شاعر أرجنتيني من أصل إيطالي
(1885-1968). لم ينشر في حياته
سوى كتاب واحد( أصوات،1943) كان كافياً ليجعل منه واحداً من أبرز شعراء أمريكا اللاتينية في القرن العشرين وأكثرهم تأثيراً . احتفى به كتّاب من أمثال بورخيس، هنري ميلر، روبرتو خوارّوث، رايموند كينو، وروجيه كايوا. وعدّ أندريه بريتون كتابه «أعذب ما كتب باللغة الإسبانية في النصف الأول من القرن العشرين». ترجم الكتاب الذي بات واحداً من كلاسيكيات الكتابة الشذريّة إلى لغات عديدة.
جاء نهاريَ العظيمُ وانقضى وما دريتُ؛ فهو لم يعبر الفجر حين جاء ولا الغروب حين رحل.
في رحلتي عبر غابة الأرقام التي تُسمّى العالم أحمل الصّفر كمصباح.
الشجرة ُ وحيدة، الغيمة وحيدة، كلّ شيء وحيد، حين أكون وحيداً.
أردتُ بلوغ الاستقامة عبر الدروب المستقيمة. كانت تلك بدايةً خاطئة.
ما أقوله، من يقوله يا ترى؟ ولمن؟
يمضي الإنسان حياته وهو يقيس، وهو ليس مقياساً لشيء، حتّى لنفسه.
البحر الذي تضعه في قطرة ماء يخفي قطرة ماء.
الوردة التي تحملها في يدك وُلِدت اليوم، والآن عمرُها نفس عمرك.
السير المستقيم يختصر المسافات… والحياةَ أيضاً.
لا شكلَ للوجع الإنساني حين يكون نائماً، فإذا أُوقظ اتخّذ شكلَ من أيقظه.
إنّ من يمضي من نارٍ إلى نارٍ، من البرد يموت.
يكاد يكون الخوف من أن نكون ذواتنا هو دائماً ما يدفعنا للوقوف أمام المرآة.
كلّ حقيقة تصدر مما ولد للتوّ؛ ممّا لم يكن.
إذا كان عليك أن تغلق النافذة التي تنظر عبرها؛ فلتغمض عينيك أولاً.
يفتحون لي باباً،أدخلُ، فأجد نفسي أمام مائة باب مغلق.
الحيوان الذي يحمله الإنسان في أعماقه هو دائماً في سنّ العشرين.
أعتقد أنّ أجمل عينين هما اللتان بكتا أوّل مرّة.
كلّ الشموس تجتهد في أن توقد شعلتك، وميكروب واحد يطفئها.
جُزر، جسور، أجنحة: حيواتي الثلاث منفصلة، ميتاتي الثلاث مجتمعة.
لأنهم يعرفون اسم ما أبحث عنه، يظنّون أنّهم يعرفون ما أبحث عنه.
وجدت أروع الأزهار بين الأزهار السّاقطة.
إنْ وُلِدَت زهرات،والوقت ليس ربيعاً، فلا تدعها تنمو.
نحن ندرك الفراغ حين نملؤه.
بِسعْينا إلى إنقاذ ما كنّاه، نخفق دائماً في أن نكون نحن .
خسارتي كانت مضاعفة ؛ لأنّني أيضاً ربحت.
منذ صرتُ الوحيد الذي يعرف ما يصيبني لم يعد يصيبني شيء.
الأزهار عديمةُ الرائحة مدينةٌ للأزهار الفوّاحة بكونها تسمّى أزهاراً.
حين يدرك المرء أنّه ابن معتقداته يفقدها.
لو كان للإنسان أجنحة لَهَوى أكثر.
الألم لا يتبعنا. إنّه يسير في الأمام.
لا تعني المسافات شيئاً ؛ فكلّ شيء هنا.
أحياناً أحلم بأنَي مستيقظ ، فيكون الأمر كما لوكنت أحلمُ حلمَ حلمي.
للحقيقة أصدقاء ٌ قليلون، وهذه القلّة تنتحر.
وحده الجرح يتحدّث لغته الخاصّة.
إذا كان الإنسان في الكون يساوي تماماً الكون في الإنسان؛ فلماذا الإنسان والكون معاً، لمَ ليس الإنسان فقط أو الكون فقط؟
الطفل يعرض لعبته، أمّا الرجل فيخفيها.
طَعْم ما هو «لي» ليس مرّاً، لكنّه لا يُطعم أحداً.
حين صنعتَ منّي آخر، تركتُك برفقتي.
إنْ أنا لم أنس منك شيئاً قط، فلن أعثر على الجديد فيك أبدا.
منذ وقت طويل لم أعد أسأل السماء شيئاً،ومع ذلك ظلّت يداي ممدودتين.
من يمكث طويلاً مع ذاته ينحطّ.
الجناح ليس سماءً ولا أرضاً.
كلّ شيء يوجد بفعل ما يحيط به من فراغ.
تكلّفني نعمة البصر أن أفتح عينيّ على كلّ ما لا أودّ رؤيته.
يليق بك أن تحمل في يدك وردة، لا خنجراً؛ فبالوردة يمكنك أن تَقتل أيضاً.
أنا أدرك أنّ الكذب خداع وأن الحقيقة ليست كذلك، لكنّ كليهما خدعني.
ما أكثر من يتعبهم الكذب فينتحرون بأوّل حقيقة تصادفهم !
كلّ شيء مثل الأنهار : مِن صُنْع منحدَر.
السلاسل التي لا أودّ تحطيمها ليست بالسلاسل، لكنها تصبح كذلك إذا حطّمتُها.
شجرة وردك الجوريّ تحمل وروداً لا تحصى ليس بينها وردة واحدة زائدة، لذا لن أقطف وردة من شجرتك.
في حياتي رأيت كيف يصبح كلّ شيء أقل ممّا هو عليه، تارة لأنّه أقلّ، وتارة أخرى لأنّه أكثر.
قريباً منك، أنسى الخير الكامن فيك، وبعيداً عنك، أنسى ما فيك من شرّ.
أنقى ما فينا يمتزج بالعدم؛ لأنّ نقاءه بلا صوت ويكاد يكون بلا ضوء.
يبدو العميق، إن نظرنا إليه بعمق، سطحاً.
هل حدث أحياناً، في أبديّة ما، أن كانت الأشياء هي الأشياء ، و ليس ذكراها؟.
يدور الإنسان ويدور، ثمّ يتوقّف في مكان لا يتوقّع فيه شيئاً… وينتظر.
الرجل الوحيد كثيرٌ بالنسبة لرجل وحيد.
المُرّ، إن صدر من نبع عذب، يكون مرّاً حقّاً.
أشياء عديدة، لكي تبرهن لي أنّها غير موجودة، صارت ملكي.
إن لم تكن مضطراً لتغيير الطريق؛ فلم تغيّر الدليل؟
أشعر أنّني أكرّر نفسي ،عندما أكرّر الآخرين، لا نفسي.
خلف الوردة، نلمح أحداً ما.
اليوم، لا أستطيع أن أصدّق أنّ آخرين قد وجدوا الدفء حيث وجدت أنا البرد.
أؤمن بالله،لا من أجله ولا من أجلي؛ بل من أجل من يؤمنون به.
ما أكثر من يتعبهم الكذب فينتحرون بأيّ حقيقة كانت !
الحلم الذي لا يتغذّى بحلم آخر يتبدّد.
كلّ شيء مثل الأنهار : مِن صُنْع منحدَر.
الشيء الجميل هو دائماً شيئان : شيءٌ وجمال. وهما لا يمنحان نفسيهما معاً أبدا.
ثمّة اسم أخشى إن نطقت به أن يغدو جُملة … فلا أنطق به.
ثمّة أشياء ، لفرط ما ملكناها، ننساها.
أظنّ أنّ أوجاع الروح هي الروح،لأنّ الروح التي تشفى من أوجاعها تموت.
في الشارع، لا شيء سوى الشارع. في بيتك، لاشيء، ولا حتىّ الشارع.
تكفي ،لإثراء الروح، كلّ تعاسات العالم، ووردة منه.
الحجر الذي أمسكه بيديّ يمتصّ شيئاً من دمي فينبض.
من هو في داخله بلا نهاية، لا يرضى بالنصف متر الذي تهبه إياه قدرته في الخارج.
أحياناً أنشغل بنفسي، لكني أنسى ما معنى : أنشغل بنفسي.
في هذا العالم ،كنت أعرف أن الخير يقتلني، لكني كنت أظنّ أن الشر يقتلني.
نعم، لقد سمعت كلّ شيء. لا ينقصْي الآن سوى أن أصمت.
لأنني أحبّك، أودّ لو أجعلك تؤمن بكلّ ما فقدتُ إيماني به.
من وَهبوا أجنحتَهم يشعرون بالحزن لأنهم لم يروها تطير.
من يقول الحقيقة لا يكاد يقول شيئاً.
ما الذي نفعل، يا إلهي ! … وماذا بوسعنا أن نفعل، ياإلهي؟
لماذا، وأنت تسقط في الهاوية، تتوقّف للحظة؟
في كلّ خطوة ألقى ما أضعت؛ فأتذكّر أنّني أضعته.
الليل عالم ٌ يضيئه الليلُ نفسه.
يحيا الإنسان على أمل النجاح في أن يصبح ذكرى.
قبل أن أمشي طريقي ،كُنْتُه.
ما أراه يقول لي إنّي أعمى.
لم يعد قريباً منّي سوى البعيد.
لو كنتُ كالصخرة لا كالغيمة، لهجرتني فكرتي التي تشبه الريح.
كنت لنفسي التلميذ والمعلّم. تلميذ جيّد ومعلّم رديء.
ثمة نيران تمنحك الدفء عن بعد والبرد عن قرب.
أنت لا ترى نهر الدموع، لأنّه ينقصه دمعة منك.
من يفتح كلّ الأبواب ، في وسعه أن يوصدها كلّها.
من يحفظ رأس الطفل فيه، يحفظ رأسه.
إنّنا لا نبلغ اليقين إلا سيراً على الأقدام.
لا تكتشف! ربّما لاشيء تحت الغطاء. ولا يمكن أن نغطّي « لا شيء» ثانيةً.
ما من أحد بوسعه أن يسمّي الطيبة طيبةً، بالنظر إلى ثمارها.
وأمضي قاتلاً للشرّ داخلي؛ لكي أبقى قدّيساً، أو منتحراً، أو مجرماً.