سعيد منتسب
قاص مغربي
قبل قليل، رأيتها من نافذة غرفتي تقترب من الركيزة المحاذية للضفة الغربية لبحيرة «الكايمن الأسود». كانت تعتلي الصخرة الوحيدة التي تنتهي أطرافها إلى أعماق المياه. ليست وحدها، معها رجل طويل نوعا ما ينعكس ظله بارتجاف على السطح المائي. مدَّت له يدها، فقفز بخفة إلى جوارها. ألقت حذاءها بعيدا. أسندت ظهرها إلى ظهره، وجلسا معا. أخذت تطلي أظافرها، بينما أخرج هو سيجارة ببطء من جيب سترته، وبدأ يَمُجُّها بانتشاء. الغريب أن هذا الرجل كان بدون وجه، ولم يسبق لي أن رأيته منذ هروبي إلى هذا الفندق.
أمعنت النظر مليا. لا بد أنها المرأة نفسها التي داهمت غرفتي ليلا حين كنت أرقد بالمغطس. لم ترني على الإطلاق. أظن أنها أحست بوجودي فقط. لم أكن مرئيا. سمعتها تقول: «أريد أن ألمسك فقط». أنظر إلى عينيها وأغطي خطمي بيديّ. لا أريدها أن تسمعني أو تراني. أريد أن أمنع نفسي من إلقاء جسدي عليها، والضغط بكل ثقلي. أنا تمساح من فصيلة موريليت. لوني غامق، وأعيش في المياه العذبة، وأتعشى على الزواحف والطيور والثدييات. لا أريدها أن تراني، فلن يبقى أمامي عندئذ إلا خيارٌ افتراسيٌ وحيد. تركت نفسي في المغطس قاطعا النفس. سمعتها تقول أيضا: «أعرف أنك موجود. تأكد أنني لا أريد إلحاق الأذى بك !».
أحسست برعشة باردة تسري في ظهري، حين لمحتُ ذيلي يظهر ويتدلى، كأنه يريد أن يصفع ساقيها. انقضضت عليه وأخفيته بحذر شديد، بينما كانت تتحرك في الغرفة جيئة وذهابا مزهوة ومرتبكة. اقتربتْ من زر الضوء، وأخذت تشعله وتطفئه، وتصيخ السمع لتصطاد أي صرير أو نحنحنة يصدران عني. ترمي عينيها على الكومودينو. تترك الزر وتقترب. آلة تصوير ورزنامة ورق، وكتاب مفرود على بطنه. ابتسمت والتقطت الكتاب، وقبل أن تفتحه، استدارت غريزيا، وقالت بصوت واثق: «هيا، سنذهب معا لصيد السمك». أغلقت عينيّ محاولا أن أخذل شهيتي بصرف اهتمامي عن الفريسة التي تثرثر في غرفتي. تابعتْ: «هيا، لا توجد شرطة في الخارج. يمكنك أن تظهر يا سيد سعيد، لسنا عدوين!..». أي فخ تحاول هذه المرأة أن تنصبه لي!؟
أغلقت عيني تماما لعشر دقائق، قبل أن أسمع باب الغرفة ينغلق من الخارج. نزلت من المغطس زاحفا. كل شيء بالغرفة في مكانه. اختفى الكتاب، وظهر تابوت مغلق.
أملي كان كبيرا في ألّا تنتبه للكتاب. لو عرفت بأنها ستأتي، لو فكرت لحظة واحدة في أنها قادرة على مداهمة الغرفة، لكنت خبأته في الخزنة الحائطية، أو على الأقل بين ملابس الدولاب. أين سأختبئ الآن؟ وكيف عرفت بأنني أستخدم الكتاب للهروب من الشرطة؟
أعرف أنها الشاهدة الوحيدة، وأنها لم تستوعب ما حدث. مجرد خداع بصري مضلل. حين ضغطتُ على زر الكاميرا، محا وميض الفلاش كل شيء، وسقط الرجل. قالت لهم إنني تصرفت سريعا، وإنني ربما ضبطت مسدسي على الصامت قبل أن أطلق الرصاص. هل أقول لك يا سيدتي إن القاتل صمّم مجموعة من الأشكال التي تستطيع خداع الناظر بسهولة اعتمادًا على قوانين البصريات وزوايا سقوط الضوء؟ هل أقول لك إن المخاريط العصبية لعينيك تعرضت للإرباك بسبب الضوء الصناعي للفلاش؟
لم أكن أحمل مسدسا. سددت نحوه كاميرا تصوير من نوع «فوجي فيلم أي بي إس- سي» التي بإمكانها تثبيت الصورة ومنعها من الاهتزاز، وضغطت. كان ينبغي أن تعلمي أن هذه الكاميرا ليست متعددة الاستعمالات، وأنها فوق ذلك دليل براءتي. كان ينبغي أن تعلمي بأن الكاميرا تعرف القاتل!
لم أجرؤ على فتح التابوت. كنت تحت ضغط مفرط. تصل خشمي رائحة نفاذة ومتيقظة أعرفها. أروح وأجيء، وأفكر في مصير الكتاب. لا بد أنها انتبهت إلى أنه كتاب مقعر، وأن التقعير هو أحد أشكال الترميز والحجب. أفكر في الكتاب، وأنزعج من رائحة روث التمساح التي تهاجمني.
كان واضحا أنها تركت التابوت عمدا أمام الباب، كأنها تتوقع مني أن أعود إلى طبيعتي الحيوانية بمجرد رؤيته. ماذا قد يوجد في هذا التابوت المغلق بطبقة سميكة من الملاط؟ لا يمكنها أن تكون قد أتت به مثلا من الخارج. تابوت ثقيل من الحجر، طوله 3 أمتار، لا يمكن أن تحمله امرأة بقوام دقيق ومضبوط. هذا التابوت يحتاج إلى أربعة من مصارعي السومو لرفعه عن الأرض.
ربما كانت تدرك أنني بتحولي الغامض أستطيع بطريقة ما أن أفتح التابوت، وأنني لا أحتاج إلى بناء هوية خاصة من أجل أن أفعل ذلك. اقتربت بهدوء، وتلك الرائحة القوية تملؤني، وتصيبني بنوع خفيف من الدوار. لا علاقة للأمر بالاضطراب الغذائي الذي صرت أعاني منه منذ الحادث، ولكن لأنني كنت أدرك أن مصدر التابوت هو الكتاب.
عنوان الكتاب «جراب إسماعيل». اشتريته من سوق متلاشيات. حين فتحته أول مرة لتزجية الوقت، لم أرَ حروفا. كان يموج بتقعرات عليها أرقام مرجعية مستفزة، فأغلقته بسرعة ولم أتجرأ على لمسه. تركته مهملا أياما، أتقاطع مع نداءاته، وأطفئها في حينها. أشغل نفسي بالوضع الأنسب لمصور فوتوغرافي محترف: تحريك البصر والتقاط الصور وتركيب الوضعيات. فَكَّرتُ في رميه أو إحراقه، لكن في الأخير حدث كل شيء بسرعة. فتحت الكتاب مشغول الذهن بآلة التصوير وحادث القتل، فانجرفت مع حركة منغناطيسية تشبه حركة لسان سحلية. صرت داخله دون الشعور بوجود أي خطر. وجدت نفسي أتمسح ببطء بين عشرات التماسيح. حاولت في بداية الأمر تجنب لفت الانتباه، لكني لم أستطع التقيد ببروتوكول السيطرة على الدموع. بدأت أبكي كتمساح حقيقي. وحين أغمضت عينيَّ وفتحتهما لأتحقق من هذا الذي يقع معي، سمعت صوتا:
عظيم.. هنا لن يكتشف أمرك أحد!
استدرت باضطراب إلى الخلف. رجل بلحية بيضاء وطربوش أحمر يجلس على تابوت حجري بأربعة مقابض، يشبه تولستوي. كان يتنفس بشكل طبيعي، وينظر إلى مرآة كبيرة وضعها على يمينه. أضاف:
لماذا جئت تختبئ هنا؟ هل قتلت شخصا؟ لا بد أنها امرأة جميلة..
لم أقتل أحدا. أنا بريء!
كلكم تقولون ذلك.. انظر إلى هذا التابوت الذي أجلس عليه!.. ما الشيء الموجود بداخله؟ هل يمكنك التخمين!؟
أشم مزيجا من الروائح الكيماوية..
لا. داخل التابوت لا توجد كيماويات.. شغِّل خيالك!
ربما سلاحف سوداء أو ملابس قديمة..
خطأ. لديك فرصة أخرى للتخمين.. هيا!
ربما رجل ميت!
أو امرأة ميتة..
شعرت بأنني أوشك على الإغماء في منطقة شديدة الازدحام بالتماسيح. في تلك اللحظة، قام الرجل ضاحكا، وأزاح الغطاء عن التابوت ببطء. لف لفتين، ودعاني للنظر:
هيا.. اقترب!
اقتربت بشكل غريزي، مُكَمِّما خطمي لاتقاء أي شر مفاجئ، فإذا بي ألمح في جوف التابوت هاوية تصطخب بأراجيح لا تثير أي ضوضاء. مدينة ملاهي صامتة تمتد على مساحة لا توصف. ألعاب وخيول وأحواض وسفن دوّارة ومزالق أفعوانية. سألني الرجل:
ماذا ترى؟
أجبت:
أراجيح وخيول..
قطَّب حاجبيه، وأمسك لحيته بكلتا يديه وابتعد خطوتين مستندا إلى جذع شجرة. لاحظتُ أنه يحاول إخفاء انزعاجه الطارئ، لكن قوة ما كانت تأمرني بالتوغل أكثر في تفاصيل الهاوية التي انفتحت على مصراعيها. عقب لحظات تردد، استعنت بلوح خشبي لأصعد إلى حافة التابوت، وارتميت مغمض العينين. بدأت أدور بسرعة كأنني في جوف مغسلة كهربائية، ولم أشعر إلا وأنا غارق في أرض موحلة، كأنها فراغ عبثي مغطى بروث التماسيح. نظرت إلى أعلى، فإذا بالرجل يلقي الغطاء على التابوت ويغيب داخل ذلك الاتساع الذي لم أكتشفه بعد.
ترى أين وضعتْ «جراب إسماعيل»؟ إنها تطلي أظافرها وتحدث الرجل، كأنها غير معنية بحالة الاستنفار التي أعيشها. وكانت ما تزال مشتبكة مع ظهره متطلعة إلى الأفق بعينين حافيتين، حين رأيت احتمالاتي كلها تنغلق. رجلها يطفئ السيجارة، ويدس رأسه في الكتاب. انتبهت إلى أنني أحتاج إلى أجنحة لأستعيده. تمساح طائر، هذا ما تمنيت أن أكونه لحظتئذ. فكرت في طائر «الزقزاق» الذي يصطاد فتات الطعام من أفواه التماسيح. لو كان الكتاب معي لصرت تمساحا على هيئة زقزاق واستعدته. تمساح من الداخل وزقزاق من الخارج. لكن هل كنت سأحتاج إلى هذا التحول لو كان الكتاب بحوزتي؟
أحتاج فقط إلى قدمين لأخرج. قمت بمناورتين لفتح التابوت، لكنني تراجعت باستياء متجنبا إثارة أي ضوضاء. لا بد من استعادة الكتاب أولا، ولا بد من التفكير بتركيز شديد، ثانيا، ليغادرني هذا التمساح. لا بد أن أتركه نائما في المغطس لأخرج من الفندق. ما يثير فزعي حقا هو الذيل. لا أستطيع التحكم بإخفائه أو إظهاره. فكرت أن ألفه بطبقة كثيفة من الشاش.
عدت إلى النافذة. الرجل يمد إليها الكتاب دون أن يلتفت. يضحكان معا بحميمية كبيرة، ويشيران إلى مَرْكَب سياحي تنفجر منه موسيقى إفريقية تكسرها الريح. تنهض وتبدأ في الرقص بمهارة دون أن تترك الكتاب. يضحك ويقلدها وهو جالس، وأرقص وأنا أغلق ظِلْفَيْ النافذة ببطء، وأنا أرتدي بزتي السوداء وأحاول أن أخفي ذيلي بحرص بين إليتيَّ، وأنا أنتزع آلة التصوير من سطح الكومودينو وأعلقها على صدري، وأنا أخرج وأغلق الباب وأدخل المصعد وأعبر بهو الفندق، وأنا أقف على الجسر، أنقل بصري بين الغيوم والكتاب.
بإمكاني أن أقترب منهما قليلا، بدل الإمعان في تشكيل خيالاتي التمساحية، والزج بها في ممرات خرطومية لا تنتهي. لن أخسر شيئا. لم أقتل ذلك الرجل الذي لم يكن أصلا رجلا. كان شيئا آخر، وأملك دليلا قاطعا على ذلك. لا أريد أن أتورط في أشياء جديدة. شكلي الحالي لا يساعدني، لكني أملك دليلا مبالغا فيه على براءتي التي لن أستغني عنها. لست قاتلا، وهذه المرأة جعلتني أتصرف كالقاتل، أقضي أيامي وحيدا وهاربا داخل كتاب غامض.
صرت أصوب الكاميرا كيفما اتفق نحو الغيوم التي تتأرجح، ذهابا وإيابا، طولا وعرضا، فوق البحيرة. أنفتح وأنغلق، وأقترب متنبها لأي حركة مفاجئة. وكلما اقتربت تصلني الرائحة نفسها التي كانت تملأ التابوت. انقبض قلبي، لكني تابعت التمويه، مُقَلِّبا في رأسي كل أشكال الحجب الممكنة. وما إن اقتربت من الصخرة بالشكل الذي يجعلني أقفز بكل سهولة، حتى رأيت الفضيحة عالقة في وجه المرأة على شكل «صرخة مونشية». لم أتردد، قفزت لأمسك بـ«جراب إسماعيل»، حتى أضع حدا لهذين البعدين المتوازيين لما أنا عليه. وجدت نفسي بينهما، كأنني صحن مكسر في غسَّالة أطباق. المرأة التي دست رأسها بخجل بين ذراعي رفيقها، والرجل الذي ظل يتفرسني ويضحك ممسكا بالكتاب. رجل يشبه تولستوي، بلحيته البيضاء، وعينيه اللتين تشبهان عيني قط السرفال. قال بنبرة معاتبة:
تخيل أننا كنا ننتظرك هنا منذ الصباح. لماذا تأخرت؟
وفيم كنتما تنتظراني أيها السيد؟
أما زلت تريد أن تشعر بنفسك تمساحا؟ لماذا تصر على التخفي في موقف الضغط الشديد هذا؟ ولماذا تهرب؟
أنا لا أهرب. لم أفعل شيئا..
أتفق معك أنك بريء، لكن لماذا آمنت منذ البداية بوجود احتمالية للقبض عليك..
أنا مجرد مصوِّر هاو، ولست قاتلا، ولا أهتم بالقتل. احتياجاتي كلها تتلخص في الفوز بصورة يلتقطها جهاز الإنذار الموجود في رأسي..
نعم، ولكن لماذا هربت مع أن لا أحد وجه إليك أي تهمة؟
جهاز الإنذار الموجود في رأسي أخبرني بضرورة الهرب. هذه المرأة أخبرت الشرطة بأنني القاتل..
ناولني سيجارة. أزلت الفلتر بسرعة، ووضعتها في فمي. وقبل أن أمجها، فكرت بسرعة في الجرعة القاتلة للنيكوتين التي قرأت عنها في مجلة «أرشيف السموم» النمساوية، وفكرت في التابوت الحجري الذي تركته في الغرفة. قلت في نفسي: «لابد أن هذا الرجل القتيل يريد قتلي».
ها أنت ترى أنني ما زلت حيا أرزق! – قال الرجل ضاحكا.
بالتأكيد أنت ممثل بارع..
لا. أنا مجرد كائن مقعر أطلقت سراحه دون أن تدري، وإذا شئت يا سيد سعيد، أنا مجرد تجربة قصصية تقع خارج الكونترول، وهذه المرأة أنت من اخترعها بيديك.
أنا!؟
أنت بكل تأكيد. أنت تعرف أن الحكايات والمصائر تُغزل وتحاك على مهل، وأن الأفكار تتنقل دون تعمد من هنا وهناك، وأنها لا يمكن أن تُترك لحالها أو تعيش بسلام و..
أريد الكتاب فقط. لا أحتاج إلى هذه التقعيرات المعقدة..
أتقصد أنك غير مهتم بعمق الكتاب وأسراره؟ أنا أحدثك عن شيء لا يمكنك أن تتوقف عن النظر إليه أو التفكير فيه..
لا أريد أن أفكر. أريد أن أستعيد هيئتي الأصلية..
صح. هذا ما تريده.. لكن، هل أنت متأكد من الصورة الحقيقية لهيئتك الأصلية؟
ماذا تقصد؟
أقصد أن «جراب إسماعيل» يمكنه أن يصنع لك ما شئت من صور عائلية إذا كان هذا ما تريد. ألم تشعر بأي تواصل خفي مع التماسيح قبل الآن؟
لم أجب. نظرت إليه بفم نصف مفتوح. عيناه طفوليتان، ولا يمكنهما أن يكونا عيني قاتل أو مقتول. لعلهما عينا طفل في الثانية عشرة من العمر عاجز عن إظهار إيمانه بأن هذا الواقف أمامه مجرد مجسم صغير لتمساح بلاستيكي داخل خزانة ملابس. ينظر إليَّ دون أن يتخلى عن ضحكته، بينما كانت المرأة تحتضنه، وتتابع ما يجري كأنه نزال حر بين الأشباح. فكرت في إطلاق ذيلي واستخدامه، لأنتزع من يده الكتاب، لكنه ابتعد عني خطوتين، وأخفاه تحت سترته قائلا:
سأتظاهر بأن شيئا لم يحدث. لا تحاول أن توجه ضروراتك القصوى ضدي، وإلا سأجعلك حقا تشعر بالخوف!
أي أذى أوقعته بك لتسرق كتابي؟!
هل هو كتابك بالفعل؟.. لست أنت من يقرر ذلك، ثم دعني أخبرك بوضوح بأنه كتابي بقدر ما هو كتابك.
لا أفهم. أشعر بالاختناق..
ستكون أكثر سعادة من أي وقت مضى إذا تخليت عن طيب خاطر عن فكرة استرجاع الكتاب. سترى أن كل شيء سيعود إلى نظامه السابق..
أشعر بدونه بأن حريتي مقيدة. لا أستطيع عدم التفكير في الأمر. أريد أن أستعيد هيئتي الأصلية. أبدو الآن مثل حيوان متخلى عنه داخل كبسولة في الفضاء. ماذا أفعل، ساعدني أرجوك؟
أخرج الرجل الكتاب من تحت سترته. رفعه عاليا، ثم انخرط في سرب طويل من القهقهات الشريرة، قبل أن يرميه في البحيرة بأقصى ما يستطيع، قائلا:
أيها التمساح عُد إلى التابوت ونم!
في تلك الأثناء، تذكرت بأن الماء وحده يستجيب لجدولي الإحيائي، فقفزت بدون إنذار وبمستوى مكثف من الانسيابية، وغصت في الحضور الخفي للأعماق.