بداية عام مبشر – فاتحة خير – للكتاب العُماني، باب باتساع الكلمات.
سعدنا بما يلائم هذا الفرح.. وهل للكتاب غير الفرح وبهجة الروح الغامرة بشغف الابداع وحب المعرفة.
جاء معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الرابعة عشرة المنعقدة في (24/2 – 6/3/2009) مبشراً بما تم الانذار عنه بضعف الاصدار العُماني في (2007- 2008) دون سواه في محيطه الاقليمي والعربي والذي تمت مناقشته في ندوة خاصة بالنادي الثقافي في شهر فبراير والأمل المنشود حول معرفة المعوقات التي تعترض وجود الكتاب وطباعته ونشره – هذه اشكالية مزمنة نوقشت كثيراً- وهناك نقاشات كثيرة تجاوزت العقدين من الزمان حول أهمية وضرورة وجود استراتيجية وطنية للنهوض بالثقافة في عُمان حيث الأمر يدعو الى نوع من الدهشة والاستغراب، كل هذه المدة.
لقد قُدر لهذا الاصدار العُماني (هذا العام) بتنوع المعارف والاتجاهات (سرد «قصص وروايات»، شعر، مسرح، كتابات في السينما، مقالات ، دراسات، ما يسمى بالنصوص المفتوحة، كتيبات لمعارض في الفن التشكيلي، كتيبات في التصوير الضوئي، اعادة طباعة واصدار كتب سابقة) واصدارات أخرى في الفقه والشريعة واصدارات في الشعر الشعبي لتضيف رصيداً آخر الى أهمية تواجد الكتاب العُماني خلال انعقاد المعرض وقبله بقليل، وانه أي الكتاب سيظل الأفق المفتوح للمعرفة التي لا غنى عنها لنا.
وما مثله هذا الحضور سواءً في احتفالية المعرض كتظاهرة ثقافية هامة ومهمة او كسلوك حضاري جعلنا نبتهج بهذه الاصدارات وهذا المعرض الذي ضم في جنباته الكثير مما نرغب في تواجده من كتب متنوعة.
هذا المعرض المعرفي.. وإذا كان ثمة من قول فانه سيكون رائعاً لو تمت توسعته مستقبلاً (المنافسة والاختيار للكتب لصالح المقتني لها) مع ضرورة وجود فعاليات مصاحبة ترتقي بما هو فيه وعليه. وان تكون الفعاليات أكثر طموحاً وتلبية لرغبات الجمهور من المحبين لهذا الملتقى السنوي الذي استقطب في دورته الاخيرة قرابة 600 ألف زائر (حسب الاحصائيات المنشورة).
عودة الى الكتاب العُماني الذي فاجأنا وفي الآن نفسه أبهجنا وأظهر أن الجيل الجديد من الكتّاب العمانيين قادمين بقوة فلأول مرة يصدر هذا الكم من الاصدارات دفعة واحدة (قرابة 50 عنواناً).
كما ان هناك اصدارات فقهية ومعرفية لم يتسن لي متابعتها لكن ايضا كان لها تواجدها في المعرض.
وقد تم تتويج هذه الفعالية في معرض الكتاب ولأول مرة أيضا كسلوك حضاري متميز ما قامت به الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء باختياراتها لأفضل الاصدارات العُمانية (2008- 2009) وتكريم الفائزين في ستة حقول ابداعية تحت رعاية معالي السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي الذي كان له دور مهم في دعم اصدارات جمعية الكتّاب (10 اصدارات) الى الوجود.
كما يأتي تحرك الجمعية وتنشيط فعالياتها بتلك المرونة والحيوية بمؤازرة من وزير مُحب للثقافة معالي السيد علي بن حمود البوسعيدي بصفة خاصة (هذه دعوة للآخرين..).
أتمنى من جمعية الكتّاب الاستفادة من تظاهرات المعرض لأن يكون لها أولا: جناحها الخاص في المعرض القادم يضم ابداعات من نشرت لهم وأيضاً للذين ينشرون على نفقتهم ولا يجدون من يوزع لهم كتبهم من المثقفين العُمانيين والمقيمين في السلطنة.
ثانيا: تكريس هذه المسابقة سنوياً (الافضليات) في معرض الكتاب كقاعدة ثابتة.