اكتشفتُ «سيوران» بفضل «بيكيت» منذ قرابة عشر سنوات. كان مقطعٌ قصير من نصّ مقتطف من قاموس قد وضعني قبالة صوت أعتبره اليوم من الأصوات الأكثر ثراء :
« لتخمّن بيكيت، ذاك الرّجل المنعزل، يجب التركيز على عبارة «البقاء على حِدة»، قول مضمّن يعبّر عن كلّ لحظة من لحظاته لما يلمّح إليه من وحدة ومن عناد كامن، من جوهر كائن خارجيّ يواصل عملا جهيدًا بلا نهاية ».
جملةٌ. كانت تكفي كي تتحقق المعجزة. ليس هذا بغريب، لقد تّحولت الصّدفة في الحال إلى ضرورةٍ تتمثّل في النّهل يوميا من كتابة خطيرة بقدرما هي مؤاسية ويائسة بقدر ما هي مرِحة بل وطَروب .
يُحاك أخيرا أمام عينيّ نسيج عظيم من خيوط نصوص أخذتني من «هنري ميشو» و«روجي كايوا» إلى «سوزانا سوكا» ، من «بنجامن فوندان « إلى « ليون شاستوف» من «ماريا زمبرانو» إلى «أورتيا إي اسات» ، وإلى كثير من الشّعراء الآخرين، الكتّاب والفلاسفة سواء أكانوا أصدقاء حميمين لسيوران أو رفاق درب أو فكر .هذا الأخير كان يلتهم كتبهم بنهم. عثرتُ على اسم «أرمال ارن» عند قراءتي «للخواطر»، بفضل هذا المقطع المأخوذ من رسالةٍ بتاريخ 28 مايو 1969 :
«تجهل الإنسانيّة الحاليّة من الأمم الملقّبة بالمتحضّرة منذ أقلّ من ثلاثين سنة ، الابتسامَ أو الضّحكَ ولا تملك أيّ تعبير في نظرتها».
أفهم أن تكون هذه الجملة قد سكنتْ سيوران ، وبغضّ النّظر عن سياقها المباشر، فأنا لا يمكن إلا أن أتأثر بها. نعم، إنّها ترنّ عاليا وبقوّة في داخلي ويبقى صداها حاضرًا. ولكن، من جهةٍ أخرى، تتجاوز القدرةُ الإيحائيّة للكلمات، تلك الّتي استعملها سيوران لقراءة» بيكيت» و«ارن» للتعبير عن حالة الشّباب الحالي، كلَّ الحدود المتخيَّلة بين النّص المكتوب والواقع وحتّى الحقيقة الّتي تحاول أن تصفها أو تتمثلها. بعبارة أخرى، ودون أيّ مبالغة، يبدو لي أنه مسموح أن نقرَّ بأنّها تحوي كلّ شيء : الفلسفة والبسيكولوجيا والسّوسيولوجيا والشّعر.
أقرّ أنّ أيّ نصّ لا يستطيع أن يكون مشطّا ولا يملك الحقيقة المطلقة كما لا يمسّ كلّ الميادين ولا يقدّم إجاباتٍ عن كل الأسئلة. رغم ذلك هناك أدباء يقولون الحقيقة وتتطابق كتاباتهم المثاليّة في الجمال على مستويَي البناء والفكرة في الوقت نفسه، والأكيد أنّ الحكمة موجودة في الكثير منها بحيث أنّها تقع على مفترق العديد من المواضيع ممّا يوصلها إلى تجسيد فكرةٍ واعية لمختلف الآراء الممكنة. أو باختصار للممكن. لكن، وهنا يظهر ثراء هذه الفكرة، تؤكّد « نظرة »
سيوران وارن إلى العالم قدرتَهما على الفصل بين القمح وزؤانه. إنها نظرة تهتمّ بالجوهري وتعبُر لبّ الأشياء لصالح المجالات المذكورة والقدرة على تسمية الكلمات المختارة ، فهي نظرة تزيح الترّهات وتخمّن الحقيقة الباطنة للكائنات والأشياء وحتى الكلمات نفسها.
في هذا السّياق، ما يمكن أن يقرّب ارن من سيوران ويفسّر صداقتهما ويثبّت التّواصل الوثيق بينهما، هو ما يسمّيه « بروست» : «قرابة الأذهان». أميل إلى فكرة أنّ هذين الرجُلين وُلدا ليلتقيا ويعيشا في أخويّة بالمعنى الصوفي للكلمة، مما يسمح لهما كلّ على حدة بالسّير في رحلة البحث نفسها. لئن وُلد سيوران برومانيا وارن بسويسرا، فقد قدِما إلى العالم في الشّهر نفسه في أفريل من السّنة نفسها 1911.
لقد وُجد منذ القِدم علمٌ راقٍ يهتم بالأرقام ويحاول أن يجد لها معنى ذا علاقةٍ بحركة الكواكب، وبقصَر أو طول الأسماء وحتى بقيمة الحروف. أجهل كلّ شيء عن هذا الموضوع وربّما هذا ما يجعلني أهتمّ به، لكنّي أحاول أن أبدّل جهلي إلى مصدر علم ، وأعمّق معارفي بالجمع بين المعلومات والمراجع. وكذلك الأمر بالنّسبة لهذا المقطع الجميل المأخوذ من نصّ رئيسي لـ«غابريال بونور» والّذي طبعه سيوران عندما كان يدير مجموعة «مسارات » لدى «بلون» ، لذا، يبدو لي هذا المقتطفُ موافقًا ،في نقاط كثيرة، لرؤية سيوران للشّعر وتجربة ارن الّتي تشهد عليها ممارسة الكتابة.
«كلّ شيء سرّيّ في الشّعر ويجب حتما أن يظلّ. تنتهي التجربة الشّعرية الّتي لا تستطيع الاستغناء عن الكلمات إلى خاتمة صمت. ولكن أيّ صمت؟ أهو نفسُه الذي ينبع منه الأثر؟ أهو صمت الموت الّذي يستوفي ، في النّهاية، الأناشيدَ الأكثر حماسة؟ أم هو صمت مُلهم حيث ستظهر «نقطة الشمس» كما يقول «بوهام» في فصل ينهيه بوضع إصبعه على فمه. وعندما نقترح، وقد توقّفنا عن اعتبار القصائد أشياءَ-شاهدة على العالم الثّقافي، أن نجد حقيقتها السّرية، تلك الّتي تحتويها الوحدة، فماذا تعني كلمة حقيقة بينما يبدو هذا النّوع ربما بعيدًا عن الأيدي؟ هذه «الحقيقة الّتي لا يمكن تعريفها، يحدث أن نمرّ بجانبها دون أن نراها. يجب إذن أن تصبح ذكرى وأن تظهر داخلنا فيما بعد، بعد أن نجدها من جديد كما هي، رائعة الفعل».
ليس بلا أهمية نتابع هذا التأمّل في الأثر الشّعري لأرمال ارن عن طريق هذه المقولة المفتتِحة لابريال بونور، قارئ شعر كبير منسيّ اليوم. أن نتحدّث عن بونور لفهم ارن، ليس بأن نُسقط على قصائد هذا الأخير طريقة في القراءة أو مقاييسَ للتّحليل اقترحها الأوّل وإنّما أن نُخرج من النّسيان وربّما أن نمجّد وسط جمع غفيرٍ صوتين أساسيّيْن تغنينا معرفتهما.
كما سبق وبيّن بونور، لا يبدو قطّ أن « السرّ » المرتبط بالشّعر أو بكلّ «تجربةٍ شعريّة» يتعارض مع مبدأ «الحقيقة». إنّ الحقيقة المسمّاة هنا لا تظلّ فقط حرّة من كل أنواع التّضييقات ابتداءً من السّيادة المطلقة إلى الاعتقاد المطلق ولكن بإمكانها أيضًا أن تتناسق مع فهم مبدأ الخلق الشّعري، ومن هذا المنطلق، مبدأ كلّ خلق وذلك بالاعتراف في نفس الوقت بأفضلية الفنّان وإمكانيّة بلوغ الأساسيّ في الفنّ بفضل دراسة أثر وحيد حتى لو كان قصيدة أو مقطعًا من نصّ. لتحقيق ذلك، سألجأ إلى طريقة واحدة استعملها بونور ولكن أيضا موريس بلانشو، إيف بونفوا، سيوران وكثير من القرّاء الآخرين وهي الحدس الشّعري. إنه إذن ككلّ ما يمكن أن يحتويه من حسّ هو في نهاية الأمر ثمرة تآلف مع النصوص والكتّاب المقروئين .
صوت أزرق
إن لم أكن متمكّنا كفاية من أثر أرمال ارن الشّعري إلى درجةٍ تجعلني أقترح تحليلا مُرضيا فيما يخصّه، أعتقد أنّ العلاقة الّتي تربطه بسيوران تسمح لي بالاقتراب منه بطريقة مقبولة إلى حدّ ما. هكذا، يبدو لي أنّ كل شيء في الحياة كما في الأمور الأساسيّة، على غرار الأدب، يمرّ بعلاقة، من الأفضل أن تكون جسديّة. صوت أرمال ارن، مثل صوت سيوران، مسّني منذ البداية. رغم أنّه بدا لي متناقضًا، لأنّه مألوف وسرّي، شفّاف ومحكَم، فهذا الصّوت يستحق أقل ما يلزم من اهتمام وكثيرا من الصّبر ومن العناية من قبَل القارئ، يجب الإقرار بذلك، حتى يقوم التواصل ويقع الفهم.
تشهد خاتمة «أسطورة الإنسان» على الصّوت الشعري المركَّب لأرمال ارن. فإن كانت هذه الأبيات صدى للقصيدة التي تحمل نفس عنوان الكتاب « أسطورة الإنسان »، فهي ليست أقلّ اختلافا. يكمن الاختلاف في كون ضمير المتكلم يوجَد وكأنّه مستتر في الخاتمة كما لو أنّ « الصّوت » كان يستطيع أن يعيش ويتحوّل إلى شخص كامل. كذلك، فالتضادّ العنيف بين «أنا» (المقاوم) و« هم » (الجلاّدون) في قصيدة « أسطورة الإنسان » لم يعد حاضرا في آخر الكتاب لأنّ هذا التعارض قد تجاوزَه تبنّي ضمير المتكلّمين الذي يختم النصّيْن: « ن ح ن ل م ن ل ع ب » و« عالمنا مشوِّش، عالمنا من الأتربة / مع الأيدي الكبيرة المحيطة به. »
لكنّ هل الصوت الّذي يقول « نحن » هو نفسه، أيمكن أن يكون ببساطة كذلك بينما البيت الفرنسيّ ذو الستة أجزاء والحروف الكبيرة، المعبّر عن إيمان ما، يُقسم مع البيتين الأخيريْن حيث يرافع النفَس المتحمّس والوضع الملحميّ لصالح إنجاز « الإنسان » عن طريق هذه « الأسطورة » التي يحلم بها الشّاعر؟ كلاّ، فالصّوت يتمكّن من التحرّر من جلاّديه وممّا يحمله من كُرْه في ختام رحلته الخطِرة. الصّوت الذي كان سابقا صرخة حرب هو الآن نشيد ولا يمكن أن يكون إلا نشيدا:
« الصّوت الّذي بنى غرفة للصّلاة
في صحاري الدّم
في غرف التّعذيب الصّوت
الّذي هشّم الأحجار
الصوت في السّجون الصّوت نافورة
الأسوار
الصّبر الليلي للجدران
المتأثرة المختلجة كقطعة لحم
الصّوت الصّوت الصّوت الذي لا يستطيع الصّمت… »
لكنّ هذا النشيد ليس بهيجاً والصّوت الّذي يترنم به يحمل حدادَ كلّ من ضحّوا بحياتهم كي تستمرّ الحياة. في هذا السّياق، لا يخترع الشّاعر « أسطورة الإنسان » ولكنّه يعيد كتابتها على طريقته وفق نظرته إلى الإنسان. هكذا يتميّز صوت أرمال ارن عن الجوقة الّتي تعبّر بشفاهها عن حكمة قائمة منذ مائة سنة. كلاّ، فهنا يحتفي صوت الشّاعر بكلّ من ماتوا في القتال دون أن يلقوا الذّنب على الّذين واصلوا الحياة لأنّهم رفضوا الاقتتال. يرفض هذا الصّوت على حد السّواء الكُرْه والرغبة في الانتقام والنّسيان معتبرا أنّهم مهينون. مهينون لأنّهم لا يجعلون من الإنسان سوى مجرّد ظل لذاته.
« أن تجازف من جديد لحسابك »، هذه بالنّسبة لأرمال ارن قفزة ممكنة تسمح بتصوّر «أسطورة جديدة للإنسان» حيث يُشبَّه «آخر القوى» بـ«العذاب»، بـ«زهرة الدّم» وكذلك بـ«وردة اليقين» تلك الّتي يحتاج إليها الإنسان، الجديد، ليمشي في طريقه، الجديد أيضاً. تخضع شبكة المعاني المنسوجة بهذه التشابيه في نظري إلى تصوّر خاصّ للألوان : « آخر القوى » و« العذاب » ينبعان من الحُلكة ليمثلا الإعياء والموت وهذا العالم من تحت التّراب، باطن الأرض الّذي رغم إرعابه يمكن أن يُنبت الحياة. من هنا تُفهَم عبارة « زهرة الدّم »، حمراء وحمراء كالدّم، مستدعية الموت والحياة في نفس الوقت، العدم والكيان، الذّبول وإمكانية التبرعم. أمّا « وردة اليقين» فهي دون شكّ ورديّة بعكس الحُلكة المرتبطة بـ«آخر القوى» فرحة ومتفائلة.
يعلن هذا العبور من الحُلكة إلى اللّون الوردي عن انتقال متلوّن آخر يظهر في خاتمة «أسطورة الإنسان»، مع اختلافٍ في كون المرور من سواد الموت (في « غرف التعذيب »، في «السّجون »، في «الأسوار »، في «الجدران»، في «ساحة المعركة»، في «مآتم الحِداد الطّويل للحبّ »، الخ. إلى آلاف الألوان «المحيطة به» يقع بواسطة «منشور من الآلام» لا من الألوان. نعم، يكفي أن يعوّض حرف ٌ آخر، أن يستعمَل اسم كنعت (كذلك «محيط» كاسم يعطي النّعت «محيطة»)، أن تحيد عبارة «صوت أبيض» عن تركيبها كي تتغيّر الحالة وتتحقق المعجزة. فلْيولد أخيرا الشعر الّذي يتبنّاه الشّاعر كأسطورة جديدة للإنسان، لوعيه بكونه ليس في نهاية الأمر إلاّ حيواناً نحوياً يملك روحانية مخدوشة.
و هنا يظهر كيف أن ما يأمله الشاعر هو الشعر : « آخر الواصلين وأكثرهم اقتناعاً : أرمال ارن الذي يحمل الشّعر كلغة أساسيّة، اللغة الأخيرة والوحيدة الممكنة في الرحلة الرّوحانيّة حيث تنهار وتضيع الإنسانيّة المعاصرة، الّتي يعتبَر الذكاء الأكثر تيقظا لديها متأخرا بجيليْن عن وقته، هو البعيد عن ماضيه كما تكون الجثة بعيدة عن زمن حياتها. » – أعثر هنا على نفس التحامل المضمّن في رسالة ارن إلى سيوران. لئن وُجد هذا العنف في «أسطورة الإنسان»، فهو ليس أقلّ كُتوما بفعل عظمة الجروح المتراكمة وقت الحرب. ولكنّ الشّاعر، سواء في المقطع السّابق أو في رسالته إلى سيوران، لا يحابي معاصريه ومنهم شبّان الجيل الجديد الذين لا يجد فيهم لا الطّاقة ولا الإرادة الّلتين ينبغي أن يتحلّى بهما سنّهم. في كلمة واحدة، فإنّ هذا الشّباب المنعوت بـ«المسنّ» لا يستطيع أن «يجازف لحسابه» ولا أن يستلهم من هذا« الصّوت الأزرق» بألف تحوّل وتحوّل.
لنتأمّل مرة أخيرة خاتمة هذه الملحمة، «أسطورة الإنسان»:
« الصّوت الأزرق المرتعش في تردّد على
حافة الشفتيْن
كدمعة في العين، السّلاح في قبضة يد
المحتضر
الصّوت الحجر في العنق الصوت العلقَة
الصوت المُخاط
الصّوت المطبَق داخل الصّوت وصحاري
الدّم […] »
ما هذا «الصّوت الأزرق»؟ ما الذي يميّزه عن «الصّوت الأبيض»؟ كيف يستطيع أن يصبح «الصّوت الحجر»، «الصّوت العلَقة»، «الصوت المُخاط» و«الصوت المطبَق »؟ لعلّها أسئلة بلاغية لأنّ المشكل الحقيقي ليس هنا. إنّه يهم أوّلا الصّوت، ليس فقط صوت الشبّان الّذين لا ينطقون حرفاً أو يتكلّمون دون أن يعنوا شيئاً، ولكنّه أيضاً صوت مشوَّش، شبه منفصل عن العالم الّذي كان يجب على العكس أن يمثله. ذلك أنّ الشاعر يأخذنا في غضب مفرط وجليّ : « […] لكنّنا رجال دون غد، أناس حبيسو هذا الحاضر المُسرع الّذي يعلن بأعلى صوته عمّا نعترف بأنّهم أعضاؤنا (الصّحافة، الرّاديو، الخ.) عندما لا يكونون بتوحشّهم سوى الأعضاء الصوتيّة لمجهول دنِس ومُكتظّ : الصّوت المنسوب إلى المجهول، هذا الهُزء لرعد مخفيّ ؛ نحن هذه الأعين الّتي لا ترى، هذه الآذان الّتي لا تسمع، آخر المعلَن عنهم في الكتابة، جُهلاء عظماء مسحوقون تحت تاريخ ماضٍ محقق ويقين متوفّى، قابعون، مرتعشون أمام مستقبل غائب».
وهذا ربّما ما يقوله لنا وهو يفكّر في أقرانه الّذين لم يفسد أصواتَهم الجنونُ (هولدرلين) ولا الموتُ السّابق لأوانه (نوفاليس) ولا الجنون المضاعف بسوء الفهم المعمَّم ولا حتى اختيار الموت الإرادي (نرفال).
لا غرو أن يعتبَر هؤلاء من أعظم الكتّاب بالنّسبة لأرمال قارن ،طالما كانت حياة هذا الشّاعر الحقيقي، مرتبطة بالشّعر وبالتحديد بالتجربة الحياتيّة للشّعر، تلك الّتي تتمثل، حسب مقولة ابريال بونور الرّهيبة، في « الموت بالعالم ».
ولكن، لا يجب أن ننخدع لأنّ « الموت بالعالم » لا يعني كُره العالم ورفض التعامل بين النّاس. بل يعني، خلافا لذلك، السّكن شعريا في العالم و( تعلّم النظر ) (تعلّم أن ننظر) إلى ضوئه الدّاخلي و(نحبّه ) وحبّه رغم اللّيل الحالك .
——————————-
أيمن حسن