حين قرأت ضوء عينيها
اخترعت لغة للشمس
ملأت صباحاتي تراتيلا
انخطفت بكونشرتو رحمانينوف
وأحرقت أجنحة الذاكرة
صارت مفكرتي أرملة.
السماء تحدق
وأنا أغازل أنامل البيانو
وأنتحر على شفة الحرف الشارد
بينما تنز نبوءة البوح
من شغب التفاصيل
………….
يشع وجه ألِس
كشهاب يخدش وثنية الليل
يحرض الصبح على الضحك
يوزع قوافل النور على المدينة
لا تنام المدينة وألِس مستيقظة.
السنونوات تستجدي لمستها
كلما فاضت أصابعها
على ضفاف الأشياء
وهج إطلالتها يكور الندى ..
على وجنات الورود
كحبات مسبحة منفرطة
………………
ألِس عصر جديد
من الجمال المكتنز بالأناقة
أنثى طاغية
جملة موسيقية نابضة
لحن باذخ على تخوم السيمفونيات
حداثة شعرية مفرطة
في الغموض
استثناء مضرج بالتفرد…
أحملق في ابتسامتها،
شفتيها، عينينها، شعرها
وقامتها الباسقة
كسنابل القمح
لأتبعثر في فراغ
من الخشوع
………………..
أليس عصيانا للقبح
نافورة اسكندنافية
وفرضية ضوئية
اكتشفتها صدفة
في الصيف الثامن
من الألفية الثالثة
لغة فسيفسائية حديثة
أحاول قراءتها
كما لو أنني
أقرأ لوحة نادرة
في متحف(فازا)
…………………
ألس فاصلة بيضاء ثالثة
في سماء ستوكهولم البنفسجية
الفريد نوبل
غريتا غاربو،
وألس
ثالثة الأقانيم؛
تؤمن بندقية الشمال
بنوبل وغاربو
وأؤمن بألس
أرتل ملامحها
دون وضوء
…………….
ألس نفَسٌ عطري
دمها الأزرق الفطري
لم يتشرب بنكهة (الشانيل)
بشرة ثلجية
بأبجدية شقراء
عيناها بحران من الزرقة
بحجم السماء وعمق المحيط
…………….
حين قبضت على الضوء
انتابني شعور غريب
وتشكلت في أخيلتي
سماوات خرافية من العشب
وحقول القرنفل
ونمت في أجفاني
مساحات شاسعة
من أشجار القهوة
……………….
ألس… غصن متناسق
خصر من النبيذ
يخضل إغواء
فيخرس قواميس اللغة
والقرط المنهك شبقا
على سرتها التي تفيض بالقرمز
يتنفس ذاكرة أخرى من العرق
ساقاها.. قارورتان طويلتان من المرمر
يداها.. أنبوبان من الشمع
وجيدها.. نفحة من الحرير المنقوع
في الحليب والثلج
………………
يا سيدة المطر
حافية كالرمال عيني
حتى اكتحلت بوجهك
وخلعت الغبار
لم أعبأ بزفير أشباح صحرائي
الذي ينثال في الأقاصي
ويفرط في السؤال
عن الذنب الذي اقترفه عطشي
لم يعد سغبي كسجادة صامتة
لقد تدثر بالمطر
……………..
يا سيدة النعناع
النكهة الضارعة
في الشفتين
لا تحصيها شهوة الريح
الفصول المترعة بالرحيق
تحتشد على ثغور النرجس
وأنا
المؤمن بالاحتمالات
لا أهمس للقديسين بذنبي
وشغفي لا يعتمر خوذة
هناك سكبت صلاتي
على برزخ كوكب ألس
هناك أنخت تشردي
وانصهرت
في المصادفة
يا سيدة الثلج
أي تعويذة دسستِ
خلف عينيك
البرونزيتين
إذ كلما نظرت إليهما
جمحت أنفاسي
واجتاحتني رغبة
في التدخين..