بلياتشو
الحبلُ الذي تدعوني للسيرِ فوقَه
أكثرُ خطرا من انزلاقٍ محتم
في كلِّ الأحوال
هو ليس رحيما بما يكفي
لعبورِ الجهةِ الأخرى من الهاوية
غيرَ أنه حين ينقطع في منتصفها
يُسقطني في العمقِ البعيد
حيث لا مجالَ للتشبثِ بنتوءاتٍ
أو جذعِ شجرةٍ
أو حتى رغبةٍ في العودةِ لفيلمٍ مدبلج
يخفي أصواتَنا
خلف مسوخٍ تدَّعي أنها نحن
أصواتَنا المطرودةَ كتلميذٍ مشاغب
النبيّةَ بلا أنصارٍ سوانا
لم نؤمن بما يكفي
خبأناها داخلَ سيرك
غزلنا حبالَ المرواغة
وألقينا على وجوهنا الألوان
الضجيجُ الذي تخافه
لن يشهدَ السقوط
فموت البلياتشو
أقل ضجيجا من موتِ نبي
والرسالةُ لم تأخذ فرصتَها الكافيةَ
لإيقاظ يهوذا
تلامس
الإحساسُ الذي تحدثه الفقاعاتُ
بباطن كفي
في بِركةٍ من زبدِ البحر
هل للاحتضارِ نشوة؟
تدغدغ خلاياي بفولتاتٍ صغيرة
تشبه كهرباءَ الحب
أعبرها كأني أمر للماء
من بُعدٍ آخر
كلما يقذف البحرُ أنفاسه
ألملم بعضَها
وأربت عليها كقطةٍ أليفة
وحين يصمت الماء
في حدادٍ قصير
تستحيل أصابعي كائنا بحرياً
يحفر في الرمال
ويختبر العالمَ الجديد
يلسعني البردُ أخيرا
أتركُ البِركةً قربَ الموجِ
بلا كفٍ
تهدهد زبَدَ الحياة
صورة
مرسومةٌ بأناقةٍ وتحفّظ
تراوحها بين وقتٍ وآخر
تقفزُ داخلَها كلّما مرَّ عابرٌ
تتشبث بها حين تشتد العاطفة
وفي الطريقِ إلى بيتِك
تربط أحزمةَ الأمان
في صفحةٍ أخرى كائنٌ بلا حراك
تماما حيث رسمتَه
لا يخرج من حدودِه الملونة
لا يقطع الفراغَ الأبيضَ
ولو بذراعٍ تُلَوّح لطائرةٍ عابرة
تخرج به من كراسِ الرسم
على صفحةٍ هاربة
يضفِّرون النيلَ بالأغنياتِ وأدخنةِ النارجيلة
تسبرنا الحكايا
نستقطب الحقولَ من ذاكرةٍ مهملة
ونطارد الضفدع الذي يقفز بالوقت
نقبض عليه في لحظةٍ نابضة
قبل انفلاتته الأخيرة
وحين تفيق السندريلا
تعود لخارطتِك
وأعود لهيكلي المخنوقِ بي
أرقب صورتَك المرسومةَ بأناقةٍ وتحفظ
وكائناً قد يقطع الفراغَ
ربما تمر طائرةٌ عابرة
تلمح ذراعا ممدودة
داخل كُرّاس
.أخيلة مرصودة
تطعن جدران البيت
تخاطب الأشلاء..
للعذراء تقول:
«يا أم المسيح.. هل تدركين فيم أشبهك؟..»
لساعة الحائط:
«أخبط بقدمي، أرقص على شبق الحياة،
ودون خوف تخطفني سعادة عاصفة…
متى؟؟..»
لبقايا قهوته:
«بصمتٍ يتتبع أجنحة الحلم،
يدخل رأس العصفور ويرقب أخيلة الطيران،
يحكم باب القفص بأزرار «الكيبورد»،
ما كان رحبا لم يعد، حتى الحروف التي تطنطن الآن
يتبعها «شاويشٌ» إليكتروني..»
للمرآة:
«العلاقات المنقوصة ضباب يعيق الرؤية،
نعايشه سلمياً بتكسير المزهريات، وطرقعة الأصابع
والموت البطيء..»
للزجاج المتكسر:
«لا مناص من البكاء فوقك..»
لهداياها:
«ما تلك الدمية؟! كبِرتُ يا أمي..»
للحب:
«كُف عن التآمر علينا.. نحن تابعوك المتعَبون»
للرغبة: «أين تختبئين يا ماكرة؟ «
للقلب: «صه» .
…
1