الشمس على جفني تنام
مثل حوذي
يجلد النار على بابي القديم
وجداول الطرقات أعصفها
بخف كنت أحمله
أيها التائه..
مثلك وزع للحانات من دمه
فأشهد قسمة الباقين
وتوارى بكائناتك
الليل ينزف من تراتيل النبوءات
كنهر الخرافات مثلك
موعدك الآن في أن توقظ
شيطانك
فالمازوشية كرة أنت الرابح فيها
لا تستدير بنظرك
فهذا الضوء المتلاشي
سوف تلمس فيه
ربيعك المتساقط
وتلحق به حتى الموت
الغيوم بددت أشلاءها
والموج كالنار أسفل قدميك
ومن خرافات توارثها
مشهد الليلة كالسنة القديمة
رغائبك تندفع كنسر أسحم
تطبق أفقك بمنقارها
ترقص بحثا عن المجهول
أي شيء أنت منه
التسول، الطرقات، الحرية، …
على الشاطيء الموبوء
تحلم بالتبغ والنساء
وقطيع المارة حيث ينثرون الشتائم
كزوبعة تمشط صفو المكان
المدينة مطرقة
تهوي على رأسي
ثم تبحث عن ركامي بين مقرة وأخرى
هل يحملني البكاء بقبرات
وبأجيال متوارثة
أنا الخاسر..
ومضة هاربة
وهذا الدوي صدى الروح
لا يحتمله غد
فالعمق في الطرقات مغب
والرمل يجفف الصمت الطواف
دمي ممهور بخطيئتي الأولى
وبهمومي الصغيرة
على الشرفة
أتمدد وحيدا على أطراف أخيلتي
أحدق في المجهول
المنبثق من شبق العتمة
هكذا تطاردنا المدن
حيث لا يأوينا إلا ما فقدناه
قبل الطلق
يحيى الناعبي (شاعر من سلطنة عمان)