لَمْ يَتَبَقَّ غَيْرُ القَلِيلِ مِنَ الإِنْتَاجِ الجَاَهِزِ ؛ لَمَّا اقْتَرَحُوا عَلَيَّ بَعْدَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ حَدِيقَةً فِي الرِّيفِ . كَانَ هُنَاكَ مَنِ يُرِيدُ أَن يُنْجِزَ تَجْرِبَةً.
جُرْعَةٌ ضَعِيفَةٌ ؛ مَوضِعٌ هَادِئ ٌ سَمَاءٌ خَالِيَةٌ.جَهَّزَ لِي ذَلِكَ الشَّخْصُ بَعْضَ الإِسْطِوَاناتِ .فِي آَخِرِ لَحْظَةٍ أَبْدَى التَوَجُّسَ .
مِنْ نَاحِيَتِي كُنْتُ بَدَأْتُ بشَكْلٍ سَيِّءٍ : انْقِبَاضَاتُ فِي الْقَلْبِ .حَتْمًا أَصْبَحَ غَيْرُ صَالِحٍ للتَّجَارِب ِ.
كَانَ التَّأْثِيرُ عَلَيْهَا جَيِّدًا. مُفَاجَأَة سَعِيدَةٌ أَخَذَتْ مَكَان الْانْزِعَاجِ والمَلاَمِحِ المُنْقَبِضَةِ .
نَالَتْ حِصَّتَهَا ؛ مُهْتَمَّةً ؛ تُمَيِزُ ؛ تُرَاقِبُ ؛ تَصِفُ بِصَوْتٍ هَامِسٍ تحَوُّلاَتِ دَائِرَةِ النَّظَرِ خَاصَّةً ؛ فِي لَوْحَةٍ أو عَلى جِدَارٍ.
الجِهَاتُ النَّائِية فِي غَوْر الْحَدِيقَة تَدَعُ نَفْسَهَا قَابِلَةً للرُّؤْيَا أَكْثَرَ ؛ قالت :
’’ يَبْدُو أَنَّهَا تُرِيدُ جَلْبَ الأَنْظَارِ.’’
هَلْ كَانَتْ تَقْرَأُ مَا يَجُولُ بِخَاطِرِي ؛ كَمَا سَتُفْصِحُ عن ذَلِك لاَحِقًا ؛ أمْ هُوَ أَنَا الذي لاَ يقُولُ شَيئًا فِيمَا تُفَكٍّرُ فِيه هِيَ؟ هَلْ هُو التَّنَامِي المُتَلاَزِمِ لِرِقَّة الإِدْرَاكِ الْبَصِرِي عِنْدَهَا هِي كَمَا عِنْدِي أَنَا ؛ أَنَا الذي فَجْأَةً وَعِنْوَةً تَرَاءى كَمَا لَوْ إِنّي بِصَدَد تحْدِيدِ تَفَاصِيلَ لَمْ تَكُنْ لاَفِتَةً حَتَّى ذَلِكَ الْوقت؟
هَادِئَةً ؛ كَانَتْ تَهِبُ انْفِعَالاَتِهَا . إِنَّهَا الاسْتِكَانَةُ ؛ الثِّقَةُ الْمُسْتَعَادَةُ .يُعَبِّرُ عَن ذَلِكَ الوَجْهُ أَيْضًا ؛ بِشَكْلٍ أَقَل مِن الكَلِمَات ؛ أَقَل بِزَمَنٍ طَويلٍ؛ أَكْثَر تَعَقُّلاً ؛ مُتَغَيّرَا . مَوْهُوبَة حَدِيثًا يَبْدو كَمَا لَو إِنَّها خَضَعت لِلَخْبَطَاتٍ فِيمَا يَخُصّ التَّعَابِيرَ . شَاهدَة عَلى ما قد خَضعَت إلَيه مَجْمُوع الأَعْضَاء ؛ إِبَّان التَّجْرِبَة عِنْد مُخْتَلِفِ الاخْتِبَارات وَعَلى مُخْتَلَف الأصْعِدَة بأَعْضَاء مُخْتَلِفَةٍ وبشَكْلِ مُتَتَالٍ.
طلْعَةٌ مُنْقَبِضَةٌُ ؛ فِي طَوْر ِ التَّمَاهِي ؛ مُوَظَّبَةٌ من الدَّاخِلِ . بَيْنَما كَلِمَاتٌ رائِقَةٌ لاَ تَكُفُّ عن التَدَفُّقِ : تَنَافُرٌ خَفِيفٌ أَحْيَانًا وَأَحْيَانًا أُخْرى شَديدُ التَفَرُّدِ .
جَفِلَتْ بِشَكْلٍ لاَفِتٍ لِمُلاَحَظَةٍ سُقْتُهَا بِخُصُوصِ هَذَا الْمَوضُوعِ. هَكَذا إذا هِي لا تُتَابِعُ مَا يَحْدُثُ ! تَجْهَلُ إِنَّهَا مُحَاصَرَةٌ.
فِي الأَثْنَاءِ يَتَوَاصَلُ فِي تَدَرُّجٍ ارْتِجَاجُ مُحَيَّاهَا ؛ تَعِبًا ؛ مَشْدُودًا؛مُتَحَفِّزًا ؛ مَشْحُونًا ؛ ثُمَّ مُتَمَلَّكًا ؛ ثُمَّ مُصَابًا مَرّةً أُخْرى ؛ مُتَشَظِّيًا مَنْقُولاً ؛ مُتَفَسِّخًا ؛ خَالِيًا أَخِيرًا وَقَدْ فَقَد تَنَاظُرَهُ ؛ مُضَاءً ؛ دُون أَنْ تَعْبُرَهُ وَبِشَكْلٍ مُتَطَفِّلٍ أَعْمَارٌ مُتَعَدِّدَةٌ وَتَحَوُّلاَتٌ غَير مُنْتَظَرَةٍ مَفضُوحَةٌ تَنْكَشِفُ دُونَمَا سَبَبٍ وَهْوَ مَا حَبَّبَني في تَأَمُّلهِ .غَيْرَ إِنََّ كُلَّ هَذَا كَان سَرِيعًا ومُتَفَرّقًا.
لَقَدْ أَظْهَرَتْ؛ دُونَ أَن تدْري وفِي وَقْتٍ قَصِيرٍ عَائِلَةً من الوُجُوهِ مُثِيرَةً للاسْتغراب ؛ عَدا الأَسْلاَفِ وَتِلْكَ التي هِي للْوَالِدَيْنِ (البعيدين أوْ القَريبين)
عَائلَة مُمْكِنَةٌ في تَطَوُّرها المَجهُول وبالتَّأكِيدِ ؛لَم يَكُن بإِمكَان أحَدٍ أَن يَرَاهَا فِيهَا إلى حَدِّ الآنَ ؛ذَاتْ سِمَاتٍ مُتَضاعِفَة سَتَبْقى طيلَة حَيَاتِها قَابِلَةً للظُّهُور الواحِدة ضَرَرًا للأُخْرى ؛ تقَاوم من سَتَمْتَلِكُ الأخرى ؛ هَكَذا وبِفِعْلِ الأَعْضَاء والْغُدَد مُتَعَدَّدة الإصاباتِ ؛ هِي فِي صِلَةٍ بِالمَزَاجِ الْمُتَعَالق الذي تم الإفْصَاحُ عنه خِلاَل دَقَائق مَعْدُودة ؛ خَال ؛ مُنْبَسط وهي لا ترَاه وَلا تَشكُّ فيه وتُواصِل استعراضه بِبَرَاءَةٍ.
من أجْلِ هَذِه السِّمَات الْمُخْتَلِفَة ؛ أَرى إِنَّهَا تَتَوَفَّرُ عَلَى دزينة معقولة إِن لم يكن عشرين شَكْلاً طَارئًا ؛ قُلُوبًا أَو أَمْزِجَةً هكذا كَان يَجب عليَّ أَن أَقُول.
إِنَّه لَإِلْهَامٌ غَرِيبٌ ؛ لَيْس لِي ما يُمْكِن أن أَفْعَلَه حيَاله دون أدْنَى شَكٍّ؛ هي أيضا ليس لَها أَن تبْحَثً عَمَّا يُمْكِنُ أن تَسْتَخْرِجَهُ منه ؛ لن تَفْحص المِرْآَة لِتَتَعرَّف وتَتَعَشَّق مَلاَمِحَها الجديدة وشكلها الجديد وتلمحه ؛ كما تَعْمَد نساء كثيرات مثلها لفعل ِ ذَلِكَ .
لَن أَقُول َ أَيَّ شَيْءٍ وَلَيْس لِي أَيُّ تَعْلِيقٍ عَن هَذا اللَّعب الْغَرَائِبي بالأَقْنِعَةِ ؛ الذي يَتَوَاصَلُ ؛ مَرِنًا بِلا مُبَرَّرٍ ؛ بلا جدْوى بلا حَاصِلٍ.
فِى الأَثْنَاء؛ جَعَلني قَلْبِي الذي من لَحْمٍ وَعَضلاَت في صدري ؛ أَتأَلَّمُ ؛ مُسَبِّبًا مغَصَّات ؛ غَثَيَاناتٍ وأَفْكارًا سيِّئَةً.
وقَدْ أَدرَكُوا انْقِبَاضِي جَهَّزُونِي بِوَسَائِد وَكُرسيل قُبَالة الحَدِيقة وهْو مَا مَكَّنني من مَوْضعٍ جَيِّدٍ ؛ ما نَتَجَ عَنْه بِدَايَة ارتِيَاحٍ .
ثَمَّة عَتْمَةٌ تَرْفُضُ أَن تَتْرُكَنِي وَمُجَرَّدُ مُحَاوَلَتِهَا كَانت عَلى الأَقَلِّ سَتَزِيد من أَلَمِي وتَمْنَعُنِي من الهُجُوعِ .
إسْطِوَانَةٌ . تَمَّ تَشْغِيلُ قَصِيدةٍ ثُمَّ أُزِيحَتْ . لَمْ أَكُنْ أَرْغَبُ فِي تَدْرِيبٍ أوروبي ومِن ذَلِكَ العَصْرِ.
تَلاَ ذَلِكَ ؛ إسْطِوَانَةٌ أُخْرَى من المُوسِيقَى الكَارْنَاطِية . فِي لَحْظَةٍ غَيْر مَسْمُوعَة بَدَت النُّوتَاتُ الأُولَى كَمَنْ يَطْرُقُهَا مِنْ دَاخل الأُذن . هِي مُوسيقى كَمَا لو لَم نَسْمَعْ مَثِيلاً لَها عن قرب فيِ الْحَيَاةِ مِن قَبل . تَقْطِفُنَا فِي الطَّرِيقِ . قُوَّةُ الهِنْدِ الداخلية ؛ أَشَدُّ حِدَّةً ؛ تَجْلِبُ الرِّفْعَةَ ؛ تَدْفَعُ نَحْو السُمُوِّ ؛ حَليف الدفء ؛ دفء غير مَخْصوص .
كَمَا يتدَفّقُ المَاءُ في سَرِيرِنَهْرٍ ؛ كَذَلِك تَتَدَفّقُ المُوسِيقى في سَرِير كَياني ؛ رَاعية؛
بَاعِثَة الرَّحَابة والتنفُّس في الرَّحَابة .
غَاب وَجَعِي والخَوف أَيْضًا.
كان مَنْسِيا.
بأُسْلوبِها المتفرِّد ؛ من خلال َ تَكَسُّرَات مُخْتَلفة الطُّرُقِ وخَاصَّةً بِطَرِيقة غَريبة غَطَّت الموسيقى الموالية كُلَّ شَيء .
……………………………………………………………..
ثُمَّ أَلْفَتْ نَفْسَها تَائِهَة فِيَّ ؛ تَائِهَة بِمَا إِنَّهَا مُستقِلَّة وسط بَحْرٍ أكثَر اتِّسَاعًا.
وَكَانت الْحَديقة حَاضرة ؛ حَاضرة بِشَكْلٍ آَخَرَ مُخْتلِفٍ تماما.
مُنْذُ الْبَدْءِ كَان هُناكَ عُمْقٌ شَفِيفٌ أَدْرَكَ أَقَاصيه. يَتَعَلَّقُ الأَمْرُ الآنَ بِشَيء آَخَر مُخْتَلِفٍ تمَامًا ؛ بل بحَديقة أُخرى غير هذي .
دون أن تَتَوَضَّح التحَمَت الموسيقى بها ؛ ولم يكُن لديَّ عَن هذَا الالْتِحَام أيَّة فكرة ؛ كان بدرجة من الحَميميَّة حَتَّى إنَّني نَسِيته ؛ التِحَام قَوي مُتَفَرِّد بِتلك الشَّجرة المتسلطة حيث توجد ؛ بتاجها المضاعف الكَثِيفِ الأَوراقِ ؛ القَلقِ ؛ القَلقِ دونما توقف ؛ في حركات غير متساوية ؛ ضاجِّ ؛ أَحَاطت به نسمة أَصْبَحَت ’’ شهوانية’’ ؛ تبدو كما لو إِنَّهَا غير مَسموعة.
مِئات الأَفْنَان والأَورَاق مضت وكما مالت تنشَّقات غبية جعلت منها أَصْواتُ ’’ فينا’’ الَّلامرئيَّة سخِيَّةً ؛ طَبيعيَّةً ؛ طَافِحَةً بِشَكْلِ مُدْهِشٍ.
وَأَنا أَدْخُلُهَا ؛ مَارَّا من الأَمَامِ ؛ رَاَيْتُهَا كَانت بِلاَ صْفَةٍ وَبِلاَ طِرَازٍ ؛ لَم تَكُنْ تَعِدُ بِالكَثير ؛ حَدِيقة مَا ؛ انوَجَدَت خَرْسَاء ؛ دُفْعَة وَاحِدَةً ؛ وإِذَا بِهَا حَديقة فردوسيَّةٌ … وَأَنا في الأمام على بُعْد خُطُوات ؛ وبِشَكْلٍ طَبِيعي إِلى دَرَجَة لَمْ أَعْرف مُنْذ مَتى وَأَنا هُنا ؛ في حَديقة الْحَدَائق ؛ وهي تسْطو عليك دون أي شَيء آخر في العالم ؛ حتَّى الزمن لا َيُمْكِنُه أن يَتَجَاوزَها ؛ حَديقة فردوس حقيقية ؛ لَن تَحْلم بِأَي شيء آخر.
كان من المُمْكِن إِذًا ؛ حيْث لاَأُبَّهة ؛ لا َثُعْبَان ؛ لاَ إِلاَه مُؤَدِّبٍ ؛ لَيْس ثَمَّة سِوى الْجَنَّة غَيْرَ المَاْمُولة . وَبِدُون أَيِّ حَاجَة للتَّحَرُّك أَمَام تلك الشَّجَرة في الْوَسطِ ؛ ذَات التَّاجِ المُتَّسِعِ ؛ ذَات الأَوراقِ المُصْفَرَّة الضَّخْمَة ؛ المُذَهَبة الْمعلنة عن الخريف القادم.
تَوَهَّجَت نِسْمَةٌ ؛تُوقِظُ الأَفْنَان النَّاعِسة والأَورَاق الذَّابلة ؛ ذات الرَّحابة الطَّاغية مُعَبِّرة عن غِبْطَة ؛ غبطة فِي أَعْلى دَرَجَاتِهَا؛ ورَغْبَة أَشَدُّ من الغِبْطَة ؛ غبْطَة من جَمِيع الأَشْكَال المَمْنُوحَة واللَّحْظة القَادِمة ؛ مُنتزعة ؛ مستعادة ؛ مُسْتَعادة وَمَمْنُوحة مَرَّة أُخرى من أجل التقاسم والإجلال ؛ من أجل الموهبة الولهانة
عَالَمُ الشَّرْق الْمُهَيَّجِ كَان َ هُنا وَاحِدًا وكُلاًّ مُعَبِّرًا عَن أَوج الانتشاء ؛ باسم الكلِّ وباسم الأَرضِ.
مَا يُمْكِنُ أَنْ تَرْسُمَهُ الأَفْنَانُ وَالأَوْرَاقُ ؛ لَيْس بِإِمْكَانِ أَيِّ ذِرَاعٍ كَمَا إِنَّه ليْس بِإِمْكَانِ جَسَدِ امْرَاَة أَو رَجُلٍ ؛ لَيسَ بِإِمْكَانِ أيِّ رَقْصَة بَشَرِيَّةٍ أَو حَيَوانِيَّة أن تُحَقِّقَهُ.لَقَد كَانت فَيَاضَانَاتِ ؛ فَيَاضَانَات لَيْسَ لَها أَن تَكُفَّ ؛ مَرِنَةً ؛ وَفِي كُلِّ الاتِّجَاهَاتِ مَعَ لاَمُبَالاَة مَشْفُوعَةٍ باسْتِرْدَادَات غير مُنْتَظَرَةٍ في اللَّحْظَة المُتَحَرِّرَةِ اللامُتَجَاوَزَةِ.
جُثُوات ؛ تَضَرُّعَات ؛ احتبَاكَات ؛ خَلاَصات ؛ اقتلاَعَاتٍ ؛ غَطْسَات في الأَمَامِ ؛ انسِحَابَاتٍ ؛ تَرَاجعَاتٍ ؛ مُعَانقَات أُخْرى وَدَائِمًا نَحْو الأَقْصَى ؛ فِي كُلِّ وَرَقَةٍ ؛ فِي كُلِّ غُصْنٍ أضْحى كَائِنًا عَاشِقًا ؛ يُعِدُّ وَيُعِدُّ مَرَّة أُخْرى أخْشَع الرَّكَعَات فِي تَعْبير عَن إجْلاَلٍ لاَنِهَائي حَيْث من زَمَنٍ بَعِيدٍ قِيل إِنَّ كُلَّ مَقْطوعَةٍ أصْبَحَتْ الْكُلََّ تُريد أَن تُثْمِر أَخيرًا دونما تعب أو انهاكٍ ..وفي سُمُوٍّ.
لأَنَ هَذه الفَيَضَاناتِ وَهْي مُغْتَبِطَةٌ وَجَدت لَهَا مَوضِعًا عِنْد قِمَّة الشَّجَرة ( ولا استغرب ذلك ) عند شجرة جَوزٍ عَتِيقةٍ ذَات تَاجٍ فَسِيحٍ ؛ نَادر جِدًّا من حَيْثُ جَوهَرِه . تَاجٌ مُضاعَفٌ كَأَنَّهُ ثُلاَثِي ؛ كَأَنَّه بِلاَ شَبيه ؛ سِرْب حَيْثُ كُلُّ عُضو يَنْدَفِعُ دونَمَا ارهَاقٍ وبِشَكْلٍ مُتَتال إلى الأَمَام ؛ يَنْسَحِب؛ ليُعَاود الانْدفَاع دون استراحة.
تَهَيّجَات بِلا أَشْخَاصٍ ؛ حَيْث إِنَّ جَمِيع الأَجْزَاء ؛ فروع ؛ أورَاق وأَفْنَان كَانت أشْخَاصًا بَل أَكْثَر من أَشْخَاصٍ ؛ مُهْتَزَّة بأكْثر عُمْقٍ ؛ أَشَدَّ ارتِبَاكًا مُرْبِكَةً.
مُنْفَرِدَة ؛ لَيْسَ جَمَاعِيا ؛ في إِيقَاعٍ مُتَسَارعٍ مُسْتَولٍ عَلى كُلِّ تَكَاسُلٍ حيث ليست الريح الحقيقية وحدها هي المسؤول الرئيسي .
يَنْحَني الوَرَقُ إلى الأسْفَل بِسُرعة ثُمَّ يَنْدَفِع متصَاعِدًا؛ ثم مسْحوبًا إلى الْخَلْفِ ؛
ثُمَّ يَرْتحل دونما تعَبٍ إلى التجاوز اللاتعِبِ ؛ مُتَجعِّدا كَأَنَّه غير متجعد بوحشية وَهْوَ حصِيلَة لِنَوعِ من الْقَدَاسَة في سُمُوٍّ فَريدٍ.
جَمَالُ الاخْتِلاَجَات في حَدِيقة التَّحَوُّلات .
إرواءٌ ولاَ إرْواء يَرْتَحِل من الشَّجَرة إلى انخِطَافَات الرُّوح ؛ نِدَاءات إلى الظَامِئِين ؛ نداءَات مَسْموعة ح محتفل بها.هَذ÷ التكْملة المنتظرة منذ الأبد تَمَّ تلقيها ثم إيداعها.
الإحساس اللامتناهي-عدم الإحساس في حضرة موعده.
وَتَنْفَتِح ؛ تَنْغَلق الرَّغْبَة اللامتناهية ؛ نبضات لا تفتر بين الأَرْضِ والسَّمَاوات –غبطة بَلِيَتْ- وَحْشِية مَجْهولة مُوفدة إلى تَلَذُذ أَعْلى من كُلِّ تَلَذُّذ ؛ ،ضحو اختراق في اتِّجَاه الأَعْلى كَمَا هو في اتجاه الأَعمق حي يظَلُّ الغَامض سِرًّا مُقَدَّسًا.
فقط يَنْضاف إليه يَلْتَحِمُ به أَكثر ( آتية من حيث لا ندري) تقطيع رزين للجمل الشعرية ؛ إيقَاع قوي ؛ أصَمُّ لَكِنَّه وبالتَّسَاوي داخلي ؛ كَمَا هي دَقَّات القَلْب التي كان من الممكن أن تكون موسيقية .قَلْب نابض في الأَشْجَار وهو ما لاَنَعْرِفُه عَنْهَا وَهْو ما أَخْفَتْه عَنَّا؛ سَليل قَلْب نَبَاتي كبيرٍ ( من الممكن أَن نقول كوكبي) قلب مشارك في كُلِّ شَيء ؛ مُسْتَعاد ؛ مقبوض عليه أَخِيرًا ؛ غامْض عند أُلَئِك المَسْكُونين بالانْفِعَال المُطْلَقِ ؛ ذَلِك الذي يُصَاحب كُلُّشيء وَيَحمل الكونَ.
هنري ميشو ترجمة عبد الوهاب الملوح
شاعر ومترجم من تونس