سيّان
سيّان عندي،
إن بكتْ روما
أو بكى نيرون.
سيّان عندي من تكون
تلك التي تدنو إليّ تثاقلا
بين سيقان القصب،
حبيبتي،
أم جدّتي
أم بغلة ناءت بأكياس العنب.
لا فرق عندي اليوم،
إذ عمّ الخراب وحامت الغربان،
وردة في كأس ماء
أو نبتة الصبار في سطل الدهان.
سيّان عندي في مقامي المرّ هذا،
زمهرير الليل
أو قيظ النهار،
تفاؤل زوجتي بحياتها
أو أنها قد فكّرت في الانتحار.
سيّان عندي،
إن خطا جند العدوّ
على شوارع حيّنا
أو مشى الثوار.
سيّان عندي،
عزلة، ضجر وبؤس
أو ثرثرات مع حبيبي
في صبا أيار.
لا فرق عندي من يؤانس وحدتي،
ذئبة في غرفتي تعوي
أو عندليب رائع،
إذ ينتشي
تنجلي بغنائه الأسرار.
سيّان عندي،
لو أحرقت شمس الظهيرة بيدري
أو نسمة
تمضي على أرضي
مشبعة بأمطار النهار.
سيّان عندي يا صديق،
إن كنت من أحفاد آل البيت
أو كنت من
نسل الرقيق.
لا فرق عندي من يسود،
عرب، مجوس، مسلمون،
ترك، تتار، ملحدون،
أو يهود.
مصالحة
أريد أن أصالح الجميع،
أبكي القتيل ساعة،
وساعة
أحتسي الشاي مع قاتله.
أريد أن أكون
أخاً لكل كائنٍ،
أهادن الفئران والقطط،
أيائل الحقول والنمور
وأزرع الأشواك في
حديقة الزهور.
أريد أن أصادق الغبيّ والذكيّ
والغنيّ والفقير
والجبان والجَسور
وأنتشي بالحزن والسرور،
وأرتضي العقاب والثواب
في ساعة النشور.
أريد أن أصلّي في المسجد
الكبير،
وأن أضيء شمعة في
مذبح الكنيسة،
وأسمع الوصايا في
معبد اليهود.
أريد أن أسامر الخطّاّء
والعفيف
وأعشق الفصول كافة،
الصيف والشتاء والربيع
والخريف.
أريد أن أبجّل الرحمن
أريد أن أهادن الشيطان
وأن أكون مؤمنا
وملحدا في آن.