وتذخير حمولاته الجمالية والدلالية
ولعل ذلك الاستثمار الخلاق في طاقات اللعب اللفظي والصوتي. وتحويل المفردات، عبر حزمة خروقات لغوية إبداعية منتجة، إلى حقول دلالية ولود، محتشدة بالدلالة هو ما يمنح تلك السرود سمتها الإبداعية ونكهتها الأسلوبية الخاصة
وهكذا فانه يمكننا القول بأن اللعب اللغوي الفاعل والمفعم بالحيوية يشكل واحدة من أبرز التكنيكات الفنية والجمالية للقاص بشرى الفاضل، والتي تتطلب بطبيعتها قدراً كبيراً من الحذق والدربة اللغوية، لتسخير ممكنات اللغة وتوظيفها إبداعياً في تعزيز حس المفارقة، والتهكم والسخرية، وإفشاء الومضات اللماحة في متونه القصصية المتعددة.
ويتمظهر الاشتغال اللغوي في المنجز القصصي لبشرى الفاضل عبر عدد من التقنيات الأسلوبية نذكر منها
الــتـثـويــر الـلـغــوي
ويبلغ التجريب اللغوي عند بشرى الفاضل مرتبة ما يمكن وصفه بامتلاك القاص لقاموس فارق، وفقاً لطبيعته التركيبية والبنائية والاشتقاقية الخاصة. وتتكشف تلك الممارسة النظيمة عن نشوة لغوية عارمة ترفد الدلالة بحمولات تأثيرية وجمالية متصلة. ومن ذلك أن القاص قد ينفذ إلى المعنى المراد عن طريق اللعب على أفق المعنى الاستعاري والاحتمالي والاشاري التنبؤي. وما ينطوي عليه ذلك من تلغيز وايماء وتلميح وتكثيف. إضافة إلى الحرص على ترميز الألفاظ وازاحة معانيها الى دلالات ومعان خاصة ومقصودة. مما يسهم بدوره في دفع المفردات نحو مراتب دلالية قصوى. كما أنه يسهم إسهاماً جزيلاً في دقة التصوير، والسبك والتماسك السردي. ولا يقتصر ذلك على التثوير اللغوي ضمن الفضاء الداخلي للنصوص، وإنما يمتد كذلك ليُحدث أثره في تثويرعادات التلقي، حيث تفترض النصوص قارئا كفئا، قادرا على استكشاف دروبها والمشاركة الفاعلة في إنتاجها، كما سنتطرق لذلك لاحقاً
ويناقش د.الحبوب ما يعرف بـ (مفهوم الفجوات المفرداتية) ، أو تلك الخاصية اللغوية التي تتيح لمتحدث اللغة ” أن ينتج ويستوعب مفردات ليست موجودة في الواقع والممارسة الآنية للمجتمع اللغوي، لكنها ممكنة التكوين والاستيعاب” ويستدل بصياغة مفردة (الطفابيع) ومشتقاتها كنموذج للفجوة المفرداتية.
كما يستعرض بعض الصياغات اللغوية “قد تكون كذلك أصوات أو عبارات، أو جملاً أو حتى نصوصاً غير موجودة في الواقع، ولا توجد ضمن المخزون اللغوي الواقعي لأي لغة، لكنها تبقى ممكنات لغوية. وذلك لأنها تتوافق مع منظومة القواعد الصرفية أوالنحوية أو الدلالية أو الصوتية والنصية-التداولية للغة معينة”.
ويشير د.الحبوب كذلك لدور القارئ: “يجعلنا كقراء منقادين منذ البداية للدلالات التي يجترحها الراوي للكلمة المفترضة ( الفجوة) أو العبارة المستجدة. ومن جهة ثانية يجعلنا مشاركين رئيسيين في الحقل الدلالي لهذه الممكنات اللغوية الغائبة، لكنها حاضرة بعنف في لجة النص السردي. فالفجوات تلعب الدور المركزي في فتح النص على معان شاسعة، وأفق دلالي لا ينضب”.
الاجـتـراح
وقد عمل القاص عبر تجربته السردية الممتدة، على مراكمة رصيد من الاجتراحات اللغوية، عبر تجريب فني جمالي متصل، استطاع بشرى الفاضل أن يذهب به عميقاً دون أن يتردى في فخاخ التكلف، والصنعة والعسف الحداثي. وذلك باجتراح تعابير ماهرة استطاعت أن تثبت جدارتها بالخروج من بطون مجموعاته القصصية لشرعية التداول اليومي (أنظر نحت القاص لمفردة “طفابيع”، التي اصبحت جزءا من القاموس اليومي السوداني، كما يتم استخدامها في كثير من الأدبيات.)
الاشـتـقاق
وهو اقتطاع فرع من أصل لغوي تدور في تصاريفه حروف ذلك الأصل. وذلك بنزع لفظ من آخر بشرط مناسبتهما معنى وتركيبا، ومن ثم مغايرته في الصيغة ليكتسب دلالات إضافية. وغالباً ما يتخذ ذلك شكلاً من أشكال المراهنة على دينامية اللغة وطواعيتها، عن طريق سك اشتقاقات تنحاز لقصدية اثراء القاموس اللغوي، وتوسيع الطيف الدلالي وبالتالي حفز التأويل. وذلك كما أسلفنا بشق صيغ لغوية مبتكرة ومرنة ومحتشدة بالدلالة. إذ يعمد القاص على سبيل المثال إلى اقتناص مفردة بعينها وإعادة تركيبها وتوجيهها دلالياً. أو استنبات تراكيب جديدة بنزع لفظ من آخر، وإكسابه ظلالا لغوية مختلفة. (أنظر مثلاً لظلال المعنى الرديف في لفظ “دواخانات ” كمكان يفترض أن يوفر الدواء للمرضى)، (والخُطبخانة- كحيز خاص لتفريغ الخطب السياسية الجوفاء).
الـمـشتـركـات الـلـفـظيـة
وهي تكنيك لغوي يهدف القاص به إلى تركيب الألفاظ وبناء بعضها على بعض لتخليق صيغ لغوية مبتكرة، وكوسيلة من وسائل التأثير والتوسع في التعبير. فاللفظة المركبة هي التي تتألف من عنصرين لغويين متحدين، وتكون اسما أو صفة أو فعلا. مما يؤدي بدوره إلى اندماج عنصري اللفظة في كلمة واحدة، واستقرار العلاقة التركيبية فيما بينهما. وذلك بهدف صوغ هيئة تركيبية أخرى تنتج عن الدمج. وذلك لغرض معنوي أو لفظي أو دلالي. ويتم ذلك عبر دمج وإدغام مفردتين، والخروج من ثم بمشترك لغوي توفيقي، يعمل في ذات الوقت على توسيع أفق المفردات الناتجة عن الدمج. حيث يحتمل اللفظ معنى يلائم السياق الذي يستخدم فيه، لتشع المفردة بإلالماح والإيحاء. (أنظر مثلاً تسخير القاص لمفردة “حيوالة” كدمج لمفردتي حيوان وآلة- و”هبالة” كناتج هلع و بسالة).
الـلـغـة العامـيـة
وهي مما يستحق النظر والرصد في اشتغالات بشرى الفاضل على خام اللغة، ومن ذلك توظيف العامية كمورد طبيعى غنى وكخامة تعبيرية أصيلة، تسهم بقوة في رفد الصدقية وتماسك البناء الداخلي للنص. ذلك أن استخدام القاص للعامية في متونه القصصية لا يوحي بتوظيفها كخصم للفصحى، بقدر ما يقدمها كرديف مكمل، يظهر اللغة ككيان إبداعي مرن يتسع لثنائية الفصحى والعامية معاً. لتعملا بتساوق يتحقق معه مقتضى القص، دون قداسة متوهمة لكيان الفصحى، أو تنكر ثقافي للعامية كلغة يومية محكية.
ومن ذلك أن القاص لا يكتفي بقصر العامية على حدود الحوار بين الشخوص، وإنما يسخرها فنياً لتتحالف مع الفصحى لتسهما معاً بفاعلية في تعرية منطق الاشياء الداخلي، وفتح النوافذ للقارئ ليرقب خلفيات المشهد الإنساني المركب. .ليدلف ذلك بالقارئ بإنسيابية قصوى، وبأناة محكمة الى مسارب وكشوفات النص الداخلية.( نص المرأة المتحركة مثالاً).
ولا بد لنا أن نقف كذلك عند الهجانة اللغوية الطريفة، التي يتوخى القاص عبرها تضييق الشقة بين الملفوظ والمكتوب، ومؤاخاة العامي بالفصيح. حيث يعمل على توظيف الدفق الطاقوي للصوت، والفيض السمعي المؤثر للكلمات العامية، بما يحولها إلى بؤر دلالية مشعة، كما في حالات تتصل بالحركة أو الصوت أو الشكل (المدافسة والمعاتلة، والمعوعاة والمزازاة، والكعوجة) على سبيل المثال.
الـتـنـاص مع الـحكـي الـشـعبـي
وغالباً ما يتم عبر مستويين رئيسيين:
أولاً مستوى محمولات النص
حيث تحتشد البنى الحكائية بالجريانات التحتية المعبأة بالمرموزات والموروثات والطقوسيات في نزوع وجداني مُلحّ لإاستبطانات المخيلة الشعبية. عبر إشارات وتناصات عميقة المضمون وشديدة الإضاءة، وحيث الواقعي والخيالي وجها حادثة واحدة. وذلك بالانتقال السلس بين الحياتي اليومي والغرائبي الخارق. فالقاص يعمل في عدد من نصوصه على تشييد عالم مرجعي لمتخيله. يقدم فيه للقارئ عالماً بديلاً أو موازياً. بالاستناد على مد القارئ بمعطيات ذلك الواقع الجديد، وبالتالي تعريفه على طريقة مختلفة لإدراك ممكناته. ويشمل ذلك الطاقات الخفية لللكائنات والأمكنة والموجودات. والعلاقات القائمة بينها. ويبدو ذلك أقرب ما يكون إلى نكهة الأدب الياباني التقليدي ببراءته الروحية، وبعده الكوني، ونضجه الفني، وأيقونيته الجمالية المتميزة بالتداعي الحر وعافية الخيال ودقة الأسلوب. سيما في تمجيدها المتصل للطبيعة ومخلوقاتها وأقانيمها، وطاقاتها الداخلية العظيمة. ( انظر للنصوص التي ترصد وتتأمل الكائنات من دجاج أو جراد، كمخلوقات تستباح حرمة وجودها الطبيعي بالذبح والأبخرة الكيماوية القاتلة).
ثانياً مستوى تقنيات السرد
وتقدم النصوص القصصية أمثلة متعددة على التقاليد الشفهية الشعبية التقليدية. ومن ذلك العتبات الافتتاحية والاستهلالات الجاذبة، والمقاطع المسجوعة. وكذلك البنية السردية المرنة، التي تتكيف مع انشغالات الإنسان الوجودية والفلسفية، وخصوصياته الاجتماعية والثقافية. واستخدام الأقنعة من حيوان ومخلوقات غرائبية، بهدف انشاء علاقات جديدة مع الواقع تلغي، الحواجز بين العوالم وتسبر أقانيمها.
بالإضافة إلى استثمار الذاكرة التراثية والشعبية، كما في توظيف خاصية تمديد الصوت في الحكي الشفاهي للتعبيرعن الاستغراق في الصفة، (فالبحر أزراااق وحاجة السرة الخرفة عجوووز). وكذلك التدفق السردي المشحون بحمولات إخبارية متتالية، مع الحفاظ على التوتر السردي، وتنامي النصوص وانفتاحها على ممكنات سردية متوالدة، عامرة بشحنات التأشير والإيحاء. كما هو الحال في نصوص (هاء السكت) على سبيل المثال.
الاسـمــاء
ونجد أن الاسماء تشكل حقلاً بالغ الخصب في النصوص القصصية لبشرى الفاضل. وذلك عبر إعطاء دور أساسي للاسم كنصيب من دلالته الحاشدة. حيث نلحظ أن اسماء الشخوص غالباً ما يكون لها قدر وافر من معانيها، بكل درجات الالماح والإشارة الطاوية. وذلك ملحوظ مثلاُ فى (الرحيل إلى جنة الجراد)، حيث ترتبط اسماء الجراد بوشيجة صوتية واشتقاقية مع حروف مفردة (جراد). ومن ذلك “جريرة وجارد وجبورة”. أو قد تأتي الاسماء منحوتة من كدح الشخوص وأقدارها (أنظر اسم الطفل المستعبد ” فرج ” وأمه المغلوبة على أمرها “الراجين الله” في نص تحولات النقطة وعبدالقيوم الذي يقوم من قبره لينجز حملته الانتقامية). اما فيما يخص اسماء الأمكنة فأن الأمر يرتبط كذلك بطبيعة المكان ودلالته. مثل الاشارة المضمرة في اسم قلعة (حاح)، حيث يساق السجناء بالسياط. وقرية (بؤسسستان)، حيث الشعب غارق في انكساراته وأتراحه.
طـاقـة الـصـوت
ونقف هنا على خاصية أخرى تتمثل في استثمار خامة الصوت ودفقه الدلالي في رفد المشهد السردي. وغالباً ما يتم ذلك عن طريق توظيف كل ما يجلبه الصوت من إيحاءات ودلالات. مثل الإيماء لأبعاد اخرى تزيد من قوة سبك وصدقية المشهد السردي، حيث يتآزر الصوت مع الصورة لقدح شرارات دلالية هامة تسهم في تعبيد مسالك النص وتوسيع حدوده. ومن هنا ينبع اهتمام القاص الجم بالتوثيق للصوت البيئي المحض، والعمل على دقة معالجته صوتياً، ومحاكاته بوزنته السمعية. وتوظيفه من ثم كركيزة أخرى من ركائز النص التعبيرية، لارتياد مستويات حكائية جديدة.(انظر الكحة المضمومة في نص “المرأة المتمحركة”، والاستفهام الحائر للبعير بازل ورفيقته المحزونة).
ويحضر ذلك التوظيف في النصوص القصصية لبشرى الفاضل، حيث تستثمر الأصوات فنياً لتتحول تلك التشكيلات الصوتية إلى حزم دلالية وهابة، تنسج بدورها شبكة إشارية خاصة من الأثر السمعي لأصوات مختلفة كالسعال والهمهمات والغمغمات والزفرات والشهقات. في سعي إبداعي لمضاعفة القوة التعبيرية، عن طريق المزج الخلاق بين القيم الصوتية والتصويرية كما ذكرنا آنفاً.
بشرى الفاضل.*
ولد بشرى الفاضل في عام 1952 بقرية أرقي بشمال السودان، وانتقل مع أسرته إلى الجزيرة في وسط السودان حيث تلقى تعليمه.عمل كأستاذ جامعي ومحاضر بقسم اللغة الروسية، جامعة الخرطوم. قاص وشاعر وكاتب تخصص في اللغة الروسية، ونال درجة الدكتوراه في الأدب الروسي. وقد أفاد من اطلاعه على حقول الأدب العالمي عامة، والروسي تحديداً، وتأثر بأنطون تشيخوف على وجه الخصوص. حازت قصته “حكاية البنت التي طارت عصافيرها” في يوليو 2017 على جائزة كين البريطانية في محور الأدب الأفريقي.
مصادر
الحبوب، عبد الماجد عبد الرحمن 2013 ، دور الفجوات المفرداتية والمستجدات اللفظية في تشكيل الخطاب السردي:حالة نصوص الكاتب بشرى الفاضل
البلال، معاوية 1993، مجلة الخرطوم -العدد الثاني، الهيئة القومية للثقافة والفنون
الفاضل، بشرى 1990، حكاية البنت التي طارت عصافيرها – مجموعة قصصية الطبعة الاولى مطبعة الخرطوم
الفاضل، بشرى 2000، أزرق اليمامة نصوص قصصية،عزة للتوزيع والنشر.
الفاضل، بشرى 2008، فيزيزلوجيا الطفابيع، نصوص قصصية، دار مسارب.
الفاضل، بشرى 2009 (ثلاث مجموعات قصصية) ، دار الحضارة مصر
الفاضل، بشرى 2013، فوق سماء بندر مجموعة قصصية دار مدارات
أمبرتو إيكو (1988)، القارئ النموذجي- ترجمة أحمد بوحسن، مجلة آفاق، المغرب
لمياء شمت