– لا أحد أحبَّ هذا العالم أكثر منّي، ومع ذلك، فحتى إن تم تقديمه لي في طبق ،و حتى إن كنت طفلا، فسوف أصيح [ لقد ] «تأخر الأمر ، [وفات الأوان ]».
– انتظر كانط قمة الشيخوخة لكي يدرك الجانب القاتم من الوجود وأن يعلن فشل كل ربوبية عقلانية.
أما آخرون أكثر حظا، فانتبهوا الى ذلك قبل بداية التفلسف.
– أختلف عن كل إحساساتي، لا استطيع أن أفهم من ذا الذي تساوره، بل من هو خلف القضايا الثلاث.
– الأرق هو الشكل الوحيد من البطولة المتساوقة مع الفراش.
– إن التشكك الذي لا يؤدّي إلى تقويض صحتنا، ليس إلا تمرينا ذهنيا.
– أتسكَّع بين الأيام مثلما [تتسكع] عاهرة في عالم بلا أرصفة.
– الامتقاعُ يبدي لنا إلى أيّ حدّ يمكن للجسد أن يفهم النفس.
– في عالم بلا كآبة، تتجشأ العنادل.
– اعتراض على العلم، هذا العالم لا يستأهل أن يعرف.
– إننا لا نسكن بلدا [ بقدر ما] نسكن لغة، إن وطننا هو هذا وليس شيئا آخر.
– يؤكد كاندينسكي أن [ اللون] الأصفر هو كالحياة،
نفهم الآن لماذا يزعج البصر.
– في الجنة، لن أصمد فصلا، بل حتى يوما واحدا.
– كل شكل من التقدم هو اختلال بحيث إنّ الوجود هو اختلالٌ للعدم.
– ليس ثمة مصير ملائم، لقد كنت لأوجد قبل الولادة وبعد الموت، وليس خلال وجودي نفسه.
– وقُلْ [ بعد هذا] انه كان يجدر إعفاؤنا من تجشم عيش كل ما عشناه.
– أن يتحدّرَ إحساسٌ ما إلى أسفلِ درك لكي يتحول إلى فكرة.
– إن كلمة متمحّصة لا تعود تدلُّ على شيء، مثل جسد بعد التشريح، يصير أقل من جثة .
– كلُّ شخص يكفّر عن لحظته الأولى.
– لجأت إلى علاج للقلق في الشك فانتهى العلاج بالتحالف مع الألم.
– فيَ كل عيوب الآخرين، ومع ذلك فإن كل ما يفعلونه يبدو لي أخرقَ.
– الإحساس بما يجعلك [تتصور أنك أتيت] بعد الآخرين، أو قبلهم، بألف سنة، بما يجعلك تنتمي لبداية أو لنهاية الإنسانية.
– لو كان بإمكاننا أن نولد قبل الإنسان.
– الشيخوخة هي النقد الذاتي للطبيعة.
– إن سرت في طريقي الطبيعي، فسوف أنسف كل شيء. […].
– حينما يشتكي أحد أن حياته لم تصل إلى هدفها، فلا يلزمنا حينئذ سوى تذكيره أن الحياة نفسها هي في وضع شبيه، إن لم يكن أسوأ.
– لإكس كامل الحقّ في أن يقارن نفسه ببركان، غير أنه مُخطئٌ في أن يدخل في التفاصيل.
– ما أعرفه يهدم ما أرغب فيه.
– هل من المعقول الانتماء الى عقيدة هي من تأسيس أحد آخر؟
– كل ما أتمكن من تصنيفه هو عرضة للتلف، لا يدوم إلا ما يستثير عدة تأويلات.
– تجريب كل أشكال السقوط بما فيها النجاح.
– بمجرد ما أخرج من «الأنا»، فإني أنام.
– أن تكون أو لا تكون، لا هذه ولا تلك.
– لاكتناه ما هو أساسي فيجب عدم امتهان أي مهنة، البقاء طول النهار ممددا والتأوه.
– […] لم أتعلم من التجارب كثيرا، خيبات أملي سبقتني.
– ليس ثمة عائقا أمام الخلاص من الحاجة إلى الفشل.
– يستحيل التحاور مع الألم الفيزيائي.
– لن تكون لمسألة الحرية من دلالة إلا إذا كانت قد تمت العودة الينا في البداية ووافقنا على ان نكون تماما ما نحن إياه.
– كل فكر يجد مصدره في إحساس مُناوئ.
– ترياقُ الضّجر هو الخوف. يجب أن يكون العلاج أقوى من [المرض].
– شكوكي اكتسبتها بصعوبة، خيبات أملي كما لو أنها كانت تنتظرني منذ مدة، وجاءت من تلقائها، [ك]تنويرأولي .
– كان هناك زمن لم يكن فيه أي زمن، إن رفض الولادة ليس شيئا سوى الحنين إلى ما قبل الزمن.
– قدرتي على خيبة الأمل تتجاوزالإدراك، هي التي تجعلني أفهم البوذا وهي التي تمنعني من أن أتبعه.
– أحب نسيان كل شيء، وأن أستفيق عند ضوء ما، يسبق كل اللحظات.
– أن تكون أشبه براكض يتوقف في ذروة السباق لكي يتأمل مغزاه، [هذا هو] التأمل إنه اعتراف بالعياء.
– التشكك هو أناقة القلق.
– لا شيء يضفي السّقمَ على ذهن سوى نفوره من تصور أفكار مبهمة.
– لا خلاص إلا في محاكاة الصمت، لكن لغونا هو ماقبولادي. نحن من سلالة مركبة للجمل، منشئة للأفعال، إننا مرتبطون كيميائيا بالكلمات.
– باليقينيات لا أسلوب، الحرص على تنميق العبارة هو خاصية من لايستطيع النوم إلا في إيمان ما، في غياب أي مستند صلب يتشبث بالكلمات، أشباه الواقع[…].
– ما أن أنسى أن ليَ جسدا فإني أومن بالحرية، بمجرد ما أتذكره فإنه يدعوني الى الانضباط ويفرض علي بؤسه ونزواته.
– إن لا يكون لك من شيء مشترك مع الإنسان سوى أن تكون إنسانا.
– كل رغبة تستثير في نفسي ما يعارضها، على نحو أنني، مهما فعلت، فإن ما يحتسب هو ما لم أفعل.
– تثبيط الهمة يكون في خدمة المعرفة ويكشف لنا عن الجانب الآخرمنها، الظل التوسطي بين الكائنات والأشياء، ومن هنا الإحساس بالعصمة الذي يسمح به لنا.
– تلك الليالي التي نحسُّ فيها أن الجميع قد رحل عن هذا الكون، حتى الموتى، وأننا آخر الأحياء، آخر شبح.
– لا مصير مطابق، خلقت لكي أكون قبل ولادتي وبعد ما أموت، وليس أثناء وجودي.
– كل المياه لها لون الغرق.
– ساعة الجريمة لا تحل في نفس الوقت بالنسبة لكل الشعوب، على هذا النحو نفهم دوام التاريخ.
– القلق هو تعصب الأسوأ.
– هناك أرواح لا يمكن حتى الرب أن ينقذها مهما جثم على ركبتيه وصلى من أجلها.
– فقدت عن طريق الاحتكاك بالناس طراوة عُصاباتي.
– كان يجدر بنا أن نعفى من جرِّ جسد، فعبء الأنا يكفي.
– أنا أومن على غرار هذا الأحمق كالفان أننا نولد مؤهلين للخلاص أو للنبذ، ونكون قد عشنا سلفا في بطون أمهاتنا كل ما سنعيشه لاحقا.
– أحس أني حرٌّ، لكنّي أعرف أني لست كذلك.
– الفشل، حتى وهو مكرر، يبدو دائما جديدا، فيما أن النجاح، حينما يتكرر، يصير وقحا.
– يستحيل تصور حيوان خسيس، حيوان دنيئ.
– في قرارة نفسه يصبو الإنسان أن يدرك الوضع الذي كان عليه قبل الوعي. وليس التاريخ إلا المنعطف الذي يأخذه نحو ذلك.
– الفرح ضوء يفترس نفسه بضراوة، إنه الشمس عند بدايتها.
– قد خسرنا بولادتنا مقدار ما سنخسره بموتنا: كل شيء.
– في غياب خيبة أمل كونية، لن تكون ثمة معرفة كونية.
– ما يمسكني إلى الأشياء أكثر هو ظمأ موروث من الأجداد الذين دفعوا بالفضول إلى الوجود حتى الخزي.
– لا يتبقى إلا ما تمّ تصوره في العزلة، بإزاء الرب، سواء أكنا مومنين أم لم نكن.
– بمقدار ما يبتعد الضوء من الفجر، بمقدار ما يتعهر، ولا يستعيد شرفه ـ أخلاق الغسق ـ إلا في لحظة التواري.
– رافقني في كل الظروف الملائمة أو غيرها، يقين كوني محض مصادفة، وإن كان حصنني من إغراء الاعتقاد بضرورتي فإنه لم يشفني، بالمقابل، تماما، من تنفج معين ملازم للمتحرر من الأوهام.
– لن يكون لمشكل الولادة من دلالة إلا إن جرت استشارتنا، قبلئذ، فوافقنا على أن نكون ما نحن إياه بالتحديد.
– كل شيء سيبدو قابلا للتفسير على نحو أفضل إن نحن سلمنا بأن الولادة حادث مشؤوم، أو، على الأقل، في غير محله، أما إن كان لنا رأي آخر، فعلينا أن نستسلم للمبهم أوأن نخاتل، ككل الناس.
– أسدل الستائر ثم أنتظر، الواقع أني لا أنتظر شيئا، فقط ، أجعل نفسي غائبا، مغسولا ولو لبضع لحظات من التلوثات التي ترين على النفس وتغشيها، فأفضي إلى شعور جرى تهجير الذات عنه ثم أجدني ساكنا كما لو كنت مستريحا خارج الكون.
– تجد الحقيقة مستقرها في المأساة الفردية، إن تألمت حقا فإني أتألم على نحو يتجاوز فرديتي، أتجاوز دائرة أناي وألتحق بجوهر الآخرين. إن السبيل الوحيد المؤدي إلى الكوني هو أن لا نهتم، حصرا، إلاّ بما يعنينا.
– أقول لنفسي كل مرة يستبد بي فيها الزمن بأنه يتعين على واحد منا أن ينفجر، لأنه ليس بالإمكان الإستمرار في هذه المواجهة القاسية إلى الأبد.
– يتقبل الإنسان الموت، لكن ليس ساعة الموت. أن يموت في أي وقت، فيما عدا اللحظة التي يجد ربه أن يموت فيها.
– ليس ثمة نافٍ هو في غير ظمأ إلى أية نعم كارثية.
– أهلك الإنسان نفسه في الإيمان طيلة قرون، انتقل من عقيدة إلى عقيدة، من وهم إلى وهم، لم يقض إلا وقتا وجيزا في التشككات كانت فواصل قصيرة في فترات ضياعه، وهي لم تكن تشككات في الحقيقة، بقدر ما كانت فترات استراحة : وقفات مساوقة لمتاعب الإيمان، كل إيمان.
– بعدما جازف بكل شيء سدى، لمصلحة المتصوفة، لم يعد له سوى منفذ واحد: الغرق في الحكمة.
– المتصوفة و»أعمالهم الكاملة «. حينما نتوجه إلى الرب وإلى الرب وحده، فعلينا أن نعفي أنفسنا من الكتابة لأن الله لا يقرأ.
– لن أقرأ للحكماء أبدا لأنهم تسببوا لي في الكثير من الألم. كان علي أن أستسلم لغرائزي، لولا أني فعلت العكس تماما. أمسكت بقناع العقل فانتهى القناع بالحلول محل الوجه ثم بالتطاول على ما تبقى.
– التفكير هو التقويض، هو تقويض الذات. الفعل يستدرج القليل من المخاطر، إنه يملأ الفجوة بيننا وبين الأشياء، فيما يوسعها التفكير وعلى نحو مهول… أكون سعيدا وممتلئا حين أتعاطى لتمرين بدني أو لعمل يدوي، بمجرد ما أتوقف حتى يلفني دوار شنيع فلا أفكر[ حينئذ] إلا في الهرب وإلى الأبد.
– ثمة لحظات مهما كنا في حلّ فيها من الإيمان فإننا لا نرضى بغير الرب محاورا، بحيث يبدو لنا اللجوء إلى أحد آخر استحالة أو حماقة.
– إن دلالة نتاج ما هي المستحيل، ما لم نتمكن من نيله، ما لم يعط لنا، إنها مجموعة الأشياء التي كانت مرفوضة علينا.
– الكتاب انتحار مرجأ.
– بمقدار ما نعيش بمقدار ما يبدو لنا ذلك غير مُجْدٍ.
– لماذا الخوف من العدم الذي ينتظرنا، مادام لا يختلف عن العدم الذي سبقنا ؟ إن اعتراض القدماء هذا على الخوف من الموت، هو، كعزاء، اعتراض مردود، فمن قبل، كنا نتمتع بحظ عدم الوجود، أما الآن، فنحن نوجد، هذا الجزء الضئيل من الوجود، أي من الحظ العاثر، هو الذي يخاف من الفقدان. «جزء ضئيل»، ليس بالتعبير الدقيق مادام كل [شخص] يوثر نفسه، أو على الأقل يضاهي نفسه مع الكون.
– الوجود هو حالة أقل إدراكا من نقيضها، لا ، بل إنها أشد استعصاء على الإدراك.
– أرسطو طوما الأكويني هيجل، ثلاثة من مستعبدي العقل.
– أسوأ أشكال الاستبداد هو النسق، في الفلسفة وفي كل شيء.
– كل ظاهرة هي ترجمة قاصرة لظاهرة أكثر رحابة منها: فالزمن هو ابتسار للأبدية، والتاريخ هو ابتسار للزمن، والحياة، أيضا، هي ابتسار للمادة.
ما الوضع السوي، بعد هذا، والسليم؟ هل هو الأبدية ؟ فليست هي بدورها سوى ابتسار للألوهية.
– ترجمة هاجس ما هو القيام بعكسه خارج الذات، إقصاؤه والتعزيم عليه، الهواجس هي شياطين عالم خال من الإيمان.
– نحن نتقبل ومن دون خوف فكرة سبات متواصل، [ لكن ] بالمقابل، فإن فكرة يقظة أبدية هي فكرة تروعنا، سيكون هذا هو معنى الخلود.
– أحس كل مرة لا أفكر فيها في الموت بأني أخاتل شخصا ما في.
– جاء في كتاب غنوصي يعود إلى القرن الأول للميلاد بأن صلاة الإنسان الحزين لا تتمتع أبدا بقوة الصعود إلى الرب.. وبما أننا لا نصلي إلا عند الانهيار، فبإمكاننا أن نستنتج بأنه ليس ثمة من صلاة بلغت مرادها.
– من خاصية المرض السهر بعد أن ينام الجميع وأن يستريحوا حتى المريض نفسه.
– الإحساس المفاجئ بأننا نعرف كل شيء بمقدار ما يعرف الرب، ثم مشاهدة هذا الإحساس يتلاشى بنفس الفجاءة.
– يجري في تعزيم يعود إلى القرون الوسطى ذكر جميع أعضاء الجسد حتى عديمة الأهمية منها تلك التي يتعين على الجني أن يخرج منها، فكما لو أن الأمر يتعلق بدراسة تشريحية خرقاء تغري بإفراطها في الدقة وإسرافها في التفاصيل وفيما يتعذر توقعه: «أخرج من الأظافر». فعل أخْرَقٌ، غير أنه لا يخلو من مفعول شعري، ذلك أن الشعر الحقيقي لا علاقة له ب»الشعر».
– تقول أن الموت غير موجود، أسلم معك بذلك، شرط أن تسلم معي بعدم وجود أي شيء آخر. شطط أن تحمل الحقيقة على كل شيء ثم تنفيها عما يبدو حقيقيا بشكل سافر.
– كل واحد يكفر عن لحظته الأولى.
– أعرف أن ولادتي هي محض مصادفة، عرَض مضحك. ومع ذلك، فما أن أسهو حتى أتصرف كما لو كانت حادثا جوهريا، شرطا لازما لسير العالم ولتوازنه.
– لوكانت الجنة قابلة للإطاقة لكان الإنسان الأول قد توافق معها. وبدوره، فإن هذا العالم غير قابل للإحتمال مادمنا نندم فيه على الجنة أو نأمل فيه في عالم آخر، فما العمل [إذن] ؟ وما الملاذ؟ أن لانعمل شيئا وأن لا تلوذ بأي شيء.
– لا أغفر لنفسي ولادتي، فكما لو أنني، بمجيئي إلى العالم، قد أذعت سرا وخنت عهدا جسيما واقترفت شيئا لا يغتفر. ثم يحدث لي أن أكون أقل حدة بحيث تبدو لي الولادة نكبة سأصير من غير عزاء إن لم أعرفها.
– إن كنت من قبل أتساءل أمام كل ميت عما أجدته له ولادته، فإني أطرح السؤال نفسه اليوم، على نفسي، أمام كل حي.
– أتأرجح بالنسبة للموت من غير هوادة بين «اللغز» وبين «اللاشيء»، بين الأهرامات وبين المشرحة.
– بقدر ما يبتعد البشر عن الرب بقدر ما يتقدمون في معرفة الأديان.
– إن كان الارتباط شرا، فيجب البحث عن سببه في فضيحة الولادة. ذلك لأن الولادة ارتباط. على فك الارتباط أن يعمل، إذن، على محو هذه الفضيحة، الأشد جسامة، وغير القابلة للتحمل من كل شيء.
– التمرد ضد الوراثة هو تمرد ضد مليارات السنين، ضد الخلية الأولى.
– الاعتراف الوحيد الصادق هو الاعتراف الذي نقوم به على نحو غير مباشر، بحديثنا عن الآخرين.
– من المستحيل قراءة سطرواحد لكليست من غير أن يخطر لك أنه سينتحر، فكما لو كان انتحاره سابقا على نتاجه.
– لو كنا تمكنا من الولادة قبل الإنسان.
– بقدر ما يتحدر الفن [ وينتهي ] إلى طريق مسدود بقدر ما يتكاثر الفنانون [ ونقاد الفن ]. تنتفي هذه المفارقة إن نحن فكرنا أن الفن، وهو في طريق الاضمحلال قد صار مستحيلا وسهلا في نفس الوقت.
– بمقدار ما نعيش خارج المهول بمقدار ما نجد كلمات تعبرعنه، بمجرد ما نعرفه من الداخل فإننا لا نجد أية كلمة.
– بقدر ما يصير المرء مثقلا بالسنين بقدر ما يتحدث عن موته كحدث بعيد وغير محتمل إلى حد كبير [ كأنه ] اعتصم بحبل الحياة حتى صار غير لائق للموت.
– تسمي البوذية الغضب «رجس الروح»، وتسميه المانوية «جذر شجرة الموت». أعرف ذلك، ولكن ماهم أن أعرفه؟
– «لا تحكم على أحد ما لم تضع نفسك محلّه «. هذا لمثل القديم يجعل كل حكم مستحيلا، ذلك أننا لا يمكن أن نحكم على أحد لأننا، تحديدا، لا يمكننا أن نضع أنفسنا محله.
– في اليوم الذي قرأت فيه لائحة الكلمات التي تتصرف فيها السنسكريتية، تقريبا، للإشارة إلى المطلق، أدركت أني أخطأت الطريق والبلد واللسان.
– بإتاحة الطبيعة للإنسان فقد ارتكبت أكثر من أن يكون خطأ في الحساب: لقد اقترفت انتهاكا في حق نفسها.
– الكينونة مشبوهة فما بالك بالحياة التي هي زلتها وتدنيسها ؟
– عشت طوال عمري مع الإحساس بأني مبعد عن مكاني الحقيقي، إن لم يكن للعبارة «منفى ميتافيزيقي» من معنى، فإن وجودي وحده يمدها بالمعنى.
– العيش هو خسران القضية.
– إن الذي تستدعيه الموسيقى فينا، هو صعب معرفته، ماهو مؤكد أنها تلامس منطقة هي من العمق حد أن الحمق نفسه لن يتمكن من النفاد إليها.
– حر من تبين بطلان كل وجهات النظر، وحر من استخلص منها النتائج.
– وما الإله إلا طفل في ميتم يتسلى بنرد.. يرميه في انتظار عائلة تأويه.
– ليس هناك من إحساس خاطئ.
– هذا النزر اليسير من النور الذي يكمن في كل واحد منا والذي يرجع إلى ما قبل ولادتنا، يرجع إلى ماقبل الولادات، هو ما يجدر بنا تحصينه إذا ما أردنا ربط الصلة بهذا الصفاء، والذي لا نعرف لماذا انفصلنا عنه.
– الحياة لا شيء والموت كل شيء، ومع ذلك فلا يمكن أن يوجد شيء يكون هو الموت في استقلال عن الحياة. إن هذا الغياب للحقيقة المتميزة، المستقلة، هو، تحديدا، ما يجعل الموت، كونيا، ليس له من مجال خاص به، إنه كلي الحضور، ككل شيء يفتقد الهوية والحد والهيئة: إنه لا متناه بذيئ.
– بإمكاني، أفضل من أيّ كان، أن أصفح على الفور. لا تخطر لي الرغبة في الثأر إلا فيما بعد، في وقت متأخر، وفي اللحظة التي تكون فيها ذكرى الإهانة على وشك الإمحاء وحين يصير الحث على الفعل قريبا من التلاشي، وحيث لا يبقى لي [من عزاء ] إلا رثاء «عواطفي النبيلة».
– ليس ثمة من وضع أكثر خطأ من أن يفهم المرء وأن يبقى [مع ذلك ] على قيد الحياة.
– لا يمكن العيش من غير بواعث، ليست لي بواعث و[ مع ذلك ] أعيش.
– الرب موجود [ حتى ] وإن لم يكن موجودا.
– بكثرة ما يفكر الفقراء في المال ومن غير انقطاع، فإنهم يصلون إلى فقدان الامتيازات الروحية لعدم الملكية ويتردون إلى أسفل درك من الأغنياء.
– في كتاب للطب النفسي لا تستوقفني سوى أقوال المرضى، وفي كتاب للنقد [تستوقفني ] الإستشهادات.
– لا شيء يتجاوز خطورة الخسة والفظاعات التي نرتكبها بسبب الخجل.
– لم أعتبر نفسي أبدا كائنا، اعتبرت نفسي لا مواطنا، هامشيا، لا شيء بالمرة، موجود على سبيل الزيادة، بفائض عدمه.
– كل مرة أفكر فيها في الأساسي، [ إلا و] أخالني أستشفه في الصمت أو في الانفجار، في الانشداه أو في الصرخة.
– في المسلخ كنت، صباحئذ، أشاهد الدواب التي يقودونها إلى الذبح. كلها تقريبا كانت ترفض الانقياد في آخر لحظة. ومن أجل حثها كان يتم الضرب على قوائمها الخلفية. هذا المشهد يخطر لي دائما حين أستيقظ [ صباحا لكني ] لا أقوى على مجابهة النكال اليومي للزمن.
– لن أفهم [ مع ذلك ] أبدا كيف يمكننا أن نعيش مع معرفتنا بأننا، على الأقل، لسنا خالدين.
– كل جيل يعيش في المطلق، يتصرف كما لو أنه وصل إلى نهاية التاريخ.
– [ …] يبدو التاريخ الفرنسي في مجمله، تاريخ تحت الطلب، تاريخ تمثيليّ، كل شيء فيه متقن من وجهة النظر المسرحية، إنه تشخيص لمتثالية من الحركات والأحداث [ القابلة للرؤية] بدل أن نختبرها، مشهد من عشرة قرون. من هنا الشعور بالنزق الناتج عن الرعب نفسه، منظورا إليه من بعيد.
– الغرب عفونة تتضوع بالطيب، جثة معطرة.
– أثناء مهمته الديبلوماسية في روما القرن الثاني قبل الميلاد، انتهز كارنياد الفرصة لكي يتحدث عن فكرة العدالة، فانتصر لها في اليوم الأول، ثم تنكر لها في اليوم الثاني. منذ تلك اللحظة بدأت الفلسفة تمارس خرابها في ذلك البلد ذي العوائد الصحية، فما الفلسفة إذن؟ إنها «الدودة في الفاكهة».
– جاءني الولع بالقراءة التاريخية من انحيازي ضد كل ما ينتهي نهاية سعيدة. الأفكار غير مؤهلة للإحتضار، إنها تموت بالطبع ، ولكن دون أن نعرف كيف تموت، بينما لا وجود لحدث من الأحداث إلا في أفق احتضاره. إنه سبب كافٍ لتفضيل رفقة المؤرخين على رفقة الفلاسفة.
– إن شعبا استنفد رسالته هو كالكاتب الذي يكرر نفسه، لا، إنه كالكاتب الذي لم يعد لديه ما يقوله، بالمرة، ذلك أن تكرار الذات هو [الزعم] بأن المرء ما زال لديه ثقة في النفس، وفيما يقول. فيما أن أمة منتهية هي أمة ليست لها قوة تكرار أقوال حول رموزها القديمة التي أمنت لها رفعتها وتوهجها.
– من المؤكد أن هتلر هو الشخصية الأكثر شؤما في التاريخ، والأشد بعثا على الشجن، لقد نجح في تحقيق العكس تماما مما كان يصبو إليه، لقد نسف هدفه نقطة نقطة، لهذا السبب كان مسخا على حدة، إنه مسخ مرتين، ذلك أنه [حتى ] إثارته للشجن هي نفسها مرعبة.
– كل الأحداث الكبرى أطلقها مجانين دون المتوسط ، ولمكن على بينة أن الأمر نفسه سيحصل بالنسبة لـ»نهاية العالم « ذاتها.
– شهوة التخريب متأصلة فينا لدرجة أنه لن يتمكن أي شخص من استئصالها. إنها جزء من بنية كل واحد، لأن أساس الكينونة هو نفسه، شيطاني.
– الحكيم مُخرّب شبعان، متقاعد، [ أما ] الآخرون فمخربون تحت التمرين.
– إن صدقنا هيجل فلن يكون الإنسان حرا بالكامل « إلا إن هو أحاط نفسه بالكامل بعالم مصنوع من طرفه «. غير أن هذا بالضبط هو ما فعله، ولكن لم يحدث أبدا أن كان أكثر تقيدا وعبودية مما هو عليه الآن.
– لو كان أحد قد «فهم « لكان التاريخ قد انتهى منذ زمن بعيد. غير أننا لسنا مؤهلين «للفهم « على نحو جوهري أو بيولوجي. وحتى إذا ما فهم الجميع فيما عدا واحد، فإنّ التاريخ سيتأبد بسببه، بسبب عماه، سوف يتأبد التاريخ بسبب وهم واحد.
– ما يجعل الهدم مشبوها هو سهولته، يمكن لأي شخص أن يبرع فيه. ولكن إن كان الهدم ميسورا، فإن هدم الذات هو الأقل يسرا […].
– لن تكون الحياة قابلة للتحمل إلا في ظل إنسانية متحررة من الأوهام، إنسانية ثائبة إلى رشدها ومنشرحة لكونها كذلك.
– بمجرد ما تتخلص الحيوانات من الإحساس بالخوف من بعضها البعض حتى تقع في حالة من البلادة وتأخذ هيئة مقهورة ـ كما نراها في حدائق الحيوانات. سوف يقدم الأفراد والشعوب نفس المشهد إن حصل أن عاشوا في انسجام، إن زايلهم الإحساس بالخوف في الظاهر أو في الخفاء.
– كان ألاريك يقول أن «شيطانا « يدفعه نحو روما. كل حضارة منهكة تنتظر طاغيتها، وكل طاغية ينتظر شيطانه.
– تطلعوا أنتم إلى المستقبل إن طاب لكم. [أما أنا ] فأفضل الانشغال بما لا يقبل التصديق في الحاضر وبما لا يقبل التصديق في الماضي. وأفوض لكم مهمة مواجهة غير القابل للتصديق.
– لا تصل الخصومات الإيديولوجية إلى ذروتها إلا في البلدان التي تدور فيها المعارك من أجل كلمات، وحيثما يحصل القتل من أجلها.. وإجمالا في البلدان التي عرفت الحروب الدينية.
– تنتهي السعادة في أوروبا عند فيينا، ما بعدها، لعنة فوق لعنة، منذ الأزل
– […] نحن ننتمي إلى الإنسانية العتيقة في بعض النواحي، إلى تلك التي لا زالت تتحسر على الفردوس المفقود، ولكن الذين سيخلفوننا لن يعرفوا حتى مصدر هذا الندم، سيجهلون حتى فكرته، حتى الكلمة.
– أنت ضد كل ما حدث منذ الحرب الأخيرة، قالت لي هذه المرأة الشديدة الإطلاع.
– أنت تخطئين في التوقيت، فأنا ضد كل ما حدث منذ آدم.
إعداد عبد السلام الطويل *