أكتب على بطن هذه الليلة
آمالي.. وليكتب التاريخ على ظهرها
ما كنت أفعل سوى نحت الرمال
وهؤلاء التافهون
يكونون دوما العظماء.
تتزاحم أفكار المادة
وارهاصات الإحساس
ينفجر العقل
فلينفجر هذا الكون أيضا.. رحمة بنا.
على أقل ما يمضغ
الجالس على الرصيف رغيفه في منتصف الليلة
الأخيرة
وهكذا أخبروا أنه
مع الليلة الأخيرة انشطر المتسولون على أرصفة
العالم وتبعثروا غبارا ملأ
الكون حتى أن أرواح صانعي الاسفلت تنفست
صعداءها.. أو كما قالوا.
رحمة بنا فلينفجر..
ذهبت وما صدق حدسي
لحظة أخيرة .. من نحن الآن
ومن هم
اللعنة ، فلا يمكن زج باقي الحديث في قصيدة
ولا رغما عنه
وهكذا حتى هذه لا تطاوع ؛
فلتتكلل بالنجاح مساعيهم
ولتباركهم المادة
جميع أولاك الخونة العظام
وليفخر أبناؤهم
بشرف السلالة
ولنصفق طويلا طردا للبلغم المر أسفل الحلق
.. لتكبر قافلة أحلامنا
ولينتهي زمن القصائد والحديث
وليبتدئ زمن الذي لا نعرفه .
هيا فقد أزف الرحيل
دقت نواقيس النهاية
أن لا مجيب لهاتف الليلة
أذن مؤذن صلاة العشاء الأخيرة
ولم يتخلف أحد
والآن قبل اذن العالم
الذي لم يستأذن المسيح في التأريخ باسمه
أريد أن أشارك الجميع في البكاء
أن أرفع فوانيسي التايلندية عاليا
وأدق طبولي كالشرق الأقصى مائة وثماني مرات
وأبهرج قاطرتي كما يفعلون بأرض الطهارة
وأرمي سيفي عاليا في الهواء لأستقبله بصدري
بهذه القصيدة
لأكون في آخر القطار
ألوح لما مضى
وأموت قبل أن يأتي الآتي.
لمن هذا
الصفحة تكشف مرة واحدة
تبهج نفسا واحدة
وتنطفئ
فلتنطفئ ايها الطيب … المتنبي
ولنمض نحن لنحقق نبوءتك
لنمض فقد اكتمل النصاب
ومما ليس منه بد لابد.