يا صديقي، أنا
عالقٌ بين ذاتين:
ذات تسيرُ مع الركبِ
لكنَّها حالمةْ
أن تقودَ القطيعَ إلى غدِهِ ..
وإلى خاتمةْ
ثم أخرى تَجاوزُ
أحلامَ تلك..
لتبتكرَ الرحلةَ
القادمةْ
إنما لا تعودُ..
ولا تشتهي أنْ تعودَ
وقد أصبحتْ عالِمةْ..
وتشكِّك في الرَّكْبِ..
والدَّربِ..
والبَدْءِ..
والخاتمةْ
ثم تشعرُ مع كلّ ذلكَ
في ذاتِها أنها
ظالمةْ
j h j
فإلى أين يحمِلُكَ الشعرُ ..
والفكرُ..
والفلسفةْ
وإلى أين تجمحُ
ذاتُك مسرعةً
والبلادُ، بكلِّ أزقتها،
أصبحت سلحفةْ
وإلى أين والطرقُ
الـ كنتَ تعبرُها..
لمْ تلِدْ أرغِفَةْ
ثمَّ هلْ كلُّ هذا
الذي الآنَ تعرِفُهُ
كان لا بد أن تَعرِفَهْ؟
لستَ أنتَ..!
فكيفَ تعودُ..
وتَرْدمُ ما بينَ ذاتيكَ
كيفَ إذَنْ تنتقي لكَ
مِنْ كلِّ هذا
الشتَاتِ
صِفَةْ؟
j h j
العِبَارَةُ يا صاحبي اتَّسعَتْ،
إنَّما فِكْرتي
لمْ تزَلْ ضَيِّقَةْ
عَيْبُها ليسَ في مَتْنِها
إنما لم تَعُدْ بين
ذاتي وذاتي ثِقَةْ،
لمْ تعُدْ بينَ
أفكارِنا منطقةْ،
لمْ يَعُدْ في يدِ
النارِ سرٌ ..
لكي نسرِقَهْ
ولهذا أنا أكتبُ الآنَ..
لا لأرُدَّ القطيعَ
إلى رُشْدِهِ
إنما أكتبُ الآنَ
كي أُطلقَهْ ..
—————–
عبدالعزيز الزراعي