أغلق عيني
على أمل
أن لا شيء يدوم
`
أعرف أصدقاء يخافون النوم
يظلون في يقظتهم أطول فترة ممكنة
وينتصرون لـ «ما أطال النوم عمرا»
لكنهم في لحظة
يسقطون في إعيائهم
وتنهشهم الكوابيس
`
أنادي على الأحلام
كمن ينادي على أخيه من الضفة الأخرى للنهر
وهو يعتقد أنه سيعبر إليه
`
مع الوقت أتعلم من محبة النوم
كيف أتصالح مع الكوابيس
تنذرني قبل مقدمها علي
كأنما تعتذر
وتأتي كضربة سريعة وقوية
لا تؤلم،
بل تعبر
`
عندما يتحقق لك مدخلك إلى النوم
لا تفتقد شيئا آخر
فجأة،
يهبك العالم المشهور عنه الغلظة
رحما ثانيا
ملاذا للاختباء.
أنا نائم، إذن أنا حر وسعيد
أنا نائم، إذن أنا لست خائفا
`
من فقدوا طريقهم إلى النوم
لا يجدونه فى تخومه أو أعرافه
يفتعلون السكون، رافضين أن يمسحهم الملاك
برفة من جناحه الأبيض
إلى أن يُسقطهم النوم
مثل الفاكهة التى تعطنت على غصونها
ثم يلفظهم إلى شقائهم من جديد
`
من النادر هنا
أن يلجأ أحد إلى النوم
لينصفه من العالم
يشربون ماء البحر لإرواء العطش
لأنهم نسوا العذوبة.
`
لابد وأن يشعر الملاك بأنك سعيد برفة جناحه
على جفنيك
وأنك راغب حقا في الذهاب إليه
ليس إعياء أو سأما
بل كمن يضع قدمه في شقة جارته الأرملة
`
حيث يتراجع الأمل في العالم،
في الآخرين
يتقدم الأمل في ملاك النوم
ويكون: الوسن والغفوة والإغماض والتهويم
والهجوع والهجود والغشية والرقود
والسبوت والاستكانة والاضجاع
والهكر والنعاس.
للنوم كل هذه الأسماء والدرجات
يمكنني إذن أن أدخل إليه
ولا أخرج لأي يقظة كانت
`
كل يقظة
هي ظهور الغريب في بلد يكره الغرباء
`
أفكر أن أهاجر إلى النوم.
في الحرب يبنون الملاجئ
مخازن رطبة مظلمة تحت الأرض،
أما ملجئي فوثير وناعم
ومنفتح على كل البقاع.
`
عندما أنام ، أختفي
دون أن أعرف أين اختفيتُ
تأخذنى قدماي فى جولة بلا تعب، طالما تقتُ إلى إنجازها ولم أفعل..
أقطع بحارا مليئة بالعجائب، وأتجول بين
الجزر أبيع وأشتري، ومثل السندباد، أتعلق بالخشبة،
عندما يغرق مركبي ويأكل السمك باطن قدمي، حتى يلفظني
الموج على جزيرة ومنها إلى مركب جديد وأرض غريبة، إلى أن
أصادف بلدي وأحكي الحكاية.
`
أعود من النوم لألقي السلام على بشر متوحشين
لا لشيء
إلا ليدركون كم أنا لا شيء تقريبا.
`
نومي هو مرافعتي
فى محاكمة ظالمي لي
`
عقدت صفقة مع الملاك،
أختار رحلتي، بداية ونهاية وطريقا ممتدا بينهما.
في النوم جنة ما،
الرغبة تتحقق فور أن تخطر على بالك
ولا يمكنك التوقف عن الرغبة أو التجوال
لا أحد يصدك
أو يضع الفخاخ أمام قدمك
حتى القاتل لا يتخلص منك،
بل يقتلك لتعود وتشير إليه بين عينيه:
ياقاتلي
`
فى اليقظة، الهروب دائم
وليس هناك جهة
ليس هناك مخبأ أو طوق للنجاة
فى اليقظة يد الجلاد،
الذي يبقي عينيك مفتوحتين
لتريا عذاب من تحب.
`
في اليقظة
لا سبيل أمامي لإنكار الدم الذي يسيل تحت قدمي
ويلطخ حذائي
لايمكن أن تتغير طبيعته، عندما أعتبره مياها متسربة
من مصبغة،
لا سبيل لإنكار الجسد الصغير
الملقى في القمامة،
إنها طفلة وقد تورم وجهها والتوت قدمها تحتها،
وقد وقعت عيناي على الكدمات تغطي جسدها النحيل.
حتى لو أغمضت عيني بعد ذلك
هل تعود تلك الوقائع من حيث أتت!
`
حتى في الكوابيس
يمكن أن ننهر الشر
يمكن أن نمسح السوء فيزول.
`
أضع عديدا من المقاعد متتابعة
من غرفة النوم حتى باب شقتي
ودائما أجلس على كل مقعد لحظات قبل خروجي
حتى لا أُقذف إلى الخارج مرة واحدة
أتدرب على الالتقاء باليقظة
لأنني أحملها على كتفي.
`
أسير وأنا أخبئ نومي بداخلي
أخشى أن يكتشفه أحد
أو أن تفضح البوابات الإلكترونية التي أعبرها ،
كيف أحمل ما أحتمي به.
`
صرخات بعد منتصف الليل
وجارتي تعلن موت زوجها، وتكسر نومي.
تتشبث بثيابي دون أن تتوقف عن الصراخ،
كأنها تريد مني أن أعيد زوجها إلى الحياة.
لو كنت مع أحلامي
لاستطعت أن أقول لزوجها:
عد إلى الحياة
ولقلت لصراخها: اختبئ فى مخزنك
حتى تتحول إلى موسيقى الحب.
`
أحب نومي
لأني أتعلم الابتسام داخله
1 – الحركة الثالثة من كتاب « نائم فى الجوراسيك بارك»- يصدر قريبا
شعر : كريم عبد السلام
شاعر من مصر