ذاكرة
من ألف لون
سحبت نسيج وجهك
هممت أخبئ وجهي فيه
تماهت الملامح.
والتجاعيد
وما أمسكت إلا رمال الوقت !
كل هذا النأي بين صوتي وصوتك
يسرد حكايات تعب وأهات
حين تقفل البلاد أبوابها دوني
وأسقط أمام رماح المهزومين
لا صوت يأتيني
لا حنين يشعل حنجرتي
وأنا أنقب عند الجسور المعلقة
عن بديل للعمر والتيه …
هل تكون مقصلتي الأخيرة
وبقايا رماد تعفن في الذاكرة؟
لو أستطيع عبرت الريح
وألجمت الأفق بالأفق
لا حزن يكسر دمعتي
لا صباح يوقظني
نمت وأهل الكهف ينتظرون
حلم عودة إلى عينيك
والرماح مهزومة …
يهزني تشظي الألوان
قضيت دهرا أجمعها
أحييها
وأتلفها
وما رقد في قعر العين
الا بلاد أقفلت أبوابها دوني!
رحيل
علام أصحو غدا
وصوتك مبعثر بين أشيائي
كتبي
وأوراقي…
لمن أحضر كل الأحلام ، كل
الحكايات
وأسرد خواطر أيامي
أحيك الجوارب والطفولة
أسرق من عينيك صلاتي
في رحيلك سكتت بلابلي
هاجرت كل الجهات
أواه لمن أحكي بعد اليوم عن القمر
في غربة شدت قوسها إلى صدري
نقشت حناء تروي ظمأ العروق
خطوطها السمر تحزنني
تعيد تشكيل ذاكرتي، ترهقني
يبتل قرص الشمس
يبكي ويسكنني
أرتق جرحا أجوف في أحشائي
ألوح للتراب
يكبر ثقب القلب ويدفنني !
رندة العزير( شاعره من لبنان)